العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#171
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
الله يعافيك والمعذرة على التأخر في الرد بسبب الايقاف .. اكرر اعتذاري
|
#172
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
مرحبا بك عزيزي ... قراءة ممتعة ان شاء الله
|
#173
|
||||
|
||||
معركة المنصورة/د.عثمان علي عطا
معركة المنصورة الدكتور عثمان على عطا هي معركة حربية دارت أحداثها بمدينة المنصورة بين الأيوبيين والحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا سنة (647هـ/ 1250م)، وتعد هذه المعركة من أهم العوامل لبزوغ فجر الدولة المملوكية وأفول نجم الدولة الأيوبية، حيث نجح جنود الملك الصالح أيوب -الذي اشتراهم بكثرة واهتم بتدريبهم عسكريًّا حتى أصبحوا عماد جيشه- في تحطيم آمال لويس التاسع وإفشال الحملة الصليبية السابعة، أما عن أسباب هذه المعركة وأحداثها فنستعرضها في السطور الآتية. بعد أن استطاع الصالح نجم الدين أيوب الانفراد بحكم مصر سنة (637هـ/ 1238م)، ونجح في استرداد بيت المقدس من أيدي الصليبين بمساعدة الخوارزمية في (3 صفر 642هـ/ 11 يوليو 1244م) وهزم الصليبيين في معركة غزة في (جمادى الأولى 642هـ/ أكتوبر 1244م)، وكانت هذه الهزيمة أضخم كارثة حلت بالصليبيين بعد معركة حطين سنة (583هـ/ 1187م)، وبلغ من أثرها أن أطلق عليها "حطين الثانية"، ونجح أيضًا في استرداد قلعة طبرية (645هـ/ 1247م)، ثم استولى على عسقلان في العام نفسه، وبذلك نجح الصالح أيوب في توحيد مصر والشام تحت سلطانه بعد أن أصبحت القاهرة ودمشق وبيت المقدس في قبضة يده. وقد أثار استرداد المسلمين بيت المقدس حفيظة الغرب الأوربي، وارتفعت الأصوات هناك تدعو إلى ضرورة إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر بعد أن ساد الاعتقاد هناك أن مصر ما دامت على قوتها وبأسها فلا سبيل إلى نجاح الحملات الصليبية واستعادة بيت المقدس من أيدي المسلمين، واستجاب لهذه الصيحات الغاضبة "لويس التاسع" ملك فرنسا الذي عقد مجلسًا عامًّا في باريس في خريف سنة (643هـ/ 1245م) حضره كبار رجال المملكة، ورجال الكنيسة على رأسهم البابا "إنوسنت الرابع"، وفي هذا المؤتمر أخذ العهود والمواثيق على الراغبين في الانخراط في الحملة، وبدأ بنفسه؛ فكان أول من أدرج نفسه في سجل الحرب الصليبية، وتتابع الأمراء في الاقتداء به. وفي (20من ربيع الآخر 646هـ/ 12 من أغسطس 1248م) أبحرت الحملة من ميناء "يجور" جنوبي فرنسا؛ قاصدة قبرص حيث مكثت بها زهاء ثمانية أشهر. ولما علم الصالح أيوب بأخبار الحملة الصليبية وهو في بلاد الشام من الإمبراطور الألماني "فريدريك الثاني"، الذي كان يرتبط به بعلاقات طيبة، فتحرك الملك الصالح بسرعة على الرغم من مرضه، فغادر دمشق محمولاً على الأكتاف في مِحَفَّة، ونزل بأشموم طناح التي تُسمى الآن (أشمون الرمان) بمركز دكرنس التابع لمحافظة الدقهلية بمصر في (3 من صفر 647هـ/ 18 من مايو 1249م)، وجعل من هذه البلدة الصغيرة معسكره الرئيسي، ومركز عملياته الحربية. وبدأ في الاستعداد لمواجهة العدو، فعمل على تحصين دمياط؛ لعلمه أنها كانت هدف الصليبيين في حملاتهم السابقة، وتزويدها بالمؤن والعتاد، وعَهِد إلى طائفة بني كنانة -وهم قوم مشهورون بالشجاعة والإقدام- بحماية المدينة والدفاع عنها، وأرسل إليها جيشًا بقيادة الأمير فخر الدين يوسف إلى البر الغربي لدمياط حتى يكون في مقابلة الصليبيين عند وصولهم إلى الشاطئ المصري؛ ليحول دون نزولهم إليه، فعسكر تجاه المدينة، وأصبح النيل بينه وبينها. فلما وصلت الحملة الصليبية إلى الشواطئ المصرية في صبيحة يوم الجمعة الموافق (20 من صفر 647هـ/ 4 من يونيو 1249م)، نزلت إلى البر بالرغم من وقوع بعض المناوشات بين الحملة والمسلمين، وانسحب الأمير فخر الدين بجيشه، وعَبَر النيل إلى دمياط نفسها، ثم غادرها إلى المعسكر السلطاني بأشموم طناح. ولما رأى أهالي دمياط انسحاب الحامية العسكرية، فروا بنسائهم وأطفالهم وشيوخهم؛ فدخل الصليبيون دمياط بغير قتال. استقبل الصالح نجم الدين أيوب أنباء سقوط دمياط بمزيج من الألم والغضب، فأنّب الأمير فخر الدين على تهاونه وضعفه، واضطر إلى نقل معسكره إلى مدينة المنصورة، ورابطت السفن الحربية في النيل تجاه المدينة، وتوافد على المدينة أفواج من المجاهدين الذين نزحوا من بلاد الشام والمغرب الإسلامي. واقتصر الأمر على بعض الغارات التي يشنها الفدائيون المسلمون على معسكر الصليبيين، واختطاف كل من تصل إليه أيديهم، وابتكروا لذلك وسائل تثير الدهشة والإعجاب، وتعددت مواكب أسرى الصليبيين في شوارع القاهرة على نحو زاد من حماسة الناس، ورفع معنويات المقاتلين. وفي الوقت نفسه قامت البحرية المصرية بحصار الحملة وقطع خطوط إمدادها في فرع دمياط، واستمر هذا الوضع ستة أشهر منذ قدوم الحملة، ولويس التاسع ينتظر في دمياط قدوم أخيه الثالث كونت دي بواتيه، فلما حضر عقد الملك مجلسًا للحرب لوضع خطة الزحف، واستقروا فيه على الزحف صوب القاهرة؛ فخرجت قواتهم من دمياط في يوم السبت الموافق (12 من شعبان 647هـ= 20 من نوفمبر 1249م)، وسارت سفنهم بحذائهم في فرع النيل، حتى وصلوا إلى قناة أشموم المعروف اليوم باسم "البحر الصغير"، فصار على يمينهم فرع النيل، وأمامهم قناة أشموم التي تفصلهم عن معسكرات المسلمين القائمة عند مدينة المنصورة. وفي الوقت الذي تحركت فيه الحملة الصليبية توفي الملك الصالح أيوب في ليلة (النصف من شعبان سنة 647هـ/ 22 من نوفمبر 1249م)، فقامت زوجته شجر الدر بتدبير شئون الدولة بعد أن أخفت خبر موته، وفي الوقت نفسه أرسلت إلى ابنه توران شاه ولي عهده تحثه على سرعة القدوم إلى مصر ليعتلي عرش البلاد خلفًا لأبيه. وتعين على الصليبيين لمواصلة الزحف أن يعبروا فرع دمياط أو قناة أشموم، فاختار لويس التاسع القناة، فعبرها بمساعدة بعض الخونة، ولم يشعر المسلمون إلا والصليبيون يقتحمون معسكرهم، فانتشر الذعر بين المصريين، واقتحمت فرقة من الصليبيين بقيادة "روبرت أرتوا" أحد أبواب المنصورة، ونجحوا في دخول المدينة وأخذوا يقتلون المصريين حتى وصلت طلائعهم إلى أبواب قصر السلطان نفسه، وانتشروا في أزقة المدينة، حيث أخذ الناس يرمونهم بالأحجار والطوب والأسهم. وانقض المماليك البحرية بقيادة "بيبرس البندقداري" على الصليبيين في (4 من ذي القعدة 647هـ/ 8 من فبراير 1250م)، فانقلب نصرهم إلى هزيمة، وقُتلت الفرقة وقائدها الكونت أرتوا نفسه. وفي فجر يوم الجمعة (8 من ذي القعدة 647هـ/ 11 من فبراير 1250م) بدأ الجيش المصري هجومه على معسكر الفرنج، لكن الملك لويس تمكن من الثبات بعد أن تكبد خسائر فادحة، وبذلك انتهت معركة المنصورة الثانية، وهي المعركة التي أيقن الصليبيون بعدها أن عليهم الانسحاب إلى دمياط قبل القضاء عليهم. وفي (23 من ذي القعدة 674هـ/ 27 من فبراير 1250م) وصل توران شاه، وتولى قيادة الجيش، وأخذ في إعداد خطة لإجبار لويس التاسع على التسليم، بقطع خط الرجعة عليه، فأمر بنقل عدة سفن مفككة على ظهور الجمال وإنزالها خلف الخطوط الصليبية في النيل، وبهذه الوسيلة تمكن من مهاجمة السفن الصليبية المحملة بالمؤن والأقوات، والاستيلاء عليها وأسر من فيها، وأدى هذا إلى سوء الحال بالفرنسيين، وحلول المجاعة بمعسكرهم وتفشي الأمراض والأوبئة بين الجنود، فطلب لويس التاسع الهدنة وتسليم دمياط مقابل أن يأخذ الصليبيون بيت المقدس وبعض بلاد ساحل الشام، فرفض المصريون ذلك، وأصروا على مواصلة الجهاد. لم يجد الصليبيون بدًّا من الانسحاب إلى دمياط تحت جنح الظلام، ولكن المصريين تعقبوهم وطاردوهم حتى فارسكور، وأحدقوا بهم من كل جانب في (المحرم سنة 648هـ/ إبريل 1250م)، وقتلوا منهم أكثر من عشرة آلاف، وأُسر عشرات الألوف، وكان من بين الأسرى أنفسهم الملك لويس التاسع نفسه، حيث تم أسره في قرية "منية عبد الله" شمال مدينة المنصورة، وتم نقله إلى دار القاضي "فخر الدين بن لقمان"، حيث بقي بها أسيرًا فترة حتى أفرج عنه لقاء فدية مالية كبيرة، وجلاء الفرنج عن دمياط، وأن يستمر الصلح بين الطرفين لمدة عشر سنوات. أهم المراجع: * ابن واصل الحموي - مفرج الكروب في أخبار بني أيوب – تحقيق: حسنين محمد ربيع - مطبعة دار الكتب - 1977م. * محمد مصطفى زيادة - حملة لويس التاسع - المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب - القاهرة - 1381هـ/ 1961م. * سعيد عبد الفتاح عاشور - الحركة الصليبية - مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة - 1982م. * ستيفن رنسيمان - تاريخ الحروب الصليبية - ترجمة: السيد الباز العريني - دار الثقافة - بيروت - 1969م. * السيد الباز العريني - مصر في عصر الأيوبيين - مطبعة الكيلاني الصغير - القاهرة - 1960م. عن موقع التاريخ.
|
#174
|
|||
|
|||
الله اكبر
|
#175
|
|||
|
|||
الله اكبر...
|
#176
|
||||
|
||||
معركة طاوس/د.راغب السرجاني
معركة طاوس الدكتور راغب السرجاني لم يكد ينتهي المسلمون من طاعون عمواس حتى وافاهم أمر آخر؛ فإن العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه -كما نعلم- كان قائد الجيش السابع من الجيوش التي وجهها سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه لقتال المرتدين وفتح البحرين، وقد قام بفتح البحرين وأصبح أميرًا لها من قِبَل سيدنا أبي يكر الصديق، ثم أقره سيدنا عمر بن الخطاب على عمله بعد خلافته رضي الله عنه وأرضاه .
وقد كان لسيدنا العلاء بن الحضرمي نفسٌ توّاقة إلى الجهاد، ورأى سيدنا العلاء بن الحضرمي ما حققه المسلمون من انتصارات كبيرة على أرض فارس، فأراد أن يشارك في الجهاد ضد الدولة الفارسية كما يجاهد إخوانه، رغم القرار الذي أصدره سيدنا عمر بن الخطاب بوقف التوغل في الأراضي الفارسية، فقرر اجتهادًا منه رضي الله عنه إرسال بعض الفرق للجهاد شرقي خليج فارس، عبر الخليج العربي (الفارسي في ذلك الوقت)، في الوقت الذي كانت منطقة نفوذ المسلمين حتى رَامَهُرمُز، وهذه المنطقة كلها تقع شمال هذه المنطقة تمامًا، وهذه المنطقة تسمى جنوب الأهواز وبعيدة عن نفوذ المسلمين ولا تقع تحت إمرة الهرمزان، فهي بعيدة -إذن- عن المسلمين، ولم يدخلها المسلمون من قبل، فأراد سيدنا العلاء أن يفتح هذه المنطقة، فجهز جيشًا من البحرين، وقسم الجيش إلى ثلاث فرق رئيسية؛ على رأس الفرقة الأولى سيدنا الجارود بن المُعَلَّى، وكان لسيدنا الجارود بن المُعَلَّى الثواب الجزيل من الله تعالى ؛ وذلك لما ارتدت الجزيرة العربية كلها إلا قرية "جَوَاثا" قرية الجارود بن المُعَلَّى؛ فقد قام فيهم خطيبًا ليثبتهم على الإسلام، وأعلن أنه على دين الإسلام، وأنه سيقاتل كل من ارتدَّ عن دين الله، فثبت قومه على الإسلام بعد مقالته، فكان الجارود بن المُعَلَّى على رأس فرقة من الجيش الذي أرسله سيدنا العلاء بن الحضرمي إلى شرق فارس. وعلى رأس الفرقة الأخرى أحد القادة وهو سوار بن همام، والفرقة الثالثة على رأسها خُلَيْد بن المنذر بن ساوي، والمنذر بن ساوي هو الذي أعطى العهد للنبي بإسلامه وبإسلام البحرين كلها، وكان رجل حسن السيرة وكان من الصالحين، وبموته ارتدت البحرين، فرضي الله عنه وأرضاه، وخُلَيْد هذا ابنه. فنزل الجيش بفرقه الثلاثة في الجهة الشرقية من خليج فارس، وأمَّر على الفرق الثلاثة خليد بن المنذر بن ساوي، ونزل الجيش في منطقة تسمى منطقة "طاوس". وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أصدر أمرًا بعدم غزو المسلمين للبحر إلا بعد إذنه؛ وبذلك يكون سيدنا العلاء بن الحضرمي قد خالف سيدنا عمر بن الخطاب في أمرين، وهما: نهي سيدنا عمر بن الخطاب عن التوغل في بلاد فارس. والأمر الثاني: مخالفة سيدنا عمر بن الخطاب في غزوه لبلاد فارس عبر البحر بالسفن من البحرين إلى الشاطئ الشرقي من خليج فارس. وعسكر المسلمون في طاوس، وبمجرد نزولهم في طاوس يخرج لهم جيش فارس على رأسه قائد من قواد الفرس يدعى "هربذ"، وتدور بين الجيوش الثلاثة وهربذ معركة شديدة على المسلمين، ويفلح هربذ هذا في الالتفاف حول الجيش الإسلامي ويغرق السفن في المياه، ولم يكن أمام المسلمين إلا القتال أمام الفرس، ولم يكن أمامهم خط رجعة للبحرين، وكانت هذه المعركة شديدة على المسلمين وعلى الفرس، وأحدث المسلمون خسائر فادحة في صفوف الفرس لكن على حساب شهداء كثير من المسلمين، وكان ذلك تكرارًا لمشكلة الجسر بمعصية القائد المباشر للقائد الأعلى، فتتكرر المشكلة للمرة الثانية، ويخسر المسلمون كثيرًا من الشهداء منهم الجارود بن المُعَلَّى وسوار بن همام رضي الله عنهما، وهما من قادة الجيش، ويبقى خليد بن المنذر بن ساوي على رأس الجيوش يحفزهم على القتال، ويذكرهم أنه لم يبقَ أمامهم إلا قتال الفرس، وانتصر المسلمون على جيش الفرس انتصارًا عظيمًا، لكن بعد انتصار الجيش على الفرس لم يجد المسلمون السفن التي تحملهم إلى البحرين، ولم يجد أمامه إلا اللجوء إلى أرض البصرة ليستنجد بجيش المسلمين الذي يعسكر في البصرة، وفي طريقه إلى البصرة يعترضه جيش آخر من "إِصْطَخْر" على رأسه قائد يدعى "شَهْرَك"، ويحاصر الجيش الإسلامي في مكان قريب من مدينة طاوس، في ذلك الوقت تصل الأنباء إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة أن العلاء أرسل جيشًا لحرب الفرس، وأن الجيش قد انتصر في المعركة ودخل في معركة أخرى، وحُوصِرَ الجيش الإسلامي ولم يجد أمامه حلاًّ، وبمجرد وصول هذا الخبر إليه يقرر عزل العلاء بن الحضرمي من الإمارة، وأرسله إلى سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه تحت إمرته جنديًّا من جنوده في الكوفة.. فكان هذا أول عقاب عاقبه سيدنا عمر بن الخطاب له على معصيته الشديدة التي ألحقت الأذى بالمسلمين في معركة طاوس، ثم أرسل رسالة إلى سيدنا عتبة بن غزوان رضي الله عنه بأن يُخرِج جيشًا كثيفًا من المسلمين لنجدة الجيش الإسلامي الموجود في هذه المنطقة على خطورتها، فهي منطقة جبال والمسلمون لم يتعودوا على هذه الأرض، وعلى إِثْرِ هذه الرسالة يجهز سيدنا عتبة بن غزوان في أقل من يومين جيشًا تعداده اثنا عشر ألف مقاتل، ومع المسلمين في الجيش سيدنا عاصم بن عمرو التميمي، وسيدنا حذيفة بن محصن قائد الجيش الثامن من جيوش الردة، وسيدنا عرفجة بن هرثمة قائد الجيش التاسع من جيوش الردة، وكان على رأس الجيوش سيدنا أبو سبرة بن أبي رهم, ويبدو أن سيدنا أبا سبرة من الكفاءات الحربية النادرة لدرجة أن يضع سيدنا عتبة بن غزوان القادة العظام تحت إمرته، ويوافقه على ذلك عمر بن الخطاب في المدينة. فخرج الجيش وسار بجوار شط العرب، ثم بجوار شاطئ خليج فارس على الجبال يُجَنِّبون الخيل ويركبون البغال سِراعًا؛ لأن البغال الفارسية التي غنموها من فارس تستطيع السير على الجبال بخلاف الخيول العربية، وفي ذلك مرونة شديدة للجيش الإسلامي واستغلالاً للمواقف. ويصل الجيش الإسلامي إلى الجيش المحاصَر في منطقة فارس، ويدخل المسلمون مع جيش "شهرك" في معركة شديدة، وكانت النتيجة أن انهزمت القوات الفارسية هزيمة منكرة واجتاحهم المسلمون، واستطاع الجيش الإسلامي أن يفك الحصار عن الجيش المحاصَر ورجع به إلى البصرة، فلم يكن مطلوبًا منهم فتح هذه البلاد. وكانت عودة الجيش الإسلامي في أواخر ذي القعدة وبداية ذي الحجة، فاستأذن سيدنا عتبة بن غزوان من سيدنا عمر بن الخطاب في أواخر العام السابع عشر الهجري أن يذهب للحج هذا العام، فوافق سيدنا عمر على طلبه؛ فيستخلف سيدنا عتبة على البصرة المغيرة بن شعبة وهو من صحابة النبي وكان الحارس الخاص لرسول الله، وكان في الوفد الذي ذهب إلى يزدجرد (كانوا أربعة عشر رجلاً، وكانوا يعدون الرجل في هذا الوفد بألف رجل)، وكان يتكلم الفارسية. وبعد انتهاء سيدنا عتبة بن غزوان من الحج يأمره سيدنا عمر بن الخطاب بالرجوع إلى البصرة أميرًا كما كان؛ فيرفض سيدنا عتبة بن غزوان ويسأل سيدنا عمر بن الخطاب أن يُقِيلَه فلم يفعل، فلما وجد سيدنا عمر بن الخطاب إصراره على رفض الإمارة قال: "تُوَلُّوني فيها ثم تتركوني وحدي". وفي ذلك الوقت كان سيدنا عمر يعرض الإمارة على أكثر من مسلم، وكلهم يرفضها على عكس أزمانٍ أخرى يتقاتل الناس فيها عليها، ولما أصر سيدنا عتبة بن غزوان على رفضه أقسم عليه سيدنا عمر ليرجعَنَّ إلى عمله. وفي الطريق إلى البصرة يدعو سيدنا عتبة بصوت يسمعه أصحابه ويقول: اللهم إن كان لي عندك خيرٌ فخُذْني ولا تبلِّغْني البصرة, فاستجاب الله دعاءه، فيسقط من فوق ناقته ويموت رضي الله عنه في طريقه إلى البصرة. وبعد موت سيدنا عتبة بن غزوان رضي الله عنه يُقِرُّ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه على البصرة، ثم يستخلف بعده بقليل سيدنا أبا موسى الأشعري رضي الله عنه. وبتتبع الأحداث في العام السابع الهجري نجد أن المنطقة التي أضيفت إلى نفوذ المسلمين هي منطقة الجزيرة بالكامل، لكن نفوذ المسلمين في شرق فارس لم يتغير عن العام السادس عشر الهجري، وبناءً على قرار سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتوغل المسلمون في منطقة فارس، وحتى الجيش الذي خرج من البصرة لينقذ المسلمين في موقعة طاوس رجع ولم يتوغل في الأراضي الفارسية، ولم يسيطر على هذه المنطقة. عن موقع قصة الإسلام
|
#177
|
||||
|
||||
نشكو هواننا في هذا الزمان الى الله
الله اكبر كم كان للاسلام صولات وجولات نسأل الله ان ينصر المسلمين ويوحد كلمتهم ونساله ان يهزم كل اعداء الاسلام والمسلمين بارك الله فيك اخي
|
#178
|
||||
|
||||
معركة مرج دابق/د.عثمان علي عطا
معركة مرج دابق الدكتور عثمان علي عطا مرج دابق.. معركة حربية وقعت بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول والدولة المملوكية بقيادة السلطان قانصوه الغوري في يوم 25 من رجب 922هـ الموافق 24 من أغسطس 1516م في مكان يسمى دابق, وهو اسم لقرية تقع بالقرب من مدينة حلب في شمال سوريا, بالقرب من الحدود التركية. وكان السلطان سليم الأول اتجه لتوحيد الأمصار الإسلامية لتكون تابعة للدولة العثمانية, وخاصة بعد أن تنامى الوجود الصليبي في المنطقة وسقوط الأندلس التي لم تحاول الدول الإسلامية الموجودة في ذلك الوقت إنقاذها, وأيضًا ظهور البرتغاليين الذين احتلوا بعض القواعد في اليمن وعمان بعد اكتشافهم لطريق رأس الرجاء الصالح, وعملوا على أن تكون هذه القواعد لمواصلة زحفهم إلى المدينة النبوية؛ حتى ينبشوا قبر رسول الله ويساوموا المسلمين على القدس الشريف بالجثمان الطاهر. وكذلك ظهور الدولة الصفوية الشيعية ومحاولتها مهاجمة الدولة العثمانية من ناحية الشرق، وقيامهم بعقد حلف مع البرتغاليين أعداء الإسلام على المسلمين السُّنَّة عمومًا وعلى العثمانيين خصوصًا. وأيضًا بسبب الضعف الشديد الذي أصاب دولة المماليك في مصر والشام بحيث أصبحت غير قادرة على صد هجمات البرتغاليين من الجنوب، وهجمات الأسبان من ناحية الغرب. كما كان السلطان سليم شديد الغضب على السلطان الغوري ودولته في مصر؛ بسبب مساعدتها للصفويين أثناء قتالهم مع العثمانيين, وأيضًا لتخاذل المماليك في التصدي لتهديدات البرتغاليين للأمة الإسلامية, وأيضًا لوجود نزاعات بين العثمانيين والمماليك على إمارة ذي القادر في شمال سوريا على الحدود الفاصلة بين الدولتين. وحاول السلطان قانصوه الغوري تهدئة الأمور بعدما أحس بعزم سليم الأول على مهاجمة دولته, فأرسل إليه سفيرًا ليمتص غضبه, ولكن سليم الأول طرد السفير وتوجه بجيوشه سريعًا إلى الشام, وعندما علم السلطان الغوري بذلك لم يجد مفرًّا من إعداد العدة لمواجهته, فأعد جيوشه وتوجه للقاء العثمانيين. وقد نجح السلطان سليم الأول في استمالة ولاة بلاد الشام المماليك إلى جانبه ووعدهم ببقائهم في إماراتهم إذا ما تم له النصر على السلطان الغوري, ثم سار بجيشه لملاقاة المماليك عند "مرج دابق" بالقرب من حلب في (25 من رجب 922هـ/ 24 من أغسطس 1516م)، واحتدم القتال العنيف بينهما, وأبدى المماليك في بداية هذه المعركة ضروبًا من الشجاعة والبسالة, وقاموا بهجوم خاطف زلزل العثمانيين, وأنزل بهم خسائر فادحة.. ولكن سرعان ما دبَّ الخلاف بين فرق المماليك المحاربة, وانحاز بعضها إلى الجيش العثماني بقيادة الأمير المملوكي "خايربك"؛ فتسلل ولاة الشام بجيوشهم وانضموا للعثمانيين، فضعف أمر المماليك وهزموا هزيمة منكرة وتمزقت قواتهم, وسرت إشاعة في جيش المماليك أن الغوري سقط قتيلاً, فخارت عزائمهم ووهنت قواتهم, وفرّوا لا يلوون على شيء, ولم تفلح محاولات الغوري في تجميع جيشه بنداءاته وصيحته في جنوده بالثبات والصمود، وسقط عن فرسه جثة هامدة من هول الهزيمة، وتحقق للعثمانيين النصر الذي كان بداية لأنْ يستكمل سليم الأول فتوحاته في الشام, وأن يستولي على مدنه واحدة بعد أخرى, بعدها سلَّم معظمها له بالأمان دون قتال. وبهذه المعركة أصبحت الشام في قبضة سليم الأول, أي ما يعادل نصف دولة المماليك, وأول سقوط هذه الدولة ذات الأمجاد السابقة, ثم واصل السلطان سليم زحفه إلى القاهرة، وتمكّن من دخولها بعد أن انتصر على المماليك في موقعة الريدانية , وبذلك قضت الدولة العثمانية على الدولة المملوكية في مصر والشام, وأصبحت مصر إحدى الولايات العثمانية. أهم المراجع: - ابن إياس (محمد بن أحمد): بدائع الزهور في وقائع الدهور - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة - الطبعة الثانية - 1402هـ/ 1982م. - ابن طولون (شمس الدين محمد, المتوفي سنة 953هـ): مفاكهة الخلان في حوادث الزمان, تحقيق محمد مصطفى, المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والنشر, القاهرة 1962م. - عبد المنعم ماجد: التاريخ السياسي لدولة سلاطين المماليك - مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة - 1988م. - إبراهيم علي طرخان: مصر في عصر دولة المماليك الجراكسة - مكتبة النهضة المصرية - القاهرة - 1960م. - محمد سهيل طقوش: تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشام - دار النفائس - بيروت - 1418هـ/ 1997م. - بسام العسلي: فن الحرب الإسلامي - المجلد الخامس دار الفكر العربي سوريا - بدون تاريخ. - ماجد اللحام: معجم المعارك الحربية - دار الفكر المعاصر - بيروت - 1990م. عن موقع قصة الإسلام
|
#179
|
||||
|
||||
معركة طلاس/نهاية النفوذ الصيني في آسيا الوسطى/علاء فاروق
معركة طلاس .. نهاية النفوذ الصيني في آسيا الوسطى
علاء فاروق كان للصين على مر التاريخ نفوذ كبير في منطقة آسيا الوسطى، والتي تضم اليوم جمهوريات (أوزباكستان, تركمانستان, طاجيكستان, قرغيستان, كازاخستان, أذربيجان). وكانت هذه المناطق مجالاً حيويًّا للصين منذ أقدم العصور, كما كانت لها أهميتها الجغرافية؛ حيث إنها تقع على طريق الحرير, وقد سكنت تلك المناطق قبائل تركية كانت شبه مستقلة، لكنها كانت تدين بالولاء لإمبراطور الصين، وكانت تدفع له الجزية. ومنذ القرن السابع الميلادي ظهرت تطورات جديدة على الساحة العالمية, فقد ظهر الإسلام، وصاحب ذلك بداية الفتوحات الإسلامية التي لم تهتم بها الصين في أول الأمر لعدة أسباب؛ منها: بُعد الفتوحات الإسلامية عن الصين, ورغبة حكام الصين في التخلص من ملوك فارس (الساسانيين)، المنافس الأكبر لهم في آسيا الوسطي, بل إنهم -أي حكام الصين- تجاهلوا استغاثة ملك فارس بهم. بداية الصراع بين المسلمين والصينيين كانت البداية الحقيقية للصراع بين المسلمين والصينيين بعدما أكمل المسلمون فتح إيران، وما تلا ذلك من تطلع المسلمين إلى فتح آسيا الوسطى؛ لتأمين الفتوحات الإسلامية التي حققها المسلمون, ففتحت جيوش الدولة الأموية كلاًّ من (كابول وهرات وغزنة)، وكلها تقع الآن في أفغانستان. وكان لولاة المسلمين على إقليم خراسان أثرٌ بالغ الأهمية في التشجيع على الفتوحات, فقد كانت لمجهودات المهلب بن أبي صفرة (والي خراسان) أكبر الأثر في فتح ما يُعرف الآن بأفغانستان. دور الحجاج بن يوسف في الفتوحات وقد قام الحجاج بن يوسف الثقفي بدور كبير في التشجيع على الفتوحات الإسلامية لبلاد ما وراء النهر، عندما حشد الجيوش وقال قولته المشهورة: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها". ووجد الحجاج في قتيبة بن مسلم الباهلي غايته، فقد كان قائدًا بارعًا, ولاّه الحجاج خراسان سنة (85هـ/704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد، فأبلى بلاءً حسنًا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانة، والشاش، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر. وانتشر الإسلام في هذه المناطق، وأصبح كثير من مدنها مراكز مهمة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند. لم تستطع الصين وقف موجات الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى عسكريًّا، واكتفت بدعم زعماء القبائل، وتحريضهم على القتال ضد المسلمين دون أن تحقق نجاحًا يذكر. وفي هذا الوقت لم يكن بمقدور الصين مواجهة المسلمين عسكريًّا؛ نظرًا للمشكلات والثورات التي عاشتها الصين في تلك الفترة, إضافة إلى سمعة الجيش المسلم الذي لا يُقهر، فقد هزم الفرس، وأسقط دولتهم، كما قلّم أظافر الدولة الرومانية، واستولى على أكثر أملاكها، حتى بلاد الغال البعيدة (فرنسا حاليًا) لم تستثنها غزوات المسلمين. المعركة الفاصلة وعلى الرغم من استيلاء المسلمين على معظم مناطق آسيا الوسطى, إلا أن الصين احتفظت ببعض المناطق المهمة الباقية، والتي تتمثل في قرغيزيا. لكن الصين كانت تطمح دائمًا في استعادة نفوذها المفقود، فاستغلت الأزمة التي تعيشها الدولة الأموية، وانشغالها بمقاومة الثورات والمعارضين, وقامت (الصين) بإرسال حملة عسكرية بقيادة القائد (جاو زيانزي) استطاعت تلك الحملة استرجاع بعض المدن المهمة من المسلمين، مثل كش والطالقان وتوكماك -تقع الآن في جمهورية أوزباكستان- بل وصل الأمر إلى تهديد مدينة كابول إحدى كبريات مدن المسلمين في آسيا الوسطى، وذلك في سنة 748م/130هـ. استقرار الدولة الإسلامية أدى وصول العباسيين إلى سدة الخلافة إلى استقرار الدولة الإسلامية، وبالتالي التفكير في تأمين حدودها, فأرسل الخليفة أبو جعفر المنصور إلى أبي مسلم -واليه على خراسان- بالتحضير لحملة لاستعادة هيبة المسلمين في تركستان الشرقية (أي آسيا الوسطى)، فقام أبو مسلم بتجهيز جيش زحف به إلى مدينة "مرو"، وهناك وصلته قوات دعم من إقليم طخارستان (يقع هذا الإقليم في أفغانستان)، وسار أبو مسلم بهذا الجيش إلى سمرقند، وانضم بقواته مع قوات زياد بن صالح -الوالي السابق للكوفة- وتولى زياد قيادة الجيش. أحداث معركة طلاس حشد الصينيون 30 ألف مقاتل طبقًا للمصادر الصينية، و100 ألف مقاتل طبقًا للمصادر العربية, وكان "جاو زيانزي" على رأس الجيش الصيني, وفي يوليو 751م اشتبكت الجيوش الصينية مع الجيوش الإسلامية بالقرب من مدينة "طلاس" أو طرار، والتي تقع على نهر الطلاس بجمهورية قرغيزيا. اشتبكت الجيوش الإسلامية مع الجيوش الصينية, وحاصر فرسان المسلمين الجيش الصيني بالكامل، وأطبقوا عليه الخناق؛ مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى من الجانب الصيني, وهرب "جاو زيانزي" من المعركة، بعد أن خسر زهرة جنده. أما زياد بن صالح فقد أرسل الأسرى -وكانوا 20 ألفًا- إلى بغداد، وتم بيعهم في سوق الرقيق. أهمية معركة طلاس ترجع أهمية المعركة في أنها كانت أول وآخر صدام عسكري حدث بين المسلمين والصينيين, كما أنها أنهت نفوذ الصين في آسيا الوسطى بعد أن سقطت قرغيزيا في أيدي المسلمين؛ حيث تم صبغ تلك المنطقة (آسيا الوسطى) بصبغة إسلامية، بعد أن أسلم أكثر قبائلها، وغدت مناطق إشعاع إسلامي وحضاري، وأنجبت علماء مسلمين عظام كالإمام البخاري والترمذي وأبي حنيفة وغيرهما, وأنها أدت إلى وصول الورق الصيني إلى دول الشرق الإسلامي بعد أن أسر المسلمون عددًا كبيرًا من صُنَّاع الورق الصينيين, وتم نقلهم إلى بغداد. وبنهاية هذه المعركة انتشر الإسلام سريعًا في بلاد آسيا الوسطى، واختفى النفوذ الصيني بما يحمله من أفكار ضد الإسلام نهائيًّا, كما أدت هذه المعركة إلى تثبيت أركان الدول الإسلامية خارج أراضي آسيا الوسطى؛ لما عرفه الناس عن الجيش الإسلامي من أنه "قوة لا تقهر"، مما جعل القبائل تخشى من التعرض للمسلمين على أرضها. ومن ثَمَّ كانت معركة طلاس بمنزلة فتحٍ عظيم ليس للإسلام في آسيا الوسطى فقط، بل في بقية البلاد المحيطة بها. المصدر: موقع آسيا الوسطى. عن موقع قصة الإسلام
|
#180
|
||||
|
||||
معركة الريدانية.. سقوط دولة المماليك
معركة الريدانية.. سقوط دولة المماليك الزمان / 29 ذي الحجة ـ 922هـ. المكان / الريدانية (العباسية الآن) - القاهرة - مصر. الموضوع / العثمانيون بقيادة سليم الأول ينتصرون على المماليك ويستولون على مصر. إن حياة الدول إنما هي تمامًا مثل حياة الإنسان تمر بنفس أطواره من ولادة ثم ترعرع ثم قوة ثم ضعف ثم شيخوخة ثم موت؛ لأن الله تعالى كتب على نفسه البقاء وعلى غيره الفناء، وبقاء الدول وطول مدتها إنما يتوقف على تعاطي أسباب القوة والبقاء والصمود واجتناب أسباب الزوال والهلاك، لذلك ترى دولاً تعمر طويلاً، ودولاً هلاكها سريع، ويبقى المسلم بين هذه وذاك متدبرًا معتبرًا. دولة المماليك : كان المماليك دائمًا أهل طعان ونزال كانوا أشقاء للسيف والرمح قهروا التتار والصليبيين أبطال عين جالوت ووقعة حمص وشقحب وفتحوا قبرص، ولكن لما نسوا تلك الرسالة السامية التي عاشوا من أجلها في الذود عن حياض الأمة المسلمة، وانقلبوا إلى متسلطين على شعوبهم فقدوا دورهم في التاريخ وحانت نهايتهم المحتومة وموت دولتهم السريع، تنقسم دولة المماليك إلى مرحلتين وهما: دولة المماليك البحرية أو المعزية، واستمرت من سنة 648هـ، حتى سنة 784هـ، تعاقب فهيا 24 سلطان أشهرهم سيف الدين قطز قاهر التتار والظاهر بيبرس قاهر الصليبيين، والناصر محمد بن قلاوون. دولة المماليك الشراكسة أو البرجية، واستمرت من سنة 784هـ حتى سنة 922هـ، تعاقب فيها 23 سلطانًا أشهرهم الظاهر برقوق والأشرف برسباي فاتح قبرص والأشرف قايتباي، وقنصوه الغوري، وآخرهم طومان باي الذي قاد المماليك في معركة الريدانية. وقد قام المماليك بجهود مشكورة في خدمة الأمة الإسلامية وذلك كما يلي: 1- صد هجمات التتار وردهم إلى بلادهم بعد أن كادوا أن يستولوا على كل بلاد المعمورة. 2- تطهير سواحل الشام والثغور الإسلامية من بقايا وفلول الصليبيين في عكا وطرابلس وبيروت حتى لم يبق بها أثر ولا ذكر لعباد الصليب، مما أثار الحمية للإسلام عند عموم المسلمين في أيامهم. 3- قدموا نهضة حضارية كبيرة، ونشطوا عمرانيًّا فبنوا المدن والقلاع والمساجد والقصور والمعاهد والمدارس، واهتموا بالعلم اهتمامًا كبيرًا، وكان لبعضهم مشاركات علمية مثل الغوري, وانبرى أهل العلم في مدنهم للتدوين والتأليف حتى عدت فترتهم أخصب وأنتج الفترات الإسلامية ونبغ في أيامهم الكثير من العلماء الأفذاذ مثل: النووي وابن تيمية والعز بن عبد السلام وابن القيم وابن حجر والحافظ المزي والذهبي وابن كثير والمقريزي والسخاوي والقلقشندي وابن جماعة وغيرهم كثير. 4- أحيوا الخلافة العباسية مرة أخرى بعد أن زالت ببغداد ونقلوها إلى القاهرة. العلاقة بين الدولة العثمانية ودولة المماليك : في الوقت التي كانت فيه الدولة المملوكية تدخل طور الشيخوخة وللهرم كانت هناك على الطرف الآخر شمال شرق بلادهم دولة أخرى تدخل في طور القوة والشباب، وهذا أدى قطعًا لنوع من الخلافات لكون الدولتين متجاورتين وتعتبر جبال طوروس هي الحد الفاصل بينهما، وقد وقعت عدة حوادث وقامت عدة أسباب أدت في النهاية لتوتر العلاقة بين الدولتين ثم الامتثال بينهما وهي: 1- موقف المماليك العدائي من العثمانيين حيث كان يقوم سلاطين المماليك بإيواء المتردين والمعارضين للحكم العثماني، كما أدى الأشرف قايتباي الأمير (جم) المعارض لأخيه السلطان بايزيد الثاني، وكما أدى قنصوه الغوري الأمير (أحمد) أخو سليم الأول. 2- الموقف السلبي للدولة المملوكية في وقوفها المعنوي مع الشاه إسماعيل الصفوي بل تمادوا أكثر من ذلك، وراسل المماليك الصفويين للتعاون ضد العثمانيين, هذا رغم أن المماليك والعثمانيين أهل سنة والصفويين شيعة متعصبون يكرهون الاثنين. 3- الخلاف الحدودي بين الدولتين في منطقة طرسوس الواقعة بين الطرف الجنوبي الشرقي لآسيا الصغرى وبين شمالي الشام، والنزاع الدائم بين قبائل تلك المنطقة. 4- تفشي ظلم الدولة المملوكية ورغبة أهل الشام وعلماء مصر في التخلص من هذا الظلم والانضواء تحت لواء الدولة العثمانية، وقد كتب قضاة المذاهب الأربعة والأشراف عريضة نيابة عن الجميع يخاطبون فيها سليم الأول بالقدوم إلى بلادهم لأخذها ورفع ظلم المماليك الذي يخالفون الشرع الشريف, وقد جاءت رسائل من سوريا ومصر بهذا المعنى لسليم الأول، فاستشار علماء وفقهاء دولته فأشاروا عليه بضم الشام ومصر لأملاكه لرفع المظالم وتطبيق الشرائع. 5- ضعف المماليك عن رد عارية البرتغاليين الصليبيين الذين نزلوا الخليج العربي استولوا على عدن وفي نيتهم الزحف إلى الأراضي المقدسة والاستيلاء على المدينة، ونبش القبر الشريف للمقايضة بالجسد الطاهر على بيت المقدس، ونجاحهم في الاستيلاء على العديد من مدن جنوب الجزيرة مما أوجب سرعة التحرك قبل سقوط الأماكن المقدسة. موقعة مرج دابق : كان السلطان سليم الأول، ذا عقلية عسكرة فذة، وهمة ونشاط في التحركات الحربية، وفي أثناء انشغاله في القتال مع الدولة الصفوية الشيعية التقطت مخابراته الحربية رسائل متبادلة بين الشاه إسماعيل الصفوي وقنصوه الغوري، مما أكد الشكوك القديمة من تحالف الطرفين على العثمانيين فقرر سليم الأول التوجه للمماليك فور الانتهاء من الصفويين.. وبالفعل زحف السلطان سليم بجموع غفيرة إلى الشام، وارع قنصوه الغوري للقاءه خارج مصر، وفي يوم 25 رجب سنة 922هـ التقى الجيشان عند مرج دابق على مشارف حلب، وانتصر العثمانيون رغم المقاومة الباسلة التي أبداها الغوري وكان في الثمانين من العمر، وقتل الغوري، ودخل حلب ثم دمشق وسانده الأعيان وأمراء الشام مثل جان برولي الغزالي وفخر الدين المعني، وكلاهما سيكون له خيانة بعد ذلك للعثمانيين يقتل بها، وأكرم العثمانيون الغوري بعد مقتله وكفنوه وصلوا عليه ثم دفنوه في مكان لائق ثم واصل سليم زحفه إلى مصر. معركة الريدانية : قبل أن يتحرك سليم الأول من الشام أرسل إلى زعيم المماليك بمصر وهو طومان باي برسالة يدعو فيها للطاعة للدولة العثمانية، ولكنه سخر من هذه الرسالة، تمادى أكثر من ذلك بأن قتل الرسول وهذا يعد إعلانًا بالحرب كما هو معروف. أسرع سليم بجيوشه ومن دخل في طاعته من أهل الشام إلى مصر، واستعد طومان باي للقتال وفي يوم 29 ذي الحجة سنة 922هـ، التقى الجيشان في منطقة الريدانية، (وهي حي العباسية الآن في القاهرة)، وحاول المماليك صد الهجوم، وكانوا من قبل أرباب السيف والرمح واستبسلوا في القتال خاصة كبيرهم طومان باي الذي قاد مجموعة فدائية بنفسه واقتحم معسكر سليم الأول وقبض على وزيره سنان باشا وقتله بيده ظانًّا منه أنه سليم الأول.. ولكن الخطة العسكرية الذكية التي وضعها العثمانيون وأبطلت مفعول المدفعية المملوكية إضافة للتفوق العسكري المادي والخططي لصالح العثمانيين والروح المعنوية العالية لدى العثمانيين كل ذلك حسم المعركة لصالح العثمانيين. وبذلك زالت دولة المماليك العظيمة لما حق عليها القول ووجبت جنوبها وركبت أسباب الهلاك وتعاطف مقومات الزوال، فأذن الله تعالى في ذهابها، وأخذتها سنة الاستبداد وسبحان من يبقى وغيره يفنى. عن مفكرة الإسلام
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
:::عبدالرحمن::: |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |