![]() |
العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ولدت الشاعرة نازك الملائكة في بغداد عام 1923م ، ونشأت في بيت علمٍ وأدب ، في رعاية أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق أم نزار الملائكة وأبيها الأديب الباحث صادق الملائكة ، فتربَّت على الدعة وهُيئتْ لها أسباب الثقافة . وما أن أكملتْ دراستها الثانوية حتى انتقلت إلى دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 بدرجة امتياز ، ثم توجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة من معين اللغة الانكليزية وآدابها عام 1950 بالإضافة إلى آداب اللغة العربية التي أُجيزت فيها . عملت أستاذة مساعدة في كلية التربية في جامعة البصرة .
تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، بالإضافة إلى اللغة العربية ، وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد ، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا . مثّلت العراق في مؤتمر الأدباء العرب المنعقد في بغداد عام 1965 . آثارها : لها من الشعر المجموعات الشعرية التالية : & عاشقة الليل صدر عام 1947. & شظايا ورماد صدر عام 1949 . & قرارة الموجة صدر عام 1957 . & شجرة القمر صدر عام 1965 . & مأساة الحياة وأغنية للإنسان صدر عام 1977 . & للصلاة والثورة صدر عام 1978 . & يغير ألوانه البحر طبع عدة مرات . & الأعمال الكاملة - مجلدان - ( عدة طبعات ) . ولها من الكتب : & قضايا الشعر المعاصر . & التجزيئية في المجتمع العربي . & الصومعة والشرفة الحمراء . & سيكولوجية الشعر . كتبت عنها دراسات عديدة ورسائل جامعية متعددة في الكثير من الجامعات العربية والغربية . &نشرت ديوانها الأول " عاشقة الليل " في عام 1947 ، وكانت تسود قصائده مسحة من الحزن العميق فكيفما اتجهنا في ديوان عاشقة الليل لا نقع إلا على مأتم ، ولا نسمع إلا أنيناً وبكاءً ، وأحياناً تفجعاً وعويلاً " وهذا القول لمارون عبود . ثم نشرت ديوانها الثاني شظايا ورماد في عام 1949 ، وثارت حوله ضجة عارمة حسب قولها في قضايا الشعر المعاصر ، وتنافست بعد ذلك مع بدر شاكر السياب حول أسبقية كتابة الشعر الحر ، وادعى كل منهما انه اسبق من صاحبه ، وانه أول من كتب الشعر الحر ونجد نازك تقول في كتابها قضايا الشعر المعاصر " كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947 ، ومن العراق ، بل من بغداد نفسها ، زحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله وكادت ، بسبب تطرف الذين استجابوا لها ، تجرف أساليب شعرنا العربي الأخرى جميعاً ، وكانت أول قصيدة حرة الوزن تُنشر قصيدتي المعنونة " الكوليرا " وهي من الوزن المتدارك ( الخبب) . ويبدو أنها كانت متحمسة في قرارها هذا ثم لم تلبث أن استدركت بعض ما وقعت فيه من أخطاء في مقدمة الطبعة الخامسة من كتابها المذكور فقالت :عام 1962 صدر كتابي هذا ، وفيه حكمتُ أن الشعر الحر قد طلع من العراق ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي ، ولم أكن يوم أقررت هذا الحكم أدري أن هناك شعراً حراً قد نظم في العالم العربي قبل سنة 1947 سنة نظمي لقصيدة (الكوليرا) ثم فوجئت بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قد ظهرت في المجلات الأدبية والكتب منذ سنة 1932 ، وهو أمر عرفته من كتابات الباحثين والمعلقين لأنني لم أقرأ بعد تلك القصائد في مصادرها " . م ن ق ل
|
#2
|
||||
|
||||
![]() نقل موفق غاليتي
انتقاءرائع لشاعرة العراق ورائدة الحداثة في الشعر العربي الراحلة نازك الملائكة كنت اتمنى لو دعمتِ هذا الموضوع الجميل ببعض قصائد الشاعرة ..ليزداد روعة شاكرة لكِ جميل اختياركِ كل الود
|
#3
|
||||
|
||||
![]() ألف شكر اخت شيهانه على كلماتك الرقيقة........ وهذه بعض اعمالها * * * أنـــــــــا الليلُ يسألُ مَن أنا أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ أنا صمتُهُ المتمرِّدُ قنّعتُ كنهي بالسكونْ ولففتُ قلبي بالظنونْ وبقيتُ ساهمةً هنا أرنو وتسألني القرونْ أنا من أكون ؟ الريحُ تسألُ مَنْ أنا أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ أنا مثلها في لا مكان نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ نبقى نمرُّ ولا بقاءْ فإذا بلغنا المُنْحَنَى خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ فإذا فضاءْ ! والدهرُ يسألُ مَنْ أنا أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ وأعودُ أمنحُها النشورْ أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ من فتنةِ الأملِ الرغيدْ وأعودُ أدفنُهُ أنا لأصوغَ لي أمساً جديدْ غَدُهُ جليد والذاتُ تسألُ مَنْ أنا أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام لا شيءَ يمنحُني السلامْ أبقى أسائلُ والجوابْ سيظَلّ يحجُبُه سرابْ وأظلّ أحسبُهُ دَنَا فإذا وصلتُ إليه ذابْ وخبا وغاب * * * الكــــــوليـــرا سكَنَ الليلُ أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ في كلِّ فؤادٍ غليانُ في الكوخِ الساكنِ أحزانُ في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ هذا ما قد مَزَّقَـهُ الموت الموتُ الموتُ الموتْ يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ * * * طَلَع الفجرُ أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين عشرةُ أمواتٍ, عشرونا لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين مَوْتَى, مَوْتَى, ضاعَ العددُ مَوْتَى , موتَى , لم يَبْقَ غَدُ في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ الموتُ الموتُ الموتْ تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ * ]الكوليرا[/] في كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ في صمْت الأبدِ القاسي حيثُ الموتُ دواءْ استيقظَ داءُ الكوليرا حقْدًا يتدفّقُ موْتورا هبطَ الوادي المرِحَ الوضّاءْ يصرخُ مضطربًا مجنونا لا يسمَعُ صوتَ الباكينا في كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداء في كوخ الفلاّحة في البيتْ لا شيءَ سوى صرَخات الموتْ الموتُ الموتُ الموتْ في شخص الكوليرا القاسي ينتقمُ الموتْ * * * الصمتُ مريرْ لا شيءَ سوى رجْعِ التكبيرْ حتّى حَفّارُ القبر ثَوَى لم يبقَ نَصِيرْ الجامعُ ماتَ مؤذّنُهُ الميّتُ من سيؤبّنُهُ لم يبقَ سوى نوْحٍ وزفيرْ الطفلُ بلا أمٍّ وأبِ يبكي من قلبٍ ملتهِبِ وغدًا لا شكَّ سيلقفُهُ الداءُ الشرّيرْ يا شبَحَ الهيْضة ما أبقيتْ لا شيءَ سوى أحزانِ الموتْ الموتُ, الموتُ, الموتْ يا مصرُ شعوري مَزَّقَـهُ ما فعلَ الموت ********** مرثية امرأة لا قيمـة لها " صور من زقاق بغداديّ " ذهبتْ ولم يَشْحَبْ لها خَدٌّ ولم ترجفْ شفاهُ لم تسْمعِ الأبوابُ قصَّةَ موتِها تُرْوَى وتُرْوَى لم ترتفعْ أستارُ نافذةٍ تسيلُ أسىً وشَجْوَا لتتابعَ التابوتَ بالتحديـقِ حتى لا تـراه إلا بقيَّـةَ هيكلٍ في الدربِ تُرْعِشُه الذِّكَرْ نبأٌ تعثَّرَ في الدروبِ فلم يَجد مأوىً صـداهُ فأوى إلى النسيانِ في بعضِ الحُفَـرْ يَرثي كآبَتَهُ القَمَرْ . * * * والليلُ أسلمَ نفسَهُ دونَ اهتمـامٍ ، للصَّباحْ وأتى الضياءُ بصوتِ بائعةِ الحليبِ وبالصيامْ بِمُواءِ قِطٍّ جائعٍ لم تَبْقَ منه سوى عظـامْ بِمُشاجراتِ البائعين ، وبالمـرارةِ والكفاحْ بتراشُقِ الصبيان بالأحجارِ في عُرْضِ الطريقْ بِمَساربِ الماءِ المُلَوَّثِ في الأزِقَّـةِ ، بالرياحْ تلهو بأبوابِ السطوح بلا رفيقْ في شبهِ نسيانٍ عميق * * * مر القــــــــــــطار الليل ممتدُّ السكونِ إلى المدَى لا شيءَ يقطعُهُ سوى صوتٍ بليدْ لحمامةٍ حَيْرى وكلبٍ ينبَحُ النجمَ البعيدْ، والساعةُ البلهاءُ تلتهمُ الغدا وهناك في بعضِ الجهاتْ مرَّ القطارْ عجلاتُهُ غزلتْ رجاءً بتُّ أنتظرُ النهارْ من أجلِهِ .. مرَّ القطارْ وخبا بعيداً في السكونْ خلفَ التلال النائياتْ لم يبقَ في نفسي سوى رجْعٍ وَهُونْ وأنا أحدّقُ في النجومِ الحالماتْ أتخيلُ العرباتِ والصفَّ ا لطويلْ من ساهرينَ ومتعبينْ أتخيلُ الليلَ الثقيلْ في أعينٍ سئمتْ وجوهَ الراكبينْ في ضوءِ مصباحِ القطارِ الباهتِ سَئمتْ مراقبةَ الظلامِ الصامتِ أتصوّرُ الضجَرَ المريرْ في أنفس ملّت وأتعبها الصفيرْ هي والحقائبُ في انتظارْ هي والحقائبُ تحت أكداسِ الغبارْ تغفو دقائقَ ثم يوقظها القطارْ وُيطِلُّ بعضُ الراكبينْ متثائباً، نعسانَ، في كسلٍ يحدّق في القِفارْ ويعودُ ينظرُ في وجوهِ الآخرينْ في أوجهِ الغُرَباء يجمعُهم قطارْ ويكادُ يغفو ثم يسمَعُ في شُرُودْ صوتاً يغمغمُ في بُرُودْ " هذي العقاربُ لا تسيرْ ! كم مرَّ من هذا المساء؟ متى الوصولْ ؟" وتدقٌّ ساعتُهُ ثلاثاً في ذُهُولْ وهنا يقاطعُهُ الصفيرْ ويلوحُ مصباحُ الخفيرْ ويلوحُ ضوءُ محطةٍ عبرَ المساءْ إذ ذاكَ يتئدُ القطارُ المُجْهَدُ ... وفتىً هنالكَ في انطواءْ يأبى الرقادَ ولم يزلْ يتنهدُّ سهرانَ يرتقبُ النجومْ في مقلتيه برودةٌ خطَّ الوجومْ أطرا فَهَا .. في وجهِهِِ لونٌ غريبْ ألقتْ عليه حرارةُ الأحلام آثارَ احمرارْ شَفَتاهُ في شبهِ افترارْ عن شِبْهِ حُلْمٍ يفرُشُ الليلَ الجديبْ بحفيفِ أجنحةٍ خفيّاتِ اللُحونْ عيناهُ في شِبْهِ انطباقْ وكأنها تَخْشَى فرارَ أشعةٍ خلف الجفونْ أو أن ترى شيئاً مقيتاً لا يُطَاقْ هذا الفتى الضَّجِرُ الحزينْ عبثاً يحاول أن يرَى في الآخرينْ شيئاً سوى اللُغْزِ القديمْ والقصّةِ ا لكبرى التي سئمَ الوجودْ أبطالهَا وفصولهَا ومضَى يراقبُ في برودْ تَكْرارَها البالي السقيمْ هذا الفتى..... وتمرُّ أقدامُ الَخفيرْ وُيطل وجهٌ عابسٌ خلفَ الزُجاجْ، وجهُ الخفير! ويهزُّ في يدِهِ السِراجْ فيرى الوجوهَ المتعَبة والنائمينَ وهُمْ جلوسٌ في القطارْ والأعينَ المترقبة في كلّ جَفْنً صرخةٌ باسمِ النهارْ، وتضيعُ أقدامُ الخفير الساهدِ خلفَ الظلامِ الراكدِ مرَّ القطار وضاع في قلبِ القفارْ وبقيت وحدي أسألُ الليلَ الشَّرُود عن شاعري ومتى يعودْ ؟ ومتى يجيء به القطارْ ؟ أتراهُ مرَّ به الخفير ورآه لم يعبأ به .. كالآخرينْ ومضى يسيرْ هو والسِّراجُ ويفحصانِ الراكبين وأنا هنا ما زلتُ أرقُبُ في انتظارْ وأوَدُّ لو جاءَ القطارْ أتمنى ان تحوز على على رضاك يا شيهانه ورضى القراء الأعزاء تحيـــــــــــــــــاتي لكم
|
#4
|
||||
|
||||
![]() قصائد رائعة غاليتي
موضوع يستحق التثبيت وأستأذنك بنقل بعض قصائدها الأخرى ... ليكون موضوعكِ موسوعة شاملة لقصائد الشاعرة شاكرة لكِ مجهوداتكِ
|
#5
|
||||
|
||||
![]() غرباء
أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنا نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا? يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا: مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ غُربَاءْ اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيرِ كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعوري دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى, غرباءْ مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ غرباءْ أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف أو لا تُبْصرُ? عينانا ذبولٌ وبرودٌ أوَلا تسمعُ? قلبانا انطفاءٌ وخمودُ صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ غرباءْ نحن من جاء بنا اليومَ? ومن أين بدأنا? لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين.. فدَعنا نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا بعضُ حبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا غُرباءْ
|
#6
|
||||
|
||||
![]() أغنية حب للكلمات
فيمَ نخشَى الكلماتْ وهي أحيانًا أكُُفٌّ من ورودِ بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ وهي أحيانًا كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ رشَفَتْها, ذاتَ صيفٍ, شَفةٌ في عَطَشِ? ** فيم نخشى الكلماتْ? إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ قَطَرَتْ حسّا وحبًّا وحياةْ فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ? ** نحنُ لُذْنا بالسكونِ وصمتنا, لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ قابعًا تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا مِسْندًا يقطُرُ موسيقَى وعِطْرًا ومُنَى وكؤوسًا دافئهْ ** فيم نخشى الكلماتْ? إنها بابُ هَوًى خلفيّةٌ ينْفُذُ منها غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا مِن أمانينا ومن أشواقنا فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ? ** ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ الصديقاتِ التي تأتي إلينا من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ? إنها تَفجؤنا, في غَفْلةٍ من شفتينا وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ وغدًا تُلْقي بها بين يدينا الصديقاتُ الحريصاتُ علينا, الكلماتْ فلماذا لا نحبّ الكلماتْ? ** فيمَ نخشى الكلماتْ? إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين إنّ منها أُخَرًا جَذْلى طَروبهْ عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين كَلِماتٌ شاعريّاتٌ, طريّهْ أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا, حروفُ نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ ** فيمَ نخشى الكلماتْ? إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يومًا جرَحتْنا فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا فلكم أبقت وعودًا في يَدَينا وغدًا تغمُرُنا عِطْرًا ووردًا وحياةْ آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ ** في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤًى من كلماتْ سامقًا يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ ولها أعمدةٌ من كلماتْ وممرًّا باردًا يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ حَرَسَتْهُ الكلماتْ
|
#7
|
||||
|
||||
![]() مرثية يوم تافه
لاحتِ الظلمةُ في الأفْق السحيقِ وانتهى اليومُ الغريبُ ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكرياتِ وغدًا تمضي كما كانت حياتي شفةٌ ظمأى وكوبُ عكست أعماقُهُ لونَ الرحيقِ وإِذا ما لمستْهُ شفتايا لم تجدْ من لذّةِ الذكرى بقايا لم تجد حتى بقايا انتهى اليومُ الغريبُ انتهى وانتحبتْ حتى الذنوبُ وبكتْ حتى حماقاتي التي سمّيتُها ذكرياتي انتهى لم يبقَ في كفّيّ منه غيرُ ذكرى نَغَم يصرُخُ في أعماق ذاتي راثيًا كفّي التي أفرغتُها من حياتي, وادّكاراتي, ويومٍ من شبابي ضاعَ في وادي السرابِ في الضباب كان يومًا من حياتي ضائعًا ألقيتُهُ دون اضطرابِ فوق أشلاء شبابي عند تلِّ الذكرياتِ فوق آلافٍ من الساعاتِ تاهت في الضَّبابِ في مَتاهاتِ الليالي الغابراتِ كان يومًا تافهًا. كان غريبًا أن تَدُقَّ الساعةُ الكَسْلى وتُحصي لَحظاتي إنه لم يكُ يومًا من حياتي إنه قد كان تحقيقًا رهيبا لبقايا لعنةِ الذكرى التي مزقتُها هي والكأسُ التي حطّمتها عند قبرِ الأمل الميِّتِ, خلفَ السنواتِ, خلف ذاتي كان يومًا تافهًا.. حتى المساءِ مرت الساعاتُ في شِبْهِ بكاءِ كلُّها حتى المساءِ عندما أيقظَ سمعي صوتُهُ صوتُهُ الحُلْوُ الذي ضيّعتُه عندما أحدقتِ الظلمةُ بالأفْقِ الرهيبِ وامّحتْ حتى بقايا ألمي, حتى ذنوبي وامّحى صوتُ حبيبي حملت أصداءه كفُّ الغروبِ لمكانٍ غابَ عن أعينِ قلبي غابَ لم تبقَ سوى الذكرى وحبّي وصدى يومٍ غريبِ كشحوبي عبثًا أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي
|
#8
|
||||
|
||||
![]() أي كلمات توفي الشكر الجزيل لك ياأخت شيهانه على تثبيتك للموضوع...
أما أضافتك للقصائد فماهي الى كعقد لولو نفيس,,,,, تناثرت حباته لتبرز بريق وابداع شاعرتنا ,,,,,, اشكرك مرة اخرى ,,,,, تقبلي خالص تحياتي,,,,,,
|
#9
|
||||
|
||||
![]() الخيط المشدود في شجرة السرو
في سوادِ الشارعِ المُظلم والصمتِ الأصمِّ حيثُ لا لونَ سوى لونِ الدياجي المدلهمِّ حيثُ يُرخي شجرُ الدُفلى أساهُ فوقَ وجهِ الأرضِ ظلاَّ ، قصةٌ حدّثني صوتٌ بها ثم اضمحلا وتلاشتْ في الدَّياجي شفتاهُ -2- قصةُ الحبّ الذي يحسبه قلبكَ ماتا وهو ما زالَ انفجاراً وحياةَ وغداً يعصرُكَ الشوقُ إليَّا وتناديني فتَعْيَـى ، تَضغَظُ الذكرى على صَدركَ عِبئا من جنونٍ ، ثم لا تلمُسُ شيئا أيُّ شيءٍ ، حُلمٌ لفظٌ رقيقُ أيُّ شيءٍ ، ويناديكَ الطريقُ فتفيقُ . ويراكَ الليلُ في الدَّرْبِ وحيداً تسألُ الأمسَ البعيدا أنْ يعودا ويراكَ الشارعُ الحالِمُ والدُفْلى ، تسيرُ لونُ عينيكَ انفعالٌ وحبورُ وعلى وجهك حبٌّ وشعورُ كلّ ما في عمقِ أعماقِكَ مرسومٌ هناكْ وأنا نفسي أراكْ من مكاني الداكن الساجي البعيدْ وأرى الحُلْمَ السَّعيدْ خلفَ عينيكَ يُناديني كسيرا ..... وترى البيتَ أخيرا بيتنا ، حيثُ التقينا عندما كانَ هوانا ذلك الطفلَ الغَرِيرا لونُهُ في شفتَينا وارتعاشاتُ صِباهُ في يَدَيْنَـا -3- وترى البيتَ فتبقى لحظةً دونَ حِراكْ : " ها هو البيتُ كما كان ، هناك لم يزلْ تَحجبُهُ الدُفْلَى ويَحنو فوقَهُ النَّارنجُ والسروُ الأغنُّ وهنا مجلسنا ... ماذا أُحسُّ ؟ حيرةٌ في عُمق أعماقي ، وهمسُ ونذيرٌ يتحدَّى حُلمَ قلبي ربما كانت .. ولكن فِيمَ رُعْبِي؟ هي ما زالتْ على عَهد ِهَوَانا هي ما زالتْ حَنانا وستلقاني تحاياها كما كنا قديما وستلقاني ... " . وتمشي مطمئناً هادئاً في الممرِّ المظلم الساكن ، تمشي هازئا بِهتافِ الهاجسِ المنذر بالوَهْم الكذوبِ : " ها أنا عُدت وقد فارقتُ أكداسَ ذنوبي ها أنا ألمحُ عينيكِ تُطِلُّ ربما كنتِ وراءَ البابِ ، أو يُخفيكِ ظلُّ ها أنا عُدتُ، وهذا السلَّمُ هو ذا البابُ العميقُ اللونِ ، ما لي أُحجمُ ؟ لحظةً ثم أراها لحظةً ثم أعي وَقْعَ خُطاها ليكن.. فلأطرقِ البابَ ... " وتمضي لَحَظَاتْ ويَصِرُّ البابُ في صوتٍ كئيبِ النبراتْ وتَرى في ظُلمةِ الدهليزِ وجهاً شاحبا جامداً يعكسُ ظلاً غاربا : " هلْ .. ؟ " ويخبو صوتُكَ المبحوحُ في نَبْرٍ حزينْ لا تقولي إنها... " " يا للجنونْ ! أيها الحالِمُ ، عَمَّن تسألُ ؟ إنها ماتتْ " وتمضي لحظتانْ أنت ما زلتَ كأنْ لم تسمعِ الصوتَ المثُيرْ جامداً ، تَرْمُقُ أطرافَ المكانْ شارداً ، طرفُك مشدودٌ إلى خيطٍ صغيرْ شُدَّ في السرْوة لا تدري متى ؟ ولماذا ؟ فهو ما كانَ هناك منذُ شهرينِ ، وكادتْ شفتاكْ تسألُ الأختَ عن الخيطِ الصغيرْ ولماذا علَّقوهُ ؟ ومتى ؟ ويرنُّ الصوتُ في سمعكَ : " ماتت.." "إنها ماتتْ.." وترنو في برودِ فترَى الخيطَ حِبالاً من جليدِ عقدتها أذرُعٌ غابت ووارتها المَنُونْ منذ آلافِ القُرونْ وتَرى الوجهَ الحزينْ ضخَّمتْهُ سحُبُ الرُّعب على عينيكَ . "ماتت.." -4- هي " ماتتْ " لفظةٌ من دونِ معنى وصَدى مطرقةٍ جوفاءَ يعلو ثم يَفْنَى ليسَ يعنيكَ تَواليه الرتيبُ كلّ ما تُبصرُهُ الآنَ هو الخيطُ العجيبُ أتراها هي شَدَّتهُ ؟ ويعلو ذلك الصوتُ المُملُّ صوتُ " ماتتْ " داوياً لا يضمحلُّ يملأُ الليلَ صُراخاً ودويّا " إنَّها ماتت " صدى يهمسهُ الصوتُ مليّا وهُتافٌ رددتُه الظلماتُ ورَوَتْهُ شجراتُ السروِ في صوتٍ عميقِ " أنّها ماتت " وهذا ما تقولُ العاصفاتُ " إنّها ماتتْ " صَدىً يصرخُ في النجمِ السحيقِ وتكادُ الآنَ أنْ تسمعهُ خلفَ العروقِ -5- صوتُ ماتتْ رنَّ في كلِّ مكانِ هذه المطرقةُ الجوفاءُ في سَمع الزمانِ صوتُ " ماتت " خانقٌ كالأفعوانِ كلُّ حرفٍ عصبٌ يلهثُ في صدركَ رُعبا ورؤى مشنقةٍ حمراء لا تملكُ قلبا وتَجَنِّي مِخلبٍ مختلجٍ ينهش نَهشا وصدى صوتٍ جحيميٍّ أجَشَّا هذه المطرقةُ الجوفاءُ : " ماتت " هي ماتتْ ، وخلا العالَمُ منها وسُدَىً ما تسألُ الظلمةَ عنها وسُدَىً تُصغي إلى وقعِ خطاها وسُدَىً تبحثُ عنها في القمر وسُدَىً تَحْلمُ يوماً أن تراها في مكانٍ غير أقباءِ الذِّكَرْ إنَّها غابت وراء الأنْجُمِ واستحالتْ ومضةً من حُلُمِ -6- ثم ها أنت هنا، دونَ حراكْ مُتعَبَـاً ، تُوشِكُ أن تنهارَ في أرض الممرِّ طرفُكَ الحائرُ مشدودٌ هناكْ عند خيطٍ شُدَّ في السَّرْوَةِ، يطوي ألف سِرِّ ذلك الخيطُ الغريبْ ذلك اللغزُ المُريبْ إنَّـه كلُّ بقايا حبِّكَ الذاوي الكئيبْ . -7- ويَراكَ الليلُ تَمشي عائدا في يديك الخيطُ ، والرعشةُ ، والعِرْقُ المُدَوِّي " إنَّها ماتتْ .. " وتمضي شاردا عابثاً بالخيط تطويهِ وتَلوي حول إبْهامِكَ أُخراهُ ، فلا شيء سواهُ ، كلُّ ما أبقى لك الحبُّ العميقُ هو هذا الخيطُ واللفظُ الصفيقُ لفظُ " ماتتْ " وانطوى كلُّ هتافٍ ما عداه في وادي الحيـــــــــــــاة عُدْ بِي يا زورقي الكَلِيـلا فَلَنْ نَرَى الشاطيءَ الجَمِيـلا عُدْ بِي إلى مَعْبـَدِي فـإنّي سَئِمْتُ يَا زَوْرَقِـي الرَّحِيـلا وضِقْتُ بالموجِ أيَّ ضِيـقٍ وما شَفَى البحـرُ لي غَلِيـلا إلامَ يا زورقي المُـعَنَّـى نَرْجُو إلى الشَّاطِيءِ الوُصُولا؟ والمَوْجُ مِنْ حَولنـا جِبَـالٌ سَدَّتْ عَلى خَطْوِنَا السَّبِيـلا والأُفـقُ مِنْ حَولنا غُيُـومٌ لا نَجْمَ فِيه لَنَـا دَلِيـلا كَمْ زَورقٍ قبلَنـا تَوَلَّـى وَلَمْ يَزَلْ سَـادِراً جَهـُولا فَعُـدْ إلى معبدي بقلـبي وَحَسْـبُ أيامنـا ذُهـولا * * * حسبُكَ يا زورقـي مَسيراً لن يُخْدَعَ القلبُ بالسَّـرابِ وارجِعْ، كما جِئْتَ ، غيرَ دَارٍ قد حَلُكَ الجـوُّ بالسَّحَـابِ وَمـَلَّ مجدافُـكَ الـمُعَنَّى تَقَلُّـبَ المـوجِ والعُبَـابِ ولم يَزَلْ معبـدي بعيـداً خَلْفَ الدياجيـرِ والضَّبَـابِ يَشُوقُني الصَّمْتُ في حِمَـاهُ وَفِتْنَـةُ الأَيْـكِ والرَّوَابـي عُدْ بيَ يـا زورقـي إليـهِ قَدْ حَانَ ، يا زورقي ، إِيَابِـي مَا كَفْكَفَ البَحْرُ من دُمُوعِي ولا جَـلا عَنّـيَ اكْتِئَابـي فَفِيمَ في مَوْجِهِ اضطرابـي؟ وأينَ ، يا زورقي ، رِغَابِـي؟ * * * تَائِهـَةٌ ، والحيـاةُ بحـرٌ شَاطِـئُهُ مُبْعِـدٌ سَحِيـقُ تَائِهـَةٌ والظـلامُ دَاجٍ والصَّمْتُ تحتَ الدُّجَى عَمِيقُ يَا زورقي آهِ لَـوْ رَجَعْنَـا مِنْ قَبْل أَنْ يَخْـبُوَ البَرِيـقُ انْظُرْ حَوَالَيْكَ ، أَيُّ نَـوْءٍ تَجْمَدُ مِنْ هَوْلِـهِ العُـرُوقُ البحرُ ، يا زَورقِي جُنُـونٌ ومـوجُـهُ ثَائِـرٌ دَفُـوقُ وَكُـلّ يَوْمٍ لـَهُ صَرِيـعٌ في هَجْعَـةِ الموتِ لا يُفِيـقُ وَأَنْتَ في الموجِ والدياجِي يا زورقـي في غَـدٍ غَرِيـقُ فَعُدْ إلى الأمْسِ ، عُدْ إليهِ قـد شَاقَني أَمْسِيَ الوَرِيـقُ * * * مَاذَا وَرَاءَ الحياةِ ؟ مَـاذَا ؟ أَيُّ غُمـُوضٍ ؟ وَأَيُّ سِـرِّ وَفِيمَ جِئْنَا ؟ وَكَيْفَ نَمْضِي؟ يـا زورقي ، بَلْ لأَيِّ بَحْـرِ يَدْفَعُكَ الموجُ كُـلَّ يَـوْمٍ أَيْـنَ تُـرَى آخِـرُ المَقَـرِّ يا زورقي طَالَ بي ذُهُـولي وَأَغْرَقَ الوَهْـمُ جَوَّ عُمْرِي أَسْرِي كَمَا تَرْسُمُ المقادِيرُ لي إلى حَيْـثُ لَسْـتُ أدْرِي شَرِيدَةٌ في دُجَـى حَيَاتِـي سَـادِرَةٌ في غُمُوضِ دَهْـرِي فَخَافِـقٌ شَاعِـرٌ ، وَرُوحٌ قَـالَ لـها الدَّهْرُ لا تَقَـرِّي وَنَاطَهَـا بِالذُّرَى تُغَـنِّـي وَتَنْظِمُ الكَوْنَ بَيْـتَ شِعْـرِ في وادي العبيد ضاع عُمْري في دياجيرِ الحياة وخَبَتْ أحلامُ قلبــي المُغْرَقِ ها أنا وحدي على شطِّ المماتِ والأعاصيــرُ تُنادي زورقي ليس في عينيّ غيـرُ العَبَراتِ والظلالُ السودُ تحمي مفرقي ليس في سَمْعيَ غيرُ الصَرَخاتِ أسفاً للعُمْـــرِ، ماذا قد بَقِي ؟ سَنَواتُ العُمْر مرّت بي سِراعا وتوارتْ في دُجَى الماضي البعيدْ وتبقَّيْتُ على البحْر شِراعـا مُغرَقاً في الدمْع والحزنِ المُبيدْ وحدتـي تقتلُني والعُمْرُ ضاعا والأَسى لم يُبْقِ لي حُلماً "جديدْ" وظلامُ العيْش لم يُبْقِ شُعَاعـا والشَّبابُ الغَضُّ يَذْوي ويَبِيـدْ أيُّ مأساةٍ حياتي وصِبايــا أيّ نارٍ خلفَ صَمْتي وشَكاتي كتمتْ روحي وباحتْ مُقْلتايا ليتها ضنّتْ بأسـرار حياتـي ولمن أشكو عذابـي وأسَايا ؟ ولمن أُرْسـلُ هذي الأغنياتِ ؟ وحوالـيَّ عبيـدٌ وضحايـا ووجودٌ مُغْـرَقٌ فـي الظُلُماتِ أيُّ معنىً لطُموحي ورجائـي شَهِدَ الموتُ بضَعْفـي البَشريّ ليس في الأرض لُحزْني من عزاءِ فاحتدامُ الشرِّ طبْعُ الآدمــيِّ مُثُلي العُلْيا وحُلْمي وسَمَائـي كلُّها أوهامُ قلبٍ شاعــريِّ هكذا قالوا ... فما مَعْنى بَقائي ؟ رحمةَ الأقدارِ بالقلب الشقــيِّ لا أُريدُ العيشَ في وادي العبيـدِ بين أَمواتٍ ... وإِن لم يُدْفَنـوا جُثَثٌ ترسَفُ في أسْرِ القُيــودِ وتماثيلُ اجتـوتْها الأَْعيُـــنُ آدميّونَ ولكـنْ كالقُــرودِ وضِبَاعٌ شَرْســةٌ لا تُؤمَــنُ أبداً أُسْمعُهـم عذْبَ نشيـدي وهُمُ نومٌ عميـقٌ مُحْـــزنُ قلبيَ الحُرُّ الـذي لم يَفْهمـوهُ سوف يلْقَى في أغانيــه العَزَاءَ لا يَظُنّوا أَنَّهم قـد سحقـوهُ فهو ما زالَ جَمَالاً ونَقَــاءَ سوف تمضي في التسابيح سِنوهُ وهمُ في الشرِّ فجراً ومســاءَ في حَضيضٍ من أَذاهْم ألفـوهُ مُظْلمٍ لا حُسْنَ فيه ، لا ضياءَ إِن أَكنْ عاشقةَ الليلِ فكأسـي مُشْرِقٌ بالضوءِ والحُبِّ الوَريقِ وجَمَالُ الليلِ قد طهّرَ نفسـي بالدُجَى والهمس والصمْتِ العميقِ أبداً يملأ أوهامــي وحسِّـي بمعاني الرّوحِ والشِعْرِ الرقيـقِ فدعوا لي ليلَ أحلامي ويأسي ولكم أنتم تباشيرُ الشُــروقِ
|
#10
|
||||
|
||||
![]() شجرة القمر
على قمّةٍ من جبال الشمال كَسَاهاالصَّنَوْبَرْ وغلّفها أفُقٌ مُخْمليٌّ وجوٌّ مُعَنْبَر ْ وترسو الفراشاتُ عند ذُرَاها لتقضيالمَسَاءْ وعند ينابيعها تستحمّ نجومُ السَّمَاءْ هنالكَ كان يعيشُ غلامٌ بعيدُ الخيالْ إذا جاعَ يأكلُ ضوءَ النجومِ ولونَ الجبالْ ويشربُ عطْرَ الصنوبرِ والياسمين الخَضِلْ ويملأ أفكارَهُ من شَذَى الزنبقِ المُنْفعلْ وكان غلامًا غريبَ الرؤى غامض الذكرياتْ وكان يطارد عطر الرُّبَى وصَدَى الأغنياتْ وكانت خلاصةُ أحلامِهِ أن يصيدَ القَمَرْ ويودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ وكان يقضِّي المساءَ يحوك الشباكَ ويَحْلُمْ يوسّدُهُ عُشُبٌ باردٌ عند نبع مغمغِمْ ويسْهَرُ يرمُقُ وادي المساء ووجْهَالقَمَرْ وقد عكستْهُ مياهُ غديرٍ بَرُودٍ عَطِرْ وما كان يغفو إذا لم يَمُرّ الضياءُ اللذيذ على شَفَتيهِ ويسقيهِ إغماءَ كأسِ نبيذْ وما كان يشربُ من منبع الماء إلاّ إذا أراق الهلالُ عليه غلائلَ سكرى الشَّذَى 2 وفي ذات صيفٍ تسلّل هذا الغلامُ مساءْ خفيفَ الخُطَى, عاريَ القدمين, مَشُوقَالدماءْ وسار وئيدًا وئيدًا إلى قمَّةٍ شاهقهْ وخبّأ هيكلَهُ في حِمَى دَوْحةٍ باسقهْ وراح يعُدّ الثواني بقلبٍ يدُقّ يدُقّ وينتظرُ القَمَرَ العذْبَ والليلُ نشوانُطَلْقُ وفي لحظةٍ رَفَعَ الشَّرْقُ أستارَهُالمُعْتمهْ ولاحَ الجبينُ اللجينيّ والفتنةُالمُلْهِمهْ وكان قريبًا ولم يَرَ صيّادَنا الباسما على التلِّ فانسابَ يذرَعُ أفْقَ الدُّجَىحالما ... وطوّقَهُ العاشقُ الجبليّ ومسّ جبينَهْ وقبّلَ أهْدابَهُ الذائباتِ شذًى وليونهْ وعاد به: ببحارِ الضِّياءِ, بكأس النعومهْ بتلك الشفاهِ التي شَغَلتْ كل رؤيا قديمهْ وأخفاه في كُوخه لا يَمَلّ إليه النَّظَرْ أذلكَ حُلْمٌ? وكيف وقد صاد.. صادَ القَمرْ? وأرقَدَه في مهادٍ عبيريّةِ الرّوْنقِ وكلّلَهُ بالأغاني, بعيْنيهِ, بالزّنْبقِ 3 وفي القريةِ الجبليّةِ, في حَلَقات السّمَرْ وفي كلّ حقلٍ تَنَادَى المنادون: "أينالقمر?!" "وأين أشعّتُهُ المُخْمليّةُ في مَرْجنا?" "وأين غلائلُهُ السُّحُبيّة في حقلنا?" ونادت صبايا الجبالِ جميعًا "نُريدُالقَمَرْ!" فردّدتِ القُنَنُ السامقاتُ: "نُريدُالقَمَرْ" "مُسامِرُنا الذهبيّ وساقي صدى زَهْرنا" "وساكبُ عطر السنابِل والورد في شَعْرنا" "مُقَبّلُ كلّ الجِراح وساقي شفاه الورودْ" "وناقلُ شوقِ الفَرَاشِ لينبوعِ ماءٍبَرودْ" "يضيءُ الطريقَ إلى كلّ حُلْمٍ بعيدِالقَرَارْ" "ويُنْمي جدائلَنا ويُريقُ عليهاالنُّضَارْ" "ومن أينَ تبرُدُ أهدابُنا إن فَقَدْناالقَمَر?" "ومَنْ ذا يرقّقُ ألحاننا? مَن يغذّيالسّمَرْ?" ولحنُ الرعاةِ تردّدَ في وحشةٍ مضنيهْ فضجّتْ برَجْعِ النشيدِ العرائشُ والأوديهْ وثاروا وساروا إلى حيثُ يسكُنُ ذاكَالغُلامْ ودقّوا على البابِ في ثورةٍ ولَظًى واضطرامْ وجُنّوا جُنُونًا ولم يَبْقَ فوق المَرَاقيحَجَرْ ولا صخرةٌ لم يُعيدا الصُّرَاخَ: "نُريدُالقَمَرْ" وطاف الصّدَى بجناحَيْهِ حول الجبالِ وطارْ إلى عَرَباتِ النجومِ وحيثُ ينامُ النّهَارْ وأشرَبَ من نارِهِ كلّ كأسٍ لزهرةِ فُلِّ وأيقَظَ كلّ عبيرٍ غريبٍ وقَطْرةِ طلِّ وجَمّعَ مِن سَكَراتِ الطبيعةِ صوتَ احتجاجْ ترددَ عند عريش الغلامِ وراء السياجْ وهزَّ السكونَ وصاحَ: "لماذا سَرَقْتالقَمَرْ?" فجُنّ المَسَاءُ ونادى: "وأينَ خَبَأْتَالقَمَرْ?" 4 وفي الكوخِ كان الغلامُ يضُمّ الأسيرَالضحوكْ ويُمْطرُهُ بالدموع ويَصْرُخُ: "لن يأخذوك?" وكان هُتَافُ الرّعاةِ يشُقّ إليهِ السكونْ فيسقُطُ من روحه في هُوًى من أسًى وجنونْ وراح يغنّي لملهِمه في جَوًى وانْفعالْ ويخلطُ بالدَّمْع والملح ترنيمَهُ للجمالْ ولكنّ صوتَ الجماهيرِ زادَ جُنونًا وثورهْ وعاد يقلِّبُ حُلْمَ الغلامِ على حدِّ شفرهْ ويهبطُ في سَمْعه كالرّصاص ثقيلَ المرورْ ويهدمُ ما شيّدتْهُ خيالاتُهُ من قصور وأين سيهرُبُ? أين يخبّئ هذا الجبينْ? ويحميهِ من سَوْرة الشَّوْقِ في أعينالصائدين? وفي أيّ شيء يلفّ أشعَّتَهُ يا سَمَاءْ وأضواؤه تتحدّى المخابئَ في كبرياءْ? ومرّتْ دقائقُ منفعِلاتٌ وقلبُ الغُلامْ تمزِّقُهُ مُدْيةُ الشكِّ في حَيْرةٍ وظلامْ وجاء بفأسٍ وراح يشقّ الثَّرَى في ضَجَرْ ليدفِنَ هذا الأسيرَ الجميلَ, وأينَ المفرْ? وراحَ يودِّعُهُ في اختناقٍ ويغسِلُ لونهْ بأدمعِه ويصُبّ على حظِّهِ ألفَ لعنَهْ 5 وحينَ استطاعَ الرّعاةُ المُلحّون هدْمَالجدارْ وتحطيمَ بوّابةِ الكوخ في تَعَبٍ وانبهارْ تدفّقَ تيّارهم في هياجٍ عنيفٍ ونقمهْ فماذا رأوا? أيّ يأسٍ عميق وأيّة صَدْمَهْ! فلا شيءَ في الكوخ غيرَ السكون وغيرَالظُّلَمْ وأمّا الغُلامُ فقد نام مستَغْرَقًا فيحُلُمْ جدائلُهُ الشُّقْرُ مُنْسدلاتٌ علىكَتِفَيهِ وطيفُ ابتسامٍ تلكّأ يَحلُمُ في شفتيهِ ووجهٌ كأنَّ أبولونَ شرّبَهُ بالوضاءهْ وإغفاءةٌ هي سرّ الصَّفاءِ ومعنى البراءهْ وحار الرُّعاةُ أيسرقُ هذا البريءُالقَمَرْ? ألم يُخطِئوا الاتّهام ترى? ثمّ... أينَالقَمَرْ? وعادوا حَيارى لأكواخهم يسألونَ الظلامْ عن القَمَر العبقريّ أتاهَ وراءَ الغمامْ? أم اختطفتْهُ السَّعالي وأخفتْهُ خلفَالغيومْ وراحتْ تكسّرُهُ لتغذّي ضياءَ النجومْ? أمِ ابتلعَ البحرُ جبهتَهُ البضّةَالزنبقيّهْ? وأخفاهُ في قلعةٍ من لآلئ بيضٍ نقيّهْ? أم الريحُ لم يُبْقِ طولُ التنقّلِ منخُفِّها سوى مِزَقٍ خَلِقاتٍ فأخفتْهُ في كهفها لتَصْنَعَ خُفّينِ من جِلْدِهِ اللّيناللَّبَنيّ وأشرطةً من سَناهُ لهيكلها الزنبقي 6 وجاء الصباحُ بَليلَ الخُطَى قمريّ البرُودْ يتوّجُ جَبْهَتَهُ الغَسَقيَّةَ عِقْدُورُودْ يجوبُ الفضاءَ وفي كفّه دورقٌ من جَمالْ يرُشّ الندى والبُرودةَ والضوءَ فوق الجبالْ ومرَّ على طَرَفَيْ قدمَيْه بكوخ الغُلامْ ورشَّ عليه الضياءَ وقَطْرَ النَّدىوالسَّلامْ وراح يسيرُ لينجز أعمالَهُ في السُُّفُوحْ يوزِّعُ ألوانَهُ ويُشِيعُ الرِّضا والوضوحْ وهبَّ الغلامُ مِنَ النوم منتعشًا فيانتشاءْ فماذا رأى? يا نَدَى! يا شَذَى! يا رؤى! ياسماءْ! هنالكَ في الساحةِ الطُّحْلُبيَّةِ, حيثُالصباحْ تعوَّدَ ألاَّ يَرَى غيرَ عُشْبٍ رَعَتْهُالرياحْ هنالكَ كانت تقومُ وتمتدّ في الجوِّسِدْرَهْ جدائلُها كُسِيَتْ خُضْرةً خِصْبةَ اللونِثَرَّهْ رعاها المساءُ وغذَّت شذاها شِفاه القَمَرْ وأرضَعَها ضوءُه المختفي في الترابِالعَطِرْ وأشربَ أغصانَها الناعماتِ رحيقَ شَذَاهُ وصبَّ على لونها فضَّةً عُصِرَتْ من سَناهُ وأثمارها? أيّ لونٍ غريبٍ وأيّ ابتكارْ لقد حار فيها ضياءُ النجومِ وغارَ النّهارْ وجُنّتْ بها الشَّجَراتُ المقلِّدَةُالجامِدَهْ فمنذ عصورٍ وأثمارُها لم تَزَلْ واحدهْ فمن أيِّ أرضٍ خياليَّةٍ رَضَعَتْ? أيّتُرْبهْ سقتْها الجمالَ المفضَّضَ? أي ينابيعَعذْبَهْ? وأيةُ معجزةٍ لم يصِلْها خَيالُ الشَّجَرْ جميعًا? فمن كلّ غُصْنٍ طريٍّ تَدَلَّىقَمَرْ 7 ومرَّتْ عصورٌ وما عاد أهلُ القُرى يذكرون حياةَ الغُلامِ الغريبِ الرُّؤى العبقريِّالجُنون وحتى الجبالُ طوتْ سرّه وتناستْ خطاهُ وأقمارَهُ وأناشيدَهُ واندفاعَ مُناهُ وكيف أعادَ لأهلِ القُرى الوالهين القَمَرْ وأطلَقَهُ في السَّماءِ كما كانَ دونَ مقرْ يجوبُ الفضاءَ ويَنْثرُ فيه النَّدَىوالبُرودهْ وشِبْهَ ضَبابٍ تحدّر من أمسياتٍ بعيدهْ وهَمْسًا كأصداء نبعٍ تحدّر في عمْق كهفِ يؤكّدُ أنَّ الغلامَ وقصّتَهُ حُلْمُصيفِ ********
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |