العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#31
|
||||
|
||||
القصة الرابعة عشر
بعنوان: من أجل قطرة ماء بقلم الكاتبة: لبنى ياسين طق... طق... طق ... يكاد رأسه ينفجر وتدوي الضربات فوق دماغه بطريقة مرعبة ... وضع الوسادة فوق رأسه عله يهرب من هذا الصوت المزعج إلا انه لم يفلح ...طق ...طق... طق ... اللعنة على هذا الصنبور, منذ شهور وهو ينقط بالطريقة نفسها إلا أنها المرة الأولى التي يزعجه فيها ذلك فعلا ... ربما كان السبب في ذلك طفلاه اللذان فاجآه وهو يغسل سيارته, فأخذا يرميان في وجهه بحماس وأدب كل ما قالته لجنة ترشيد المياه والتي كانت لحظه العاثر في زيارة للمدرسة في أسبوع التوعية لتعليم الأطفال فوائد الترشيد كي تطلعهم على مضار هدر المياه بطريقة مستهترة, طق... طق ...طق ... يا لهذه القيلولة المزعجة, يكاد رأسه ينفجر والصنبور يرفض أن يغلق فمه مبتلعا صرخة الاستغاثة المشؤومة التي كانت تنطلق من فمه دون استجابة, بينما تتردد الآية الكريمة التي زرعها ابنه في رأسه ناصحاً "إن المبذرين كانوا أخوان الشياطين ", وأخيرا وبعد حرب ضروس بين رأسه وأذنيه وصنبور الماء استكان مستسلما لإغفاءة هو في أمس الحاجة إليها. الصنبور مرة أخرى وهو ينقط في وعاء كبير هاجمه في الحلم, امتلأ الوعاء حتى بدأ الماء بالسيلان عن حوافه, ثم تضخم و تضخم وعاء الماء حتى وجد نفسه فجأة في لجة أمواج عاتية قزما يحاول النجاة بحياته, لم يستطع أن يقاوم لأمواج التي تتقاذفه يمنة ويسرى وترفعه تارة فوقها ثم ترميه تارة أخرى في عمق جسدها الغاضب وهو عاجز عن فعل أي شئ ... حتى الصراخ, فجأة رمت به موجة ضخمة على الشاطئ الرملي, تلفت حوله فإذا بالرمال تحيط به من كل صوب وقد كشفت الشمس عن نواجذها بينما اختفى الماء تماما كأنه لم يكد يغرق فيه منذ لحظة, بدأ يتصبب عرقا من شدة اللظى القادم من قرص الشمس, تلفت يمنة ويسرى عـله يرى ولو جدول ماء صغيراً إلا أن المكان كان صحراء قاحلة ...على امتداد النظر لم يكن ثمة كائن غيره برفقة الشمس والسماء والرمال المشتعلة بلهيب الشمس... لا شئ مطلقا سواهم. شد قدميه شداً ليُخرج نفسه من هذا المكان, إلا انه لم يكن هناك أية إشارة لوجود كائن حي واحد ولا حتى شجرة صغيرة يحتمي بها من أشعة الشمس الحارقة, بينما بلغ العطش مبلغه وجف حلقه وتيبست شفتاه, قال في نفسه: قد ادفع نصف عمري الآن من أجل كأس واحد من الماء لكن أحداً لن يرغب بهذا الثمن أو غيره إذ لا أحد مطلقا سواه في هذا المكان . اشتد عطشه اكثر ... لم يعد يستطيع التنفس ... أحس انه يوشك على الاختناق ودارت في خلده ذكريات كان فيها الماء متوفرا بشكل مريح ... لم يكن يعلم أن الماء ثمين إلى هذا الحد ... تذكر سيارته التي كان يرويها بمئات الليترات من الماء لتبدو لامعة ... لو أن كأسا واحدا من هذه الليترات يأتيه الآن وسيدفع مقابله كل ثروته ... إلا أن شيئا من هذا لم ولن يحصل ...هربت من عينه دمعة رسمت طريقا لها على خده ... فكر في نفسه ملهوفاً إنها قطرة ماء ومد لسانه صوبها في محاولة لاصطيادها علها تخفف من لوعة الكبد لقطرة ماء ... هل كان الماء غاليا حتى هذا الحد ؟؟؟ نزلت من عينه دمعة أخرى كان يحاول اصطيادها عندما رنت الساعة معلنة انتهاء قيلولته, فتح عينيه فإذا هو في المنزل وإذا بالصحراء كابوسا دمرته رنة الساعة, لكن صنبور الماء ما زال ينقط ... طق... طق... طق... ودون أدنى تفكير هرول نحو الهاتف يطلب السمكري ليقوم بإصلاح الصنبور وفحص بقية أنابيب المياه .
|
#32
|
||||
|
||||
القصة الخامسة عشر:
بعنوان: الأرنوب بقلم الكاتب: د. أسد محمد مرّ فيل ضخم وسط بيوت الأرانب فهدم بيت الأرنب الكبير ، انزعج الجميع من أجله، و قرروا مساعدته في بناء بيت جديد له ، رفض قائلا: - إن الطقس بارد و لا احتمل الانتظار حتى تبنوا لي بيتا جديداً . حاولوا أن يفهموا منه ماذا يريد، و اقترحوا عليه أن يجهزوا له البيت المهجور مؤقتاً، فقال لهم: - أنا الأرنب الكبير وتريدونني أن أنام في بيت مهجور وغير نظيف. قدموا له عدة اقتراحات أخرى، تظاهر بالغضب وابتعد عنهم، تفقد البيوت مساءً فأعجبه بيت الأرنوب النشيط،ودون أن يسأله، دخل البيت وقال: - هذا بيتي الجديد، هيا اخرج منه. تدخلت الأرانب وقالت: - البيت للأرنوب ولا يحق لك أخذه. هزّ رأسه ساخراً، وقال، - لن أسمح له بالدخول إليه أبدا. تجنبت الأرانب الدخول معه في خلاف لأنهم يعرفون جيداً قوته و المشاكل التي يمكن أن يسببها في حال غضبه، تدخل الأرنوب، وقال: - قد يغضب ويؤ ذيننا جميعاً، سأبني بيتا جديداً. اختار المكان وبدأ يحفر وكراً، فجآت الأرانب وساعدته، وتمكن من بناء بيت بسرعة كبيرة، شكرهم على مساعدته، عاشت الأرانب بعد ذلك بسلام، لكن الأرنب الكبير انزعج وظن أنهم تحدوه بسبب مساعدتهم للأرنوب، واعتقد أنهم لا يزورونه بسبب انزعاجهم منه. فيما بعد أوضحت له الأرانب أنهم كانوا منشغلين بجمع الطعام لذا لم يتمكنوا من زيارته، لم يقتنع بكلامهم، وقال في نفسه: - لا يزالون غاضبين مني، وسأعاقبهم. اندفع مساء اليوم التالي واحتل بيت الأرنوب النشيط وطرده منه، ثم نام فيه، توقع في الصباح أن مشكلة ستحدث وسيخرب على الأرانب حياتهم الآمنة، لكن الأرنوب ترك الأمر سراً كي لا يزعج أحداً، تصرف بذكاء ونام في بيته القديم الذي أخذه منه الأرنب، وهكذا راح الأرنوب ينتظر حتى ينام الأرنب في أحد البيتين، ثم ينام في الآخر، وقال: - لقد أصبح لي بيتان: بيت قديم و بيتي الجديد. بعد فترة سأل الأرنب الكبير نفسه: - لماذا لم تحدث أية مشكلة؟ و أين ينام الأرنوب؟ راقب الأرنوب واكتشف السر، فقرر أن يمنعه، ووقف في منتصف المسافة بين البيتين، وقال: - سأحرسهما جيدا، وأنام هنا، أو الأفضل أن أبني بيتا بينهما، وأمنعه من النوم في بيتي. فكر في الأمر قليلا وتابع: - لن أتمكن من بنائه وحدي، و لن يساعدوني. وقف مساءً بين البيتين، أحس الأرنوب بما يخطط له الأرنب وبأنه سيمنعه من النوم، فراقبه حتى تعب ونام، ثم تسلل ونام في بيته، وعندما علم الأرنب بذلك، اعترف أن الأرنوب النشيط أذكى منه ، وبأن خطته فشلت، فكر في الأمر طويلاً، وأخيرا قال: - يكفيني بيت واحد، ولا يمكنني النوم في بيتين في الوقت نفسه.
|
#33
|
||||
|
||||
القصة السادسة عشر:
بعنوان: صورة الزعيم للكاتب الدكتور/ أسد محمد للتو تباهت أمام والده بأسئلته البريئة ، طبع الأب قبلة على جبينه وخرج لعمله ، تقافز في بهو البيت كهر صغير ، اغتنمت أمه فرصة لعبه وانشغلت عنه في ترتيب أشيائها ، لحق بها ، وطرح عليها سؤالا ، كان الخامس أو ربما السادس كما خمنت لهذا اليوم ، سحبت سبابتها على وجنته حتى انتهت عند هلال جبينه ، وأجابت بهدوء : نمتُ مساءً متأخرةً ، وضعتُ تحت وسادتي حبةَ سكر نبات ، وعندما استيقظتُ صباحا تحولتْ قطعة السكرِ ، وأصبحتْ أنت . فأجاب مبتسما : - الآن فهمت كيف أصبحتُ ابنك . مسحت شعره الناعم كشعر أرنب صغير بيديها الطريتين، ونام في حضنها متأثراً بالحكاية الجميلة التي أكملتها له حول الطيور التي استقبلته ودخلت إلى غرفته من النافذة ، وكيف راح يلعب معها ، وعن الشمس التي تشبه قنديل جدته التي أنارت وجهه الجميل وجعلتها تراه مثل وردة ، والمرآة الكبيرة التي أرسلها له خاله كهدية كي يمشط شعره ويتأمل صورته . في اليوم التالي سألها ، كيف جاءتْ أخته الصغيرة ، فحكت له حكاية مماثلة عن قطعة سكر النبات ، ففرح ، وحكى الحكاية لأخته الصغيرة التي لم تفهم منها شيئا ، لكنها ابتسمت وراحت تلعب وتشد طرف شرشف سريرها بشغب . *** كان يقلب وريقات كتاب حضانته ، عندما اقتربت منه أمه ، جثت على ركبتيها بجانبه، وراحت تهجّي له الحروف بدافع إثارة انتباهه وتعليمه ، شرد وهو ينظر إلى لوحة غلاف الكتاب الداخلية ، ثم عبثت يداه بالدفتر الوحيد الذي سحبه من حقيبته ، طلبت منه أن يردد وراءها ، فتثاءب ، ثم كرر بعض الحروف بصوت خافت غير آبه لجهد أمه ، وفجأة سألها : - ماما ، ماما ، لماذا هذه الصورة هنا ، ومكررة هنا بالقرب من الشمس ؟ أشار إلى صورة الغلاف ، وقارنها بالصورة التي ترافق الحروف التوضيحية في الصفحة التي تحاول شرح حروفها له . لم تجبه ، وطلبت منه أن يردد ما تلفظه بدقة ، فكرر السؤال نفسه ، عندئذ اضطرت للجواب بصوت خافت " هذه صورة الزعيم " ، فسألها : - لماذا وضعوها بالقرب من الشمس الحارة مثل النار ؟ تلعثمت الأم ، همهمت ، ثم أرغمته على تكرار كلمة "ضابط" كمثال على حرف الضاد في الصفحة التالية التي قلبت إليها هاربة من الصفحة السابقة محاولة إخفاء الصورة ، وجد صعوبة في نطق كلمة " ضابط" ، وقال بأن المعلمة لم تعطه هذا الدرس ، حاولت الضغط عليه، وكررت الكلمة عدة مرات طالبة منه أن يقلدها ، انتبهت أنها تفعل ذلك لأول مرة معه، وتضغط عليه ، أحست ببعض الضيق، رمشت صغيرها الذي راح يلعب بقلم الرصاص غير مكترث لما تردد من حروف لم يستسغها ، سحبت القلم من يده ، وتوعدته بألا تعطيه مصروفه ليوم غدٍ ، فصاح قائلا، والدهشة تعلو وجهه : - أريده ، أريده . - لن أعطيك المصروف إذا لم تلفظ الحروف جيدا . - أنا بحاجته ، يا ماما ، كي أشتري به قطعة سكر نبات . - سكر نبات ؟! - نعم ، اشتريت البارحة ، قطعة سكر نبات ، ووضعتها تحت وسادتي ، ولم يأتِني ولد جميل ، وغداً سأشتري قطعة ثانية وأضعها تحت مخدة أختي ، يمكن أن تأتيها بنت حلوة . نظرت الأم إلى صورة الزعيم بالقرب من صورة الشمس ، ثم رمقت وجه ابنها البريء مرتبكة، ولديها خشية من سؤال أكيد قد يطرحه أمام المعلمة حول الصورة ، ومِنْ ..
|
#34
|
||||
|
||||
اخي حسن خليل
قصص رائعة ومفيدة ..تلك الذي اتحفتنا بها مجهود متميز ... أحييك عليه لك مني وافر التقدير والإحترام
|
#35
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
أختي شيهانة: لقد سرّني وشرّفني مروركِ لهذه القصص الرائعة والمفيدة. لكِ مني فائق التقدير والاحترام.
|
#36
|
||||
|
||||
القصة السابعة عشر
بعنوان: القويقة حكايات عمتي حكاية شعبية للأطفال بقلم الكاتب: نزار ب. الزين كانت جمانة إحدى جواري ملك مملكة سهرورد ، وكانت أثيرته ، يحيطها بعنايته وحبه ؛ وذات يوم أسرَّت له أنها حامل . فرح الملك و وعدها إن أنجبت ذكرا أن يعتقها ويضمها إلى زوجاته ؛ ومن ثم أمر قهرمانته* ألا تسند إليها بعد اليوم أي عمل ، وحتى إشعار آخر . وهكذا قضت شهور حملها محاطة بالرعاية و التدليل إلى أن حان وقت ولادتها . كانت المفاجأة صاعقة ، عندما إكتشفت الداية أن المولود طائر أنثى من فصيلة الغربان يطلق عليه العامة إسم (القاق) . ما أن رأت النور ، حتى رفرفت بجناحيها ثم طارت إلى أعلى نافذة من نوافذ الغرفة العلوية . استغرب الحضور هذه الظاهرة العجيبة ثم أطلقوا على جمانة لقب ( أم القويقة ) ، وعندما تنامى خبر ( القويقة ) وأمها إلى مسامع الملك ، غضب غضبا شديدا ، وأمر بإعادة جمانة إلى المطبخ ، لتقوم فيه بوظيفة تقشير البصل و الثوم . ثم أخذت جواري القصر و سيداته وعبيده وأطفالهم ، يرشقون القويقة بأي شيء يقع في متناول أيديهم في كل مرة يصادفونها، دون يتمكنَّ من إصابتها أحد ، فقد كانت تتنقل بين النوافذ العلوية من إفريز لأخر بمهارة فائقة ، وهي تصيح محتجة : " قاق .. قاق .. " ولكن في الليل ، كانت تنحول (القويقة) إلى طفلة حلوة تندس في فراش أمها ، فتضمها هذه إلى صدرها حانية وترضعها من لبنها ، وقد آلت على نفسها أن تكتم سرها وأن تحتمل إضطهاد الجميع لها ، خشية أن يظن الآخرون أنها من الجن أو العفاريت ، فيلحقون بهما الأذى . واستمرت (القويقة) في سلوكها هذا ، تتحول إلى طائر في النهار وإلى طفلة رائعة الجمال في فراش أمها في الليل . وذات يوم ربيعي ، سمعت ( القويقة ) أن بنات القصر سيقمن بنزهة يجمعن خلالها الزهور البرية ونباتات الخبيزة والفطر من بساتين القصر الفسيحة وروابيه ، فقررت (القويقة) أن ترافقهن ، فحملت سلة في منقارها وطارت بها فوق رؤوسهن، ثم إختفت ، و كم كانت مفاجأتهن كبيرة عندما شاهدنها وقد ملأت سلتها بالخبيزة والفطر قبلهن ، ثم وهي تسبقهن نحو القصر ، فدخلت إلى حيث أمها تقشر الثوم والبصل ، فهبطت بسلتها فوضعتها بين يديها ، ثم إنطلقت طائرة إلى اقرب نافذة علوية . وعندما قدم الصيف ، قررت فتيات القصر أن يذهبن إلى بحيرة قريبة ضمن أسوار القصر ليقضين يومهن هناك . وبينما كن يلعبن و يتراشقن بالماء وتسبح منهن من تجيد السباحة ، لحقتهن (القويقة) ثم وقفت في أعلى شجرة جوز وأخذت تشاهدهن وتراقب لعبهن ، وتبحث في الوقت ذاته عن ركن يمكنها أن تسبح فيه وهي متوارية عن أنظارهن . وما لبثت أن عثرت على المكان المناسب في طرف البحيرة، تظلله أشجار الصفصاف وقد أمتدت أغصانها فوق سطح البحيرة . طارت إليه في الحال ، وابتدأت تخلع ثوب الطائر الأسود الذي كانته ، لتخرج منه ( صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي ومفتي ونقيب )* ثم إبتدأت تغطس في الماء البارد المنعش و تعبث به وهي في غاية النشوة والحبور. تصادف أن مر صفي الدين إبن وزير الملك الأول قرب البحيرة أثناء عودته من رحلة صيد و قنص ، فشاهدها وهو في غاية الذهول وهي تنض عنها ثوبها لتتحول من طائر إلى فتاة رائعة الجمال ، فاختطف الثوب وخبأه ، فغطست (القويقة) في الماء فلم يعد يظهر منها غير رأسها ، وأخذت ترجوه أن يستر عليها ويعيد إليها الثوب . أجابها جادا : " لن أعيده إليك ، قبل أن تخبريني ، هل أنت أنسية أم جنية " فأقسمت له أنها إنسية بنت أنسي وأنسية ، و أن ما شاهده منها إن هو إلا قدرة إلهية لا يعلم سرها إلا الله وحده . رمى إليها بعبائته قائلا : " اما ثوب الطائر الأسود فلن ترتديه بعد اليوم ، لأنك سوف تصبحين زوجتي على سنة الله ورسوله ، ثم أردفها خلفه فوق حصانه و مضى بها إلى حيث سلمها لوالدتها . حدَّث صفي الدين والدته بشأنها و أنه قد وقع في حبها و غرامها ، التي نقلت خبرها لزوجها وزير المملكة الأول ، الذي أخبر الملك – بدوره – في شأنها ، ثم شاع الخبر في القصر والكل في غاية الدهشة و التعجب بين مصدق ومكذب . وفي اليوم التالي استدعى الملك جمانة التي أقسمت له أغلظ الأيمان بأنها لم تعاشر من الرجال غيره ، لا من الإنس ولما من الجن ، وأن ( القويقة ) هي إبنته ، وأن ما جرى لا تستطيع تفسيره إلا بأنه من قدرة الله . تعرف الملك – من ثم - على ( القويقة ) فضمها إلى صدره وهو يناديها بأعذب عبارات الحب والحنان ، فبكت من شدة الفرح وأبكت كل من حولهما ؛ ثم أعلن للجميع أن اسم إبنته أصبح منذ الساعة شمس الشموس ، وحذر من يناديها بالقويقة بعد اليوم بأوخم العواقب، ثم أعلن للملأ إعتاق جاريته جمانة ، وطلب من مفتي الديار عقد قرانه عليها ، لتصبح واحدة من زوجاته ، حرة كريمة ، وأقربهن إلى قلبه . ثم تقدم الوزيرالأول لخطبة شمس الشموس من أبيها الملك لإبنه صفي الدين ، فوافق في الحال . وعمت الأفراح و الليالي الملاح ، وارتفعت الأعلام وإنتصبت الزينات ، وقُرعت الطبول وصدحت المزامير ، وأقيمت حلقات الدبكة والزار ، في كل أرجاء المملكة ، وأعلن المنادي لسكان العاصمة ألا يأكل أحد أو يشرب إلا في قصر الملك ، سبعة أيام بلياليها ؛ زُفت في نهايتها شمس الشموس لعريسها صفي الدين . (وتوتة توتة خلصت الحدوته )* ---------------------------- *قهرمانة : رئيسة الجواري *صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي و مفتي و نقيب : تعبير عامي شائع يستخدم لوصف الفتيات رائعات الجمال *(و توتة توتة خلصت الحدوته) : تعبير شعبي يقال عند إنتهاء الحكاية .
|
#37
|
|||
|
|||
*(و توتة توتة خلصت الحدوته) *
أستاذنا المبجل حسن خليل كلما شعرت بضيق أو قرأت شيئا أحزنني جئت إلى هنا لا أكتب ردا لكن أمتع نفسي وأسليها بما تسطره أنت من قصص تبعث الراحة في النفس وتعيدها إلى صباها ، أقرأها أكثر من مرة أسجل اعجابا بما اخترته أردت ان أختار بعضها فأبت إلا أن تأتي كلها أحلا م صبي وحب أم كلما فكر في الابتعاد وجد أنه لا مفر من حضن أمه قصص قصيرة جدا ( وأجمل امرأة في الوجود ، كأس ماء ، بالون سامر ) من أجل قطرة ماء الأرنوب صورة الزعيم ( سنعمم وصفتك على من يرغبون في الانجاب حبة سكر نبات توضع تحت الوسادة تصبح يوما صبيا ويوما صبية ) القويقة (و صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي و مفتي ونقيب) شكر الله لك وأسعدك كما أسعدتنا ننتظر المزيد من هذا القصص الرائع ومثلك أستاذي وكما عودتنا لن تتوانى في إجابة سؤلنا بارك الله فيك تقبل تحيتي دمت بحفظ الله
|
#38
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
الأخت الفاضلة ماء الورد: يطيب لي ويسرّني تواجدكِ في صفحاتنا بين هذه القصص المختارة في أدب الأطفال. وكما سبق وذكرت بأن هذه القصص تبعث الراحة في النفس والطمأنينة والسعادة. وما هذا الاختيار إلا بتوفيق الله عز وجل في البحث عما هو مفيد ومسلي وممتع في نفس الوقت ثم بفضل تشجيعكم المتواصل لنا في بذل المزيد من الجهود. وأبشري بالمزيد من القصص في هذا الجانب فما زال في جعبتنا الكثير منها. (قريباً جداً إن شاء الله). تقبلي خالص شكري وتقديري واحترامي. ودمتِ بحفظ الله ورعايته.
|
#39
|
||||
|
||||
القصة الثامنة عشر:
بعنوان: القلم الساحر بقلم الكاتب: السيد نجم ما أن تستضاء الأرض في مطلع كل نهار, حتى ينهض "توما" من النوم, ويمسح بجبهته التراب, تحية لله, ثم يجمع أدوات الكتابة .. القلم المصنوع من أعواد الغاب, وأحبار سوداء صنعها من نبات النيلة, وملف كبير من أوراق البردي. بعدها يذهب إلى مدخل سوق القرية, فيكتب للفلاحين الشكاوى والمظالم, وما جعل الجميع يحبونه كثيرا, كما أحبهم. في صباح كل يوم جديد , يتربع "توما" في جلسته فوق المقعد الحجري. فهو صاحب لقب "حامل القلم", بعد أن درس الحكمة وفنون الكتابة في "بيت الحياة" وهو الملحق بمعبد مدينة "طيبة" عاصمة الدولة. في هذا الصباح بالذات, شاف "توما" علامات الفزع على وجوه الناس, علم أن اللصوص هاجموا كل حظائر القرية في ليلة الأمس, وسرقوا البهائم وأيضا القمح والشعير من المخازن. حزت "توما" حزنا شديدا, وبينما جلس يفكر ويبحث عن حل مناسب, دخل عليه ثلاثة رجال يعرفهم .. شيخ البلد, شيخ الخفر, أحد أشراف القرية. رحب بهم, وبدأوا جميعا في حديث طويل. قال شيخ البلد: "يا "توما"..إن المسافر يجئ إلينا بالحمير المحمّلة بالتوابل والملح والأخشاب. أما أنت فقد سافرت وعدت إلينا بالعلم والمعرفة والحكمة .. وميزك الله بالقلم" تابع شيخ الخفر: "أعترف أني عاجز عن مواجهة هؤلاء الأشرار, لم تعد قوة رجالي تكفى, أنا وكل الخفر في حاجة للاستماع إلى حكمة قلمك" شارك الشريف قائلا: "أهل قريتنا طيبون, ليس فينا من يسئ إلى آخر, ونحن معا نطعم الجائع, ونكسو العاري, ونحترم المسن, ونساعد الأرامل واليتامى" بانفعال قال شيخ الخفر معلقا: "ليس عندي غير الرمح والسهم, نمزق بها أجسادهم .. ماذا يفعل "القلم" المصنوع من الغاب الضعيف؟ الناس في القرية خائفين من اللصوص!" وقف "توما" وكأنه اكتشف الفكرة الساحرة, والحل العجيب المدهش, قال لهم: " وجدت الحل.. لن نقضى على الأشرار قبل أن نقضى على الخوف الذي يملأ قلوب الناس" فنظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض في دهشة!! .. من جديد تابع "توما" قائلا: "من يحاول أن يخرس القلم, سوف يخرسه الله إلى الأبد" ففهموا ما يعنيه حامل القلم "توما", وانتظروا تفاصيل الفكرة التي يريد تنفيذها. ...... ....... ...... .... وفى اليوم الجديد, سمع أهل القرية غواق الغربان كلها (صوت الغراب), تساءلوا في حيرة وقلق: "هذا الصوت نذير سوء, ماذا حدث ليلة الأمس؟؟" وخرج شيخ الخفر ورجاله يبحثون عما حدث, فعلموا أن الفلاح الفقير الأخرس "نو" اختفى في ليلة الأمس !. فلما كانت زوجته ممن يتكلمون وليست خرساء, أخبرتهم بالتفاصيل كلها .. وقالت وهى حزينة حزنا شديدا: "بعد منتصف ليلة الأمس, دخل علينا ثلاثة لصوص ملثمين, يضعون قطعا من الكتان فوق وجوههم .. هددوا زوجي المسكين الأخرس, ثم سرقوا كل ما نملك. سرقوا الصندوق الخشبي الأسود الذي نحتفظ بداخله بكل ما نملك" وبعد أن فر اللصوص بالصندوق, خرج الفلاح الأخرس الفقير "نو" ولم يعد حتى الصباح. ..... ....... ....... ...... وبينما جلس الفلاح "نو" عند ضفة النهر يبكى, منذ شروق الشمس وحتى غروبه, ظل الرجل يبكي وهو يبتهل إلى الله.. أن يسمع شكواه, وأن يستجيب إلى دعواته في التخلص من اللصوص .. وعودة ثروته القليلة التي يملكها. وفجأة لمح سطح مياه النهر يعلو .. نعم, يرتفع إلى أعلى, ثم تنشق المياه إلى نصفين. وإذا بحورية جميلة تخرج من الشق الذي رآه في النهر .. كانت جميلة ورشيقة, ولها شعر أسود طويل يصل إلى نصفها السفلي, نصفها الذي هو على هيئة زعنفة سمكة. بكل ما يملك من قوة حاول "نو" أن يبدو قويا, وأشار لها بيده وهو يرجوها ألا تؤذيه. فضحكت الجميلة, وقالت له: " لا تخف يا عم نو... جئت كي أراك وأطلب منك الاطمئنان لأن الله يحمى الضعفاء, وأنت قاومت اللصوص, لكنهم كانوا أقوى منك" ثم اختفت بسرعة, وعادت مياه النهر إلى سابق حالها, وكأن شيئا لم يكن..! من شدة الخوف, بدأ الفلاح المسكين الأخرس "نو" يدعو الله قائلا في نفسه: "أنت الله, سيد السماء والأرض, ولا تشرق الشمس إلا بأمرك.... أدعوك أن تبدد شقائي, وخوفي, وتعيد لي الصندوق الخشبي" بينما هو هكذا, إذا بسطح مياه النهر تنشق ثانية, وتخرج العروس الجميلة مبتسمة. اقتربت منه, وأعطته قطعة صغيرة من الغاب , صفراء اللون, ذهبية المظهر مع ضوء القمر الساطع في كبد السماء. أمسك "نو" بقطعة الغاب دهشا, ومن جديد بدأ يبكى. وكلما سقطت دمعة فوق قطعة الغاب تشكلت بشكل القلم الذي يشبه قلم "حامل القلم توما"!! أسرع عائدا إلى زوجته التي فرحت بعودته, أخبرها بطريقته بكل ما حدث, وفهمت كل الحكاية. معا خرج إلى بيت شيخ البلد فورا. قصت الزوجة المخلصة كل تفاصيل الحكاية, حكاية القلم السحري هذا. ولم ينتظر شيخ البلد طويلا, استدعى شيخ الخفر وشريف القرية, وأسرعوا جميعا إلى دار توما". قالوا جميعا لتوما: "الآن حان الوقت ليبرز دورك يا حامل القلم.. أنها رسالة الله إليك في هذا القلم, وعلى يد هذا الفقير "نو"." ...... ....... ....... ........ في الصباح الجديد, جلس "توما" عند رأس السوق, فوق المقعد الحجري كعادته .. يكتب على الورق البردي, ثم يدور بين لناس في السوق يوزعها عليهم. كتب في اليوم لأول يقول: (أهلي قريتي الأحباء..كل صباح ومساء قولوا معي .. أيها اللصوص ستصيرون شعلة من النار, وستغرقون , بسبب شروركم) لفترة تجاهل الناس ما يقرأون, ويديرون وجوههم أمام نظرات "توما" المعاتبة لهم كلما التقى بهم داخل السوق أو خارجه. في يوم آخر كتب "توما" يقول: (أنت يا من تقرأ تلك البردية .. لا تجعل وجهك يعبس مما حدث وحسب, يجب أن تدبر أمرك في هدوء وبسرعة) فبدأ الناس يتساءلون, ويتناقشون معا: " ماذا نفعل واللصوص أقوياء وأشرار؟" " كيف نواجههم ؟؟" فرح "توما" بالأسئلة, وقال لهم جميعا: "الخطوة الأولى, أن تقلعوا الخوف من قلوبكم, وأن تزرعوا الشجاعة مكانها). رويدا بدأ الجميع يردد أقوال توما, وحفظها الأطفال الصغار, وحتى إن لم يفهموا معناها. وفى الأسواق وفى كل مكان بدأ الجميع يغنى, بقلع الخوف وزرع الشجاعة !! وأصبحت كلمات "توما" تردد في الأفراح, وأيام تحنيط موتاهم. ....... ...... ....... ...... كانت السيدة العجوز "حور" تجمع البيض في السلة كل أسبوع, لتبيعها في السوق وتشترى ما تحتاجه من قمح وفاكهة وغيرها. وهى في طريقها إلى السوق, قابلها اللصوص واستولوا على السلة الممتلئة بالبيض!! الحقيقة لم يكن الأمر هكذا ببساطة وسهولة, لأن السيدة العجوز لم تستسلم للصوص. فقد قال لها كبيرهم: "أعطنا السلة أيتها العجوز " فقالت لهم: " أنا سيدة عجوز, وبهذا البيض سوف أحضر طعامي لأسبوع كامل... أرجوكم , اتركوه لي ..." فضحك اللصوص, وسخروا منها ومن دموعها, حتى قال أحدهم: " لماذا العناد أيتها العجوز, سوف تنفذين أوامرنا فورا؟ " فلما لمحت العجوز أحد شباب القرية, قادم من بعيد, تشجعت, وصرخت في اللصوص بصوت مرتفع, قالت: " لن يحدث, لن أعطيكم طعامي لأسبوع كامل..." فلما ضحك اللصوص ثانية, قالت: " لن يرحمكم الله لو حاولتم استخدام القوة معي..." أحد اللصوص صرخ فيها: " دعك من الحكمة التي يصيح بها "توما" ليل نهار" فهمس أحد اللصوص إلى كبيرهم: " يبدو أننا سوف نعانى كثيرا بعد كلمات "توما" هذا" وما أن بدأ أحدهم انتزاع السلة من يد العجوز بالقوة, بدأت العجوز في المقاومة, وضمت السلة إلى صدرها بقوة, وبدأت تصرخ بكل قوتها: "لن أدعكم تسرقوني .... اقتلوني ولا تأخذوا طعامي" ما بين الشد والجذب بين اللصوص والعجوز..سقطت السلة إلى الأرض, وتحطم البيض! وكانت لحظة وصول شباب القرية, اندفعوا جميعا نحو اللصوص, للمرة الأولى يفاجأ اللصوص بمقاومة شباب القرية, فأسرعوا يجرون في كل اتجاه, وفى كل مكان بعيدا عن العجوز والشباب القوى ! للمرة الأولى يعدو اللصوص, ويرجون النجاة من أحد أفراد القرية! ..... ...... ..... ...... بسرعة وصل اللصوص إلى المغارة البعيدة القاطنة في قلب الجبل القريب من القرية, بدأ كبيرهم الكلام محذرا من المستقبل وهو يتساءل: " ما حدث اليوم خطير يا رجالي .. يجب أن نبدأ خطة جديدة" علق آخر: " بل يجب أن ننزل بكل سكان القرية العقاب الشديد على ما بدر من شبابهم اليوم..." وبعد مناقشات طالت, علق كبيرهم في حسم قائلا: "اسمعوا.. يجب تنفيذ كل كلمة أنطق بها الآن. إن سر ما حدث كان بسبب كلمات الكاتب "توما", ولا حل إلا أن نسكت هذا القلم." فعلق الجميع في دهشة: " وماذا نفعل مع الكلمات أو هذا القلم المصنوع من الغاب؟؟!" جادا علق كبيرهم: " نعم.. سوف نسرق هذا القلم, مهما كلفنا ذلك من جهد أو مشقة" ردوا عليه بصوت متردد: " موافقون!!!" ...... ....... ....... ....... بينما كان صاحب القلم الساحر "توما" خارج داره, يتأمل السماء الصافية والنجوم المتلألئة ليلا في منتصف الليل. إذا باللصوص يتسللون إلى داره , يبعثرون كل شئ, يبحثون عن القلم الساحر. ولم يشعر بهم "توما" لفترة طويلة, حتى نجحوا في مهمتهم الشريرة ! في الصباح انتشر الخبر, وعلم أهل القرية بما حدث مع "توما" وقلمه السحري. ومع ذلك ردد الجميع, وقالوا لتوما: "كلماتك الآن في قلوبنا, لسنا في حاجة لي القلم المسروق" فرح "توما " بما سمع, ولم يعلق. وبينما شيخ القرية وشيخ الخفر وشريف القرية , كلهم معا يتحدثون مع "توما". سمع الجميع بعض الضوضاء في مؤخرة السوق هناك. اندفعوا ... كلموا اقتربوا أكثر من مصدر الهرج والمرج والضجيج, كلما اتضح الموقف أكثر..لقد حاول اللصوص سرقة الماشية كعادتهم في الأسواق..لكن ما حدث اليوم, أن قاومهم الجميع.. الصغير والكبير, الرجال والنساء.. كل أهل القرية الموجودون في السوق قاوموا اللصوص. أنزلوا بهم إصابات شديدة, وعجز كل اللصوص عن الفرار!! وبدأت مهمة الخفر, ليعلن شيخ الخفر أنه تم القبض على كل اللصوص. وبعده أعلن شيخ القرية عن شكره إلى الجميع, وقبلهم كلهم "توما" الكاتب المخلص الأمين .. وابتسم وهو يقول: "بل كل الشكر إلى قلمه الساحر العجيب" هلل الجميع, وزغردت السيدات, ثم طلبوا أن يسمعوا كلمات "توما" إليهم, بعد انتصارهم على اللصوص, فقال: "سوف يهلك كل من يحاول سرقة أهل قريتنا .... ليس بسبب القلم الساحر كما تقولون.. لأنه سرق!!" فعبر الجميع عن خوفهم, وانزعجوا, ليتابع "توما" قائلا: " الآن القلم الساحر أصبح في قلوبكم.. وكل كلمة أنتم قادرون على تنفيذها قبل أن يكتبها, لأنكم أصحاب حق, ولا تقولون أو تفعلون إلا الحق". ومن جديد هلل الجميع فرحا بعد خوف وقلق. وقضت القرية ليلة من أسعد الليالي, ما بين الغناء والرقص والأفراح في كل مكان.
|
#40
|
||||
|
||||
القصة التاسعة عشر
معنى القوة قصة أطفال (المرحلة السنية من 9 حتى 11 سنة) كنت في طفولتي أحب الأسد كثيرا, وكلما اشتقت لرؤيته, أطلب من أبى زيارة حديقة الحيوان, أو الذهاب إلى السينما التي تعرض فيلما فيه أسد. ذات مرة انشغل أبى في عمله, ولفترة طويلة لم أر الأسد. وفى صباح جديد, وأنا أمشط شعري أمام المرآة, تهيأ لي فجأة وقد نبتت "شوارب" طويلة في وجهي, وكذا رأيت "لبدة" من الشعر الكثيف الأصفر حول رقبتي. كان لونها مثل لون الذهب, ففرحت لأنني أصبحت أسدا قويا !! فخرجت من الحجرة أزأر, تماما مثل صوت الأسد الذي أعرفه وأحبه. وببساطة تقدمت نحو الأكواب الزجاجية أعلى المائدة في الصالة, كي أحطمها. لما سألني أبى عن سبب فعلتي تلك, أجبت مبتسما: "لأنني قوى مثل الأسد" فورا قرر أبى قرارا همس به في أذن أمي. فطلبت منى ومن أخوتي الاستعداد كي نذهب إلى حديقة الحيوان. بعد فترة قصيرة, قدم أبى لي كتابا عن عادات الأسد, وطلب منى الاطلاع عليه ونحن في الطريق, وحتى نرى الأسد في عرينه. عرفت أنه الحيوان الوحيد الذي لقبه العرب بالكثير من الألقاب والأسماء, منها..الليث, أسامة, غضنفر, ضرغام, هزبر..وغيرها الكثير. دهشت, عندما قرأت أن من عادات الأسد, أنه لا يأكل إلا عندما يشعر بالجوع, ولا يهاجم فريسته في الغابة إلا عندما يجوع, ولا يأكل من الفريسة إلا بقدر حاجته ويتركها لبقية الحيوانات تأكل منها. قبل أن أنتهي من الكتاب, صرخت فرحا بتلك المعلومات, ولما أخبرت أبى عن شعوري, طلب منى الانتظار حتى نهاية الرحلة. فلما وقفنا جميعا أمام عرين الأسد (أو بيته) في حديقة الحيوان, رأيته قلقا حائرا ويدور حول شبلين صغيرين, هما أولاده. كان دوما يحرص على إبعادهما عن سور القفص الحديدي الخارجي. فلما سألت الحارس عن سبب قلق الأسد على أولاده.. قال: " لأنه يحبها ويخاف عليها من الزوار" دهشت أكثر في نفسي, أسأل: "كيف يكون الأسد قويا هكذا, وعطوفا جدا, بل وكريما مع الحيوانات الأخرى؟!!" يبدو أن صوتي كان مرتفعا, وسمعنى أبى, وإلا لماذا سألني أبى قائلا: "والآن هل عرفت المعنى الحقيقي للقوة؟؟"
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |