العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
قراءة أكاديمية للتكعيبية
التكعيبية : من المدارس الفنية التي عبرت عن ماهية الاشياء وعن ديمومتها عوض التوقف عند مظاهرها السطحية . في سنة 1907 م كان الفنانون يهرعون من كل أنحاء اوربا لاكتشاف اللوحات الباريسية .
في 1904 م صرح سيزان الى امكانية ارجاع كل شيء الى اشكال هندسية كالمخاريط والدوائر ... ويعتبر ماتيس أول من تحدث عن المكعبات الصغيرة التي تقوم عنده مقام الاشياء والاشكال .وقد صدرت عنه هذه العبارة اثناء تأمله للوحات الفنان براك التي سبق لصالون الخريف ان رفضها سنة 1908 م إثر ذلك تبنى الناقد الفني لوي فوكسيل هذا التعبير وأصبحت تسمية الفن التكعيبي متداولة . يرفض التكعيبيون كل تزييف وهم لايقبلون اللجوء الى تأثير المنظور التقليدي ولايقتنعون بتلك الذريعة التي تقتضي ان الكثافة اللونية تتناقص كلما توغل هذا الشيء في فضاء اللوحة . ولقد قاموا بتحليل الاشكال بنفس الطريقة التي كان الانطباعيون يسائلون بها الضوء ولكي يستطيعوا التعبير عن أبعاد الحجم والفضاء على القماشة عمدوا الى تركيب أشكال هندسية فوق بعضها البعض كما انهم ركزوا على التضاد بين المساحات المضيئة والمساحات المعتمة . ان الفنان الذي يرمي الى تثبيت الشيء بصريا يكون مجزأ الادراك حتما . وهو ما يدفعه الى تجميع زوايا الرؤية على القماشة ، بغية ترجمة الصورة الذهنية الى للظاهرة التي هو بصددها . وعندئد تكون النتيجة شبيهة بمربكة Puzzle ثم تركيبها بمهارة .
|
#22
|
||||
|
||||
التكعيبية (cubisme )
التكعيبيةcubisme
تنطلق التكعيبية من مفهوم قد تناوله سيزان من قبل بالمعالجة بطريقة خاصة ، حيث اعتبر الحجوم الجيومترية تعتبر أساسا لكل الأشكال . وقد بدأت التكعيبية علي يد كلا من بيكاسو وبراك وكان ذلك في العام 1907 . ولقد حدد التكعيبيون مهمة الفنان في محاولات الكشف عن الأسس البنائيه للقوالب التشكيلية على أساس تصورات منطقية وذاتية ، أما جوهر الطريقة التكعيبية فينحصر في إظهار الحجم عن طريق الرؤية الدائرية حول الشي في الفراغ . وعلي اللوحة تمتزج معا أسطح الشكل القائمة بذاتها كما لو كانت ترى أثناء تنقل زاوية رؤية الفنان بالاعتماد علي ما يشبه المعالجة التحليلية ، التي ينطوي على تقريب كل كتلة ، أو تفصيل تشكيلي على حده إلى اصله الهندسي الفراغي ، مما يؤدي إلى تحول الشكل المحدد للشيء إلى تكوين من التقسيمات المنفردة . أما المعالجة اللونيه فتؤدي مهمة إظهار الحجم ، ومن اجل ذلك يضع الفنان تدرجا محدودا معتمدا على الدرجات السوداء ، والرمادية ، البني ، الأصفر ، الأكسيد ، الأبيض . وتنقسم التكعيبية إلى : - التكعيبية التحليلية :- وهي تقوم على تصوير ما تكون لدى الفنان من فكره عن الشيء المراد تصويره وليس ما يراه " إي بتحليل مختلف الأوضاع والأشكال المراد تصويرها " - التكعيبية التألفية :- تقوم على الإلصاق وإدخال مواد غريبة إلى اللوحة " من فنانيها خوان غريس "
|
#23
|
||||
|
||||
نماذج لوحات لمدارس تشكيلية
الرسامون النبويون : الذين ظهروا بعد الانطباعيين وكانوا على النقيض منهم كما سلف الذكر في نص سابق .
اليوغندستيل : وهو تيار فني يعني أسلوب الشباب يعبر عن رفض الاجيال الشابة القيم والمعايير العتيقة . الفن التكعيبي : حاول أصحابه ان يعبروا عن ماهية الاشياء وعن ديمومتها عوض التوقف عند مظاهرها السطحية . الألوانية : قام روبير دولوناي وفرانسيس بيكابيا بابتكار تكوينات أكثر غنى من حيث اللون ليؤسسا بذلك تيارا جديدا في الفن التكعيبي : الألوانية ORPHISME الفن التجريدي : يعتبر هذا الفن هو اكبر تمرد على العالم الخارجي وعلى الانسان وقد سعى الفنانون التجريديون الى ابداع فن خالص . اللوحة الاولى من اليمين تمثل الاسلوب اليوغنديستيلي في الرسم والتعبير وهي لوحة يوغندستيلية اللوحة الثانية : تمثل اسلوب الرسامين النبويين وهم يستعملون الاصباغ كما تنبثق من الانبوب الذي يحتويها . اللوحة الثالثة : تمثل الفن التكعيبي وهى لوحة ملغزة على اعتبار ان التكعيبيين لايقبلون اللجوء الى تأثير المنظور التقليدي ولايقتنعون بتلك الذريعة التي مفادها على حد تعبيرهم ان الكثافة اللونية للشيء تتناقص كلما توغل هذا الشيء في فضاء اللوحة . اللوحة الرابعة : تمثل الفن التجريدي بأشكال بسيطة تتداخل فيما بينها وتنظم الفضاء المتجمد في سكون تام . اللوحة الخامسة : تمثل التيار الذي انبثق عن التكعيبية وهو الالوانية وهو أكثر غنى من حيث اللون . اللوحة السادسة : تمثل مرسم الفنان فيليكس وهي نموذج لرسومات الرسامين النبويين اللوحة السابعة : تمثل الفن التكعيبي وهي لبابلو بيكاسو 1909 - 1910 وتمثل امرأة جالسة . الوحات في المرفقات
|
#24
|
||||
|
||||
الانطبــــــاعية في فن الــــــــرسم
(الأنطباعية في فن الرسم)
الأنطباعية هي أهم تطور حدث في الفن الأوربي منذ عصر النهضة،إذا إنه استأصل الأشكال الرئوية التي كانت في عصر النهضة، ونبع من الانطباعية كلُّ ما أعقبها من تطورات في مجالات الرسم والنحت.وانعكست المبادئ الأساسية للانطباعية في كثير من أشكال الفن الأخرى. وقامت الانطباعية بإحلال طريقة الإدراك الحسِّي المبني على الخبرة البصرية الفعلية محلَّ الطريقة المفاهيمية المبنية على أفكار متعلقة بطبيعة مانرى،وأحلت كذلك الواقع العابر محل ماهو مفترض من واقع ثابت. وبعد أن رفضت الانطباعية فكرة وجود قاعدة مقررة وثابتة في التعبير عن الأمزجة والأحاسيس في مايتعلق بالموضوعات أعطت الأهمية الأولى للاتجاه الذاتي للفنان مؤكدة أهمية العفوية والآنية في الرؤية،وفي الأستجابة. وبقيام الانطباعية بتكوين مذهب "واقعي" ينطبق على مادة الموضوع بمقدار انطباقه على التقنية،فإنها قد تحاشت ماهو قصصي أو تاريخي أو رومانتيكي،مركزة - بدلاً من ذلك - في الحياة الحاضرة والظواهر الموجودة في تلك اللحظة ذات العلاقة. وبقيام الانطباعيين بترك العمل داخل الأستوديو،أعطو أهمية كبيرة لمسألة الرسم في الهواء الطلق،والاتصال الحسَّي بالموضوع،الذي يجتذب اهتمامهم. وعند ممارسة الانطباعيين الرسم بهذه الطريقة،أوجدوا تقنية أملتها السرعة المطلوبة والحاجة إلى الوصول إلى الحقيقة الحسية.وقامو بحذف الظلال السوداء الأُطر التي ليس لها وجود في الطبيعة واستبدلوا ألواناً مكملة للموضوع بالظلال،واستخدموا ألوان قوس قزح، وجرّبوا تقنيات مختلفة بخصوصو تخفيف الألوان وتكسيرها. كانت الانطباعية إحدى الحركات الفنية الأولى التي ارتبطت بمجموعة فنانين واعية بذاتها،ونظمت عدداً من المعارض،ومارست نشاطاً موحداً،غير أن أولئك الفنانين كانو شديدي التباين في ما بينهم في شخصياتهم، وفي فنهم . (أصل التسمية) كان معرض الانطباعيين قد اُفتتح في الخامس عشر من أبريل/نيسان عام 1874م في باريس.وبعد مرور عشرة أيام على ذلك التاريخ ظهرت في أعمدة إحدى المجلات مقالة بعنوان"معرض الانطباعيين" وكان كاتب تلك المقالة هو لويس لوروي الذي ادعى لنفسه الشهرة بسبب كتابته تلك المقالة.وهكذا ظهر مصطلح جديد في تاريخ الفن. وقد شاع استخدام كلمة "انطباعيات"بعد استخدامها من قبل الناقدين في مايتعلق بأعمال فنانين،مثل:كورو،وجونكند،وروسو. وقال مانيه في عام 1867م:إنه كان يقصد"نقل انطباع"غيرأن استخدام تلك الكلمة قد شاع،وتجاوز المعنى الذي كان يقصده الناقد لوروي. وكانت مقالة الناقد لوروي تحمل روح العداء للانطباعية،مثل مقالات أخرى كثيرة ظهرت في مايتعلق بذلك المعرض،واتخذت تلك المقالة شكل محاورة بين كاتبها لوريس والسيد جوزيف فنسنت،الذي هو رسّام خيالي،لاوجود له وهو يرسم مناظر طبيعية،وحاصل على أوسمة من قبل إدارات مختلفة.وتظهر كلمة"الانطباع"أول مرة في المحاور حول لوحة الفنان بيسارو المعنونة"حقل محروث"فيقول فنسنت الشخص الأفتراضي: "تلك الأخاديد!!وذلك الصقيع!! هي مجرد قطع صغيرة مأخوذة من لوحة ألوان الرسام،ومرتبة على قماشة مُوحل ودكناء اللون،ليس للوحة رأس أوذيل،وليس لها فم ولاقعر". ويجيبه الكاتب:"ربما..ولكن الانطباع موجود".فيقول فنسنت:"حسناً..إنه انطباع مضحك!! وهذا الشيء ماهو؟" "هو لوحة بعنوان"بستان"للسيد سيسلي،هل ترى الشجرة الصغيرة في الجهة اليمنى؟هي تتألق ولكن ماهو الانطباع؟!" يجيبه كاتب المقال:"توقف عن الاستمرار في الحديث عن انطباعياتك"
|
#25
|
||||
|
||||
(نشوء الانطباعية)
(نشوء الانطباعية)
وُلد جيل الانطباعيين في الفترة مابين عام 1830م وعام 1841م ،وعلى الرغم من أنهم كانوا يتباينون أفراداً في خلفياتهم، وفي تدربيهم وأمزجتهم،تبايناً واسعاً،غير أنهم كانوا مجموعة يمتلكون الاندفاع الكبير ذاته في الرغبة في التفرد، وفي الإخلاص،وكانوا كلهم قد قدموا إلى باريس في نحو عام1860م.ونشأت بينهم جميعاً زمالة صادقة،وتميزت مجموعتان في تكوينهم:إحداهما في الأكاديمية السويسرية،وتركز حول بيسارو،والمجموعة الأخرى في ستوديو"معهد غلير"،وتركزت حول مونيه. وكان ستوديو "معهد غلير"يتمتع بسمعة طيبة نسبياً بسبب تحرره من الأساليب المتزمتة في طرائق التدريس،وكان قد تناوب على الدراسة فيه أكثر من خمسمئة فنان وانضم إليه مانييه أيضاً مع عددٍ من أصحابه الجدد،مثل:بازيل،وسيسلي، ورينوار.وبقي هؤلاء على صلة مستمرة بأصدقائهم الآخرين في الأكاديمية السويسرية بفضل مونيه،وبازل.وفي ربيع عام 1864م أغلق معهد"غلير"أبوابه نهائياً،فانتقل مونيه ورفقاؤه إلى غابة"فونتنبلو"حيث شرعوا يرسمون في الهواء الطلق، ومن الطبيعة مباشرة. وهنا ولدت الانطباعية،والفضل في ذلك يعود إلى يوجين بودان،الذي استضاف مونيه،وكوربيه،وبودلير،وجونكند، وعدداً أخر من الشباب الذين فتحوا عيونهم على اللون السحري للضوء والماء . وبقيت غابة فونتنبلو هي الخلفية المفضلة للتجارب الانطباعية الأولى التي كان رائدها المتحمس"مونيه" الذي أضحى الموجِّه الأول للانطباعيين.وبتعاظم حركة الرسم في الهواء الطلق، بدت الموضوعات وكأنها قد أمست طوع بنان الانطباعيين. كانت الانطباعية غزواً تدريجياً للضوء، الذي أصبح يؤلف قاعدة أساسية في الرسم.وكان ميدان فعل الانطباعية وازدهارها هو المناظرالطبيعية،حيث تتلاشى الحدود في تقلبات الجوّ الحادة والمتعاقبة.ولكن التجربة مع الضوء واللون لم تكن هي كل القصة مع الحركة الانطباعية لأن الدراسات المفصلة للقوام البشري والتكوين قد نتجت منها عدة مشكلات متعلقة بالشكل والفضاء والتكوين،وهي مشكلات كان هناك سعي إلى إيجاد حلول لها.وكانت ثمرة ذلك نشوء طريقة جديدة لرؤية العالم عززت من جرأتها الموجة التي صاحبتها وقتئذ،والمتمثلة في شيوع المطبوعات اليابانية،وتطور التصوير الفوتغرافي. وبالنسبة إلى الانطباعيين كان سحر الفن الياباني يتجلى في عفويته الزخرفية وحيويته وطريقته الباهرة في تجزئة العالم المرئي وفق التناغم اللوني والخطي،وكذلك في تحولاته المفاجئة بشكل تناقضات في درجات الضوء والعتمة . وكان الدور الذي أداه التصوير الفوتوغرافي عاملاً موازياً كذلك في الأهمية،وعلى الرغم من أنه لم يُعطَ الأهمية التي يستحقها،وكان تأثيرة غير مقصود في الواقع.وظهرت أولى اللقطات الفوتوغرافية في عام 1863 م،وظهر كذلك التصوير الجوي،والمناظر شبه المجسمة في عام 1865م ، وقد عززت الكاميرا،وعجَّلت في النمو الطبيعي للأسلوب الانطباعي،ومن ثم هي رسَّخت النظرة التحليلية والنفسية للعالم المرئي. وتفجرت الشعرية في عالم الرسم عام (1860م - 1861) في لوحة مانييه المعنونة"حفلة موسيقية في قصر اللتويلري".ولم تكن جرأة تلك اللوحة تكمن في اختيار الموضوع،على الرغم من أنه كان موضوعاً ينطوي على جرأة في ذلك الوقت.وإنما في الانسيابية الحية والموجزة لضريات الفرشاة المتناغمة تناغماً كلياً،وفي الطريقة الحديثة في الرؤية التصفة بالتلقائية في الاستجابة. وفي الأعوام 1865- 1868م ،وتحت التأثير الطاغي للفنان كوبيه والفنان مانييه،حققو في البدء موضوعاتهم الأولى كرسامين رومنسيين،ثم ضمن مدرسة"الباربيزون"المستقلة. مارس مونيه،ورينوار،وبازيل،أول مارسموا رسم القوام البشري في الهواء الطلق. وقبل حرب عام 1870م بين فرنسا وألمانيا،كان انطباعيو المستقبل لايزالون يقتدون بالمجموعة المؤلفة من بودان، وجونكند،وكورو،ودوبيني وفي مقدمتهم كوربيه. ومنذ عام 1865م وما بعده كانوا على صلة مباشرة بمن سبقوهم،وأثروا فيهم تأثيراً كبيراً ولا سيما بعد أن عمل بعضهم مع بعض في باريس،وفي غابة فونتنبلو،وعلى ساحل المانش. ويمثل عام 1863م علامة مميزة في تاريخ الرسم،إذ لاحظ كاستنياري،الذي كتب عن اللوحات المعروضة على الجمهور في الصالون الرسمي في باريس،التحول من الواقعية الدرامية التي تتلاعب بالعواطف إلى الطبيعة المتحررة، وعد ذلك دليلاً كافياً على الموقع التاريخي،الذي احتله مانييه،وانطباعيو المستقبل بالقياس إلى كوربيه، وفي العام ذاته توفي ديلاكروا تاركاً وراء أصولاً ثمينة للاستقلالية والحرية الخلاقة،وكان تأثيره في الانطباعية كبيراً، حتى إن"سيزان"وصفه بأنه"أجمل لوحة ألوان في باريس. وتنقل مونيه وزملاؤه،قبل أن يستقر بهم المقام على ضفاف نهر السين،وقد اتخذ أسلوبهم شكله النهائي،من "إيل دي فرانس" إلى ساحل البحر،ومن غابة فونتنبلو،التي رسموا مشاهدها،إلى شواطئ بحرالمانش،فاكتسبت ألوانهم بريقها بسرعة،ثم مالبثواأن هجروا هذا المكان ،وأصبح نهر السين والساحل النورماندي مركزهم المفضل للرسم في الهواء الطلق في الأعوام مابين عامي 1858م- 1870م. ويقول وليام فيمنغ في موسوعته المعنونة"فنون وأفكار"عن الانطباعية إن الفنانين الذين ساروا على نهج كوبيه سعوا إلى تحقيق المزيد من الاقتران بالطبيعة من أجل إيجاد فن قائم على أساس الآنية في التعبير،وكان أولئك الفنانون يحملون مسند لوح الرسم،ويتركون منازلهم،ويحاولون القيام بالكثير من الرسم في المكان الواحد،بدلاً من قيامهم بالعمل في ستودياهاتهم، وباعتمادهم على مخططات .وكانوا يعارضون طريقة رسم صور تحمل معاني أخلاقية أو أدبية،أو تعبرعن رسالة، وكانوا لايهتمون بالمضمون التصويري. كان الانطباعيون يراعون الواقعية البصرية إلى حد فصل الخبرة(الرؤيوية)عن الذاكرة،مع تفادي أي تداعيات قد يولدها العقل. وفي عام 1874م عرض كلود مونيه لوحة عنوانها"انطباع:شروق الشمس"؛مما أكسب الحركة اسمها،وفي البداية،أُستخدمت كلمة ساخرة من قبل النقاد ،غير أن الكلمة قد استمر استخدامها؛لأنها تتصف بدرجة من الملائمة،وتتضمن الحدث،حسب الرؤية الآنية،والأهمية هنا للحسّ،وليس للإدراك. ويرى الانطباعيون أنه يجب أن يتضمن الرسم تحليل ضوء الشمس إلى أجزائه المكونة،وأنة يجب الوصول إلى أجزائه المكونة،وأنه يجب الوصول إلى التألق واسطة استخدام الألوان الأساسية التي يتألف منها الطيف.وبدلاً من قيام الرسام بمزج درجات من اللون الأخضر مثلاً بعضها مع بعض على لوحة الألوان،يستطيع الرســـام وضع لمسات وضربات مستقلة من الأصفر والأزرق بعضها إلى جانب بعض، ثم يترك الأمر لعين المشاهد.وما يبدو مشوشاً في حالة قرب المسافة،سيبدو واضحاً عندما تكون المسافة مناسبة.وبهذه الطريقة حاول الانطباعيون زيادة التألق في رسومهم،حتى تكون سومهم قادرة على نقل خداع ضوء الشمس،الذي يتحلل بواسطة المنشور. وهكذا حقق الانطباعيون مهرجاناً حقيقياً من الألوان التي تبدو عين الإنسان فيها كأنها تشترك في رقصة لكثافات ضوئية مذبذبة ومتباينة. وقد اكتشف الانطباعيون طريقة جديدة في التمثيل البصري نتيجة لقيامهم بإعادة فحص وسائلهم التقنية . ويقول سام هنتر،وجون جاكوبوس في موسوعتهما"الفن الحديث" :إنه قد حصل تغير فعلي في الأساليب والأشكال الفنية عند وصول الانطباعيين؛ أولئك الرسامين الفرنسين الشباب،الذين كان يقودهم مونيه ورينوار وبيسارو،وديغا،الذين كانوا يعدون مانييه هو المرشد الرئيس لهم،ولو أنهم ذهبوا إلى أبعد مما ذهب غليه بصفتهم مصورين للحياة العصرية.والأجيال متعددة،عدّ مونيه 1840 - 1926م أنه يجسد التقويم الذي أبداه سيزان عندما قال:"ليس مونيه سوى عين ولكن يالها من عين!!"،وهكذاالرأي يتضمن أن مونيه كان قد أوجد مجموعة رسمية من الألوان المتطورة،ونظاماً معيناً في عمل الفرشاة،وتكوينات دينامية من أجل الإفصاح عن الخاصية الآنية للرؤية،ولأشكال الجمال في الطبيعة،والإمكانات التعبيرية للألوان. وكان مونيه يعمل دائماًخارج المنزل،ولم يكن يهتم إلا بالتأثيرات السريعة الزوال للظواهر الطبيعية،ولأهواء الحس البصري،ولم يكن يعطي قيمة للأفكار أو المضامين أو المعاني،وإنما كان يعطي الأهمية كلها للمباهج الطبيعية،واللحظة القائمة. وفي نهاية الأمر،كان"مونيه"هو الفنان الانطباعي الذي بقي أكثر إخلاصاً لمبدأ الخبرة البصرية،ولوأنه قد دفع هذا المبدأإلى حدّ يقترب من التجريد .
|
#26
|
||||
|
||||
(اللّون عند الانطباعيين)
(اللّون عند الانطباعيين)
منذ عام 1873م وما بعده،شرع مانييه،وديغا،وسيزان في استعمال ألوان براقة حقاً.ومنذ ذلك الحين،نبذ مونيه،ورينوار،وبيسارو،وسيسلي أستخدام درجات لونية باهتة من الرصاص والبُني؛من أجل تحقيق الحيوية النابضة التي تستطيع الألوان الخالصة فقط تحقيقها. وقبل عام 1870م كان فن مانييه قائماً،وبصورة أساسية،على التضاد في الألوان السوداء والبيضاء المتجاورة بظل تام أو بضوء لامع لا يُدانى اناقة وحرية.والرسوم الظلية(الشجية)الحية الكثيرة للفنانة بيرتا موريسو،التي واظبت على الوقوف أمام مانييه قبل أن يقترن بشقيقتها في عام 1874م بلغت حد الكمال في تألقها النابع من تناقضات بديعة،وألوان بيضاء،ورمادية رفيعة،ومشوبة بالوردي والأزرق،أمام لون أسود لايضاهي؛ممّا جعل بودلير، ومالارميه،وفاليري يتغنون بها. وعلى الرغم من أن سيزان كان على صلة جيدة بزملائه،وعلى بينة ببحوث كل واحد منهم،غير أنه كان يعمل باستقلالية، ولم يكن له نصيب في ظاهرة ماقبل الأنطباعية،وفي عام 1866م كتب سيزان لى صديقه الكاتب إميل زولا قائلاً: "كل الصور التي رسمتها في الداخل،وفي الاستوديو،لن توازي الأشياء التي قمت بها في الهواء الطلق،عليَّ بعد الآن ألاّ أرسم إلافي العراء". وقد أدىطبعُ سيزان العاطفي،وانهماكه بالموضوعات الرومنسية،التي ورثها عن ديلاكروا،ونزواته التي لاتقاوم، أدت إلى أن يجد ضالته في المشاهد الخيالية المفعمة بالانفعال الحِّسي الشديد،والمعالجة بضربات كثيفة من الأصباغ المشحونة بالتوترات في التعبير. وفي عام 1869م ،وبفضل استقرار حياته العاطفية بعد علاقته بأنموذجه هورتنس فيكيه،التي أصبحت زوجته في مابعد،وقع سيزان تحت تأثير مانيه الذي أفاده كثيراً،وكانت ثمرة ذلك رائعة لاتُجارى((الساعة السوداء)) ،التي هي صورة لحياة صامتة،أضحى فيها الموضوع أخيراً غير ذي شأن،وصار التناغم الطاغي للألوان هو كلّ شيء،وكأنه لايزال هناك انفعال عاطفي خفيّ يسري في صورته،لكنه عرف كيف يسيطر عليه،في إيقاع متزن للأشكال والألوان،وفي الانسياب الهادئ للألوان البيضاء والسوداء التي تتخللها مسحات من الأزرق والأخضر والأصفر. وفي الفترة نفسها أُغرم مونيه،وبيسارو،وسيسلي بالمناظر الشتوية المغطاة بالثلج،لالكونها تمد الرسام بأحسن مافي الطبيعة من تناغم للأبيض والأسود تجاه السماء الرصيصة الرمادية،وليس لأن الثلج يوفر خلفية مثالية لحركة اللون المرهفة،ويؤدي غطاءُ المائدة الأبيض دوراً إزاء الحياة الصامتة،وإنما لأن أشعة الشمس الساقطة على رقعة فسيحة من الثلج أعطت الرسامين فرصة فريدة لملاحظة الظلال الملونة وتحليلها التي تمثل،في رأيهم،ظاهرة طبيعية صادقة،فاتخذوا منها واحدة من المسلَّمات بالنسبة إلى أساليبهم.وبذاك حرروا أنفسهم تماماً من الأساليب التي كانت تعدّ شبه مقدسة،والتي اقتصرت على الطريقة المألوفة في توزيع الظل والضوء والألوان المعروفة. وفي سعيهم لاستخلاص الكثافة الطبيعية لضوء الشمس المتسرب غلى الثلج،أدركوا فجأة أن الألوان النقية،ومع أنها أقل بريقاً من الأبيض، تعطي فكرة صادقة عن الضوء المشعّ أكثر مما يفعل ذلك اللون الأبيض. وفيما بعد ،أدركوا أيضاً عدم وجود شيء في الطبيعة يُلقي ظلااً سوداء مطلقة،وأن أي ظل من الظلال يحمل لوناً خاصاً به،ويحترم قانون الألوان المتكاملة. وكانت دراستهم للثلج،قد قادتهم حينذاك إلى التخلي عن التضاد بين الأبيض والأسود،وحتى بالنسبة إلى الدرجات المتوسطة من الرمادي والرصاصي،التي كانت تقنياتهم تعتمد عليها قبل عام 1870م.ومنذ ذلك الحين ازداد اعتمادهم على الألوان النقية للمنشور . (الانشقاقات وعاقبة الانطباعية) تزامنت فترة "أرجونتوي" تمام التزامن مع الاتزان والتماسك المؤقتين في الانطباعية.وبعد ذلك،توقفت مجموعة الانطباعيين عن كونها قوة موحدة،إذ إنّ كل فنان شرع يختط لنفسه طريقاً خاصاً،وبقيت حلقة الوصل الوحيدة التي تربط بينهم هي شغفهم بالطبيعة،والحريةالمطلقة في التعبير. وفي عام 1878م،عرض رينوار في الصالون الرسمي،بينما اعتكف مونيه في فيتوس،وبدأ سلوكه يزداد اندفاعاً وعصفاً وتميزاً من ذي قبل. وحاول بيسارو،وسيسلي جهدهما إبقاء العلم مرفوعاً ومرفرفاً،ولكن في السنة التالية وفي المعرض الرابع لجماعة الانطباعيين أدَّت الاهتمامات المتضاربة إلى شق الحركة الانطباعية شقاً كبيراً؛لأن رينوار،وسيزان،وسيسلي،وبيرتا،موريسو تخلَّوا عن المتصلبين،وقرروا العودة على عملهم في الصالون. وقُوبل سيزان،وسيسلي بالرفض،وفضَّل سيسلي العزلة الرهبانية في "موريه" حيث لم يفلح تماماً في استعادة أسلوبه. وكان نجم رينور لايزال ساطعاً،ومهد له ذلك سبيل الانتقال غلى صفوف الحلقة اللامعة من الكتاب والممثلين والسياسيين،الذين كانوا يلتقون في بيت الناشر شاربونتييه.وهناك حصل رينوار على عروض لرسم صور شخصية بأسعار مجزية. ثم تصاعدت الأزمة في عام1880م عندما أقدم مونيه،بعدانسحاب رينوار،وسيسلي،على إقامة معرض شخصي لصوره المتأخرة،التي رسمها في ((فيتوس)) ولم يتوان عن التصريح حاقداً للصحفي توبورو قائلاً:"أنا انطباعي لكنني قّلما أرى زملائي الانطباعيين..لقد أمسى الحرم مدرسة عامة تفتح أبوابها لكل مطرطش بالأصباغ يطرقها". وقد قصد بهذه الملاحظة غوغان،الذي رعاه بيسارو،وأقام له معرضاً في عام 1880م للمرة الأولى ضمن المجموعة،وقبل ذلك بسنة كان ديغا قد ضمَّ إلى المجموعة تلميذته الأمريكية ماري كاسات. وأدرك الكاتب والناقد إميل زولا الواقع،الذي يعيشه الانطباعيون،فقال: "إن مجموعة الانطباعيين تبدو وكأنها قد بلغت يومها الأخير "،وأشار زولا إلى أن الحركة الانطباعية قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب غياب"الأستاذ" القادر على تجسيد النظرة الجديدة بقوة،وهي لاتزال نظرة مبهمة في أعمال كلذ واحد منهم. ونظم الانطباعيون معرضهم السادس في عام 1881م في ستوديو " نادار" القديم في شارع ((كابوسين)) حيث أقاموا معرضهم الأول في عام 1874م.ومن بين المجموعة الأصلية كان ديغاش،وغويمان،وبيرتا،موريسو،وبيسارو فقط هم العارضون.فقد أمضى سيسلي الصيف في جزيرة روايت،وانتقل مونيه إلى بواسي. وجمع بيسارو حوله،في يونتواز،شخصيات متناقضة مثل سيزان،وغوغان،وشرع رينوار يكثر من الأسفار. وفي عام 1882م.بذل دوران رويل جهده لتنظيم شارع سانت- أُونوري في باريس،وكتب إليهم يحثم على توحيد صفوفهم من جديد، غيرأن الإجابات التي تلقاها كشفت عن الاختلافات والضغائن الناشبة بينهم،التي أدت في النهاية إلى تمزيق شمل المجموعة. ولكن دوران- رويل لم ييأس بل واصل سعيه بتأن وصبر ولباقة إلى أن استطاع أن يعيد شملهم جميعاً،ومؤقتاً باستثناء سيزان،الذي وافق الصالون الرسمي على قبوله،وبأستثناء ديغا الذي انسلخ عنهم بإصرار،وبلغ عدد المعروضات 253 لوحة،شارك فيها مونيه، ورينوار،وبيسارو،وسيسلي،وبيرتا موريسو،وغويومان،وكيليبوت،وفنيون،وغوغان. ولما كانت نُذُر الخلاف قد بدأت منذ عام 1880م ،أضحى الانقسام حقيقة واقعة بوفاة مانييه في الثلاثين من نيسان 1883م،ولم يقتصر الأمر على تشتت الانطباعيين هنا وهناك،ولكن،ومن الناحية الجمالية أيضاً،سلك كلّ واحد منهم طريقاً خاصاً واضحاً،وكان الأمر كما ذكر ليونيلو فينتوري الذي قال: "اتجه مونيه إلى الرمزية في الضوء واللون،وحلق بيسارونحو التنقيطية، وسعى رينوار إلى استيعاب عناصر الشكل الأكاديمي،وأوقف سيزان نفسه على مشكلات البناء الفني،وانحدار سيسلي إلى الأسلوبية".وبقى وضع ديغا فريداً،وكان هو و"سيزان" الوحيدين اللذين واصلا من دون كلل أو ملل سعيهما المتنامي في المعقد الذي كان من المتعذر التنبؤ بنتائجه. وبعد عودة رينوار من إيطاليا،مرَّ بمرحلة حرجة من الكلاسيكية الجديدة( التي هي على غرار أسلوب انكر) التي وصفها هو نفسه بفتره"الأسلوب الفظ". وفي عام 1886م،أخذت الفنانة بيرتا موريسو على عاتقها تنظيم المعرض الثامن والأخير لمجموعة الانطباعيين. والحق يقال:إنها الوحيدة التي بقيت مخلصة للاتجاهات الأولى للانطباعية،وكان أبرز شخوص المعرض هو الفنان سورا الذي كان قد رعاه بيسارو سابقاً بحماسة بالغة . مقالة للكاتب:فاضل كمال الدين محافظة بابل - العراق مجلة الفيصل - ربيع الأول 1427هـ .إبريل2006م. (المراجع ألتي أستعان بها الكاتب في مقالته) (برنارد دنفير كتاب((الانطباعية)) الناشرون شركة تيمس وهدسون في لندن عام 1974) (برنارد دنفيركتاب ((الانطباعيون في متناول يدك))الناشرون شركة تيمس وهدسون في لندن 1987) (جه.تي.مولر.فرانك ألغر،كتاب((مئة عام من الرسم الحديث))ترجمة فخري خليل،ومراجعة جبرا إبراهيم جبرا،الناشرون دار المأمون للترجمة والنشر في بغداد ،عام1988) (ويليام فليمنغ،موسوعة((فنون وأفكار))الطبعة السادسة،الناشرون شركة هولت- راينهارت - ونستون ..في أوهايو عام 1980م ) (سام هنتر- جون جاكو بوس،موسوعة((الفن الحديث)) الطبعة الثانية عام 1985 م الناشرون شركة هاريأن.أبرامز....في نيويورك..)
|
#27
|
||||
|
||||
الانطباعية في الهواء الطلق
الانطـباعـية أسلوب فني يُقوم على الانطباع الفوري عن شيء أو حدث ما.
ويحاول الرسّامون الانطباعيون أن يُظهروا ما تراه العين لأول وهلة خلافًا لما يعرفونه أو يشعرون به بالنسبة للشيء أو الحدث. كما يحاولون إعادة إبراز الضوء كما يبدو للعين منعكسًا من على سطوح الأشياء. ولهذا السبب فإن كثيرًا من اللوحات الانطباعية تبدو وكأنها ذات لمعان اهتزازي. ويوضح بعض الرسامين هذا الانطباع بوساطة أسلوب تقسيم الألوان، ويضعون الألوان النقية غير الممزوجة في شكل لمسات صغيرة متجاورة بالفرشاة، بدلاً من مزجها على لويحة خلط الألوان. وهناك أعمال انطباعية أخرى في مجالات الموسيقى والأدب، والنحت، إلا أن الانطباعية في مجال الفن أكثر أهمية. في هذه المدرسة أي (الأنطباعية) حمل الفنان مرسمه وخرج للطبيعة وتخلى عن المراسم والغرف المغلقة . كان هناك ما يسمى بالرصد لتلك الحالة المتجلية في الهواء الطلق ليضفي الفنان على عنصر المشهد الماثل أمامه حالة حسية انطباعية .لها علاقة مباشرة مع إحساسه بالمشهد بطريقة حسية سميت بالانطباعية وقد تميز أعمال الانطباعيين ومنهم الفرنسيين خاصة بتركيز الفنان على عنصري الظل والنور . ولد جيل الانطباعيين في الفترة الممتدة بين الأعوام 1830 - 1841 ، وعلى الرغم من أنهم كانوا يختلفون إفرادا في خلفياتهم وتدريبهم وأمزجتهم تماماً إلا أنهم كمجموعة كانوا يملكون الاندفاع الحاد ذاته في التفرد والإخلاص . كلهم قدموا إلى باريس حوالي عام 1860 ، ونشأت بينهم جمعياً زمالة صادقة في التو ، وتميزت مجموعتان في تكوينهما ، إحداهما في الأكاديمية السويسرية وتركزت حول بيسارو ، والأخرى في ستوديو " غلير " وتركزت حول مونيه. كان ستوديو " غلير " يتمتع بسمعه طيبة نسبياً ، لتحرره من الأساليب المتزمتة في طرائق التدريس ، تضاف إلى ذلك مزية أخرى هي الأجور الواطئة التي كان يتقاضاها من الطلبة ، والجو الطبيعي الرائق الذي كان يحيط به ، فكان أن تناوب على الدراسة فيه أكثر من خمسمائة فنان ، ولم يدخر مونيه وسعاً للانضمام إليه ، برفقة عدد من أصحاب الجدد مثل : بازيل وسسلي ورينوار ، وقد بقي هؤلاء على صلة مستمرة بأصدقائهم الآخرين في الأكاديمية السويسرية ، بفضل مونيه وبازيل، و في ربيع عام 1864 أغلق معهد " غلير " أبوابه نهائياً ، فانتقل مونيه ورفقاؤه إلى غابة " فونتنبلو " حيث شرعوا يرسمون في الهواء الطلق عن الطبيعة رأساً. قبل حرب عام 1870 ، كان انطباعيو المستقبل لما يزالون يقتدون بالمجموعة المؤلفة من بودان وجونكند وكورو ودوبينيي ، وفي مقدمتهم كوربيه ، ومنذ عام 1865 وما بعده ، صاروا على صلة مباشرة بمن سبقوهم وأثروا فيهم ايما تأثير ، لاسيما بعد أن عمل البعض منهم معاً في باريس ، وفى غابة " فوننتنبلو " وعلى ساحل المانش. يمثل عام 1863 علامة مميزة في تاريخ الرسم ، ففي العام المذكور لحظ كاستنياري ، الذي كتب عن اللوحات التي عرضت على الجمهور في " الصالون " الرسمي بباريس ، وحاول أن يقوم ما وصفه ب" الاتجاهات الحقة التي سلكها الفن في عصره " التحول من " الواقعية " الدرامية التي تلعب بالعواطف الى " الطبيعة " المتحررة مؤشراً كافياً الى الموقع التاريخي الذي احتله مانيه وأنطباعيو المستقبل بالنسبة لكوربيه. في العام ذاته ، توفي ديلاكروا تاركاً وراءه أمثولة ثمينة للفردية والحرية الخلافة كان تأثيره في الانطباعية كبيراً ، حتى أن سيزان أطلق عليه ( أجمل " باليت " في فرنسا ) ، وقد تجلى ذلك في الدراسة التي كتبها بول سنياك عنه في العام 1899 بعنوان ( من يوجين ديلاكروا الى الانطباعية الجديدة). تنقل مونيه وزملاؤه ، قبل أن يستقر بهم المقام على ضفاف نهر السين حيث أتخذ أسلوبهم شكله النهائي ، من " إيل دي فرانس " إلى ساحل البحر ، ومن غابة " فونتنبلو " ، التي مارسوا رسم مشاهدها على غرار من سبقوهم ، الى شواطئي بحر المانش حيث اكتسبت أوانهم بريقها بسرعة ، كان هذا المكان بمثابة مأوى قديم لرسامي الألوان المائية الإنكليز ، وللرومانسيين أمثال : ديلاكروا وهيوي وفلير واسابي ودوبري ، يزورهم كوربيه أحيانا ، ثم ما لبثوا أن هجروه ، في الأيام التي ازدهرت فيها مدرسة " الباربيزون " ، واضحي السين والساحل النورماندي مركزهم المفضل للرسم في الهواء الطلق بين الأعوام 1858 - 1870. هنا . . ولدت الانطباعية ، والفضل في ذلك يعود الى يوجين بودان ، الذي استضاف مونيه وكوربيه وبودلير وجونكند وعدداً آخر من الشباب ، الذين فتحوا عيونهم على اللون السحري للضوء والماء. لحظ كاستنياري منذ بداية عام 1863 أن عظمة جونكند تكمن في الانطباع الذي يولده رسمه ، وعلى الرغم ن أن صورة المنجزة في الأستوديو هي أعمال مكثفة ومتشابكة إلا أنها بقيت ضمن الإطار الرومانسي الواقعي ، وكانت لوحاته المائية متميزة بلمسة حرة سريعة مشرقة مستمدة من الحياة رأساً. كان الوعي حاداً بالمشهد المعاصر آنذاك ، وما يبدو اليوم لنا طبيعياً وضرورياً كان يعتبر ، لا سيما في الفن ، بدعة ثورية في أواسط القرن التاسع عشر ، حيث التقاليد الموروثة راسخة منذ القدم ، وقد تولد هذا الوعي نتيجة الإحساس المرهف للماضي ، ولمظاهر الحياة الجديدة التي شرعت تزحف على المدينة باطراد ، بسبب الثراء الذي رافق التقدم الحضري والصناعي وتفجرت الشاعرية في عالم الرسم في عام 1860 - 1861 في لوحة مائية الموسومة " حفلة موسيقية في قصر التويلري " ، لم تكن جرأتها تكمن في اختيار الموضوع ، على الرغم من أنه كان في الواقع جريئاً في ذلك الحين ، بل في الانسيابية الحية الموجزة لضربات الفرشاة المتناغمة تناغماً كلياً والطريقة الحديثة في الرؤية ، المتسمة بالتلقائية في الاستجابة ، لقد عري مانيه العرق الفني الذي طالما أشار إليه بودلير ، وكان الفن جاء بعده وأطلق عليه (الرسم الحديث)، هو في الواقع الرسم الصادق الأمين لذلك العصر. مارس مونيه ورينوار وبازيل أول مامارسوا رسم القوام الإنساني في الهواء الطلق بين الأعوام 1865 - 1868 ، تحت التأثير الطاغي لكوربيه ومانيه ، لقد حققوا في البدء مواضيعهم الأولى كرسامين رومانسيين ، ثم ضمن مدرسة " الباربيزون " المستقلة ، وبقيت غابة " فانتنبلو " أيضا الخلفية المفضلة للتجارب الانطباعية الأولى التي كان رائدها المتحمس مونيه الذي أضحي " الموجه الأول للانطباعيين " على حد قول ليونيلو فينتورى ، وبتعاظم حركة الرسم في الهواء الطلق بدا ظل الشمس وكأنه أمسى طوع بنانهم ، وهلل الانطباعيون ، وفى مقدمتهم كوربيه ، للتأثيرات الخلابة التي يمكن استخلاصها من الأشكال الرشيقة والألوان البراقة للنساء المتأنقات في ضوء الشمس. كانت الانطباعية غزواً تدريجاً للضوء أضحى يؤلف قاعدة أساسية في الرسم ، وكان ميدان فعلها وازدهارها المناظر الطبيعية ، حيث تتلاشى التحديدات في تقلبات الجو الحادة المتعاقبة ، لكن التجربة مع الضوء واللون لم تكن هي القصة كلها مع الحركة الانطباعية ، فقد ولدت الدراسات المفيضة للقوام البشري مشاكل عديدة للشكل والفضاء والتكوين ، وسعدت لإيجاد الحلول لها ، وكان ثمرة ذلك نشوء طريقة جديدة لرؤية العالم ، عززت من جرأتها الموجة التي صاحبتها آنئذ بذيوع المطبوعات اليابانية وتطور التصوير الفوتوغرافي. ولما يقرب من قرن ، نحت الثورات الفنية نحو احتلال مواقعها معتمدة على أساليب قائمة راسخة في القدم ، سواء أكانت هذه الأساليب عريقة أم دخيلة أم بدائية في طبيعتها ، وبالنسبة للانطباعيين ، كان سحر الفن الياباني يتجلى في عفويته الزخرفية ، وفي طريقيه الساحرة لتشطير العالم المرئي وفق التناغم اللوني والخطي ، وفي تحولاته المفاجئة في تناقضات قيم النور والعتمة ، وكان الدور الذي لعبه التصوير الفوتوغرافي في عاملاً موازياً في الأهمية على الرغم من أنه لم يعط الأهمية التي يستحقها ، كان تأثيره غير مقصود في الواقع ، مادامت عدسة الكاميرا توجه وتدار من قبل حاملها وفقاً لأذواقه وأفكاره ، وقد ظهرت أولى اللقطات الفوتوغرافية في حوالي عام 1863 ، كما ظهر التصوير الجوي والمناظر شبه المجسمة في حوالي عام 1865 ، والمقارنة بينها وبين اللوحات المعاصرة آنذاك تمدنا حقا بمزيد من المعرفة ، فقد عززت الكاميراً وعجلت في النمو الطبيعي للأسلوب الانطباعي ، وبالتالي رسخت النظرة التحليلية والنفسية تجاه العالم المرئي
|
#28
|
||||
|
||||
لمحات في الإتجاهات(0)
اتجاهات في الفن الحديث د . محسن محمد عطية
2- التيارات الفنية المعاصرة د . محمود امهز الانطباعية 1874 تعتبر الانطباعية نقطة تحول في تاريخ الفن بل تعتبر بداية الفن الحديث أطلق عليها اسم الانطباعية تسمية بعنوان لوحة للفنان كلود مونيه وهي " انطباع شروق الشمس " والتي قدمت في عام 1874 إلى الصالون الأول لمجموعة من الفنانين الفرنسيين الشباب فأخذت هذه الحركة التشكيلية تسميتها من هذه اللوحة. كان أول معرض لهذه الجماعة افتتح في صالة نادار في نيسان 1874 . اشترك فيه سيزان- ودوغا – مونيه – بيسارو – رنوار – سيسلي . وقد أثار هذا المعرض سخرية النقاد واستهجانهم واعتبر المعرض كفضيحة ، بل انه سجل هبوط في أسعار اللوحات ( 500 فرنك مانيه – 50 فرنك مونيه – 31 رنوار – 7 بيسارو ) وصمدت الانطباعية وفنانيها أمام هذه اللحظات الصعبة وتتابعت معارض الانطباعيين ما بين 1876 – 1886 ، وظهرت أول الكتابات المدافعة عنهم وبعض مظاهر التأييد في عام 1881 ، ولم تدخل أعمال الانطباعيين وتقبل في اللوفر إلا بعد مضي اكثر من نصف قرن من قيام هذه المدرسة . بدت الانطباعية في مراحلها الأولى وكأنها امتداد للنزعه الطبيعية ولكنها تميزة بعد ذلك بعدد من الخصائص والصفات التي أبرزت ملامح هذه الحركة . - فلأول مره يصبح اللون الوسيلة الأساسية للتعبير عن الحركة . - اعتمادهم في الوانهم علي ألوان المنشور الصافية المتألقة وهي :- الأصفر – الأحمر – الأزرق – الأخضر – البرتقالي البنفسجي ، واستبعد اللون الأسود واللون الأبيض والألوان القاتمة . - كما استخدم فنانين الانطباعية ضربات الفرشه المجزأة وذلك من إدراكهم وتطبيقهم ما يسمى تباين الألوان ، إي تقابل الألوان أو تجاورها قد يولد احساسات بصرية إيهامية لا وجود لها سوى في عين المشاهد .إي إن تجاور كلأ من " الأحمر – الأخضر " " الأصفر – بنفسجي " " برتقالي – ازرق " يولد في عين المشاهد انطباع بالحركة ، فالألوان الحارة تبدو متقدمة ، بينما توهم الألوان الباردة بالتراجع ، كما قد ينتج عن تقابل لونين من هذه الألوان الشديدة التباين ، إحساس بصري إيهامي ، بوجود لون ثالث لا وجود له فعلا . - كما تميز فناني الانطباعية بخروجهم من مراسمهم ورسمهم من الطبيعة مباشرة وقد ساعد في ذلك اكتشاف أنبوب الألوان – ومن فناني هذا الإتجاة مونيه ، مانيه ، سيزان ، دوغان ، رنوار ، سيسلي .
|
#29
|
||||
|
||||
أثر التأثيرية
من كتاب :
الفن فى القرن العشرين د. محمود البسيونى أهم ما حققته الحركة التأثيرية كتحضير للمدارس الفنية الحديثة التى تميز بها القرن العشرون : أولا : الاهتمام بالمدخل العلمى فى البحث التشكيلى أكثر مما سبق .. و الافادة من نظريات الضوء التى كشفها العلامة : ايزاك نيوتن . ثانيا : تفوق الفن التشكيلى على موضوعاته التقليدية التى كانت تخدم الكنيسة و رسالتها .. فاهتم بموضوعات مستمدة من الحياة و أنشطتها اليومية . ثالثا : خرج الانتاج الفنى من الاستوديوهات الى الخلاء و المزارع .. و من الضوء الصناعى او الضوء الخافت الذى يتسلل من النوافذ الى ضوء الشمس . رابعا : تحررت البالتة اللونية من الألوان الأكاديمية المحفوظة الى الألوان بنصاعتها الأصلية .. و الى ايجاد مداخل للبحث اللونى لم تكن واضحة من قبل . خامسا : برزت أنواع من التقنيات الفردية المتنوعة التى مهدت لمزيد من التحرر فى العلاج التقنى للصورة و التمثال و التعبير التشكيلى بوجه عام . سادسا : تأكدت الحرية الفردية فى التعبير و برزت الطرز الفردية و ازداد تذوقها و تفتحت العقول لتقبل المزيد منها . سابعا : تحررت الحركة الفنية من القوميات الضيقة للفن التشكيلي و انطلقت لتمهد لنزعات عالمية . ثامنا : لم يعد الفن التشكيلى خاضعا لسطوة الدين أو الحكام أو القصور ... بل أصبح يعتمد على رسالة الفن ذاته . و تحمل الفنانون فى ذلك عناء كبيرا حيث اتخذ بعضهم الفن وسيلة لعيشهم . تاسعا : ازدادت المؤلفات و حركات النقد و المعارض و المقتنيات الشخصية و مقتنيات المتاحف و تحولت بيوت بعض الفنانين الى أماكن للزيارة بعد وفاتهم . عاشرا : اعترف بقضايا الفن التشكيلى ذاته و شغلت أذهان قادته من ناحية البناء و العناصر و اللون و التقنية . حادى عشر : ثار العقل التشكيلى على الجمود و البيروقراطية الفنية ... و أخذ يتفتح لتقبل الاتجاهات الجديدة و سعى لبلورتها و تطويرها على أمل احتمالية النجاح ... و أكد هذا الاتجاه مزيدا من الاهتمامات الابداعية ضد عمليات النسخ و التقليد و الاقتباس غير المهضوم و التبعية . ثانى عشر : الهجرة من مظاهر المدنية الزائفة و قيمتها المفتعلة الى الحياة بفطرتها و تلقائيتها و البحث فى تقاليد الفن التشكيلى عن نماذج غير الأنواع التى كانت مقدسة . ثالث عشر : وضح أن الشهادات لا تقاس بها أعمال الفنانين أو تحدد قيمتهم ... و انما اتجه الاهتمام الى القيم الابداعية المتوافرة فى الأعمال الفنية بصرف النظر عن المؤهلات الشكلية لاصحابها . رابع عشر : أثبتت اتجاهات بعض هؤلاء الفنانين مدى اهتمامهم بممارية الفن ذاته بدوافع قوية تبين تأصل الموهبة و متابعتها ولو بطريقة ثورية مهما كلفهم الأمر ... غير مبالين بالمألوف من الاتجاهات و بمظاهر الثراء و حياة المدينة ... فقدسية الفن بدوافعه الذاتية بدا أمرا ملحوظا فى هذه الفترة . خامي عشر : مهدت التأثيرية بتنوع اتجاهاتها و فرادة فنانيها الى عدة اتجاهات كان احتمال نموها على أيدى فنانين جدد قائما . و من بين هذه الاتجاهات : الاهتمام بالبناء المعمارى للعمل الفنى و تأكيد مقوماته الهندسية . و قد مهد لذلك سيزان و فان جوخ و سوراه بطبيعة أعمالهم .... و تأكيد الجوانب التعبيرية و مهد لذلك فان جوخ و تولوز لوتريك ....... و معايشة الجوانب البدائية و مهد لذلك بول جوجان . و مدارس الفن الحديث تدين بطريق مباشر أو غير مباشر للحركة التأثيرية و فنانيها الذين مهدوا الطريق بثورة واعية ساعدت من جاؤوا بعدهم على حمل الراية و التقدم بها مسافات الى الأمام .
|
#30
|
||||
|
||||
الوحشية : الفوفيية
أيضا من كتاب :
الفن فى القرن العشرين للدكتور محمود البسيونى قائد الحركة الوحشية henri matisse 1869 – 1954 حقق الآتى : 1- انطلق باللون الى آفاق أرحب مما وصل اليه التأثيريون . 2- حرر اللون حتى من ارتباطه الشرطى بالشكل و جعته أداة للبناء . 3- اكتشف لغة توافقية فى اللون بعد هضمه للتراث الشرقى و الفارسى فى الفن . 4- أعطى مغزى جديدا ذكيا للتكوين فى التصوير مما جعله لغة أقرب الى للفهم بالنسبة الى الأجيال الناشئة من الفنانين . 5- أخضع الموضوع للغة التشكيل . 6- انطلق بسجية فى تحريفاته ليخدم قوة التعبير غير عابئ بالمدخل الفوتوغرافى الساذج للحقيقة البصرية . 7-حطم كثيرا من القواعد المحفوظة و انطلق مطبقا ما هو مضاد لها و حقق ابداعا بنطبيقاته. 8-حقق فى انتاجه البساطة الرائدة ... لكنها بساطة السهل الممتنع . 9-مهد بجرأته فى استخدام مسطحات اللون لبعض الحركات التجريدية التى جاءت بعد ذلك مثل حركة الخداع البصرى .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |