حيا الله أم جود
بداية اختي الكريمة حابة انوّه على نقطة مهمة جدا ألا وهي : التسليم والرضا بماقدّر الله وكتب من الأمور علينا خيرها وشرّها ... ؛
فكما في الأثر مامعناه ؛ لوخُير العبد قبل أن تكتب الصحف ؛ لاختار ماكتب له ...
فالحمد لله على كل حال ؛ وكما يحب ربنا ويرضى ...
....................
ثانيا هذا الرضا والتسليم ؛ لايصح معه أن يترك المرء بذل الأسباب ؛ لأن يكشف الله ضره
فالدعاء الدعاء ؛ ولايرد القضاء إلا الدعاء ؛ وتحري مواطن الإجابة وفوّضي الأمر لرب الأرباب وملك الملوك سبحانه ..
ثم ان السعي لرد الحق لأهله والدفاع عن النفس حق أمر مطلوب ومكفول شرعا وقانونا ؛
............
يا أختي اتحدث إليك من واقع تجربة مماثلة ؛ فأخي الذي يكبرني والقابع في سجن الحائر بالرياض ؛
مدة تناهز 8 سنوات - فرج الله عنه وعن كل مسلم - أكذب عليك إن قلت لك : أنه أفضل حالا من زوجك جسديا .... بالرغم انه غير مدان إلى يومك هذا !
طوال الفترة الماضية ومنذ تاريخ الاعتقال استنفدنا جميع الوسائل المقدور عليها والمسموح بها من عقد مواعيد لمقابلة فلان الفلنتاني المسؤول ؛ وإرسال الفاكسات ؛ واتصال بوزير الداخلية ؛ ولكن النتيجة محسومة من فوق ...
محمد بن نايف على دراية تامة هو ومستشاريه عما يحدث فالمعتقلات السياسية ؛ باعتراف من الضباط والمحققين انفسهم ؛ وهذه المناشدات لن تجدي معه شيئا ولن تخدم قضيتكم بشيء يستحق ...
أم أحد المعتقلين قبل مايقارب سنتين كلمته بنفسه واخبرته بحال ابنها ؛ فوعدها بخروجه او النظر في شأنه رد الأسبوع بس ؛ وإلى ساعتك لامن شاف لامن درى ...
هي مهدئات كلامية لاأكثر ؛..وهي ليست قضية أخي أو زوجك فقط بل قضية 30 ألف او تزيد !
لا أود احباطك بقدر ما أحكي لك الواقع الذي نرضخ تحت تعسفه ....
فسياسة الأبواب المفتوحة ليست لنا << ربما لأننا لسنا من قوم توفيق العامر وبني رفض ..
ونحن نعرف مصير المطالبين والمحتجين سلميا لدى وزارة الداخلية
خلال الشهور الماضية ؛ والتي انتهت بالذهاب إلى الديوان بذاته ؛ فكان الجزاء المعهود بالاعتقال الجماعي وتفريقهم بالعصي والسحل إلى باصات السجن ...
الدكتور مبارك آل زعير ؛ بعد جهد جهيد من محاولة ربط موعد للقاء محمد بن نايف ؛
وبعد الدخول عليه تكلّم بصفة عامة عن السجناء ووضعهم واوصل المطالبات بحذافيرها ؛ وُعد خيرا ليلتها ؛ ومن باكر طلب للتحقيق ولانام عند أهله بعدها !
* الإقصاء بحد ذاته كفيل بتفاقم الأمور وعرقلتها ومزيدا من الاحتقان الداخلي ...
ومع هذا كله ؛ ففي الاونة الاخيرة يوجد تحرك ملموس وواضح بشأن السجون السياسية وقاطنيها بشكل عام
ولعلّ للأحداث الخارجية ؛ والمطالبة الداخلية التي أشعل فتيلها 50 امرأة ؛ دور كبير في رفع سقف الحرية قليلا " قسرا " لا " طواعية " ..
في السابق يستحيل أن تري مثل الأحمد او العمر او اي ناشط حقوقي مثلا يتحدث عن الموقوفين السياسيين إعلاميا
بعكس الحال اليوم ؛ كذلك التحرك الملموس بنقل مجموعات إلى التأهيل والإفراج عن ثلة ؛ وان كانت عشوائية يكتنفها نوعا من الغموض إلا أنها تعد مؤشر يبشر بخير إن شاء الله
فدوام الحال من المحال ...
ومابين غمضة عين وانتباهتها
يبدل الله من حال إلى حالِ
................
أخيرا ؛ وتقبليها من أختك الصغرى وممن ليست أهلا للنصح ؛ ولكنها مجاذبة أخوية
أتمنى أن تجعلي من جود وأخوانها أو أخواتها شخصيات عصامية ؛ تعلم ان الحياة لاتتوقف بفقد الأب او عجزه
أطلعيهم على حكايا الإمام احمد بن حنبل وبنيه ؛ وحقيقة المجتمعات الخانعة وكيفية تحوّل الأمور وتفريج الشدة ...
............
اممم
يبدو حديثك هذا وقع ع الوتر الحسّاس لدى البعض ؛ ممن يريدوا تصوير الحال هنا بالدوحة الغنّاء
فسيبي الاستفزاز ؛ واجعلي من هذا الابتلاء الشخصي ؛ قضية عامة تحمليها وتعايشيها عن كثب وتنافحي عنها ...
وتذكري انو النار ماتحرق غير رجل واطيها ....
فك الله أسر زوجك وعافاه وأخي وجميع أسرى المسلمين
...........
أعرف كثّرت الحكي
لكن هذه قصيدة ملحّنة فيها شيء من السلوان ومحاكاة الوجدان من أسير لزوجته