العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#161
|
|||
|
|||
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
#162
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
والله يبارك فيكِ شاكر لكِ مروركِ للموضوع. مع احترامي وتقديري.
|
#163
|
||||
|
||||
القصة السادسة والثمانون لميس والليمون للكاتبة علياء الداية أسرة لميس تستعد لاستقبال العمة التي تسكن في مدينة بعيدة، وهذا هو اليوم الأول من زيارتها التي تستغرق أسبوعا. لميس سعيدة بهذه الزيارة ورائحة زكية لطعام الغداء تنبعث من المطبخ، فتتجه إلى هناك. ـ إياك أن تضعي زجاجة الليمون على الرف الرخامي، ضعيها على طاولة الطعام. ـ حاضر يا أمي. وقفت لميس ترقب أمها وهي توجه هذه العبارات لأختها الكبرى سلوى. أخذت سلوى زجاجة الليمون ووضعتها على طاولة المطبخ الخشبية.. وقالت لها الأم: ـ هذا الرف الرمادي مصنوع من الرخام يا سلوى، وهو يتأثر بالليمون الحامض، فإذا سقطت بضع قطرات منه على سطحه فإنها تترك بقعة بيضاء تشوه منظره وتصعب إزالتها فيما بعد. التفتت الأم إلى لميس وقد لاحظت وقوفها بجانبهما: ـ وأنت أيضا يا لميس ... انتبهي إلى هذه المسألة، وفيما عدا ذلك بإمكانكما وضع أي شيء على هذا الرف الجميل. مضى اليوم على ما يرام ولميس وسلوى تستمتعان بحكايات العمة الممتعة التي ترويها لهما عند المساء. في صبيحة اليوم التالي بعد طعام الفطور، شعرت لميس بالعطش فهمّت بشرب كوب من الماء، ولكنها تذكرت كم تحب شراب الليمون. فانطلقت إلى المطبخ الذي عادةً ما يكون خاليا في مثل هذا الوقت من النهار. كانت لميس تحب تقليد أمها وأختها في إعداد هذا الشراب المنعش، وقد قررت الاعتماد على نفسها هذه المرة، ولحسن الحظ وجدت كوبا مليئا بالليمون في الثلاجة، فأخرجته ووضعته بحرص على الرف الرخامي الرمادي، تذكرت لوهلة ما نبهتها إليه أمها البارحة، لكنها تلفتت حولها فلما لم تجد أحدا قالت لنفسها: (ما المانع أن أضعه هنا ؟ إن طاولة المطبخ أكثر ارتفاعا وأخشى أن تنزلق مني الزجاجة فأخسر العصير). تذكرت لميس أن العصير بحاجة إلى سكر ليغدو مستساغا طيب المذاق. أحضرت كرسيا من الكراسي التي حول طاولة الطعام، وصعدت عليه وهي مستندة إلى الرف، حتى تصل إلى ارتفاع الخزانة، ومدّت ذراعها، ففتحت بابها الأيمن وسرت لرؤيتها وعاء السكر وقد ملئ نصفه، فأمسكته بكلتا يديها بعد أن أحنت ظهرها إلى الأمام، وهي تحلم بملعقتي سكر تضيفهما إلى العصير.. ولكن، ما هذا ؟ لقد اتضح لها أنها لم تكن قد دفعت بكوب العصير إلى الداخل، بما يكفي، لذا فهي لم تشعر وهي تحاول إنزال وعاء السكر إلا بركبتها مصطدمة بطرف زجاج الكوب مما تسبب في قلب الكوب وانسكاب كمية من العصير على الرخام الرمادي الجميل، ثم وبلمح البصر يتدحرج الكوب في طريقه إلى أرض المطبخ فيرتطم بالأرض منكسرا مقسما إلى عدة أجزاء حادة الأطراف مع قليل من شظايا الزجاج تلتمع كالنجوم على أرضية المطبخ البيضاء.. كانت لميس قد نزلت من على الكرسي تاركة باب الخزانة مفتوحا وقد وضعت الوعاء على الرف وهي مشدوهة، أنظارها معلقة بشظايا الزجاج المنثورة، لتفاجأ بأفراد الأسرة من حولها وقد شدتهم الضجة وفي مقدمتهم الأم وهي تصيح: ـ ما الذي فـعلته ؟ شظايا زجاج.. ثم.. ما هذا الليمون على الرخام! أنسيت ما قلناه البارحة؟ تطلعت لميس في عيني أمها الغاضبة ثم خطفت نظرة إلى عمتها التي وقفت عند عتبة الباب، وقبل أن تطغى سورة الغضب على الأم اندفعت العمة وهي تربت على كتفها: ـ لا بأس يا عزيزتي، لميس طيبة نعرفها جميعا.. لم تكن تقصد ما فعلته.. إنها ستعتذر وتعد بألا تكرر ما حصل مرة أخرى.. أليس كذلك يا لميس ؟ لميس تنقل نظراتها بين وجوه أفراد أسرتها: عمتها، والدها، سلوى ثم أمها، لتقول: (بلى.. أنا آسفة).
|
#164
|
||||
|
||||
القصة السابعة والثمانون الفراشة والكتاب للكاتبة علياء الداية ماذا أرى؟ كتاب! إنه حتما قد ضل طريقه، ولكن كيف؟ تساءلت فراشة الربيع الصفراء، وقد أذهلتها رؤية الكتاب فوق سطح منخفض لمدخل أحد المباني في المدينة... كان متخذاً شكل الخيمة مستنداً على دفتيه، تعلوهما طبقة كثيفة من الغبار تكاد تخفي تماماً غلافهما الأزرق الداكن. كانت بشائر الربيع قد أقبلت منذ أسبوعين تقريبا، وبدأت النباتات في حدائق سكان الطوابق الأرضية تزهر، وأشجار الأرصفة على جوانب الطريق تتخذ لباسا زاهيا من البراعم الخضراء والأوراق الصغيرة، كما اعتدل الطقس فنشطت حركة الفراشات وابتهجت الكائنات بمقدم هذا الفصل الجميل. اقتربت الفراشة الصفراء بمرح من الكتاب وحطت قربه...بادرت بالسؤال: - لماذا تقبع هنا؟ هل هربت من المكتبة؟ فأجاب الكتاب بنبرة حزينة: - لا، لم أكن أصلاً في المكتبة. - أين كنت إذا؟ - إنه حادث مريع... يا له من ولد مشاغب! - هل كنت في منزله؟ - إنني كتاب جغرافيا للمرحلة الابتدائية،وقد رماني الولد قاطن الطابق الرابع من الشرفة إلى هنا... فالامتحانات على الأبواب، وهو ولد كسول، وساذج أيضا! تخيلي، لقد اعتقد أنه بتخلصه مني سيتخلص من امتحان الجغرافية... وهكذا وصلت إلى هنا! - يا للمسكين! ولماذا اختارك أنت بالذات؟ ألم يرم بأي من بقية الكتب؟ - لا أدري، كنت أتمنى أن يؤنسني زملائي، ولكن يبدو أن أهله قد اكتشفوا اختفائي فشددوا العقاب عليه! - وهل مر عليك زمن طويل؟ - أسبوع ويومان، هذا الغبار مزعج، وأنا أتحمله يوما بعد يوم، فصل الربيع فصل غير مستقر، وعندما تهطل الأمطار سيبتل سطحي ويتحول الغبار إلى طين...كما ستغرق أوراقي بالمياه، هذا إن لم تتسبب الريح في ترنحي وسقوطي في بركة من الماء! - أمر محزن...لو تخيل ذلك الولد ما تخشاه لما عاملك بهذه القسوة. - هذا غير صحيح، كل الأولاد مثله مزعجون شرسون! لا أصدق أبداً بأن هناك ولداً تسرّه رؤية الكتب المدرسية على مقربة منه. - أنت تبالغ بالتأكيد... البارحة كنت أطير بين الأزهار في الحديقة العامة... كم كان منظر الأطفال رائعاً وهم يلهون بدراجاتهم ويلعبون بالكرة في المساحات المفتوحة تحت أشعة الشمس الدافئة... منتهى البراءة والجمال... - لكنهم مشاكسون لا يطيعون آباءهم. - بعض منهم، وليس الجميع! - تدافعين عنهم وكأن أحدهم أسدى إليك معروفاً! - وأنت! لقد اتخذت من الإساءة إليك منفذا لتعميم أحكامك على الكل بلا استثناء... هذا ليس عدلا! انظر، ها هو تلميذ قادم يحمل حقيبته على ظهره... - يبدو ذاهبا إلى المدرسة. - حسنا! هيا بنا! وتأهبت الفراشة الصفراء للطيران! - ماذا تفعلين؟ إلى أين؟ - سوف أنقذك... هذا الولد تبدو عليه أمارات الذكاء. - عن أي ذكاء تتحدثين؟ - سوف أطير أمامه وألفت انتباهه إليك... ربما يخلصك مما أنت فيه. - إنك مغفلة، ستتعرضين للخطر. قالت الفراشة وهي في طريقها مغادرة باتجاه التلميذ: - أنت متشائم، وأنا أحاول، سيكون ذلك خيرا لك من حفلة ماطرة! لم تبذل الفراشة الكثير من الجهد، فسرعان ما تنبه إليها التلميذ: - كم أهوى جمع الفراشات! وصار يركض وراءها حتى تجاوزت سطح المدخل وتوارت عن الأنظار. - أين ذهبت؟ تساءل التلميذ، لاحت الفراشة من جديد طائرة فوق السطح... رآها التلميذ فترك حقيبته عند الباب وتسلق سور الحديقة الملاصق لسطح المدخل إلى أن تمكن من ارتقائه والوصول إلى السطح. - ياه... يبدو أن هذا الكتاب سبقني إلى هنا! ها ها...هل كان يطير بدفتيه مطارداً فراشة؟ لنر...ما محتواه؟ وفتح التلميذ الصفحة الأولى: الجغرافيا الطبيعية... كتاب مفيد، بما أنه مرميّ هنا فلا أحد يريده، سآخذه معي...إنه يلزمني للسنة القادمة. وأخرج من جيبه منديلا تعاقبت عليه الطيات حتى غدا شديد السماكة، فرده وأخذ يمسح الغبار عن الكتاب. - غلافه جميل...أزرق داكن كسماء الشتاء البارد... ورفع رأسه وقد تذكر السماء التي بدت فيها الغيوم منذ الصباح الباكر... فرأى الفراشة الصفراء... كانت تبتسم للكتاب سعيدة بينما التلميذ يرمقها قائلاً في نفسه: - لقد نجوت، لكنني ظفرت بما هو خير منك... سأصطادك في مرة لاحقة!
|
#165
|
||||
|
||||
القصة الثامنة والثمانون نورا للكاتبة علياء الداية هذه القصة للناشئين السماء مكفهرة ملبّدة بالغيوم، ولكنني مع ذلك مضيت إلى كشك الهاتف وسط المدينة، هذا الطقس لن يشجّع الكثيرين على الازدحام أمامه. أخيراً جاء صوتها : آآلو ... من يتكلم؟! آه، يا للصوت المخيف ... مشوّش لكنه مرتجف يهتزّ في إيقاع مرعب، كأنه صوت حقيقي لشبح قادم من العالم الآخر! ماذا أفعل؟ -آآآآلو... قررت المضي قدماً لأنني قد أفقد الخطّ، إنها تهنئة سريعة على كل حال، ولن أطيل، ليس معي ما يكفي من قطع النقود المعدنية للآلة. -أمي، كل عام وأنت بخير... هل تسمعينني؟ -آآآه، نورااااا! -ما... يقاطعني الصوت القادم: -أين اختفيت يا نورا يا ابنتي؟ هل قالت نورا؟ ربما لم أسمع جيداً بسبب الخط الرديء هذا. -كل عام وأنت بخير يا أمي. -بخير؟ أي خير هذاااااا؟ بعد أن تركتني وحيدة؟ حسناً، الخط يصبح أوضح قليلاً الآن،لا شك أنها ليست أمي، إنه تشابك الخطوط مجدداً. أهم بإقفال السماعة ولكن يتناهى إلى سمعي بكاء. -أخيراً يا نورا خطر في بالك الاطمئنان على أمك المريضة! لا شكّ أن لديك الآن طفلاً أو أكثر، أحفادي الجدد! -ولكنني لست نورا، أنا بانة. -آه، أنت صديقتها التي حرضتها على السفر، حسناً قولي لنورا إن إخوتها تركوني هم أيضاً، سافروا فلا أراهم سوى مرة في العام! كم أنا وحيدة وحزينة. هل هي عجوز خرفة؟ ماذا أفعل؟ إنها حزينة كما تقول، سأحاول أن أشرح لها. لكن الخط يسوء مجدداً، وأسمع أناساً آخرين بكلام مبهم بعيد. عبر زجاج الكشك تبدو كتل الغيوم متقاربة في مساء آذار. ستمطر، حسن أن المظلة جاهزة معي. يعود صوتها سائلاً: -ماذا قلت؟ لا أسمع جيداً. -لا شيء، إنه الخط يتداخل مع آخر. -أين أنت يا نورا؟ -أنا بانة، إنها مكالمة خارجية. -آه، نعم ، كم أنت بعيدة إذن ، ولا تفكرين بزيارتي... ويعود صوت البكاء مجدداً . كيف أنتهي من هذه الورطة؟ كانت الأضواء قد أخذت تبدو أكثر لمعاناً وتوهجاً مع خيمة المساء التي تهبط على الشارع وما فيه. لم يبق معي سوى قطعة معدنية واحدة، إنه التحذير مجدداً، سينقطع الخط، أضيف آخر ما تبقى معي، لنر ، سأكمل الجولة لا مفرّ. -يا سيدتي ، أنا لست نورا. -من أنت؟ صديقتها؟ لماذا لا تتحدث هي معي؟ أريد أن أسمع صوتها... أخبريها أن ... وانقطع الخط ... لا شيء الآن سوى الصمت الذي يبتلع جهاز الهاتف... هذا ما تبقى لي: تهنئة مميزة لوالدة بعيدة في عيد الأم ! أخرج من كشك الهاتف هذا، كانت الأمطار منهمرة بشكل تدريجي آخذ بالازدياد، بينما تمرّ السيارات والحافلات مزهوة بأنوارها: صفراء، بيضاء، حمراء ... يتطاير رذاذ مياه الأمطار مع حركة عجلاتها على الأرض . أقف بانتظار فرصة لعبور الشارع بينما كان القطار الطويل مطلقاً نفيره المستمر الشبيه برنة هاتف حزين. عبرت بقربي فتاة احتواها الكشك ذاته، تدير الأرقام الأولى، من يدري؟ لعلها تكون نورا!
|
#166
|
||||
|
||||
الأطفال عالم النقاء البراءة الحياة بطعمها اللذيذ
الطفل ابني واخي وصديقي حتى !! فلنقدم لهم ما يستحقون وحسن بصراحة ما قصرت والله يعطيك الصحة والعافية
|
#167
|
||||
|
||||
الله يعافيك أخي الغالي الزهراني و القصيمي بالفعل الأطفال هم زهرة الحياة وكما ذكرت أخي الكريم هو ابني وأخي وابنك وصديقي وصديقك لك فائق احترامي وتقديري وامتناني لمرورك العطر.
|
#168
|
||||
|
||||
القصة التاسعة والثمانون: الطائر الطيب العجيب
الكاتبة: لينا الكيلاني كانت نباتات البطيخ الأخضر تملأ ذلك الحقل الكبير وهي فرحة بأنها نضجت وأصبحت جاهزة للقطاف وكل بطيخة كانت تتخيل مصيرها: هل ستقع في يد مسافر عطشان.؟... أم ستنتقل على العربات إلى البعيد من البلدان؟. هل سيقطفها الصغار من الصبيان ليأخذوها إلى بيوتهم ويأكلوها مع وجباتهم؟...أم ستأتي الفلاحات النشيطات لقطفها وجمعها ثم توزيعها على أهل القرية جميعاً من المساكين العطشانين؟ كل ثمار البطيخ بألوانها الخضراء الزاهية كانت تضحك، ما عدا واحدة منها هي أضخمها وأكبرها حجماً.. كانت قشرتها قد أصبحت سميكة وصفراء، وتكاد تنفجر من كثرة نضجها وامتلائها. قالت البطيخات لهذه البطيخة الأم: - أنت لم يقطفك أحد الموسم الماضي... أليس كذلك؟ قالت: - أنا مثلكن... زرعوني هذا الموسم، لكن بذرتي كانت كبيرة وقوية، ونمَوَتُ بسرعة أكثر منكن. وهم زرعوني لغاية غير الغاية التي من أجلها زرعوكن. قالت البطيخات الشابات بفضول: -هيه... قصي علينا قصتك... ثم ما هي هذه الغاية؟ قالت البطيخة الأم أكبر البطيخات: -قصتي هي أنني سأظل في مكاني هنا حتى أنفجر وتخرج بذوري مني. صاحت بطيخة صغيرة بفزع: - ولماذا؟ ألا تذهبين معنا وتنفعين الناس. وينتهي الأمر؟ وإلا لماذا خلقنا؟ ضحكت البطيخة الكبيرة أم البطيخات، وقالت: - إنني أنتظر هنا صديقي الطائر الطيب... ذلك الرسول الأمين الذي سينقل بمنقاره ما استطاع من بذوري، ثم يطير بها إلى مسافة بعيدة ويرميها في أرض لا تعرف البطيخ.. فأنبت من جديد هناك وأكون سعيدة بسعادة الناس بي. قالت البطيخات الشابات: - كان الله في عونك... ستظلين هنا وحدك مع ريح الليل، وشمس النهار... وربما هطلت الأمطار عليك فأفسدت كل شيء. قالت البطيخة الأم: - وماذا تظنين أنت ومثيلاتك أيتها البطيخات الشابات؟ من أين أتيتن إلى هذا المكان ولم يكن يعرف البطيخ أبداً؟. إنه الطائر الطيب العجيب.. هذا الذي حمل أول بذرة وألقاها في بلاد بعيدة.. وكانت مغامرته مفيدة وسعيدة... وهكذا يفعل. قالت بطيخة ناضجة أكثر من سواها: - دعينا من هذا الكلام.. إنه من الوهم أو الأحلام... أنهم يزرعوننا بذوراً... ولم نسمع هذه الحكاية إلا منك. هزت البطيخة العجوز برأسها، وقالت: - صحيح... إنها حكاية... لكنني أحبها، وأتشوق أن تحصل معي... ولعل الطائر الطيب سيرسل بدلاً منه آخرين... من المزارعين الطيبين يأخذونني... ويستغلون بذوري لأعود فأنبت مع كل بذرة من جديد. ونظرت البطيخات كل منها إلى الأخرى وتشاورن... من تريد أن تبقى مع البطيخة الأم لتغدو من جديد هي الأم؟ وبينما هن كذلك رفرف طائر فوق حقل البطيخ.. ولم يعرف اسمه أحد.. ولم يعرف سره أحد.. وأخذ يهبط ويطير فوق حقل البطيخ، وهو يزقزق بحبور... ويبحث بين التراب عن البذور.
|
#169
|
||||
|
||||
القصة التسعون للكاتبة لينا الكيلاني ثوب الدمية سلمى كانت (زينب) وهي بنت صغيرة مدللة لم يرزق أبواها سواها، تحب الدمى كثيراً، وأفضل دمية عندها هي التي أسمتها (سلمى). لماذا أسمتها (سلمى) ذلك لأنها سلمت بعد أن سقطت في النهر في اليوم الأول الذي أهدوها فيه هذه الدمية. سقطت في النهر وظنت (زينت) أنها ضاعت منها، ولن تعود أبداً. لكنها علقت بجذوع شجيرات حول الماء. ولما ركضت (زينب) بمحاذاة النهر لتودعها سمعتها تناديها: - انقذيني يا زينب... انقذيني... أنا دمية جميلة... وأريد أن أفرح قلب طفلة جميلة مثلك.. وبما أن هذا اليوم هو أول يوم لي أخرج فيه من الواجهة الزجاجية لمحل الألعاب فمعنى هذا أنه أول يوم في حياتي. انقذيني.. وسأكون صديقتك... وسأستمع إلى حكاياتك... وأسليك... وأنام بقربك. ولم تجرؤ (زينب) بالطبع أن تمد يدها لتسحب دميتها خوفاً من أن تنزلق قدمها فتغرق في النهر. ظلت تنتظر أمواج النهر المتدافعة موجة بعد أخرى عسى أن تقذف الدمية نحوها. انتظرت وهي تقول لها: -هيا خلصي نفسك يا دميتي... على كل منا أن يخلص نفسه إذا وقع في مشكلة، وخاصة إذا وجد غيره يساعده، وها أنا أساعدك.. وسأسميك (سلمى) إن سلمت، ولن أفارقك أو أفرط بك أبداً. ثم أتت موجة كبيرة فدفعت (سلمى) نفسها نحو (زينب)، ودفعتها الموجة أيضاً فوصلت إلى حافة النهر، فتناولتها (زينب) وضمتها إلى صدرها وهي تقطر ماء وعيناها مليئة بالدمع. تذكرت (زينب) كل هذا وخالتها تدعوها إلى عيد ميلاد ابنتها (سناء)، قالت (زينب): - سأصحبك معي يا سلمى... ألم أعاهدك على أنني لن أفارقك؟ لكن أم (زينب) قالت: - وهل تأخذ الصغيرات الدمى معهن إلى الحفلات؟.. أنهن يذهبن ليشاركن رفيقاتهن في الأناشيد، والألعاب، والتسلية، والمرح فلماذا تأخذين معك دميتك؟ قالت (زينب): -لكنها (سلمى) يا أمي... ولا أستطيع أن أتركها وحدها، وإذا لم تسمحي لها فلن أذهب أنا أيضاً. قالت الأم: - لا.. يجب أن تذهبي، وما عليك سوى أن تخبئيها عند خالتك حتى تنتتهي الحفلة فترجعيها معك إذا كنت لا تريدين فراقها. قالت (زينب): - لكن عندي مشلكة يا أمي... سلمى لا تملك ثوباً جديداً للحفلات فماذا أفعل؟ ضحكت الأم وقالت: - ثوب جديد للدمية، الدمى لا تبدل أثوابا يا حبيبتي. هيا اسرعي سرحي شعرك وارتدي ثوبك الأبيض الجميل ولا تتأخري. ولما هبطت (زينب) لتذهب إلى الحفلة كانت فرحة لأنها مع دميتها، وعندما وصلت أخذت الصغيرات كلهن يضحكن من منظر الدمية (سلمى)، فقد ألبستها (زينب) أحد أثوابها حين كانت أصغر وعقدت لها شريطاً أبيض على رأسها فبدت تشبهها تماماً. واضطربت (زينب) وكل واحدة من البنات تداعب الدمية أو تلامسها، أو تحركها، أو تهزها لتقول (ماما) مثل بعض الدمى. وأسرعت (زينب) لتخطفها من ايديهن وتسلمها إلى خالتها حتى تنتهي الحفلة. وضعتها في سرير (ندى) ابنة خالتها صاحبة الاحتفال بعيد الميلاد، وعادت وهي تظن أن الجميع كانوا يسخرون منها ومن دميتها التي تشبهها. لكن المفاجأة كانت عندما دخل (سالم) أخو (ندى) بعد قليل وقد وضع جهاز تسجيل صغير تحت ثوب (سلمى) فيه قصص وأغنيات وحكايات ونكات، حتى كأن (سلمى) هي التي تشارك في الحفلة. سرت (زينب) بهذا غاية السرور، وضحك الجميع لهذه المفاجأة اللطيفة، وقال (سالم): - عندما أكبر وافتتح محلاً لبيع الألعاب والدمى سأجعل كل دمية تتكلم بهذه الطريقة، ما رأيك يا سلمى؟. واهتز الجهاز تحت ثوب (سلمى) وهي تقول: أنا سلمى الدمية... أحبكم جميعاً وأريد مشاركتكم الحفل.
|
#170
|
||||
|
||||
القصة الواحدة والتسعون للكاتبة لينا الكيلاني لا تبردي يا قطتي (سمر) بنت صغيرة... حلوة ومؤدبة... أمها تحبها كثيراً... وأبوها يدللها... وأخوها (سامي) لا يزعجها أبداً. (سمر) لم تذهب إلى المدرسة بعد... بل إلى حديقة الأطفال القريبة من عمارتهم... توصلها أمها أوأبوها وأحياناً بواب العمارة.
وفي يوم عثرت هي والبواب على قطيطات صغيرات مع أمهن خلف دكان البقال. أسرعت نحوها... وحاولت أن تمسك بالقطيطة البيضاء... لكن القطة الأم نفخت في وجهها، وأخرجت أظافرها لتخمشها. قال العم البواب: - هل أحببت هذه القطيطة يا سمر؟ قالت سمر: -جداً.... جداً.... ليتني آخذها إلى البيت. قال العم البواب: - حسناً.... سآتي لك بها بعد أيام عندما تكون أمها قد فطمتها. وتكونين أنت قد طلبت الإذن من أمك برعاية هذه القطيطة الجميلة. ولكن اسمعي ما سأقوله لك يا سمر. واستمعت (سمر) بكل انتباه إلى العم البواب وهو يقول: - فالقطيطة يجب أن تتناول أولاً اللبن لأنها صغيرة.... وبعد ذلك تطعمينها ما تشائين. ويجب أن تنام في مكان آمن ودافئ. وأهم من كل ذلك ألا يؤذيها أحد. قالت (سمر): - سأفعل كل ذلك يا عم... سأفعل. وبعد أيام ومن وجود القطيطة التي أسمتها (ماسة)، أصبحت (سمر) لا تفارقها.... تحملها... وتطعمها... وتضعها مساءً في سلة من القش مفروشة بالقطن. وفي ليلة... وقد نسيت (سمر) قطتها المحبوسة في غرفتها دون أن تقدم لها طعاماً، أخذت (ماسة) تموء وتموء، ولم يسمعها أحد. وما إن فتحت (سمر) باب غرفتها حتى هربت (ماسة) بسرعة كبيرة إلى المطبخ.. ووثبت فوق الطاولة الصغيرة بحثاً عن الطعام فأوقعت الصحون فحطمتها. أسرعت الأم إلى المطبخ لتعرف ما الخبر... فقالت (سمر): - ماسة هي التي أوقعت الصحون... ولست أنا. غضبت الأم وقالت: - يجب أن نعاقب (ماسة) فلا تنام في سلتها في غرفتك بل في الخارج. أطرقت (سمر) حزينة.... ولم تعارض أمها التي أخرجت (ماسة) إلى الحديقة، وأغلقت الباب. ولما كان الفصل شتاء.. وهطلت الأمطار... لم تستطع (سمر) النوم.. وأخذت تبكي لأنها هي السبب فيما جرى مع (ماسة) وهي لم تخبر أمها بالحقيقة. تسللت (سمر) من فراشها بهدوء وخرجت إلى الحديقة، والتقطت (ماسة) التي كانت ترتجف برداً أمام الباب، وقالت لها: - لا تبردي يا قطتي... سامحيني أنا السبب.. أنا السبب، فقد نسيتك في الغرفة وما قصدت حبسك. وكانت أم (سمر) قد سمعت ضجة وحركة، ورأت ابنتها وهي تحتضن القطة وتعتذر منها، فابتسمت... واعترفت لها (سمر) بكل شيء. قالت الأم: - عودي إلى فراشك يا سمر.. الطقس بارد. قالت سمر: - وهل تعود (ماسة) أيضاً إلى فراشها؟ قالت الأم: - طبعاً كي لا تبرد هي أيضاً... هيا يا قطتي أسرعي كي لا تبردي.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |