![]() |
العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الجزء الأول
على ارتفاع أكثر من ( 47 ألف) قدم يعلن المذيع الداخلي للطائرة ربط الأحزمة، والتهيؤ للهبوط. فنحن الآن على مقربة من مطار (هيثرو ) الشهير بالعاصمة البريطانية ( لندن).. مرت اللحظات سريعة ،وسرعان ما توقفت الطائرة ،وبدأ الركاب فيها بالنزول واحدا إثر الآخر ،كعربات قاطرة فخارية بمنجم فحم .. فتحت الخزانة في الأعلى من مقعدي ،وسحبت منها شنطتي الصغيرة ،والتي فيها أهم محتوياتي النفيسة... تحركت بعدها مسرعا نحو الباب ، يدفعني شوق عارم لهذا البلد ، والحياة المستقبلية التي تنتظرني فيه ، وبعيد استكمال الإجراءات الجمركية ،واستلام بقية أمتعتي.. توجهت نحو بوابة الخروج الرئيسية بالمطار ،وعلى الفور استوقفت سيارة لموزين ،وطلبت من سائقها أن يقلني إلى فندق ( بيد فورد) بالقرب من متحف لندن .. وضعت أمتعتي في المقعد الخلفي ،وركبت إلى جانبها ، وانطلقنا نبحر في الطرقات ، ونسابق السحب الخفيفة المتقطعة من فوقنا .. وبما أن هناك متسع في الطريق، ومسافة غير قصيرة بين الفندق وذاك المطار ، فضلت قطعها بالاستماع لقيثارة الأغنية العربية الراقية الفنان العراقي (كاظم الساهر)وعلى الفور سحبت أحد ألبوماته العتيقة ، من علبة خاصة احمل بها مجموعة من أغانيه الرائعة، واطلب من السائق وضعه بالمسجل الإلكتروني الخاص بالسيارة ،واحني ظهري للخلف ، مسدلا رأسي على كتِفـَيّ ، ومسترخيا تماما مع ترانيم صوته الأخاذ ، وكلمات أغانيه الفاتنة ، للراحل ( نزار قباني) كلمات ليست كالكلمات.. هو من قالها في إحدى قصائده العظيمة ،والتي تغنت بها المطربة اللبنانية ( ماجدة الرومي) أجل إنها مجموعة من الصور والمشاهد السينمائية المتحركة، وتفاصيل من البرونز المطلي بالذهب على حائط اللغة لهذا الدمشقي المجنون.وفي نقطة العمق من الاستغراق الكامل والغيبوبة المطلقة، قاطعني صوت سائق الأجرة بقوله وصلنا سيدي وحمدا للرب على سلامتك.. شكرته، وودعته بابتسامة مشرقة، حاملا معي أمتعتي إلى داخل الفندق، ومن ثم متوجها إلى غرفتي الخاصة في الطابق الثالث. هناك وعند دخولي لها أول مرة لفت انتباهي ضوء الشمس المتناثر داخلها عبر الستائر المخرمة في النافذة ، وبما أن الوقت قريب من الغروب فضلت وقبل كل شيء أن استمتع بهذه اللحظات العابرة ، ففتحت النافذة وبدأت ارقب قرص الشمس الملتهب وهو معلق على حافة المدينة كعملة ذهبية قديمة على قماش أزرق باهت... الطيور تتهافت على الأشجار من كل صوب وحدب في حديقة الفندق الصغيرة ، ومساء بارد يرتعش من صمت الأفول ، وحفلة ألوان يطرزها الشفق على واجهة المباني الغربية ، منظر شاعري رائع جدا لكنه سيزول بعد لحظات مثله مثل أي شيء مبهج في الحياة. فاللحظات السعيدة دائما ما تكون قصيرة..أغلقت الشباك ،وفتحت الإضاءة الداخلية للغرفة، وجلست ارتب ملابسي، وأغراضي التي أحضرتها معي، ثم توضأت وصليت العشاوان جمعا..تناولت بعدها وجبة العشاء، ثم قررت أن أخلد للنوم بعد عناء يوم طويل وشاق عبر رحلة استمرت لأكثر من أربعة عشر ساعة ما بين ( القصيم ، الرياض ، لندن ) استسلمت أخيرا للنوم دون مقاومة ،وفي الصباح الباكر استيقظت على صوت المنبه، فتوضأت وصليت صلاة الفجر ، ثم بعدها بساعة تناولت وجبة الإفطار مع كوبا من الحليب ، وبدأت بعدها استعد للخروج. فلدي مهمة لا بد من انجازها بأسرع وقت، وهي البحث عن شقة مناسبة للسكن، فهناك أمامي عدة شهور للبقاء هنا ، ولا طاقة لي بالعيش داخل هذه المساحة الصغيرة ،وبين هذه الحيطان الأربع ، وقبل الخروج قررت أن اذهب لغرفة الاستقبال للاستعانة ببعض العناوين التي قد تختصر علي الوقت ،وتريحني من عناء البحث والسؤال .. اقتربت من العاملين بالاستقبال وألقيت عليهم تحية الصباح ، واخترت أن أتحدث مع تلك الفتاة الأنيقة التي تقع على الطرف الأيمن، لعدة أسباب أهمها أنها غير مشغولة حاليا بخدمة أحد من النزلاء..وقفت أمامها كعامود رخامي يحكي إرثاً تاريخيا ،وطلبت منها أن تزودني بأسماء وعناوين بعضا من وكالات خدمة الشقق ، ابتسمت ابتسامة تنبئ عن حرج ،واعتذرت من عدم إسداء هذه الخدمة لي بسبب جهلها التام بهذه الوكالات ، ثم التفتت إلى زميلها المجاور ،واستنجدت به حيث أخبرته عن طلبي هذا ،والذي بدوره اتصل بصديق له خبرته الخاصة في هذا المجال، وبعد إنهاء المكالمة أعطاني ما يمكن كتابته من عناوين على ورقة صغيرة .. شكرت الجميع وانصرفت في حال سبيلي، وعند المدخل الرئيسي للفندق وقفت ارتدي معطفا جلديا يقيني لسعات البرد ،وقبعة إنجليزية من الصوف فأنا لم اعتد بعد على مثل هذه الأجواء الباردة... بعدها خرجت للشارع واستوقفت سيارة أجرة ، وتوجهت على العنوان الأول، ومن العنوان الأول للعنوان الثاني، ثم الثالث دون فائدة ،وعندما شعرت بالتعب والإرهاق ،وتملكني الجوع ،طلبت من سائق السيارة أن يقودني إلى مطعم فاخر أجد فيه بعض الهدوء ، وشيئا من الراحة التي أنشدها بحيث يكون في المناطق التي تقع على طريقنا نحو الفندق،وذلك لتناول وجبة الغداء.قال لي :لك ما تريده يا سيدي، ولكني أقترح عليك الذهاب إلى مطعم (كافي روج) فهو غاية في الجمال، وستجد فيه راحتك التامة، ولكنه في جهة أخرى غير التي نسير بها قلت له لا بأس ، وحسنا فعل بي إذ صادفت في المطعم أحد الأخوة العرب المقيمين في لندن ويدعى (قاسم أيوب) من دولة ليبيا الشقيقة .. تعرفنا على بعض وعرضت عليه بعد الغداء ونحن نشرب الشاي على طاولة نائية في أحد زوايا المطعم مشكلتي مع السكن. فوعدني أن يقدم كل ما يستطيعه من مساعده وأن يجتهد كثيرا في خدمته لي ... استأذنت منه بعد ذلك ، وغادرت المطعم أمشي على قدماي ، متنقلا من رصيف إلى رصيف،ومن شارع إلى شارع..أراوغ العابرين بجسدي .. وأحاورهم بنظراتي.. اقفز تارة، وأهرول تارة أخرى كفراشة ضوء تعبث بها رقائق النسيم.. كقطرات ماء تتطاير من حوض شلال أفريقي ، وبينما أنا على هذا الحال يباغتني المطر ، وأقرر العودة للفندق . ي ت ب ع
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الله يعطيك العافيه
|
#3
|
||||
|
||||
![]() أرحب بكم أخي صالح الحمود في قسم القصص والروايات
كما أشكركم على هذه القصة الرائعة قصة ذات أسلوب وسرد جميل ومشوق وذات دلالات لغوية رائعة أرجو أخي الكريم تكبير الخط بحجم 5 حتى يتسنى قراءتها بسهولة ويسر وبانتظار الجزء الثاني تفضلوا بقبول فائق الاحترام أخوكم حسن خليل
|
#4
|
|||
|
|||
![]() الكتالوني
أهلا بك وسرني حضورك حسن خليل حضورك يهمني كثيرا ورأيك أعتز به لك محبتي وشكري ولك ما طلبت
|
#5
|
|||
|
|||
![]() (2)
في اليوم التالي يوم 02/ديسمبر/ من عام 2001م وعند الواحدة ظهرا يتصل بي قاسم أيوب، ويطلب مني الحضور على عجل إلى منزله حيث أخبرني بوجود شقة جميلة بموقع رائع وهي الآن شاغرة .. فرحت كثيرا بهذا الخبر الجميل، وطلبت منه إعطائي مهلة ساعة لأكون لديه... أغلقت السماعة ،ولبست هندامي، وخرجت استبق عقارب الساعة حتى أتيته ،ومن منزله انطلقنا مباشرة إلى الشقة، وألقينا عليها نظرة شاملة، ومتفحصة. وبالفعل كانت جميلة جدا ، وعلى قدر من الروعة، ولمساتها الديكورية آية في الجمال ، وأهم ما يميزها سقف صالونها المجوف بالجبس والذي يجسد الطابع المعماري الأسيوي الحديث ، بالإضافة إلى مدفأة رخامية فائقة الجمال... أعجبتني كثيرا ، وأنهينا كافة إجراءات تسجيلها لدى الجهة المختصة. وفي نفس اليوم نقلت إليها جميع أمتعتي الموجودة في فندق (بيدفورد)، وقررت أيضا أن اعمل في نفس اليوم حفلة عشاء مصغرة مع صديقي قاسم أيوب ابتهاجا بهذه المناسبة ، فذهبت لأحد المجمعات التجارية القريبة.. لشراء بعض المستلزمات من مواد غذائية وغيرها واذكر أنني صرفت ما يفوق (600) جنيه إسترليني قيمة هذه المواد... لقد اشتريت كل ما أظن أني بحاجته من مستلزمات، وتوجهت أدفع العربة نحو كابينة المحاسبة. كان أمامي سبع ممرات تزدحم بالمتبضعين.. سلكت رقم (4) ودفعت قيمتها للمحاسب الذي قال لي : بإمكانك يا سيدي أن تذهب لمنزلك وتترك لنا العنوان لنقوم نحن بإيصالها لك ، وبالوقت الذي تحدده.أعطيته العنوان، وغادرت المجمع إلى المنزل مباشرة ، وبعد أقل من ساعة تقريبا يدق جرس الباب، وفورا عرفت أن بضاعتي قد وصلت. نهضت مسرعا ،وفتحت الباب، وكان أول ما رأيت فتاة جميلة، متخمة بالأناقة، والبهاء.. تقول عفوا هل هذا هو منزل السيد صالح ..؟ قلت أجل هو .. نادت برجل من خلفها وطلبت منه إدخال السلع برفق تام .. طلبت منها أن تستريح على الكنبة في الداخل بدلا من وقوفها الذي قد يطول على الباب. فاعتذرت بلباقة قائلة إن طبيعة عملها لا يسمح لها بذلك ... دقائق معدودة وانتهى الأمر، وقبل مغادرة فريق التوصيل قامت هذه الحسناء بإعطائي كرتا خاصا بذاك المجمع التجاري الذي تعمل لديه يحمل اسمها ، ورقم تلفونها ،فقد أخبرتني أنها تدير عملية توصيل، وتوزيع سلع المحل للمنازل الواقعة في هذه المنطقة، وبإمكاني طلب ما أريده من حاجيات منها مباشرة دون عناء الذهاب إلى السوق. ثم قفلت عائدة من حيث قدمت متمنية لي قضاء ليلة سعيدة ... أغلقت الباب من خلفها وقرأت اسمها الموجود على الكرت، ثم وضعته على طاولة صغيرة بجواري... اسمها ( سلفيانو)...!! اسم جميل، وغريب، لفتاة فائقة الجمال، والأنوثة.. لفتاة مهذبة جدا، وجادة كل الجد في عملها أكثر مما يتخيله الرجل الشرقي... لقد ارتسمت كل ملامحها بما في ذلك جزئيات جسدها الدقيقة في مخيلتي. من بعد ذهابها بوقت كافِ لكتابة قصيدة غرامية، يحضر صديقي (قاسم أيوب) ومعه هدية بسيطة أحب أن يشاركني بها هذه المناسبة السعيدة... رحبت به كثيرا، وشكرت نبله معي ،وموقفه الإنساني الذي لا أنساه له ، ثم ذهبت أعمل له كوبا من النيسكافيه، وبدأنا نتجاذب الحديث فيما بيننا كما يتجاذب لاعبوا الصين الأبدان شد الحبل، في ساحة مليئة بالهتافات، والتصفيق، قبل أن يخيم عليها الهدوء نظير فوز أحد الفريقين وخسارة الآخر. ولعل أكثر ما تركز عليه حديثنا هو عن هذه الفاتنة ذات العينين الزرقاوين، والشعر الأشقر المجعد، والجسد المشبع بالفتنة... وهكذا بقينا نتسامر حتى حلول منتصف الليل، ليستأذن بعدها قاسم أيوب منصرفا إلى مأواه، أما أنا فبقيت وحدي أقلب دفاتر أشعاري ، واعبث بالكلمات ، وأتقلب على جنبي ، مرة ذات اليمين، ومرة ذات الشمال، كوشوشة عشق تدور بين عريسين..ما لبثت بعدها أن اقطع هذه الحالة من الفوضى إلى حالة روحانية أعشقها جدا،وذلك بالقيام بفتح شباك نافذتي المشرعة على السماء حيث كانت صافية ، ومرصعة بالنجوم ، والقمر فيها بدرا يتلألأ ، ويتدلّى وسطها ،كميدالية فضية على صدر سباحة أثيوبية تعتلي منصة تتويج .. منظر رائع ، ولحظة تأمل صامتة من على هذه الشرفة ،وليلة من أجمل الليالي .. هكذا انقضت ليلتي الأولى في سكني الجديد . ي ت ب ع
|
#6
|
||||
|
||||
![]() أخي الفاضل صالح الحمود
أشكرك جزيل الشكر على تعاونك معي بما طلبت. لقد أتحفتنا بالجزء الثاني عبر الكلمات المعبرة والاسلوب المشوق لأحداث القصة لدي سؤال أخي الفاضل هل ورد اسم صديق قاسم أيوب في القصة والذي تدور معظم أحداث الجزء الثاني عليه؟ وختاماً أكرر شكري وتقديري لكم على تعاونكم وطرح الجزء الثاني بهذا القدر اليسير. ولكم تحياتي حسن خليل
|
#7
|
|||
|
|||
![]() أستاذي حسن خليل
اشكر متابعتك ، وإطرائك الجميل وتشريفك لهذا المتصفح لأكثر من مرة وصدقني لو قلت لك أنني لم أفهم مراد سؤالك جيدا اعذر سذاجتي وارجو التوضيح منك أكثر دمت بخير
|
#8
|
||||
|
||||
![]() أخي الفاضل صالح الحمود هذا واجبي وأنا سعيد بقراءة ما تنقله من روائع في اليوم التالي يوم 02/ديسمبر/ من عام 2001م وعند الواحدة ظهرا يتصل بي قاسم أيوب، ويطلب مني الحضور على عجل إلى منزله حيث أخبرني بوجود شقة جميلة بموقع رائع وهي الآن شاغرة. من هو قائل هذا الكلام المذكور أعلاه؟ هذا ما قصدته في سؤالي. دُمت بحفظ الله ورعايته.
|
#9
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
![]()
أستاذي / حسن خليل قبل كل شيء أريد أن اخبرك بأن هذه القصة من إنشائي وليست منقولة كما توهمت. الأمر الآخر وردا على سؤالك :من هو قائل هذا الكلام المذكور أعلاه؟ هذا ما قصدته في سؤالي أقول لك أن بطل القصة وصاحب هذا السرد هو القائل لك محبتي وتقديري العظيم
|
#10
|
|||
|
|||
![]() الجزء الثالث
وفي اليوم الثاني أصحو على جرس المنبه، وأول ما أقوم به بعد تأدية شعائري الدينية... إجراء مكالمة دولية على الأهل في القصيم ،اطمأننت من خلالها عليهم ، وطمأنتهم كذلك على وضعي في لندن ، بعدها ذهبت على عنوان خاص لبيع القطط حيث اشتريت قطة بيضاء، كثيفة الشعر ،مفعمة بالحيوية، والنشاط وأسميها على الفور( نانسي) وفي طريقي عائدا أمر على محل صغير لبيع الحلويات، والمعجنات، واشتري منه ما طاب ولذ، ثم أكمل المسير للمنزل، وانشغل بطهي الغداء، وترتيب البيت، ليقع بيدي كرت السيدة سلفيانو. وانشغل بها عن كل شيء كان بيدي، واجلس أتذكر ما ينقصني من أغراض، وأدونها بورقة مشروحة بقيت من إرث ليلتي الماضية وذلك لكي أجد طريقة سريعة ومهذبة للوصول إليها، والالتقاء بها مرة أخرى،ثم أقوم على وجل مع ارتباك شديد ، وتسارع في نبضات القلب بطلب نمرة تلفونها . .
رن ... رن ... رن ــــ ألوووو ــــ السيدة سلفيانو ؟ ـــ نعم أنا سلفيانو من المتحدث معي ؟ ـــ معك السيد صالح صاحب المنزل رقم (....) من منطقة ( ......) ـــ أهلا بك يا سيدي الآن عرفتك. ـــ تنقصني بعض الأشياء وأتمنى منك توفيرها. ـــ لك ما تريد، هل أخبرتني بنوع السلع التي تود إحضارها؟ ـــ أريد منشفة، وعلبة من الزبد، وكذلك علبة حليب مجفف. ـــ حسنا سأجلبها لك على الفور. ـــ شكرا لتعاملك الراقي معي. ـــ العفو سيدي. ما أن سمعت الجملة الأخيرة منها حتى أغلقت السماعة، واستلقيت على الأرض أفكر في أمر هذه التحفة البشرية النادرة.. أشعر بشيء ماء تجاهها ..!! وأشياء أخرى تجتاحني.. وخيول غزاة تركض في أوردتي.. وبدبيب حبيبات (ألق) فوق جبيني .. أشعر بالسماء تفترش صدري.. وتنمو عليها حقول خضراء من القمح، واللوز، وقصب السكر.. هل هووو (ا..ل ..ح ..ب) ..؟؟ ما بين الخوف منه والرغبة فيه نقطة سائبة تحت الأرض... هل هي بذرته !! آه يا وجعي. ما أروع نزار عندما قال : نهار زرتني .. حدثت قشعريرة في جسد الأرض وسقط في مكان ما .. نيزك مشتعل.. حسبهُ الأطفال فطيرة محشوة بالعسل وحسبته النساء.. سوارا مرصعا بالماس.. وحسبه الرجال.. من علامات ليلة القدر.. وحين نزعت معطفك الربيعي وجلست أمامي.. فراشة تحمل في حقائبها ثياب الصيف .. تأكدتُ أن الأطفال كانوا على حق.. والنساء كنَّ على حق.. والرجال كانوا على حق.. وأنك.. شهية كالعسل.. وصافية كالماس.. ومذهلة كليلة القدر..لله در حروفك يا نزار. ما زلت مسجى على الأرض، يتخللني صمت قاتل...!! أفكر مليئا بها، وكيف يمكن أن اصنع في لقائها هذه المرة..؟ وكيف لي أن اجعلها تتخلى عن رسميتها ،وجديتها في العمل..؟ وآليتها في الحديث ..؟ كيف .. وكيف .. وكيف..؟؟ عدة استفهامات قطعها صوت أباجورة خزفية سقطت على الأرض، وتناثرت أشلائها على الرخام بفعل قفزة عشوائية قامت بها المزعجة(نانسي)... قمت اجمع القطع المتناثرة هنا وهناك، ثم وقفت أمام المرآة أحلق ذقني، وأفرش أسناني.. لبست بعدها ما يليق باستقبال سيدة الضباب ، وبللت وجهي بأفضل العطورات ، وسرحت شعري القصير على طريقة الطليان ، وجلست أنتظر قدومها بشوق بالغ. ولم يدم انتظاري طويلا فقد حضرت أخيرا ... فتحت لها الباب ،ورحبت بها بحرارة. فقد حضرت هذه المرة كما يبدو لوحدها، ربما لأن الطلبات قليلة..! وكالعادة وقفت على الباب تنظر إلي نظرات ملئوها الاستغراب، وأنا أشير بيدي إلى الداخل للتفضل بالجلوس، ريثما أحضر مبلغ هذه الطلبات مشدوهة بنبرات صوتي..!! وكلماتي المتعسرة ، ونظراتي الخجولة نحوها ،وربما شعرت بما وقع في قلبي تجاهها ،وبالتأكيد لمست ذلك من خلال ارتباكي الفاضح أمامها وأنا أتوسل إليها بطلبي هذا.. اعتذرت بلباقة كما فعلت بالأمس معي، ولكني ألححت عليها بالدخول، وأخبرتها أن بقائها على الباب ليس من شيمنا العربية، ولا من أخلاقنا الكريمة مع ضيوفنا. قالت: إذا أنت عربي! قلت : نعم قالت: من أي البلاد العربية أنت ؟ قلت : من المملكة العربية السعودية. قالت: أصدقك القول يا سيدي تملكني رغبة شديدة لزيارة بعضا من مناطقكم العربية، لما فيها من بعض المعالم التاريخية، والأثرية. هذه الكلمات كانت تتفوه بها وهي في طريقها إلى الجلوس بالصالة المعدّة لاستقبال أضيافي ، وعند جلوسها استأذنتها قليلا لإعداد كوبا من القهوة كعادة متجذرة لدينا ، وأولوية لا يسبقها كرم .. دخلت المطبخ وأعددت القهوة ، مع كوبا آخر من الماء، وقطعة صغيرة من الكيك ، ثم حملتها على طبق معدني إليها حيث تجلس في الصالة.. لأجدها وقد احتضنت تلك القطة الشقية( نانسي)وأخذت تلاعبها ، وتمشط شعرها الكثيف بأنامل يدها ، قائلة لي وأنا أهم بالجلوس: قطتك هذه جميلة، وذكية.قلت :ولكنها لا تبدو شيئا أمام جمالك المبهر،وحسنك الفاتن ، مما جعل وجهها يصطبغ بحمرة شفافة من الخجل .. شكرتني على مجاملتي اللطيفة لها ، وإنقاذا للموقف، والحرج الذي أوقعتها به، باشرتها بسؤال مفاجئ قلت لها: هل أنتي من مدينة لندن..؟ أم أنتي هنا للعمل فقط ..؟ قالت: أنا بلغارية، وأقيم في لندن منذ ثلاثة أعوام، وأعمل في نفس المجمع، قلت مازحا : إذا نحن غرباء يجمعنا القدر في مدينة الضباب..! أطرقت برأسها مبتسمة، وألقت خلال ذلك نظرة خاطفة من أعلى الكوب عليّ حيث أجلس أمامها.نهضتْ بعدها كالملدوغة ، واستأذنتني بالخروج ،قائلةً :إن ورائها جدول عمل طويل ومليء بالطلبات ،شاكرة ومقدرة كرمي ولطفي الكبير معها. غير أنني لم أفوت عليها طرح هذا السؤال وهي تهم بالخروج إذ قلت لها:هل تعيشين وحدك يا سيدتي في لندن..؟ كما هو الحال بالنسبة لي،أم معك من يؤنسك في وحدتك ؟ قالت: لا بل وحدي . قلت: الوحدة مع الغربة قاتلة. أعانك الرب يا سيدتي.. شكرتني مرة أخرى، وانصرفت أكثر أنوثة، ورقــة، وإشراقا من ذي قبل ... أما أنا فجلست أتمعن في تفاصيل لقائنا هذا، وأخذت أفسر ، واحلل كل حركة كانت تصدر منها على أنها نتاج نفسي لشيء ماء، ووراءه ما وراءه. فلدي حالة استشعار قوية(رادار) استطيع من خلالها سماع حتى الموجات(فوق صوتية) التي تنبعث عادة من القلب ، وتومئ بها الأطراف... أخذت أيضا استرجع مقاطع من كلماتها التي أخذت تتدفق في مسامعي كأنشودة شلال الجدران السبعة في (لنكاوي) .. كخيط ضوء هارب من نجمة بعيدة ..كامرأة تركض على الثلج يتلوها امرأة.. يتلوها امرأة.. يتلوها هزات خفيفة
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |