العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#41
|
||||
|
||||
هلا و مرحبا ابو اسامة
نورت المكان و فرصة سعيدة جدا أن نثري هذا الملتقى بحضورك الكريم ، و البركة في الأخ واس الله يسعده - أخي الكريم الدكتور عبدالعزيز ،أنت كإعلامي ، ما هو تقييمك للدكتورعبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام ، و باعتقادك أين ترى جوانب القصور وأين ترى جوانب التقدم في وزارته ؟ - في ظل التغيرات التي تحدث الان و التي تمر بها الكثير من الدول العربية ، ما هي رؤيتك حول حرية الصحافة أو الإعلام ، و هل سيكون ارتفاع سقف الحرية الإعلامية في السعودية سلحافئي كالعادة أم أنة سيكون مجبورا للاندفاع نحو رفع سقف الحرية الإعلامية بسرعة أكبر ؟ - الا تعتقد أنة قد حان الوقت كي يكون للصحفيين السعوديين نقابة ؟ - لديّ ملاحظة حول أي إعلامي سعودي يخرج من تحت المظلة الحكومية ، غالبا أجده ينجح بامتياز و يحقق شهرة عالية ، إذا كانت ملاحظتي صحيحة ، في ظنك ما هو السبب ؟ - ما هو المفهوم العلمي للاحترافية في الإعلام ، فأنا كمتلقي اسمع عن الاحترافية في المجال الإعلامي ، لكنني لا أستطيع أن أحدد ما هيتة ؟ و الف شكر يا دكتور و فعلا سعدت بهذه الاستضافة تحياتي
|
#42
|
||||
|
||||
1. اطلب من سعادتكم استضافة الشيخ المبجل ابراهيم السكران في برنامجكم ( البيان التالي )
حرام تحرمنا من هالشخص محتاجين لفكره وياليت تستضيفه منفردا حتى لاتظلم الضيف المقابل ففكره لايجارى ومنطقه وحجته لاتقاوم . 2. بعد نحاج الثورات العربية التي كانت منشأها ( فيسبوك وتويتر ) ألا تعتقد ان عصر الصحافة الورقية انتهت واصبحت للنخب والمسؤولين ورجال الاعمال فقط اما بقية الشعب فأصبح جل اهتمامه الانترنت ومايطرح فيه بحكم الحرية وعدم وجود مقص رقيب ؟ 3. بحكم انك اعلامي وممكن تكون مطلع , لماذا رفض اعطاء تصريح لجريدة ( الامة ) ذات التوجه الاسلامي ؟ 4. بعد اغلاق قناة ( الاسرة ) وتوقف برنامج ( الحياة كلمة ) ماتخاف يتوقف برنامجك ؟ لان صاحب القرارات هذي غبي مع احترامي له ويعيش في عصر غير عصره وممكن برنامجك يصير ضحية قرار غبي وماينفع معه خطوط لاحمراء ولاسوداء على حسب مزاجه تتوقف البرامج ؟ 5. من يقود ويدعم الليبراليين ؟ فالمشاهد انهم يمشون على نسق واحد في طرح اي قضية اعلامية واهداف واضحة محددة ( قضية الشثري مثلا ) . 6. ( الصاحب ساحب ) وانت اكثرت من صحبة الليبراليين ألا تخشى على نفسك ؟ 7. واضح ان سياسة الدولة حاليا تقوم على دعم التوجه الليبرالي بدليل كثرة انتقاد الصحافيين للمشايخ واهل الدين وهذا تجاوز خطير يحسب على الدولة فجعلت المسؤولين والامراء والوطن خط احمر لا احد يتجاوزهم ويتنقدهم اما الدين واهل الدين والمشايخ فشيء عادي رايك ؟
|
#43
|
|||
|
|||
تحية طيبة وبعد
د-عبدالعزيز هل ترى أن علماء المملكة يقومون بدور قيادي في الأمة أو على الأقل يقومون بالدور المطلوب منهم أم أن الإعلام لايظهر هذا الدور؟ ففي قضايا الأمة الحساسة لا نرى ولا نسمع موقفا مشرفا من أهل العلم الذين من المنتظر أن يقودوا الأمة خذ مثالا ماجرى في تونس ومصر وليبيا لم نسمع بيانا من هيئة كبار العلماء مثلا ومواقف كثيرة جدا لا نجد بيانات على الأقل فضلا عن أفعال حتى أصبح الكثيرون ينتقدون بل يخطؤون بل يسقطون ويتهمون أهل العلم بالعزلة والتبعية للأنظمة المستبدة؟؟ ألا ترى أن ثمة تحول جذري في الخطاب الإسلامي وذلك في أحداث ثورتي تونس ومصر حيث كان الخطاب قبل ذلك واضحا في توجيه الناس لعدم الخروج على الحكام بل حتى الإعتصام بل أكثر من ذلك المظاهرات السلمية ومن ثم وجدنا تحولا على الأقل عند عدد من الإسلاميين في خطابهم حيال هذه الأزمات....لا أدري ما إمكانية طرح هذه المسالة....
|
#44
|
|||
|
|||
الاجابة على مداخلة الاخت اميرة بدنيتي الدكتور عبدالعزيز القاسم
حياك الله ... أنا سعيده جداً بتواجدك بيننا وتقبلك للحوار والإجابه على أسئلتنا فأنا من أشد المهتمين ببرنامجك ( البيان التالي ) والذي أظهر لنا صوت الشعب الحقيقي من خلال الإستبيان النهائي في كل حلقه هل ستكون هناك حلقه عن ( ثورة حنين ) التي أثارت إهتمام الجميع سواءً المؤيدين أو المعارضين لها ؟؟ إن كانت إجابتك بنعم ياليت يكون لسؤالي هذا نصيب في الحلقه ؟؟.ـ بداية ً وحتى يتضح لك ما الذي أرمي إليه من تساؤلاتي .. أردت أن أبين أن هذه الثوره كان الهدف منها إيصال صوت الشعب إلى والدهم الغالي أبو متعب .. وهذا يتضح من اهدافها التي نشرت قبل قيامها ( الذي نحر إبتداءً وحسبنا الله ونعم الوكيل ) وأبداً لم يقصد بها الإطاحه بحكومة السعوديه كما روج لهذا بعض الجهله والمرتزقه ..رأينا مالذي حدث الجمعه 11 مارس من التواجد المكثف لقوات الأمن في كل مكان .. وأيضاً تفاجئ الجميع بمقدار الولاء التام لهذا الشعب الطيب يقال ( دوام الحال من المحال ) أليس من الواجب على المسؤلين .. سرعة التحرك لإحتواء هذا الولاء ( قبل ان يذهب ادراج الرياح ) بتحقيق مطالبهم ؟ أولا: شرف لي بمتابعة أمثالك لبرنامجي، وأنا حفي بكل من يتابعونني ..وثانيا: بالتأكيد أخيتي العزيزة لا بد لنا من صوت في الحلقة المقبلة، لأني أتصور بأن التيار الاسلامي بوقوفه مع الدولة وولاة الأمر أثبت أصالته الحقيقية وأنه الابن الشرعي لهذه الدولة ، وأنهم هم الرجال وقت الملمات ومستعدون لدفع حياتهم ثمنا لهذه الوحدة التي سكب أجدادهم دماءهم حرى لأجلها، ووصلت الرسالة وثمن ولاة الامر، ففي أول تصريح لسمو الامير نايف، خص مفتي المملكة وائمة المساجد بشكر خاص تثمينا لدورهم الكبير في حفظ هذه البلاد.. وأبشري ان شاء الله أنني اطرح السؤال ولكن أرجوك ذكريني يوم الخميس برسالة على بريد الآنف ولك كل الشكر. ------------ ودعني اطرح عليك سؤالا أخر :ـ بحكم انك إعلامي وكاتب ولديك إطلاعات واسعه فيما يحدث في مجتمعنا .. هناك من زعم بأن هذه الثوره يقف خلفها أيادي خارجيه ومنهم سعد الفقيه المتواجد الان في لندن .. لكن من المعروف أنه لم يجد حوله إلتفاتاً كثيراُ مع طول المده التي قضاها في الخارج كما يقول البعض ... وكذلك الشيعه فنسبتهم لا تتجاوز 4 % بالمئه من الشعب السعودي ولقلة عددهم فالغلبه دائماً للأكثر ... أقصد أن الخوف من هذان الطرفان خوف متوهم .. هذ ه وجهة نظري .. فإن كنت توافقني عليها من الذي يقف خلف هذه ( الكذبه ) أعني ان هذه الثوره يقف خلفها اتباع سعد فقيه وخاصةً إذا عرفنا أنهم قله وذلك بحكم كره الشعب السعودي له وهذا أمر مجمع عليه ..ـ أو أن من يقف خلفها هم من المذهب الشيعي وأيضاً هم قله كأتباع سعد فقيه .. بل إن لهم مظاهرات كثيره ولعل هذا الامر يجهله الكثير بحكم التعتيم الإعلامي في السعوديه .. وسمعنا أن بعض مطالبهم قد تحققت .. كالإفراج عن بعض مشائخهم .. حتى مظاهراتهم كانت فيها تجاوزات خطيره كاستعمالهم للغاز المسيل للدموع في حي العصبه بالمدينه وترويع الامنين في بيوتهم وتكسير السيارات في يوم الحزن الأكبر عندهم في هذه السنه.. ومع هذا لم نسمع أن منهم من اعتقل .. وهذه المظاهره لاتقارن بمظاهرة حنين التي لم يكتب لها النجاح .. والتي كانت ستتم بطريقه سلميه مجرد إعتصامات ورفع شعارات للمطالبه بحقوقهم التي لم يجدوا لها أذان صاغيه ( ودعونانبتعد عن المثاليه فهذه هي الحقيقه ) ـ ولعلً من أهم تلك المطالب الإفراج عن بعض السجناء في القضايا السياسيه وعلى رأسهم الشيخ خالد الراشد إلى جانب مطالبتهم بخفض الاسعار .. ووضح حد ادني للإجار وغيرها من الامور التي هي من أبسط حقوق المواطن لماذا اللعب بمشاعر الناس والترويج بانها ثوره ذات أيادي خارجيه ؟؟... أم ان ملف الخيانه والطمع لايود اصحابه إغلاقه وإستبداله بملف جديد لا يعرف للغش والخدااع طريقاً ؟؟؟ اعتذر عن الإطاله ولعلي أسهبت كثيراً لكنني أردت ان أصيغ تساؤلاتي بشيئ من التفصيل ولك الحريه في الإجابة عليها بشيء من الإيجاز...... ولكن ليس لك الحق في تجاوزها بالكليه .. فانت قبلت الحوار ( وما لا يدرك كله لا يترك جله )ـ وإن تكرمت تطرحها في أحد برامجك وإن كان بصيغة اخرى وانا أثق بقوة برامجك وإدارتك الرائعه للحوار وعدم تحرجك من طرح بعض الاراء وهذه صفه جميله في المحاور الناجح اهنئك عليها وشكراً زميلتنا العزيزة: لا بد أن نفرق بأن مظاهرات الشيعة في القطيف كانت لاطلاق سراح المسجونين، والتظاهرات دعا لها سعد الفقيه –وغيره- وعول كثيرا عليها، وأنا شخصيا تابعت قناته ورأيت حفاوته ودعواته وتوزيعه للمساجد والساحات، فنفي الدور عنه غير صحيح، وانضم اليه مجموعات من الشباب المتسمين الاصلاحيين وتجد اصواتهم في تويتر وغيرها، وفي النهاية طلعوا أنهم مجموعة صغيرة أقامت عاصفة وزوبعة في فنجان صغير فيما انحاز المجتمع لعلمائه وقادته غير آبه مطلقا لتلك الدعوات. نفي الايادي الخارجية ليس صحيحا، فدخول ايران على الخط بطريقة غير مباشرة هذا مما أجزم به، ولعبة السياسة هكذا يا عزيزتنا..اهتبال الفرص واللعب من خلف الستار.. بالنسبة لطرح الموضوع فيسرني جدا ولكن ثمة اشكالية في ادارة القناة التي تتحفظ على أي طرح متجاوز وأنا معهم، لذلك أود أن يكون الطرح عاقلا متلفعا الروح الوطنية التي تجمع ولا تفرق..
|
#45
|
|||
|
|||
الاجابة على مداخلة الاخ فارس الحربي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احييك وارحب بك استاذنا القدير عبدالعزيز القاسم واتمنى ان يتسع صدرك لاسئلتي وهي كما يلي: 1- ماهي ابعاد علاقتك بالاستاذ الراحل عبدالقادر طاش رحمه الله وهل بمقدور التلميذ ان يتفوق على استاذه؟ علاقتي بأستاذي الراحل علاقة نادرة، وما زلت للان أتذكره يرحمه الله بكل بساطته وسمته وروحه المتسامحة، دعني أعبر عن مشاعري عبر هذه المقالة التي تختصر كثيرا من الكلمات والوصف، وقد كتبتها بعد وفاته يرحمه الله: وترجل فارس الوسطية والاعتدال عبدالعزيز محمد قاسم مشرف ملحقي (الرسالة) و( الأربعاء) بصحيفة المدينة وأنا بصف العزاء, وقد تراصّ الفضلاء وأولئك الأوفياء الذين تقاطروا إلينا, يقدمون لنا واجب التعزية في فقيدنا الكبير أستاذي عبدالقادرطاش. لا يملك المرء إلا أن ينفث آهة مصدور ومبتلى, ويجاهد دمعة تترقرق في عينيه أن تنساب, وهو يصغي لرجل في الثمانينيات من عمره, معتمرا كوفيته البيضاء ومتكئا على عصاه, وقد ارتسم الذهول على تقاسيم وجهه, يتحشرج صوته في نحيب المصدوم متمتما: ابني .. ابني. ينشج بها كلما لمست يد معزٍّ كتفه.. ليزيدنا وجعا الى فجيعة.. وان كان العمّ طاش محمد عبّر بمشاعر الأب المكلوم في فقد ابنه الأكبر, فما عسانا نحن تلامذته وأبناءه أن نبوح بما في دواخلنا, وكيف لنا أن نعبّر إلا ببكاء صامت يترجم انفطار قلوبنا على فراق أستاذ جيل قدم لنا ولوطنه وأمته عطاءات فكرية عديدة انبثقت من تربية شرعية وثقافة إسلامية أصيلة, عمادها الوسطية والاعتدال والتي ترجمها سلوكا وواقعا شهد له معارضوه به قبل محبيه.. وحتى كتابة هذه الأسطر, وبعد انتهائنا بالأمس من أيام العزاء, تنتابني مشاعر بأن ما أعيشه هو حلم وخيالات, وأشعر بروح أستاذي تحلق في أجوائي التي أعيش, يتصل بي معاتبا لمقالة كنت حادا فيها ويطالبني بعدم تكرار هذا الأسلوب, ويثني أحيانا على بعض الموضوعية التي لمسها في مقالة أخرى..وأنا بزهو التلميذ الذي يسعى لأن يكون أمام معلمه الذي أحبّ المبّرز في الصف. وقد طرت تيها في آخر ما كتب لي بخطه المميز الجميل, عندما أهداني كتابه ( الإعلام الإسلامي في القنوات الفضائية ) في طبعته الثانية, وقد سطّر عليها الإهداء التالي ( الى أبي أسامة..أخي وزميلي الذي أفاخر به .. والى المزيد من النجاحات وتحقيق الرؤية الوسطية التي طمحنا ) . لزمت أستاذي طاش من بدايات قناة (اقرأ) في العام 1418هـ وكنت المعدّ لبرنامجه الفكري السياسي(مدارات الأحداث). بدأت أنا وجمال خاشقجي ثم انسحب أبو صلاح بسبب ظروفه وأكملت وحيدا الإعداد. علمني رحمه الله ألفباءات الإعلام الفضائي ووجهني في دهاليزه المتشعبة. كانت تجربة ثرية وغنية. كنا نجتمع لنضع المحاور ونقترح الضيوف, وكان حريصا على تنوعهم الفكري واستيعاب الآخر ومحاورته ما أغضب أقرب الناس إليه, وهو يصرّ على ذلك النهج الذي أكمله كاتب السطور لاحقا في الصحافة زاعما بأنه أفلح في تحقيق بعض رؤية أستاذه الكبير. لطالما جاهدت أن يكون ضيفا في صفحة ( مكاشفات) بملحق (الرسالة) وهو يتأبى ويرفض, حتى كان مرضه الأخير. هاتفته في لبنان وشعرت بصوته المبحوح, وقلت له مهاذرا: دكتور أنت في سنّ لا يسمح لك أن تفعل ما كنت تفعله في أيام الشباب. أعرّض بكبر سنه, فيضحك ضحكته النقية المحببة رحمه الله. وعندما اكتشف الداء الخبيث وجئته في مكتبه, ألفيته يستقبل ضيوفه متهللا ومحتسبا وفرحت, بيد أنني عندما خلوت به رأيت ما لم يره الآخرون, اتكاء لمرافقة لصيقة طيلة ست سنوات, رأيت انطفاءات الحياة في عينيه وأيقنت حينها بأن أستاذي لن يطول به الأمر, رغم كل رسائل الاطمئنان التي يبعثها لكل من سأله عن حاله. أزمعت تخطي عواطفي تجاهه وأصررت على تسجيل ذكرياته ورؤاه وأفكاره, وكم كان شاقا عليّ وأنا أفكر في طريقة أطالبه بالاستجابة لي دون جرح مشاعره. استعنت بابنه عادل الذي رحّب بالفكرة, واجتمعنا عليه سويتنا فلم يستطع المقاومة بعد تمنّع طويل ولأي. ربما كانت موافقته هروبا من الحاحاتنا. وأجّل رحمه الله مواعيد عدة للتسجيل حتى دهمته ليلة جمعة اتفقنا وعادل عليها فأتانا مرغما وما لبث أن ابتسم لتآمرنا عليه. ونفاجأ بأن حاله انقلب تماما بعد مضي عدة أسئلة, وانخرط في اللقاء ناسيا كل ظروفه وألمه, واستمزج تلكم اللقاءات, ووجد نفسه سعيدا في هذه الذكريات التي أبحر فيها كربّان محترف يستحضر صورا وأشخاصا ومواقف من طفولته ومسيرة حياته بذاكرة ملأى لا تنضب. تلمسّت في تفاعل أستاذي الأنس للتسجيل, ربما كان هروبا من ضغوطاته النفسية والمرضية ومن قسوة العلاج الكيماوي, فيأتي لائذا لتلك الذكريات والمواقف التي يحللها ويبدي فيها آراء انبثقت من وسطية عاش بها واعتدال دعا له دوما, وأنا أمارس هوايتي في مناوشته ومماحكته بأسئلة يبتسم لها ابتسامة أستاذ عالي القدر أمام تلميذ صغير يريد إحراجه. أبحر(ثلاثتنا) في أمسيات ماتعات و حديث يفيض بالإنسانية والنبل, لم نشعر بالزمن يمضي حتى نفيق على( تكة) الشريط معلنا انتهاء اللقاء. أزعم ولله الحمد بأننا قد حافظنا على جزء كبير ومهم من تراث وفكر أستاذ جيل, ومربّ نبيل, ومنظّر فكري وإعلامي بارز,عبر ذلك التسجيل, سائلا الله تعالى أن يوفقني للعمل على تفريغ هذه الذكريات وجمع تراث أستاذي الذي أحببت بحق ونشرها, لأحفظ للوطن والأمة الرؤية الوسطية التي تجسدت واقعا, في سماحة خلق لا تنتهي.. ----------------- أستاذي في ذكراه الأولى بقلم : عبدالعزيز محمد قاسم نشرت في ملحق الرسالة بتاريخ 29/2/1426هـ مرّ عام كامل على رحيل أستاذي وشيخي الدكتور عبد القادر طاش يرحمه الله. ولعلي أستأذن قارئي الكريم في أن أشركه في تسجيل بعض مشاعري تجاه معلم تتلمذت على يديه وكان لي ولا يزال الرجل القدوة الذي أتمنى أن أصل إلى قامته السامقة؛ خلقاً وفكراً ومهنية صحافية، كما أتمنى أن أحظى بكل ذلك الحب الذي غمره به الناس.
كثيراً ما سئلت في عدة مناسبات وأمسيات يستضيفني فيها بعض أحبتي عن علاقتي بالدكتور الراحل والساكن أبدا في وجداني, وما الذي أزمع أن افعل تجاهه, ولا بأس أن اسرد في هذا السياق ما سبق وان سجلت بعضه في مقالة لي في (المجلة العربية) التي أكرمني رئيس تحريرها ذو الخلق النادر والأدب الرفيع الأستاذ حمد القاضي بنشرها, وها أنا الآن أعيد بعض أجزاء منها. لقد لزمت أستاذي د.طاش من بدايات تأسيس قناة (اقرأ) في العام 1418هـ وكنت المعدّ لبرنامجه الفكري السياسي (مدارات الأحداث). بدأت أنا وجمال خاشقجي ثم انسحب أبو صلاح بسبب ظروفه وواصلت المهمة وحيدا. علمني -رحمه الله- أبجديات الإعلام الفضائي ووجَّهني في دهاليزه المتشعبة. وقد كانت تجربة ثرية. كنا نجتمع لنضع المحاور ونقترح الضيوف, وكان حريصا على تنوعهم الفكري واستيعاب الآخر ومحاورته ما أغضب أقرب الناس إليه, بل ألّب عليه جمع من الدعاة الذين لا يرون هذا المسلك وهم الذين تربوا حقبا ودهورا على منهجية الرأي الواحد, وقد عشت كثيرا من مساجلاته ومعاناته معهم, فيما كان يرحمه الله مصراً على ذلك النهج الذي يزعم كاتب السطور بأنه استلهمه وسار عليه لاحقا في ميدان الصحافة، زاعما مرة أخرى بأنه أفلح في تحقيق بعض رؤية أستاذه الكبير, وتلك قصة أخرى . لطالما جاهدت معه لأجل أن يكون ضيفا في صفحة ( مكاشفات) بملحق (الرسالة) بعد تركي صحيفة (البلاد)، لكنه كان يتأبّى ويرفض, حتى كان مرضه الأخير. هاتفته في لبنان وشعرت بصوته المبحوح, وقلت له مهاذرا: دكتور أنت في سنّ لا يسمح لك أن تفعل ما كنت تفعله في أيام الشباب من مجهود بدني مرهق أو استغراق فكري حاد، أعرّض بكبر سنه, فيضحك ضحكته النقية المحببة رحمه الله. وعندما اكتشف الداء الخبيث وجئته في مكتبه, ألفيته يستقبل ضيوفه متهللا ومحتسبا وفرحت, بيد أنني عندما خلوت به رأيت ما لم يره الآخرون, اتكاء على مرافقة لصيقة طيلة ست سنوات, رأيت انطفاءات الحياة في عينيه وأيقنت حينها بأن أستاذي لن يطول به الأمر رغم كل رسائل الاطمئنان التي يبعثها لكل من سأله عن حاله. أزمعت تخطي عواطفي تجاهه وأصررت على تسجيل ذكرياته ورؤاه وأفكاره, وكم كان شاقا عليّ وأنا أفكر في طريقة أطالبه بالاستجابة لي دون جرح مشاعره، وبخاصة أن الظرف غير موات أبدا. استعنت بابنه د.عادل الذي رحّب بالفكرة, واجتمعنا عليه سويتنا فلم يستطع المقاومة بعد تمنّع طويل ولأي منه. ربما كانت موافقته هروبا من إلحاحنا. وأجّل رحمه الله مواعيد عدة للتسجيل حتى دهمته ليلة جمعة اتفقنا ود.عادل عليها فأتانا مرغما وما لبث أن ابتسم لتآمرنا عليه. ونفاجأ بأن حاله انقلب تماما بعد مضي عدة أسئلة, وانخرط في اللقاء ناسيا كل ظروفه وألمه, ولما استمزج تلكم اللقاءات وجد نفسه سعيدا بتلك الذكريات التي أبحر فيها كربّان محترف يستحضر صورا وأشخاصا ومواقف من طفولته وسيرة حياته بذاكرة خصبة لا تنضب. تلمسّت في تفاعل أستاذي الأنس للتسجيل, ربما كان هروبا من ضغوطاته النفسية والمرضية ومن قسوة العلاج الكيماوي, فيأتي لائذا بتلك الذكريات والمواقف التي يحللها ويبدي فيها آراء انبثقت من وسطية عاش بها واعتدال دعا إليه دوما, وأنا أمارس هوايتي في مناوشته ومماحكته بأسئلة يبتسم لها ابتسامة أستاذ عالي القدر أمام تلميذ صغير يريد إحراجه. أبحر(ثلاثتنا) في أمسيات ماتعات و حديث يفيض بالإنسانية والنبل, لم نشعر بالزمن يمضي حتى نفيق على( تكة) الشريط معلنا انتهاء اللقاء. أزعم -ولله الحمد- بأننا قد حافظنا على جزء كبير ومهم من تراث وفكر أستاذي, وقد انتهيت من تفريغ الأشرطة والحمد لله, وأبشر كل محبي د.طاش بأن كاتب السطور سجل رسالة دكتوراة ستكون عنه وعن فكره وتراثه إن شاء الله, كواجب تجاه من علمه ألفباءات الإعلام وغرس فيه التسامح والوسطية. ------------------------ 2- هل الاعلام الهادف اخذ وضعه ومكانته في فضاء الاعلام الحالي ام لازال يحبو؟ أبدا، أثبت الاعلام الهادف حضوره من خلال قنوات فضائية عديدة ومن خلال الانترنت ، فهناك مواقع مميزة يؤمها مئات الالاف كاسلام اون لاين والاسلام اليوم وغيرهما من المواقع المميزة، فضلا عن الأقنية الفضائية، ابتداء من اقرأ ثم المجد والرسالة وبقية القنوات التي يتابعها الناس.. بقي أن يتخصص ويحترف، وهذه تحتاج الى أموال باهضة، ولكننا نرجو أن يتم ذلك..
|
#46
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله
________________________ ارحب بالنيابة عن القائمين على هذا المنتدى بالدكتور عبدالعزيز قاسم ويسعدنا ويشرفنا تواجدك في هذا المنتدى فلا اعرف شخصاً يعرف الدكتور عبدالعزيز قاسم إلا ويثني عليه وعلى حسن خلقه وعلى فكره النيٌر وقلمه البتار وتواضعه الجم فاهلا وسهلا بك يا ابا اسامة 1 - هل هناك تتدخل من الجهات الامنية في مايخص برامجك كمثلا أختيار مواضيع معينه او استضافة اسماء معينه ام لا يوجد اي نوع من انواع التدخل ؟ 2- لماذا الصوت الاسلامي الوسطي صوت خافت ليس له تواجد إلا في الاعلام وعند بعض النخب بينما الجمهور والعوام وبعض طلبة العلم بعيدون كل البعد عن الوسطية وبينهم وبينها مابين المشرق والمغرب ؟ 3- الا ترى ان الدولة لها الحق في اخراج الاسلاميون من احضانها وتركهم يخوضون صراع البقاء مع المجتمع ومع التيارات المخالفة لهم وتكون مسؤولية الدولة في حفظ الثوابت الدينية دون تغليب تيار على تيار او فكر على فكر ! أليس من حق المملكة ان ترفع يدها عنهم بعد ان طعنوا ظهرها واصبح هناك تنامي كبير لتيارات التطرف التي احسنوا إليها 3- ألا ترى ان اللبراليون اليوم في الصحافة يمارسون نفس الدور الذي كان يمارسونه الاسلاميون في الصحافه فترة الثمانيات . وان مايحصل في الصحافه اليوم من تهميش للتيار الاسلامي هو نوع من الانتقام ورد الاعتبار. وكأن لسان حالهم يقول واحده بواحده والبادي اظلم 4- لماذا لايعود الحرم الشريف كسابق عهده عندما كانت حلقات مشائخ الشافعيه والحنفية والمالكية والحنبلية يلقون الدروس والمحاضرات في المسجد الحرام لماذا يحتكر المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف على اصاحب فكر ومنهج واحد . ألا يعتبر هذا اقصاء وهذا الاقصاء ألا يفقد المجتمع التنوٌع المطلوب الذي يحفظ التوازن الفكري لدى المجتمع ويجنبه الاجراف خلف التيارات البعيده عن روح الاسلام ألا ترى انهم اقصائيون ايضا حتى مع ابناء المذاهب الاخرى 5- هل لدى الدكتور عبدالعزيز قاسم ارتباط بجماعة الاخوان المسلمين اكرر الترحيب والشكر الجزيل على تشريفك يا ابا اسامة _______________________
|
#47
|
|||
|
|||
دكتور عبدالعزيز هل لي ان اعرف ماهو مجال تخصصك الاساسي وفيما كانت رسالتك فالدكتوراة وان كانت موجودة لديك عل بامكانى الحصول عليها وقراءتها
مع كل الشكر وللامانة انت حولك جدل كبير وصدقاً انا لااتابع برنامج .. لكن في قراءتى للنت المتعددة عنك أجدك شخص عفوي ولست من امثال بعضهم ممن يطبقون المثل القائل عليهم عليهم معاهم معاهم بالعكس واضح وتخرج ماتراه مناسب لتوجهاتك دون تمثيل وبالتوفيق
|
#48
|
|||
|
|||
استكمالا لمداخلة فارس الحربي: 3- انا كشاب عادي اسمع كثيرا التهم المتبادله بين المحافظين والليبراليين والعلمانيين فهل هذه التيارات فعلا موجوده ؟ وهل هناك صراعات حقيقيه ؟ وهل فعلا أُخذ الشعب من قبل التيار المحافظ واصبح له الصوت الاعلى واصبح يقرر عن الناس في اغلب الامور؟
شاكر ومقدر لك استاذنا العظيم ونتمنى لك طول العمر ودوام الصحه والعافيه فارس الحربي-الرس والله يا فارس يا حبيبي، صراع التيارات هي هكذا في كل بلاد العالم، ومجتمعنا ينحاز للتيار الديني لأنه محافظ بعمومه، أنت ترى مشجع الكرة ليس داخلا في التيارات وصراعها، ولكنه يذهب مباشرة لترشيح امام الحي، او أي من يتوسم فيه سيماء التدين، هو ما حصل في الانتخابات البلدية، فليس التيار المحافظ هو من قرر للشعب، بل الشعب هو من نصبه انحيازا لتدينه، وصدقني أنه اذا لم يقم بالواجب المنوط به ، فسيستبدله بغيره، قصدت أنه اذا تقاعس التيار المحافظ عن أداء أدواره التي لأجلها انتخبه أو رشحه أو نصبه المواطن، فانه سيسقطه ايضا..
|
#49
|
|||
|
|||
الرد على مداخلة الاخ cardiac السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا بضيفنا الذي أنار المنتدى لحظة زيارته واستمر نور المنتدى خلال تواجده وأظن وأرجوا من الله أن يتوهج المنتدى لحظة بقاءة واستمراره معنا يتحفنا برأية وحكمته الواسعة ... وأن لا يكون حلما عابرا مر من هنا ورحل شكرا لكلماتك الأخوية، وأسأل الله ان أكون عند حسن ظنك..ويارجل حكمة ايه ؟؟عادة الحكمة يؤتاها كبار السن، وأنا لسه بدري علي فارفق بنا وراعي أزمة منتصف العمر التي نمر بها.. قبل يومين كنت جالسا مع أحد زملائي الأطباء وهو سعودي وكان مدار حديثنا حول سقوط القدوة الدينية عند أغلب من عاش في السعودية سواءا من أهلها او من المقيمين فيها ..
كنا في السابق يا دكتور نرى أن رأينا هو الأوحد وأن الفقة والأحكام والشريعة لا تتغير ولا يوجد ما يسمى بفقه الواقع وكنا نرمي التهم على كل من خالفنا فهذا قبوري وهذا صفوي وهذا زنديق وهذا مبتدع وهذا ضال وهذا وهذا وهذا ....... حتى لم نترك أحدا غير سعوديا الا رميناه في دينه وكنا نرى أنفسنا الأفضل وأن مشايخنا هم الأفضل وهم البعيدين كل البعد عن الدنيا ومتمسكون بالاخره وبالدين ومع مرور الزمن كبرنا وسافرنا وسمعنا آراء جمة. ومشايخ قمة في العلم والادب والاجتهاد سمعنا أحاديث لم نسمعها في السعودية وهي صحيحة .. سمعنا كلاما هزت له عقولنا لا ندري ما هو سبب اخفاءة عنا طيلة هذه العصور ومن ثم انصدمنا بانتكاس المنهج وتغير المباديء فالحرام أصبح جائزا والبدعة أصبحت سنة والمكروة اصبح لا بأس به . ما كنا نحارب ونكفر والاخر من اجله اصبحنا نحن من يدعو له ... فضاعت الطاسة او فضاعت القدوة الدينية واصبحنا لا نثق بالعلماء جلهم الا من رحم الله مع ان في القلب شيء على الكل . بالتأكيد، تعرضت صورة الداعية وعالم الشرع لكثير من التشويه، من قبل الاعلام والصحافة، وهو أمر كان مقصودا، وهو بالطبع خطير جدا، مسألة اسقاط الرموز الشرعية في بلد تقوم شرعيته على الدين، هي مسألة خطيرة على المدى البعيد، ولعلنا رأينا كيف كانت وقفة العلماء والدعاة مع الدولة ، وكان لهم الكلمة الفيصل في انحياز الناس ضد المظاهرات، وثمن هذا جيدا سمو الامير نايف، وخص في أول تصريح له بالشكر سماحة المفتي والعلماء وأئمة المساجد دون أية شريحة اخرى لأنه عرف الدور الصادق لهم، وأنهم ظئر الدولة وحماتها الحقيقيين.. أتصور أن الامور ستعود الى شيء من العقلانية في النقد بالمستقبل القريب..
|
#50
|
|||
|
|||
الرد على مداخلة نئصال السلا م عليكم دكتور عبد العزيز قاسم 1.ماهو راي الدكتور في حرية الاعلام في الوطن العربي وخاصة في الجزائر والله للأسف علاقتي ضعيفة بالصحافة والاعلام الجزائري، وليس هذا محكوما على موضوع المركز والاطراف بقدر اننا بعيدون عن أحبتنا في المغرب العربي؟؟ 2.راي الدكتور في المستوي الذي وصلت اليه بعض الصحف الجزائرية كا الشروق اليومي الجزائرية والخبر الجزائرية الصديق مصطفى فرحات نائب رئيس تحرير صحيفة الشروق، يراسلنا في المجموعة البريدية ويكرمنا ببعض الأخبار التي أراها جريئة.. عموما الصحافة عموما في تقدم بسبب الحرية النسبية التي تتمتع بها.. 3.كما نريد ان نعرف راي الدكتور في التغيرات او الثورات الشعبية في الوطن العربي وهل فعلا تحمل ما يتمناه المواطن العرب ما نراه عجب عجاب، وحكمة مقدرة من الله، من كان يصدق أن حاكم تونس القوي يسقط هذا السقوط المريع ويهرب في ليلة ظلماء، ومن كان يصدق ان مبارك الذي نشأنا ولا نعرف غيره يسقط بهذه الطريقة ويشوه كل تاريخه بطريقة سيئة..والباقون في الطريق، وفي النهاية ثورات الشعوب هي معيار لتواصل الزعماء والقيادات مع شعوبها، تأملوا هذا القذافي المجنون الذي يقتل شعبه ليبقى في العرش، ونحمد الله على مجتمعنا ووطننا الامن ، فهاهي نعمة التواصل مع ولاة الأمر في السعودية آتت أكلها ، ستتواصل ، ثقوا بهذا ، فهناك سوريا بعد اليمن وليبيا، وبقية البلدان العربية..والمقالة ادناه تمثل رؤيتي حول ظاهرة الشباب العربي: "الجيسبوك"..نيران تونسية وحمم قادمة بقلم: عبدالعزيز محمد قاسم * إعلامي سعودي 28محرم 1432 هـ (لم تنشر) خلال هذه الأحداث التي تمرّ بالشقيقة تونس منذ حرق الشاب التونسي -الذي دخل التاريخ كمشعل لهذه الثورة- محمد بوعزيزي؛ كان الراصدون والإعلاميون في بقية أنحاء العالم يتابعون بدقة ما يكتبه الشباب التونسي في مواقعهم على (الفيسبوك) و(التويتر)، وما ينشرونه من مقاطع المواجهات مع الشرطة العسكرية التونسية على موقع (يوتيوب)، وكانوا بالطبع أميل لتصديق هؤلاء الشباب على الإعلام والتلفزة التونسية الرسمية، وأجمع الكثيرون منهم على أن شبكات الإعلام الجديد هي التي أبقت هؤلاء المتظاهرين على تواصلهم، وتنظيم صفوفهم، وأطلعت العالم على ما يجري في تونس بكل الحقائق، وفضحت – عبر تلك الصور التي بثت في (اليوتيوب)- التعامل الأمني القاسي مع المتظاهرين المدنيين، وكسبوا تعاطف العالم، إلى درجة أن أكبر رئيس دولة في العالم باراك أوباما أشاد بصمود الشعب التونسي ومطالبته بحقوقه.
مواقع الإعلام الجديد باتت لاعباً رئيساً ومؤثراً في أحداث العالم، وتجاوز دورها دور الإعلام التقليدي بشكل كبير، وباتت ترسم سياسة وتفرض واقعاً جديداً في العالم، ونحن نتذكر ما فعله قبل شهور قليلة موقع (ويكيليكس) من فضح ساسة البسيطة أجمع؛ عبر وثائقها التي سربتها، وكان الموقع نجم عام 2010 م، فيما كان مؤسسه جوليان سانج هو رجل العام بلا منازع، وهذه المواقع باتت تشكل جيلاً من الشباب (الجيسبوك) في كل أنحاء العالم، يحمل سمات مشتركة –على اختلاف مواقعهم الجغرافية والعرقية- عنوانه؛ الثورة والتمرد والمطالبة بالشفافية والحقوق، وبحسب الخبراء المتابعين للظاهرة فإن "دﻭﺭ ﺍﻟـ(ﻓﻴسبوﻙ) تصاعد ﻭﺯﺍﺩ ﺘﺄﺜﻴﺭﻩ في ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻟـﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺴﺎﺤﺔ ﻟﻠﺘﻭﺍﺼل ﺍلاﺠﺘﻤﺎﻋﻰ والثقافي، ﺍﺴﺘﻬﻭﺕ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺒﺩﺕ ﻭﻜﺄﻨﻬﺎ ﺃﻗﺭﺏ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺠﻴل ﺠﺩﻴﺩ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﻭﺍﻻﺤﺘﺠـﺎﺝ، ﻭﻗﻠﻴـل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ في ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻗﻴﻭﺩ (ﺍﻟﺠﻴﺘﻭ ﺍﻟﺠﻴﻠﻰ)". الشباب السعودي وبحسب الإحصاءات العديدة من مراكز بحث معتمدة؛ هم أكثر الشعوب العربية غشياناً للـ(فيسبوك) وحتى (اليوتيوب)، وهم نشطون جداً في هذه الساحات، ولعل ما قام به هؤلاء الشباب إبان كارثة سيول جدة يعطينا دليلاً على حيويتهم، وعلى تفاعلهم الكبير وحراكهم الذي يقومون به في تلك الساحة، فلولا تلك الصور التي حاول الإعلام التقليدي حجبها؛ لما اطلع المجتمع وولاة أمره على تلك الفظائع التي حدثت، وشبابنا بالتأكيد ليسوا استثناء عن القاعدة وبقية شباب (الفيسبوك) في العالم، فهم يحملون ذات السمات والملامح، مما يجعلني أنبه هنا القيادات التربوية والفكرية والسياسية في بلادي، إلى ضرورة التعاطي الجديد مع هذا الجيل الذي يتشكّل عبر هذا الإعلام الجديد، ومن تجربة شخصية؛ شرفت بلقاء بعض هؤلاء الشباب في منتدى خاص لهم في جدة، فألفيتهم -عبر مناقشاتهم وأسئلتهم- جيلاً ثورياً وجريئاً ومقتحماً، بل حتى روح الأدلجة الفكرية لم تبد عليه بشكل كبير، فقد ناقشت وتابعت مجموعة من شباب التيار الإسلامي الذين اقتحموه، ورأيتهم يذوبون شيئاً فشيئاً في أتون فكر الفيس الواسع، فخفّ انتماؤهم الأيديولجي في مقابل أفكار إصلاحية يشتركون فيها مع شباب آخرين لم يكونوا من نتاج محاضن التيار الديني، وكلهم يحمل الفكر الجديد الذي تشرّبوه من غشيانهم (الفيسبوك)، فكل همومهم وأولوياتهم الكبرى؛ مطالبات الإصلاح، وحماية المال العام، وتوزيع الثورة والشفافية، ومكافحة الفساد، والحقوق الخاصة والعامة.. ربما استنقاذ بعض هؤلاء الشباب الذي بدأ يغادر ساحة التدين عموماً، شجّع بعض الرموز من الدعاة والشرعيين ليقتحموا هذا العالم العنكبوتي، ودخلوا (الفيسبوك)، وبحسب الناشط الصديق مهنا الحبيل؛ كانوا هؤلاء الرموز يأتون بذات الفكر الأبوي والإملائي، ويتلبّسهم التوجس والحذر والنظرات المستريبة، لكنهم سرعان ما يذوب كثير منهم في مناخ هذه الجمهورية الافتراضية العجيبة، عندما يواجهون شباباً يجهرون بآرائهم، وينقدون ما يرونه خطأ في كتاباتهم بصراحة شديدة، إلى درجة أن بعضهم كان يقوم بمساجلة شيخه قبل سنوات ويخطّئه في آرائه. مناخ جديد بعكس ما كانت عليه المحاضن الصحوية الدينية من التلقي دون مناقشة أو معارضة، وتتعجب من أن بعض مواقع الدعاة، حجبت من قبل مشرفي (الفيسبوك) من أمثال موقع الشيخ عوض القرني والشيخ حاتم العوني، ما يلقى ظلالاً من الشك في من يقف وراء هذه الساحات العنكبوتية. أتوقع أن منابر الإعلام الجديد، سيمتطيها الشباب العربي للتعبير عن آرائه واحتجاجه بشكل أكثر فاعلية وتأثيراً وعلى نطاق أوسع خلال المستقبل المنظور، وستمتد ثورة تونس إلى بقية البلدان العربية التي تعاني من الفساد والظلم والتهميش والمحسوبيات، ونسأل الله أن يحفظ مجتمعنا من هذه الامتدادات، وهي فرصة لأذكّر وزراءنا الكرام بضرورة امتثال ما ينبّه إليه، ويكرّره دوماً والدنا خادم الحرمين الشريفين -شفاه الله وأعاده إلينا سالما- ؛ بجعل المواطن وتلبية حاجاته الهمّ الأول لديهم، وعليهم التحرّك الجاد، ومعالجة الملفات الصدئة التي لم نقم بشيء حيالها، خصوصاً ملف البطالة، وإجبار رجال الأعمال الذين أثروا من المال العام خلال سنوات الطفرة، بتدريب الشباب واحتوائهم وتوظيفهم كواجب اجتماعي جبري عليهم، فقد طالعنا خلال الأسابيع الماضية مواقع ويكليكس سعودية، قام بعض الشباب السعودي بنشر بعض أوجه الفساد بالوثائق، وأتصوّر أنها ستزداد بشكل مستفيض، وإرهاص تجمّع أكثر من مئتي خريج أمام مبنى وزارة التربية والتعليم، يعطينا مؤشراً مهماً في ضرورة إعادة النظر في طرائق التعامل والبدء بفورية لا تقبل التخاذل في تقديم الحلول الناجعة للمشكلات الكبرى، ويا قوم إننا جزء من هذا العالم الذي يمور.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |