العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#171
|
||||
|
||||
القصة الثانية والتسعون للكاتبة لينا الكيلاني الليمونة الحزينة... كانت شجرة الليمون محملة بثمارها الناضجة الصفراء وقد حان قطافها، وكل ثمرة تنتظر قاطفها وتحلم كيف ستكون مفيدة له... أليس من أجل هذا خلقت؟
وبينما الثمار تلتمع في الليل كأضواء الكهرباء بين الأوراق الزاهية الخضراء كانت ليمونة في أعلى الشجرة تخبئ نفسها ولا تشارك رفيقاتها في أحلامهن، تقول لنفسها: - سأظل هنا مختبئة بين الأوراق فلا يراني أحد. لا أريد أن يقطفني أحد... بل أظل هنا في أعلى الشجرة كملكة على عرشها. ماذا في ذلك؟ أن قشرتي قوية.. وعودي المتين عالق تماماً بالشجرة. سأظل لأشهد ربيعاً آخر... وأرى الأزهار كيف تتفتح... صحيح أنني سأبقى وحدي لكنني سأسامر النجوم في الليل.. وأداعب الهواء في النهار.. وتحط علي العصافير فأسمع قصصها وحكاياتها. وإذ حل وباء (الانفلونزا) فجأة في الحي أسرع السكان لاقتطاف ثمار الليمون دواء لهم ولأطفالهم... ولم يروا تلك الليمونة لأنها اختبأت أكثر وأكثر. وهكذا فجأة وجدت نفسها وحيدة وحزينة خاصة وأن الفصل أصبح شتاء... ولا نجوم في الليل لأن السماء مغطاة بالسحب والهواء يلسع ببرودته، والعصافير كلها آوت في أعشاشها. بدأت الليمونة المتكبرة تلوم نفسها على ما فعلت عندما هبت عاصفة قوية مصحوبة بالمطر وحبات البرد، فإذا بها تسقط في حفرة مليئة بالطين. نادت الأطفال ليأتوا وينقذوها لكنهم كانوا مختبئين في بيوتهم بسبب البرد ولأنهم لم يشفوا من الانفلونزا بعد. بكت الليمونة المتكبرة وأصبحت تعاني من موت بطيء.. هكذا مهملة دون نفع أو فائدة. وبعد أيام وعندما أشرقت الشمس في يوم صحو جميل خرج الأطفال إلى حديقة العمارة فشموا رائحة كريهة في حوض مليء بالطين. ورأوا الليمونة المتفسخة وقد أصبح لونها داكناً وهي منتفخة والبذور تخرج منها، قال بعضهم لبعض: -هذه ليمونة مسكينة.. سقطت من يد أحدهم أثناء القطاف. ليتها لم تلاق هذا المصير البشع. ثم حملوها بطرف غصن من الشجرة، وألقوها في القمامة وهم لا يعرفون أنها الليمونة الحزينة... وليست المسكينة.
|
#172
|
||||
|
||||
القصة الثالثة والتسعون الغوّاصون السبعة للكاتب: محمد مينو (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا) آل عمران 3/ 103 تنادى سبعةٌ من الغوّاصين الأشدّاءِ من أقصى الخليجِ وأدناه، فرَسَتْ زوارقُهم على شاطئِ مدينةِ ( الوَصْلِ )، وأخذوا يُعدّون العُدَّةَ لرحلةِ غوصٍ مشتركةٍ، لا هدفَ لها إلاّ دانةٌ ذاتُ سحرٍ عجيبٍ، تقولُ الأساطيرُ: " إنّ بريقَها يحيلُ الّليلَ نهاراً، أينما أضاء تفتّحتِ الأزهارُ، وغرّدتِ الأطيارُ ". ويزعمُ كثيرٌ من الغوّاصين أنّ الدُّرّةَ استقرّتْ في أعماقِ مَغَاصةٍ، تحرسُها عرائسُ البحرِ، وكلّما سعَوا إليها بَهَرَ بريقُها اللامعُ عيونَهم، فارتدّوا خائبين. ويُقالُ: " كان في قديمِ الزمانِ ملكٌ ظالمٌ، اسْتَجْلَبَ من جنودِه هذه الدانةَ في غَمْضَةِ عينٍ، فهَلَكُوا. وبعد زمنٍ حازَ الملكُ الدُّرّةَ من قُرْصانٍ، غافلَ يوماً عرائسَ البحرِ، واختلسَها، فهاجَ البحرُ، حتّى كادَ أن يغرقَ المملكةَ، فأشارَ عليه حكيمٌ أن يعيدَها إلى مَغاصتِها في عُرْضِ البحرِ، وحين أعادَ الملكُ الدُّرّةَ إلى مكانِها، هدأتِ الأمواجُ، وأشرقتِ الشمسُ، وصارَ الملكُ عادلاً ". حكاياتُ الدانةِ عجيبةٌ غريبةٌ، يرويها الأجدادُ للآباءِ، ويقصُّها الآباءُ على الأبناءِ، والدانةُ أمنيةٌ، تراودُ الصغارَ والكبارَ من أهلِ الخليجِ، فكلّما غَفَوا رأوها في أحلامِهم، وكلّما أَعْوَزَهم الدهرُ غاصوا في البحرِ على اللآلىءِ، فمنهم مَنْ يعودُ خائباً أو رابحاً، ومنهم مَنْ لا يعودُ. من بعيدٍ.. تعالى صوتُ نَهّامٍ، يردّدُ مواويلَ ( الماجديِّ بنِ ظاهرٍ )، وأخذتِ مراكبُ (السَّنْـبُوْكِ) تلوحُ في الأفقِ، كأنّها النوارسُ، فخفقَ قلبُ راشدٍ، ولوّحَ لها بيديه المعروقتين. واحداً في إثرِ واحدٍ رَسَتِ ( السَّنابيكُ ) على شاطئِ ( الوَصْلِ )، ونزلَ منها رجالُها الأشدّاءُ، والدُّرّةُ تَهْجِسُ في صدورِهم آمالاً، لا تُعدُّ، ولا تُحصى. تعانقَ الإخوةُ السبعةُ، وتعاهدوا على البحثِ عن الدُّرّةِ العجيبةِ، وأقسموا على الوقوفِ في وجهِ المخاطرِ وَقْفةَ رجلٍ واحدٍ، لا يهابُ وحوشَ البحرِ وأمواجَه، ولا يخشى شمسَه اللافحةَ وأعماقَه السحيقةَ. كان راشدٌ قد أقامَ على الشاطئ حَوْشاً من ( الجَنْدَلِ ) و( الدعونِ ) ، يَقيهم هَجِيْرَ الظهيرةِ، وأعدّ في ( سَنْبوكٍ ) كبيرٍ ما يكفيهم من المِيْرَةِ والتمرِ والماءِ أسبوعاً أو بعضَ أسبوعٍ، ثمّ تركَهم يَقِيْلون. لم يَغْمَضْ لراشدٍ عينٌ، وهو يتوسّدُ ذراعَه، ويتشوّقُ إلى الانطلاقِ في مغامرةٍ جديدةٍ، ربّما تكشِفُ سرَّ الدانةِ الكبيرَ. والدانةُ حُلُمُ راشدٍ منذ صغرِه، يكبرُ، فتكبرُ معه، حتّى تصيرَ كالبدرِ في الليلةِ المُقْمِرةِ، وكلّما عزمَ والدُه على غوصٍ، تعلّقَ راشدٌ بأَرْدانِه باكياً، وألحَّ عليه أن يصحبَه في هذه الرحلةِ أو تلك، ولكنّ الوالدَ ذهبَ مرّةً في رحلةِ غوصٍ طويلةٍ، ولم يعدْ. بكى راشدٌ والدَه بكاءً مُرّاً، وصمّمَ أن يصبحَ مثلَه غوّاصاً ماهراً، لا تُعْجِزُه لآلئُ، ولا تُـثنيه مخاطرُ. ما زال يذكرُ أنّ والدَه أوصاه بالبحثِ عن الدانةِ، مهما كانتْ ظروفُ البحرِ وأحوالُه، وأودعه صندوقاً خشبيّاً مُطَعَّماً بالأصدافِ، لا يفتحُه إلاّ عندما يصبحُ قادراً على الغوصِ. هاهي ذي ساعةُ الصفرِ قد دَنَتْ، والصّندوقُ مغلقٌ منذ سنواتٍ طويلةٍ، لا يعرفُ راشدٌ ما يحويه من الأسرارِ، ومِفتاحُه معلّقٌ كالقِلادةِ في عُنُقِ راشدٍ منذ كان صغيراً، لا يَغْفُلُ عنه، ولا ينساه. فتحَ الصندوقَ، فانبعثَ منه نورٌ، يَخْلُبُ الألبابَ، ويَبْهَرُ العيونَ، فالصندوقُ زاخرٌ بلآلئَ من مختلِفِ الألوانِ والأحجامِ، راح راشدٌ يقلّبُها بين يديه، وهو بين مُصدّقٍ ومُكذّبٍ، فرأى تحتها خرائطَ، أَنْعَمَ النظرَ في خطوطِها وألوانِها، فإذا هي مواقعُ ( الهِيْراتِ ) في عُرْضِ البحرِ، والبحرُ دونها مخافةٌ ومتاهةٌ، لا يعرف إلاّ أهلُه عواقبَها المريرةَ. وحين نهضَ الغوّاصون من غفوتِهم، أطلعَهم راشدٌ على الخرائطِ، وتـوزّعوا بينهم وظائفَ المركبِ، فاختاروا زايـداً - وهو أكبرُهم سنّاً - ( نُوْخَـذَةً )، وانقسموا مجموعتين، إحداهما مجموعةُ ( السُّـيُوْبِ )، وهي: راشدٌ وسعيدٌ وصقرٌ، والأخرى مجموعةُ الغوّاصين، وهي: خالدٌ وحميدٌ وخليفةُ، ثمّ انطلقوا على بركةِ اللهِ، وشمسُ يومِ ( الدَّشَّةِ ) توشكُ وقتئذٍ أن تَأْفِلَ. شيئاً فشيئاً غاب الشاطئُ عن أعينِهم، فلم يبدُ منه إلاّ رأسُ ( بارجِيْلَ ) وسِرْبُ نوارسَ، ومواويلُ ( النَّهّامِ ) يتردّدُ صداها في الآفاقِ الشاسعةِ. قالَ زايدٌ ، وهو يحدّقُ في الأفقِ البعيدِ: - " عجيبٌ أمرُ هذه الدانةِ، فقد شَغَلَتْنا عن أهلِنا وعن أنفسِنا ! هل تظنّون أنّها ستكونُ حقّاً من نصيبِنا ؟ ". أجابَ راشدٌ في عزيمةٍ وإصرارٍ: - " هي قدرُنا وقدرُ أجيالِنا القادمةِ. سنفتّشُ عنها - يا زايدُ - في هِيْراتِ الخليجِ كلِّه واحدةً واحدةً، حتّى نحظى بها. ستبدّدُ من حولِنا هذا الظلامَ الدامسَ، وتجعل أيّامَنا نهاراً دائماً. ستحيلُ صحراءَنا القاحلةَ نخيلاً وسِدْراً، وستتعالى في سمائِنا المآذنُ والجباهُ ". شدّ زايدٌ على يدِ راشدٍ، وتعاضدَ الإخوةُ، حتّى صارتِ الأيدي قبضةَ رجلٍ واحدٍ، لا يقوى أحدٌ - مهما بلغ من القوّةِ - على صدِّها، والمركبُ يَمْخُرُ عُبابَ البحرِ، فلا يُسمعُ في هَدأةِ الليلِ إلاّ اصْطِخابُ أمواجِه. في طريقِهم الطويلةِ لاحتْ فجأةً سفينةٌ، تتّجه إليهم من بعيدٍ، فنهضوا لها مُستعدّين مُتوفِّزين، وتراءتْ لهم مثلَ غُرابِ الزاغِ، تُبديها الأمواجُ تارةً، وتُخفيها تارةً أخرى. والبحرُ وحوشٌ وقراصنةٌ ومخاطرُ.. لا مفرَّ من مواجهتِها، فإمّا أن يكونَ البحّارُ شجاعاً مِقداماً، وإمّا ألاّ يكونَ.. قال راشدٌ، وهو يطوي الخرائطَ، ويستلُّ خِنْجَرَه من غِمْدِه: - " إنّهم قراصنةٌ، والخليجُ لا يخلو - يا زايدُ - من سفنِ القراصنةِ ". فقال زايدٌ: - " الخليجُ آمنٌ، ولعلّهم تجّارٌ أو صيّادون ". قال راشدٌ: - " لنتهيَّأْ لهم، ولنحْذَرْهم، فربّما كانوا قراصنةً حقّاً ". فقال زايدٌ، وهو يرفعُ رايةً حمراءَ وبيضاءَ على ساريةِ المركبِ: - " الحذرُ - يا راشدُ - لا يُنجي من القدرِ ". رويداً رويداً اقتربتِ السّفينةُ، فبـدا على مقدّمتِها نقشُ مِرْساةٍ، يذكّرُ أنّها سفينةٌ من سفنِ البرتغاليين القديمةِ، والبرتغاليّون في زمنٍ غابرٍ كانوا قراصنةَ الخليجِ، وكلّما دَنَتْ أكثرَ انبعثتْ منها رائحةُ البَخَورِ، فاطمأنَّ الغوّاصون، واستبشروا خيراً، لأنّهم كانوا يعرفون أنّ مثلَ هذه السفنِ القديمةِ كانتْ تجلُبُ البخورَ من ( ظُفار )، وتقصِدُ ساحلَ (الوَصْلِ)، لتتزوّدَ بالسمكِ المجفّفِ، وتحملَ مختلفَ أنواعِ اللآلىءِ والتمورِ، وهي في طريقِها إلى بلادِ الهندِ. تساءلَ راشدٌ، ويدُه مازالتْ تقبِضُ على خِنْجَرِه: - " ماذا تريدُ السفينةُ منّا إذن في هذه الساعةِ المتأخّرةِ من الليل ِ؟! ". قال زايدٌ: - " ربّما كانت في مَأْزِقٍ، وربّما احتاجتْ معونةً ما. تمهّلْ، تمهّلْ قليلاً، يا راشدُ حتّى تقتربَ السّفينةُ أكثرَ ". على مَهَلٍ وصلتِ السفينةُ، وحاذتْ برفـقٍ مركبَ الغوّاصين السبعةِ، ثمّ لاحَ قُبطانٌ، اعْتَمَرَ كُوفيـّةً مُلوّنةً، وائْتَزَرَ ثوباً مخطّطاً، وانْتَطَقَ بخِنْجَرٍ ذهبيٍّ معقوفٍ، فبـدا للوهلةِ الأولى أنّه رجلٌ عربيٌّ من (عُمانَ). علا البِشْرُ والسرورُ وجهَ النُّـوْخَذَةِ زايدٍ، وبعد أن حيّاه الرجلُ بادره بالسؤالِ: - " إلى أين وُجْهَتُكم، أيّها الرجالُ ؟ ". أجاب زايدٌ، وهو يشيرُ إلى الأفقِ البعيدِ: - " وُجهتُنا نحن الغوّاصين تلك الهِيْراتُ في عُرْضِ البحرِ ". ثمّ أردفَ الرجلُ ناصحاً: - " أرجو ألاّ تجروا وراءَ الدانةِ التي أعجزتْ من قبلِكم بعضَ الغوّاصين، وأهلكتْ بعضَهم الآخرَ. هذه الطّريقُ لا يقصِدُها إلاّ قُرصانُ، ولا يلجأُ إليها إلاّ اللصوصُ. لقد أغرتْ هذه الدانةُ المزعومةُ أهلَ الغوصِ، فلهثوا وراءَ بريقِها الخادعِ منذ زمنٍ بعيدٍ، فمنهم مَنْ خرج من البحرِ سالماً معافىً، ومنهم مَنْ هَلَكَ. ( جَرْجورُ ) البحرِ هنا مفترسٌ، لا يرحمُ أحداً، والمَغَاصاتُ هناك خاويةٌ، لا محارَ فيها ولا لؤلؤَ.. ". قاطع زايدٌ الرجلَ، وقال له: - " معي رجالٌ أشدّاءُ من أقصى الخليجِ وأدناه، خَبِرُوا البحرَ، وعرفوا أسرارَه وأغوارَه. سنجرّبُ حظَّنا معاً، فإن لم نحظَ بالدانةِ، حظينا بنصيبٍ وافرٍ من اللآلئ ". قال الرجلُ العُمانيُّ، وهو يرفعُ يديه إلى السماءِ: - "باركَ اللهُ الرجالَ، وشدّ أَزْرَهم، وقوّاهم. على بركةِ اللهِ ذهابُكم وإيابُكم ". شكرَ زايدٌ للرجلِ نصائحَه ودعواتِه، ولوّحَ له بيدِه مودّعاً، ثمّ عاد إلى مجلسِه في مُقدّمةِ المركبِ، يضربُ صفحةَ البحرِ بمجدافِه العنيدِ، فيشقُّ المركبُ الماءَ بإصرارٍ وعزيمةٍ، والليلُ بدأ يُسْفِرُ عن صباحٍ ساحرٍ، علا جبـاهَ الغوّاصين السبعةِ، فأشرقتِ الشمسُ. بدأ نهارٌ آخرُ، والمركبُ يَنْهَبُ البحرَ الذي يمتدُّ أمامَ الأعينِ بعيداً بعيداً، ليعانقَ أعنانَ السماءِ عِناقاً خالداً. وفي هذا التِّيْهِ الأزرقِ أخذتْ تلوحُ مراكبُ الغوصِ، وتتراءى لهم مثلَ قطيعٍ من الإبلِ شاردٍ في صحراءَ موحشةٍ متراميةِ الأطرافِ، مراكبُ مختلفةٌ من هنا وهناك، لا هدفَ لها إلاّ الدانةُ العجيبةُ التي شغلت أهلَ الخليجِ عن أعمالهم حتّى ارتدمتِ الأفلاجُ، ويبسَ الزرعُ. هدأتْ رياحُ الكُوْسِ، وتطايرتْ نوارسُ، وتناثرتْ جُزُرٌ، تبدو تارةً، وتختفي تارةً أخرى.. والغوّاصون السبعةُ تركوا مجاديفَهم، وراحوا يطوون شراعَ المركبِ اللاهثِ الذي أخذَ يستقرُّ بعد أن ألقى النُّوْخَذَةُ المِرْسـاةَ إلى أعماقِ البحرِ. فتحَ راشدٌ الخرائطَ، وجعلَ يستطلعُ ما فيها من المواقعِ، ثمّ التفتَ إلى زايدٍ، وقال له، وهو يشيرُ إلى موقعٍ على الخريطةِ: - " لنبدأْ من هنا من مغاصةِ ( أمِّ الحطبِ ) حصادَنا، فربّما كان اليومَ وافراً. هذه المِنطقةُ أغنى هِيْراتِ الخليجِ، ولعلّها ليست عميقةً كثيراً ". قال زايدٌ متسائلاً: - " متى كان الغـوّاصُ يخشى أعماقَ البحرِ ؟! تزعـمُ الحكاياتُ - يا راشدُ _ أنّ الدانةَ في أعماقٍ سحيقةٍ، يَطالهُا إنسٌ ولا جنٌّ ". التفتَ راشدٌ إلى السِّيْبِ خالدٍ، وقال له: - " ابْلِدْ، يا خالدُ، فالبِلْدُ سبعةٌ، والبحرُ سبعةٌ " . ألقى خالدٌ بِلْدَ الرصاصِ الثقيلَ في الماءِ، وأرخى له الحبلَ حتّى يهوي إلى الأعماقِ، وحين شعرَ أنّ البِلْدَ قد استقرَّ في القاع، سحبَ الحبلَ، وقدّره، فوجده تسعةَ عشرَ باعاً، والدهشةُ تعلو وجوهَ الغوّاصين أسئلةً متلاحقةً ! نظر زايدٌ في وجوهِم الواجمةِ، وسألهم: - " من منكم سيكونُ النزيلَ الأوّلَ ؟ الأعماقُ هنا سَحيقةٌ، والخيرُ - إن شاء اللهُ - وافر ". بَرَقَتْ أساريرُ خالدٍ، وقال من فَوْرِه: - " هذا الموقعُ مَنْزِلُنا، سنجرّبُ أنا وراشدٌ حظَّنا هنا، فربّما كانتِ الدّانةُ من نصيبِنا ". أعدّ راشدٌ حبلَ الإنقاذِ، وارتدى خالدٌ لباسَ الغوصِ، ثمّ راح يَنْزلُ ويَصْعدُ، وهو يحملُ في ( الدِّيِـيْن ) مَحَاراً معدوداً، وبعد دقائقَ لاح رَجْفُ الغوصِ وسُكْرُه على وجهِ خالدٍ، فارتمى على سطحِ المركبِ، وجسمُه ينتفضُ مثلَ طائرٍ ذبيحٍ. خيّبَ هذا الحصادُ الهزيلُ آمالَ الغوّاصين، ولكنّ زايداً شدّ على أيديهم قائلاً، وهو يشيرُ إلى سَلّةِ المَحَارِ: - "هذا أبو سبعةِ أرزاقٍ، ما ينقطعُ رزقُ الإنسانِ منه " . ثمّ راح يمسحُ بيدِه على رأسِ خالدٍ، ويقرأ آياتٍ من القرآنِ الكريمِ، وخالدٌ يَهذي بالدانةِ وعروسِ البحرِ هذياناً مسموعاً. انتقلَ الرَّكْبُ إلى مَغَاصةٍ أخرى، نزلها حميدٌ هنيهةً، ثمّ صعِد بسرعةٍ، وهو يلهثُ قائلاً: - " لم أرَ هنا سوى قناديلِ البحرِ الوديعةِ، خشيتُ أن أقتربَ منها، لأنّ لسعةً واحدةً منها تصيبُ الغوّاص بالحمّى أيّاماً ". ثمّ مرّوا بمغاصةِ ( حَلْجٍ )، فنـزلها آخرُ الغوّاصين خليفةُ، ولكنّه سُرعان ما عاد واجماً، والخيبةُ تعلو وجهَه، وقال: - " لقد تحوّلَ البحرُ مَكَبّاً للسفنِ العابرةِ حتّى نَدَرَ المحارُ، وقلّتِ الأسماكُ. إنّ البحرَ - أيّها الغوّاصون - يحتاجُ إلى حمايةٍ ونظرةِ عطفٍ ". هزّ الغوّاصون رؤوسَهم، والأسى على حالِ صديقِهم البحرِ يملأُ وجوهَهم. ومنذ ذلك المساءِ قرّرَ الغوّاصون ألاّ يتركوا البحرَ وحيداً في وجهِ المخاطرِ، فغَفَوا ليلتَهم، وهم يحلمون. في الصباحِ استيقظ الغوّاصون على جَرْجورٍ مفترسٍ، يهزُّ المركبَ هزّاً عنيفاً، فأفرحهم هذا الصيدُ الثمينُ، وأخذوا يرمونه بالحِرابِ حتّى أوقعوا به في شِباكِهم، وحملوه معاً إلى سطحِ المركبِ، والبحرُ يصطبغ بدمٍ قانٍ. وحين صحا خالد جَعَلَ ينظرُ في عيونِ الغوّاصين اللاهثةِ، وهم يَفْلِقُون المَحَارَ، ويقولُ لهم ضاحكاً: - " لن تحظَوا بالدانةِ، لأنّها ما زالتْ هناك في مَغَاصةِ ( أمِّ الحطبِ )، تحرسُها عرائسُ البحرِ، وتحومُ حولَها قراصنةٌ ولصوصٌ ". واحدةً واحدةً فَلَقَ الغوّاصون المَحَارَ، ووجوهُهم واجمةٌ، فلم يعثروا إلاّ على لآلئَ من مختلِفِ الألوانِ والأحجامِ، لا دانةَ بينها ولا أملَ.. وحين علا صوتُ النُّوْخَذَةِ زايدٍ قائلاً: " لا إلهَ إلاّ اللهُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ "، رفعوا رايةً حمراءَ وبيضاءَ على أعلى ساريةِ المركبِ، ونشروا أشرعتَه، وقَفَـلُوا عائدين إلى شاطئِ ( الوَصْلِ )، والنَّهَّامُ يغنّي أهازيجَ يومِ (القُفَّالِ)، فيختلجُ الحنينُ إلى الأهلِ في النفوسِ، وتتراءى في الأفـقِ القريبِ صورٌ وذكرياتٌ. في طريقِ العودةِ راح الغوّاصون يتذكّرون لحظاتِهم العصيبةِ في أعماقِ البحرِ، فقال خالدٌ، ويدُه تلوحُ في الوجوهِ: - " لا أعتقدُ أنّ في البحرِ مَغَاصةً مَخُوْفةً مثلَ ( أمِّ الحطبِ ) ! إنّها مأوى ثعابينِ البحرِ، كأنّها تحرسُ المَحَارَ، وتترصّدُ الغوّاصين. أحدها بدا هادئاً، وحين اقتلعتُ من قربه مَحَارةً هاجَ وماجَ، فهززتُ من فَوْري حبلَ ( الزِّيْبَنِ ) سبعَ مرّاتٍ، فانتشلني راشدٌ من الماء بسرعةٍ مذهلةٍ، وأنا في الرَّمَقِ الأخيرِ ". وبينما أخذَ الغوّاصون يروون ما رأوه في أعماقِ البحرِ من أهوالٍ كان المركبُ يمخُرُ عُبابَ الخليجِ، حتّى لاحتْ من بعيـدٍ شواطئُ ( الوَصْلِ )، فخفقتْ قلوبُـهم بشدّةٍ، وترقرقتْ الدموعُ في أعينِهم، والنوارسُ تتـطايرُ إليهم، وتحومُ فوق رؤوسِهم. كان ثَمّةَ رجالٌ يرقصون ( العَيّالةَ )، وكانت النساءُ ترقصْنَ ( النـُّوبانَ )، وكان في استقبالِهم شيخٌ عجوزٌ، يتوكّأُ على عصاه الغليظةِ، وحين رآهم يجرّون وراءهم جَرْجوراً، قال، وهو يضحكُ: - " أتستبدلون بالدانةِ جَرْجوراً هزيلاً ؟! أين الدانةُ، أيّها الغوّاصون الأشدّاءُ ؟ إنّ الدانةَ هي أنتم، باركَ اللهُ بكم، وسدّد خطاكم ". ثمّ أخذ عصاه الغليظةَ، وكتب على الرمالِ تاريـخَ عودتِهم من الغوصِ سالمين غانمين، والبحرُ في ذلك اليومِ هائجٌ مائجٌ على غيرِ عادته في مثلِ هذه الأيّامِ من شهرِ ديسمبرَ. في ذلك الصباحِ.. صباحِ الثاني من ديسمبرَ عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وواحدٍ وسبعين كانتِ الأمواجُ تتكسّرُ على شاطئِ ( الوَصْلِ ) موجةً في إثرِ موجةٍ، وكان ما كتبه الرجلُ العجوزُ على الرمالِ الذهبيّةِ بعصاه الغليظةِ شاهداً خالداً على رحلةِ الغوّاصين السبعةِ، لا تستطيعُ الأمواجُ العاتيةُ أن تمحوه من شاطئِ البحرِ وذاكرة التاريخِ. معاني بعض المفردات الشعبية: 1- الحَوْش: بيت يبنى على شاطئ البحر من الجندل والدّعون، والجندل: أعواد الخشب، والدعون: حزمة من جريد النخل. 2- يوم الدّشّة هو أوّل أيام الغوص، ودشّ في العاميّة: دخل، ويوم القُفّال هو يوم العودة منه وانتهاء موسمه. 3- مثل شعبيّ يعني أنّ طول البِلْد سبع باعات وعمق البحر سبع باعات، والبلد: ثقّالة من الرصاص، تصنع على شكل كرة، تربط بنهاية حبل مُعَلَّم بعلامات، يكون ما بين العلامة والعلامة باع، ويقذف في البحر لقياس أعماقه قبل الغوص، والباع: مسافة ما بين الكفّين إذا انبسطت الذراعان يميناً أو شمالاً. يقولون: ابْلِدْ، أي: ارْمِ البِلْد في الماء. ويضرب هذا المثل في الشيء أو المال يسدّ الحاجة دون فائض ولا زيادة. 4- مثل شعبيّ يضرب في اللؤلؤ وما يدرّه من رزق وافر.
|
#173
|
|||
|
|||
رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
شكرا لكم على هذا التجميع الرائع
|
#174
|
|||
|
|||
رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
شكرا لكم فهل من مزيد
|
#175
|
||||
|
||||
رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
اقتباس:المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohammed boucha شكرا لكم فهل من مزيد
الشكر لكم على المرور للموضوع والتعليق الجميل عليه. إن شاء الله إذا كان لدي متسع من الوقت سأضيف بعض القصص.
|
#176
|
||||
|
||||
رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
القصة الرابعة والتسعون تجاعيد الزمن للكاتب الدكتور السيد شعبان "لا شيء هناك".. هذه إجابة أحاول كل مرة أن أقنع بها نفسي؛ أنتظر رسالة أو ضوء مصباح أو أي دليل يؤكد لي أنهم ما زالوا متواجدين في ذلك البيت حيث دب الوهن في جسدي، كانا بالنسبة إلي الملاذ آوي إليه، يشعرني كل هذا بالأمن حيث أفتقد من يذود عني؛ تغيرت الدنيا من حولي؛ رغم أنني أمعن في السخرية من تلك التجاعيد في وجهي، أهزأ من الشعيرات البيض تدب في غير توان في رأسي، أجمل الذكريات تعلق بخاطري: ساعات اللهو والجري حتى مغرب الشمس؛ الصعود فوق الأشجار ومعابثة العصافير؛ حصوات ترمى في النهر فتحدث دوامة تشبه متاهة الزمن الذي يحاصر الأحلام الجميلة، من بين تلك الخيالات يظل وجه أبي يبتسم ويربت على كتفي في حنو، يمنحني الدفء مع حبات الأرز وكسرات الخبز، يخلع جلبابه الصوفي ويلبسني إياه، الآباء يهبون صغارهم الشعور بالحياة، ساعتها أجد أمنا من خوف وطعاما من جوع؛ أليس هو أبي الذي أتبع خطوه وأرنو ببصري ملقى عينيه؟ أتصفح وجهي في مرآته، أزهو ببنوة صغيرة. حين ارتحل بدأت أبحث عن جذري؛ هناك من يقول: تركك وحيدا، ليته أخبرك من أي البلاد جاء؟ آخرون يرونني تائها، أجتهد أن أثبت لهم بأنني من تلك الأرض؛ رغم أن الوحدة حين يصاحبها اليتم تكون الحياة بلا معنى؛ تتداخل التجاعيد أشبه برسم طفل يمسك بقلمه أول مرة، انظروا أنا هناك ذلك النائي وراء تلك الظلال التي لا تعبر إلا عن عبث يمتد. أبحث عن بطاقة هويته الورقية؛ أفزعني أنها صارت هباء منثورا؛ حتى الحروف باهتة ككل المسميات من حولي؛ أشعر بالغثيان، إنه موات قبل الرحيل إليه، يتكوم جسدي ومن ثم تتداخل عظامي، أبدو خيال ظل تعبث به الريح في يوم عاصف؛ وحدها تشعر بي؛ تأتي إلي مسرعة ومن ثم تمسح دموعي؛ يدها الحانية رغم اعتلال ظاهر يكاد يمسك بخناقها؛ يغمرني دفق الحياة؛ أمرر بيدي على وجهها الذي صار أخاديد حفرت في نتوء صخري، بقية منه صارت بثورا في وجهها، تداعبني وتذكر كنيتي؛ أما تزال أبا حبيب؟ يا لتلك الكنية! وحدها كانت تناديني بها، أسالها: أين كنت؟ فتجيبني: لقد غادرت حين غابت الشمس، خرجت من عالمه؛ انتظرتك كل تلك السنوات، وها أنت كله يمثل حيا أمامي. أتمسح بها تتشمم عرقي، يبدو أننا نظل صغارا في عيون أمهاتنا، وحدي يزهو به العالم، ما تزال لدي أم تفتح لها أبواب السماء. ليتني لقمت ثديها؛ بعضكم يسخر مني؛ ربما لأنه يرى أمه عجوزا في الغابرين؛ إنها كيوم ولدتني بهية في زينتها؛ لقد جاءت بذلك الطفل الذي سيرسم لوحة تشع بهجة في عتمة بيت ناء. أتلفت حولي أبحث عنها؛ لم يكن غير طيفها يحادثني، يرتد إلي الصدى، أبقى وحيدا في ذلك المكان، أرنو ببصري بعيدا حيث تكون الذكريات وميضا. قيل: لا أحد يحب قيوده ولو كانت من ذهب؛ ربما تلك التجاعيد أثر من قيود الزمن. وحدها تبقى شاخصة في جسدي تترك بصمتها في وجهي؛ لقد مضى زمن الأحلام التي تراقصت مع النجوم.
|
#177
|
||||
|
||||
رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
القصة الخامسة والتسعون مفتاح العودة للكاتب الدكتور السيد شعبان لملم أشياءه؛ ذلك قرار اتخذه بعد عناء، أوصته جدته حين يكبر أن يفتح الباب الخشبي العتيق، كان في بلاد المنفى بلا جذر، عاش تائها، يحمل أوراق هويته الممزقة، عاش في المخيمات، كل شيء فيها مؤقت، حتى الأمكنة أطلقت عليها أسماء بلاد الزعتر والليمون، هذا أبو عائد وذلك ثائر وتلك فدوى، أكثر ما يفكر فيه كيف يعود؟ يحدث نفسه: لن أموت سدى! تخبره جدته: أن جسدها أصابه الوهن؛ كم تتمنى أن تكون هناك! ترى هل يسمحون له بحمل المفتاح للباب الخشبي العتيق! يسأل جدته: -ألا يستطيع التخفي عن عيون هؤلاء القتلة ومن ثم يدلف إلى الخليل؟ حين كان طفلا حلم بأن طائرا كبيرا لونه أخضر حمله بين جناحيه ومن ثم أدخله بيت أجداده، هذه حجرة جدته التي قصت عليه كيف كانت كبيرة تتسع لصغار يستمعون إلى حكيها، والعصفور يزقزق عند البيارة، هذه عمته مريم تحمل سنابل القمح لتطعم الحمام! أبوه وأعمامه يحرثون الأرض، جرة العسل ممتلئة. لم تخبره الجدة أن تلك الأسلاك الشائكة وضعت أولا بين الإخوة؛ بنو العم ينصبون الفخاخ لأفراخ اليمام، ألف بندقية تتربص بها! يمرحون في ردهات البيت الكبير؛ غرفه تبلغ اثنتين وعشرين، الغرفة التي بلا باب مفتاحها مع عائد! اشتاق إلى كرمة العنب تتهادى عناقيدها، حباتها الصفراء شهية أحلى من العسل، الزيتونة العتيقة غرسها الخليل حين مر من هنا إلى أرض الحرم؛ قصت عليه حكاية عبدالقادر الحسيني وكيف تمنطق بالبارود، إنه جده! ترى هل آن زمان العودة! هؤلاء المتهافتون لا يعرفهم، لم يأتوا إلا ليوقعوا أوراق العار! حقا ينتظره أجداده؟ تحسس جيب معطفه فما يزال المفتاح النحاسي ذو الأسنان لامعا؛ سيعالج به القفل الذي ربما علاه الصدأ! لكنه كبير! لا يمكن إخفاؤه بين طيات ملابسه، حاول أن يتدبر حيلة، أن يدسه في حقيبة أوراقه، آلة التفتيش عند مدخل القطار تصدر صفيرها الكريه، يهرع إليه رجال الأمن، يساق إلى غرفة مظلمة.. أسئلة شتى؛ صادروا المفتاح النحاسي؛ تصدر الصحف بعنوان غريب: العثور على مفتاح أثري! تصيح الجدة: ذلك مفتاح داري! يمسكون بها؛ إنها تهذي؛ امرأة عجوز مصابة بالخرف! يهدر صوت المذياع بأغاني العودة؛ تزم شفتيها؛ ترى أين أنت يا عائد! يصوبون إليها بنادقهم! على شاشة قناة الأخبار يتراقص الأوغاد، يحملون القرابين، تعج المقاهي بمن يتابعون مباريات كرة القدم! يحدث نفسه: لكن الأبواب يا جدتي موصدة؛ باتت الحدود جبالا من الخيانة!
|
#178
|
||||
|
||||
رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
القصة السادسة والتسعون قصة أذن الأرنب يحكى في قديم الزمان … عن عائلة صغيرة من الأرانب تعيش في جحر جميل . ولها من الأطفال اثنان: أرنب وأرنوبة.. وذات يوم قالت الأم لولديها: إني ذاهبة لآتيكما بجزرة كبيرة من الحقل الذي بقربنا، وصيتي لكما ألا تغادرا المنزل لأنكما صغيران. والعالم الذي حولنا كبير. وما أن ابتعدت الأم..حتى أسرعا إلى الباب ينظران من ثقبه. قال أرنب لأخته أرنوب: إن أمنا على حق فالعالم كبير، ونحن ما زلنا صغيرين. ردت أرنوبة: هذا صحيح.. ولكن نحن مثل أمنا، لنا من الأرجل أريعة، وذيل مثل ذيلها. هيا لنخرج لنرى قليلاً من هذا العالم، فوافقها أرنب. وخرجا.. ثم أخذا يعدوان في الحقل الواسع يمرحان ويقفزان في كل مكان بين الخضرة والفواكه. وفجأة وقع بصرهما على قفص من الفواكه ذات الرائحة الشهية.. اقتربا منه. قالت أرنوبة إنه جزر.. تعال يا أرنب أسرع.. إنها فرصة لا تعوض . وما إن قفزالاثنان على القفص، حتى وقع وتناثر ما بداخله. أراد الهروب بسرعة لكنهما فوجئا بفتاة جميلة أمامها.. قبضت عليهما..ورفعتهما من آذنيهما إلى أعلى.. وهي تهزهما بقوة: لقد أضعتما جهد يوم كامل من العمل المضني.. وألقت بهما في حديقة المنزل وهي تقول: ابقيا هنا.. وتذكرا أنكما خرجتما إلى العالم مبكرين. هذا ما قالته الفتاة. ونظر الاثنان أحدهما إلى الآخر، وقد أطالت آذنيهما. ولأول مرة في حياتهم سمعا همسًا خفيفًا حولهما، ثم سمعا باب الحديقة يفتح عندئذ.. وفي لمح البصر كانا خارج الحديقة يقفزان بقوة في طريقهما إلى البيت.. ومن وقتها و أذنيهما قد أصبحت طويلة وصارا يقفزان لأقل حركة ،ويقال بفكاهة ” لهذا أذن الأرنب طويلة “. نتعلم من القصة: - طاعة الوالدين ففي طاعتهما النجاة . - عاقبة عدم سماع كلام الأم . - الأرنب طعامه الجزر. - خلق الله جميع المخلوقات محبة للحرية. المصدر: قصص وحكايات بالعربي
|
#179
|
||||
|
||||
رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
القصة السابعة والتسعون
سامح أنت الرابح عُمرُ وزِيَاد أطْفال بالصّف الثَّاني الابتدائي وفي يوم قررا الاشتراك في مسابقة الرسم والتي بعنوان “الرحمة بالحيوان” والفائز بالجائزة هو من صاحب أفضل لوحة معبّرة.
وفي حجرة الرسم جلس الولدان يرسمان، طلب عمر من زياد أن ينتظره قليلًا حتى يفرغ من لوحته؛ لكن زياد أخبره بأنه يريد أن يقوم بعمل أشياء أخرى بعد الرسم. تضايق عمر وشد لوحة زياد؛ ليمنعه من المغادرة فقطعت الورقة بالخطأ. وهنا أصرّ زياد أن يقطع ورقة عمر كما فعل هو معه ولكن عمر حاول منعه وأخبره أنه لم يقصد ذلك. شاهد المعلّم ما حدث، فناداهما، وقال: لقد سمعت ما دار بينكما وأعلم يا زياد كم أنّك غاضب مما فعله عمر بلوحتك .. والآن ها هي لوحة عمر في يديك وتستطيع أن تقطّعها له كما فعل هو، رغم أن هذا جرى بلا قصد … لكن ألا تعلم ما حثّنا عليه ديننا من العفو عند المقدرة؟ أكمل المعلّم قائلًا: فعلى الرغم من مقدرتك على قطعها لو اخترت أن تسامحه فهذا عند الله عظيم وثوابه كبير .. توقف زياد بعد ان هدأ بكلام مدرسه وقرر أن يسامح عمر واعتذر عمر عمّا بدر منه وبدأ زياد في رسم لوحة جديدة. وجاء يوم إعلان الفائز فكان اسم عمر هو الفائز بصاحب أفضل لوحة ففرح بذلك وتسلّم جائزته وهو يقول في نفسه سامح أنت الرابح. المصدر: حكايات بالعربي (بالعربي نتعلم).
|
#180
|
||||
|
||||
رد: && نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
القصة الثامنة والتسعون الأسد ملك الغابة والفأر الصغير يُحكى أن الأسد ملك الغابة وأقوى سكّانها كان ذات يوم نائماً، عندما بدأ فأرٌ صغيرٌ يعيش في الغابة نفسها بالركض حوله والقفز فوقه وإصدار أصوات مزعجة، مما أقلق نوم الأسد ودفعه للاستيقاظ، وعندما قام الأسد من نومه كان غاضباً، فوضع قبضته الضخمة فوق الفأر، وزمجر وفتح فمه ينوي ابتلاع الفأر الصغير بلقمة واحدة، صاح الفأر عندها بصوت يرتجف من الخوف راجياً أن يعفو الأسد عنه، وقال: "سامحني هذه المرة، فقط هذه المرّة ولا غيرها يا ملك الغابة، وأعدك ألا أعيد فعلتي هذه مجدّداً، وألّا أنسى معروفك معي، وكذلك أيها الأسد اللطيف، فمن يعلم؟ فلربما أستطيع ردّ جميلك هذا يوماً ما"، ضحك الأسد من قول الفأر، وتساءل ضاحكاً: "أيّ معروف يمكن أن يقدّمه فأرٌ صغير مثلك لأسد عظيم مثلي؟ وكيف يمكنك مساعدتي وأنا الأسد ملك الغابة وأنت الفأر الصغير الضعيف؟" قرّر الأسد أن يطلق سراح الفأر لمجرّد أنه قال له ما أضحكه، فرفع قبضته عنه وتركه يمضي في شأنه.
مرّت الأيّام على تلك الحادثة إلى أن استطاع بعض الصيّادين المتجوّلين في الغابة أن يمسكوا بالأسد ويربطوه إلى جذع شجرة، ثم انطلقوا ليحضروا عربة كي ينقلوا الأسد فيها إلى حديقة الحيوانات، وعندما كان الصيادون غائبين يبحثون عن العربة، مرّ الفأر الصغير مصادفة بالشجرة التي كان الأسد مربوطاً بها، ليرى الأسد وقد وقع في مأزق لا يُحسد عليه، فقام الفأر الصغير بقضم الحبال التي استخدمها الصيادون لتثبيت الأسد وأَسره، حتّى قطع تلك الحبال جميعها محرّراً الأسد، ثم مضى الفأر بعدها متبختراً وهو يقول بكل سعادة: "نعم لقد كنت محقّاً، يستطيع فأرٌ صغيرٌ مساعدة أسد عظيم مثلي، فالمرء يقاس بفعله لا بحجمه، ولكلٍ منّا عازته في هذه الحياة".
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |