العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ملك الخافقين
تحدث ملك الخافقين مع شاعر البلاط . قال الملك : " إن الأعمال العظيمة تفقد رونقها مالم تصغ بالكلمات , وأريد منك أن تغني انتصاري ومديحي . فهل ترى نفسك كفؤاً للقيام بهذه المهمة ؟
قال الشاعر : " أجل يامولاي , لقد دربت نفسي عشرين عاماً على ضبط إيقاعات العروض . أعرف عن ظهر قلب الدروس التي تشكل أساس الشاعر الأصيل . وتتيح القوانين لي أن أكون سخياً في استعمال العبارات الفخمة , والاستعارات الأكثر تعقيداً . لقد هيمنت على سر الكتابة الذي يصون الفن عن عيون الدهماء الكفيفة . وبوسعي أن أكتب في الحب , والحرب .. أعرف الأنساب للبيوت الملكية كلها . وأحوز معرفة الفلك والتنجيم والرياضيات , والكيمياء , والفلسفة , لقد هزمت الأنداد في المباريات العامة , ومهرت في غرض الهجاء الذي يبعث السم والأمراض في الجلود والأجسام بما في ذلك الجذام , ويصمي النفوس بالأسقام بمافي ذلك الانفصام . ولكن شيئاً واحداً فقط أجهله , هو كيف أشكرك على ما أسديته لي من عطايا , وما منتحتني إياه من هدايا " . قال الملك بارتياح : لقد قيل لي أن العندليب غنى في ربوع مملكتي , وعندما تنقضي الأمطار وينتهي فصل الشتاء , ويعود العندليب من أراضيه , ستنشد مديحك أمام البلاط , وأمام مدرسة الشعراء . إنني أمهلك سنة كاملة . سوف تصقل كل كلمة وتصوغ كل حرف . ولن تكون جائزتك هيّنة أبداً " قال الشاعر : أيها الملك أيّة جائزة أسنى من أرى محياك " . ثم أنشد قصيدته التي نظمها في مديح الملك . عندما دار الحول قدّم الشاعر مديحه . ألقاه إلقاءً بطيئاً واثقاً دون أن ينظر في النص المكتوب , وبهزة من رأسه أبدى الملك إستحسانه . وفي النهاية تكلم الملك قائلاً : لقد أحسنت صوغ القوافي , والجناسات , والأسجاع , والطباق , وفنون البلاغة المهذبة , وصنوف الوزن الحكيمة , ولو كان على أدب المملكة كله أن يموت , لبعثته قصيدتك العصماء هذه دون نقصان . وسوف ينسخها ثمانون ناسخاً , كل واحدٍ إحدى عشرة مرة" وساد الصمت فعاد ليواصل كلامه : " وقبل أن ينقضي العام أيها الشاعر , سنصفق لقصيدة أخرى , وكدليل على إعجابي بما نظمت فإني أهبك هذه الحلة السنية , وهذه المرآة الفضية . قال الشاعر : أشكرك يامولاي وقد فهمت . مضت النجوم في مجراها الساطع . وغنى العندليب مرة أخرى في الغابات , وعاد الشاعر بمخطوطته أقصر مماكانت من قبل . وهذه المرة لم يعد قراءتها معتمداً على الذاكرة , بل قرأها بتردد , حاذفاً بعض الفقرات كما لوكان هو نفسه لم يفهمها فهماً كاملاً , كانت القصيدة غريبة . تبادل الملك بضع كلمات مع الأدباء الذين يقفون على جانبيه . ثم تحدث مع الشاعر . قال الملك : أستطيع أن أقول لك أن قصيدتك الأولى كانت خلاصة وافية لكل ما أنشده شعراء المملكة . أما هذه فتتفوق عليها , بل إنها لتلغي كلّ ماقبلها . إنها تدهش وتحيّر , وتبعث العجب . لن يحفل بها الجهلاء , ولن يهتم بها المتعلمون كذلك , لن يعرف قدرها إلا القلة . وستكون علبة العاج مستقر نسختها الوحيدة . ونحن ننتظر من هذا القلم الذي أبدع مثل هذا العمل الشامخ , عملاً أكثر سمواً " ثم أضاف مبتسماً : وكعلامة على إستحساني خذ هذا السيف الذهبي . قال الشاعر : أشكرك يا مولاي , وقد فهمت " تصرّم العام , ودار الحول مرة أخرى . ولاحظ حجاب القصر أن الشاعر لايحمل معه أي رقعة مخطوطة . نظر الملك نحوه باستغراب . وبدا الشاعر إنساناً آخر . ثمة شيء آخر غير الزمن قد غيره . بدت عيونه وكأنها تحدّق في المدى أو كأنها عمياء . إستأذن الشاعر بقول بضع كلمات مع الملك . فخرج العبيد من المجلس . قال الملك : ألم تكتب القصيدة ؟ أجاب الشاعر بحزن : بلى يامولاي - هلاّ أنشدتها ؟ - لا أجرؤ قال الملك : سأهبك ماينقصك من شجاعة . ألقى الشاعر القصيدة . كانت مؤلفة من بيت واحد . ودون أن يجازف الشاعر بإعادتها بصوت عالٍ , فقد تذوقها مع مليكه كما لوكانت طلاسم سحرية . كان الملك مصعوقاً ومغلوباً على أمره كالشاعر تماماً . نظر الاثنان إلى بعضهما بشحوب . قال الملك : أبحرت باتجاه الغرب . في إحدى الجزر رأيت كلاب صيدٍ فضيّة تنقضّ على غزلان ذهبية . وفي جزيرة أخرى رأيت نهراً مقوساً معلقاً في كبد السماء تسبح في مياهه الأسماك والزوارق . إن هاتيك لعجائب . بيد أنها لاتقاس بقصيدتك . أية ساحرة أهدتك إياها ؟ قال الشاعر : صحوت فجراً وأنا أتمتم بكلمات لم أفهمها باديء ذي بدء . قال الملك هامساً : لقد وهبتك الحلة والمرآة والسيف . وهاهي هديتي الثالثة والأخيرة " ووضع في يد الشاعر اليمنى خنجراً . بعد أن غادر الشاعر القصر قتل نفسه . أما الملك فقد تحوّل إلى شحاذ يجوب المملكة طولاً وعرضاً - وكانت مملكته يوماً ما - ولم يردد القصيدة أبداً . ________________________________________________ عبدالعزيز الحميضي -الشاعر الرجيم
|
#2
|
||||
|
||||
وقتل البطل نفسه ... أهو الشعر أورثه الجنون عفواً أيها الفاضل قصه أوقفني عندها أسلوب سردها الشبيه بحكايات العصور الأولى والغني باللفظ الأدبي الرائع ... فشكراً ألف لك ،
|
#3
|
||||
|
||||
مشكور اخوي عالطرح-=-===
|
#4
|
||||
|
||||
أخي الفاضل عبد العزيز الحميضي
لقد استمعت كثيراً في قراءة حكاية ملك الخافقين عبر سردك القصصي المشوّق وكذلك من خلال الأحداث المتتابعة والمتسلسلة لهاتين الشخصيتين. وكانت نهاية مؤسفة للملك والشاعر. وبانتظار جديدك وروائعك القادمة لكَ من أطيب الأمنيات أخوكَ حسن خليل
|
#5
|
||||
|
||||
أم العنود هلا والله بابنة العم التميمية .. أسعدني مرورك
شكراً لك
|
#6
|
||||
|
||||
مبتسمة ..أسعد الله قلبك
شكراً لمرورك
|
#7
|
||||
|
||||
أستاذي الفاضل حسن خليل
أقبل الناس على الدنيا بغثٍ وسقيم وأتيتَ اليومَ يا أستاذُ بالذوق السليم ِ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |