![قديم](images/statusicon/post_old.gif)
04-08-11, 07:09 AM
|
|
صِنآعة الضمير ..!
كان سهل بن عبد الله التستري من الشخصيات الإسلامية التي عرفت بتقوى الله في السر و العلن ،
وبحسن أخلاقه بين من عرفه من الناس ، فكان نموذجا حيا على المسلم الذي أينما وقع نفع ،
مما جعل ذكره ينتشر في البلاد انتشار شذى الزهر أيّام الربيع ، فسئل عن سبب ذلك فقال :
نشأت يتيما فربّاني خالي و كان من خيرة الصالحين ، فكان يقرّبني منه و أنا لم أتجاوز الرابعة من عمري
و يقول لي برفق و حنان يا سهل ردّد معي هذه الكلمات ( الله معي ، الله يراني ، الله شاهدي )
فكنت أردّدها و كلّما لقاني ذكّرني بها ، فنشأت عليها.نعم هذه الكلمات صنعت شخصية سهل
و رسمت معالمها و خلقت فيه صحوة الضمير و استشعار الرقابة الربانية في كل حين ،
فكان نعم الشخصية الصالحة في مجتمعه.
وددت لوأنّ كل أم كررتها على مسامع أبنائها و كل معلم كررها على مسامع تلاميذه لنخلق ضمائر حيّة بالخوف
من بارئها في السر و العلن ، و لا شك بعد عشرين سنة ستنتج أمة عظيمة لا تحتاج رقيبا عليها من البشر
لأنها جعلت الله عليها رقيب في كل حين ، و إذا نشأ مجتمع هذا شأنه كانت الحضارة له ظل و لا ريب ،
لأنّ من تشبعت روحه بهذه الكلمات منذ نعومة اظافره و شبّ عليها ، فلن يرتشي ان كان إداريا و لن يخون
ان كان مسؤولا و لن يغش امّته ان كان حاكما عليها ، و هذه هي علل الحضارة و معوّقاتها في أمتنا .
أيّها الآباء و الأمهات و المعلمون اصنعوا صحوة الضمير و أسس الحضارة بهذه الكلمات
( الله معي ، الله يراني ، الله شاهدي ) أرضعوها للنشأ بلهجاتكم البسيطة.
|
التوقيع
|
...
وشيئاً رغم البرود ... لآيبرد !!
.
|
|