السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في المنام
رويت هذه العبارة عن التابعي الجليل محمد ابن سيرين رحمه الله مفسر الرؤى المعروف حينما سئل عن رؤى تفزع صاحبها وتخيف من رائها ويخشون على أنفسهم أن تكون نذيراً بأذى يصيبهم فقال ( أتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في منامك ) ومعناها أن تقوى الله والخوف منه في السر والعلن تمنع عن المسلم أي أذى يمكن أن يصيبه في أي رؤيا يرها حتى لو كان ظاهرها شر .
يقول ابن حجر : ( فالصالح قد يرى الأضغاث ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منهم بخلاف عكسهم فإن الصدق فيها نادر لغلبة تسلط الشيطان عليهم ) .
قال الله تعالى{ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } أي من يبعد عن الله يهيئ له قرين ملازم له في يقظته وحال نومه .
ومن الأحلام المزعجة الجاثوم أو ما يسمى شلل النوم وهي تحدث بسبب تسلط الشيطان على الإنسان ومضايقته له في النوم فعلى المسلم أن يقترب من الله تعالى وأن يبتعد عن المعاصي وأن يلتزم بأذكار النوم وآدابه حتى ينصرف عنه الشيطان وأن يدعوا الله حتى لو كان سببها مشكلة نفسية فعليه القرب من الله واللجوء إليه .
( أحفظ الله يحفظك ) فإذا حفظت الله حفظك الله من كل شر وليس من الشيطان أو في حال النوم فقط بل في كل أحوالك .
يقول ابن سيرين رحمه الله " ما غشيت امرأة قط في نوم ولا يقظة إلا إمرتي أم عبدالله فإني أرى المرأة لا تحل لي فا صرف بصري عنها " .
فأي حال غلب على هؤلاء حتى تحكموا في لحظات نومهم يقول احدهم ليتني اتق الله في اليقظة كما كان ابن سيرين يتقيه في منامه .
فمن غض بصره عن الحرام أطلق الله نور بصيرته ومن غض بصره اليوم أطلقه غداً في الجنان في الحور الحسان فكيف يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
فأتق الله في عينك وأد شكر تلك النعمة قبل أن تسلبها واعلم أن الله ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُن ِوَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾(غافر:19) من سرح ناظرة أتعب خاطرة .
كانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وعن والدها والصحابة أجمعين تدعو وتقول : ( اللهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة غير كاذبة نافعة غير ضارة ) .
فالرؤى الصالحة من المبشرات قال تعالى: (( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ... )) سورة يونس 64 قال المفسرون البشرى الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له وأعظم البشرى روية الحبيب عليه الصلاة والسلام على هيئته الشريفة فلا يوجد قاعدة شرعية من فعلها رأى الحبيب عليه الصلاة والسلام في المنام ولكن لعل حبه وحسن إتباعه والدعاء برويته في المنام والصدق في ذلك قد تكون من الأسباب التي يمن الله فيها على عبده بروية النبي صلى عليه وسلم .
نسأل الله أن نكون من المتقين وأن يرينا في منامنا ما تقر به أعييننا حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وأن يجمعنا به في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
منقول