![قديم](images/statusicon/post_old.gif)
10-01-22, 01:23 AM
|
|
سبحان الله وبحمده
يحدث أن ترتطم مرارًا عند منعطفاتِ الحياة، وتشعر بأنكَ فقدت القدرة على الإمساك بزمامِ الأمور. فكأنّما باتت المحاولات المكرورة لردم الفجوات وإنعاش اللحظات الجميلة تتفلت من بين يديك قسرًا، وأنتَ عاجزٌ عن تدارك الخسائر ولملمة شتات نفسك التي ضاعت في هذه الفوضى العارمة وأوشكت على فقدانها للأبد. ولكنّ رحمة الله تنتشلك من بين أحزانك الخانقة والأوهام الإبليسيّة الخدّاعة، وتمسح على أوجاعك فتطيب، وتداوي جروحك فتبرأ، وتُنعش في حياتكَ الطمأنينة، ويشعّ في محيّاك اليقين من جديد!
مهما فقدت مهما انعطفت بك الحياة، وفشلت في إدارة بعض مهامك وأولوياتك، وخارت قواك، وتكالبت عليك الدنيا، لا تتخاذل عن مجاهدة نفسك ودفع الحزن والألم والخوف، لا تستلم للقلق واليأس، لا تضل الطريق إلى سجّادتك بينما تدلّ السبيل إلى رقم فلان وبيت علان.. وربّك القريب لا يفصلك عن رحمته وفرجه سوى سجدة تسكب فيها أوجاعك ومخاوفك، ودعوة صادقة تتبرأ فيها من حولك وقوتك وتنشدُ بها عون القوي عزّ وجل. صدقني، بكاءك أمامه وتوسّلك إليه لن يضيع هباءً، بل سيستحيل يقينًا صامدًا وقوة مفاجئة تخوض بها كل معركة حامية أنهكتك لأنك دونه ضعيف لن تقوى على ردّ أدنى أذى عن نفسك
في اللحظة التي تظن فيها أنك خسرت كل شيء ولم تعد قادرًا على المقاومة، تذكّر أيام الله.. تلك الأيام التي نصرك فيها وأيّدك بلطفه وعونه ووسّع عليك كل ضيق، وأخبر نفسك لعلها تنسى أحيانًا أنّ السيّد يفعل بعباده ما يشاء عن حكمة وعدل وعلم، وليس للعبد الفقير أن يجزع ويعترض على سيّده الذي يملكه ويتصرف به كيف يشاء، عندما تدرك هذه المعاني وتسقيها بالعلم عن الله بأفعاله وصفاته فلن تخبو جذوة اليقين في صدرك ولن تهتمّ لحجم الخسائر الفادحة من حولك، لأن همك الوحيد إصلاح ما بينك وبين الله، فإن جاهدت في تحقيق ذلك؛ سيهديك سبيله ويطيب لك عيشك وإن فقدت ما فقدت من نعيم الدنيا.
|