هذا والله زماننا والله الذي لا إله إلا هو إنه زماننا لا يهتم الراعي ولا الرعية بالمال إن كان حلال أم حرام بل أصبح الراعي يجبر الرعية في أكثر بلاد المسلمين على أكل الربا
فيَا أيُّها العُقَلاء :
لا تغرنَّكم الحياة الدنيا، ولا يحملنكم طلب المال على ارتكاب الحرام، فلا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها .
أيُّها المسلم :
دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك، واسأل عمَّا أشكل عليك، وإياك أن تأخذ الربا، أو تشهد عليه، أو تعين على ذلك بأي وجهٍ من الوجوه، وتذكر بأن المال الحلال ليس لبركته حدٌّ ولا نهاية، أما أموال الربا والمعاملات المحرمة فهي سحتٌ ومحق،ٌ وحسرةٌ وندامةٌ، وخزيٌ يوم القيامة، وصدق الله ((
يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)) .
فإنَّ مما يُعلم بالضَّرورة أنَّ الإسلام لا يحرِّم شيئاً إلا لحِكَمٍ عظيمة، أو منافع تعود على العباد، ولهذا حرم الله الربا، لما يفضي إليه من انقطاع المعروف بين الناس، من القرض الحسن، ولما يؤدي إليه ممن أخذ أموال الناس بغير عوض، وتعطيل الطاقات البشرية، لتحلَّ البطالة محل العمل والإنتاج .
كما أن الربا يزرع الأحقاد في القلوب، وينزع منها الرحمة، وبذلك تموت الأخوَّة، ويتفكَّك المجتمع، وإلى غير ذلك من الحكم التي اختص بها العليم الحكيم .
ألا فسحقاً للمُرابي فهو مطرودٌ من رحمة الله، محاربٌ لله، مقرونٌ بين معصيته وهي الربا مع الزِّنى، لتشابههما في الآثار السيئة على المجتمع .
آكل الربا دعاؤُه مردودٌ، وباب الخير في وجهه مسدود، وسوء الخاتمة تنتظره، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((
ذكرَ الرجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبَرَ , يمدُّ يديهِ إلى السَّماء : يا ربّ يا ربّ ومطعمُه حرامٌ , ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ , وغُذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يُستجابُ لذلك )) . [
أخرجه مسلم 1014] .
معاشِرَ المُسلمين :
إنَّ الله لمَّا حرَّم الرِّبا حرَّم جميع الوسائل الموصلة إليه سدَّاً للذَّريعة، ومن ذلك بيع العِينة: وهي أن يبيع سلعة بثمن معلوم مؤجَّل، ويسلمها إلى المشتري، ثم يشتريها هذا البائع قبل قبض الثمن بثمن نقد أقل. مثال ذلك : أن يبيع شخصٌ سلعةً على شخص آخر بمائة ريال مؤجلة لمدة سنة، ثم في نفس الوقت يشتري هذا البائع سلعته من المشتري بخمسين ريالا نقداً، وتبقى المائة في ذمة المشتري الأول، وهذا محرم، فقد جاء عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
إذَا تبايَعتم بالعِينةِ، وأخذتُم أذنابَ البقرِ، ورضيتُم بالزَّرعِ، وتركتُم الجهادَ، سلَّط الله عليكم ذلَّاً لا ينزِعُه حتَّى ترجِعوا إلى دِينكم )) . [
رواه أبو داوود 3/275برقم3462 وصححه الألباني لكثرة طرقه السلسلة الصحيحة 1/15 برقم ]11 .
ألا فاتقوا الله عباد الله ، واحذروا المكاسب الخبيثة، فإن أجسامكم على النَّار لا تقوى. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((
رأيتُ الليلة رجلينِ أتَيَاني فأخرجاني إلى أرضٍ مقدسةٍ، فانطلقنا حتى أتينا على نهرٍ من دمٍ فيه رجلٌ قائمٌ، وعلى وسط النَّهر رجل بين يديه حجارةٌ، فأقبلَ الرَّجل الذي في النَّهر، فإذا أراد أن يخرجَ رَمى الرجلَ بحجرٍ في فِيهِ فَرُدَّ حيثُ كان، فجعلَ كلما جاءَ ليخرجَ رمى في فيه بحجرٍ فيرجع كمَا كان، فقلتُ من هذا فقال: الذي رأيته في النَّهر آكلُ الرِّبا)). [
رواه البخاري في حديث طويل] .
اللهم ارزقنا رزقاً حلالاً وبارك لنا فيه، اللهم ارفع وادفع عنَّا الرِّبا والزِّنى والزلازل والمحن، وأعذنا من مضلات الفتن.
آآمين
منقول بتصرف
http://www.islamlight.net/index.php?...k=view&id=1684