العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#41
|
||||
|
||||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
ونحن ما زلنا ننتظر رجوع الكاتب القصصي محمد نعناع.
|
#42
|
|||
|
|||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
الحلقة 17
فقدان الذاكرة : جاء دوري فدخلت تلك ( البراكة ) وكان هناك ضابطا وعلى كتفيه بعض النجوم ، فسألني عن اسمي وعنواني .. وهنا ، في هذا المكان ، كانت قد توقفت الحياة عندي للحظات قصيرة ، كنت اتذكر بها اسمي ، فلم أعد أتذكر من أنا وما هو اسمي ، فصرخ الضابط وقال : ( ما بتعرف شو هو اسمك ولاك ) وأنا لاأجيبه على سؤاله ، لاني كنت قد نسيت اسمي ..!! فزجرني بكلمات قاسية وأضاف قائلا : ( شو انتا ما بتسمع ولاك ) آه .. لو يعرف ذلك الضابط ما كان في داخلي تلك اللحظات كنت ، كغريقا في بحر ولا أعرف العوم فيه كنت ضائعا وتائها كنت كمن يحاول ان يهرب ويفر من جلده بكل بساطة اقول : نعم ، لقد نسيت اسمي ، كما ينسى الطالب المجتهد في المرحلة الابتدائية الاجابة على بعض أسئلة استاذه أردت أن أصرخ فخانتني حنجرتي أردت أن أبكي فلم أستطع وما أكثر المواقف التي أردت فيها أن أبكي ، ولكن الدمع كان يخونني ويعاندني إن الدمع قد تحجر في عيوني إن البياض الذي في عيناي قد أصبح احمرا بلون الدم من السهر والتعب والارهاق كنت قد أمضيت ليلة في المعتقل لم أنم فيها من فرحتي بأنه سوف يطلق سراحي وأمضيت ليلة ثانية في زنزانة الصهاينة لم أنم فيها مع رفاقي كنا نغني ونرقص مبتهجين لاطلاق سراحنا ، وأمضيت ليلة ثالثة في زنزانة بلادي لم أنم فيها من القهر والحزن والجوع والبرد ، ولأنه لم يكن هناك مكان للنوم بالاصل ثلاثة ليالي لم أنم فيها ، فكيف تصبح لون عيوني كل هذا ، وأنا واقف امام ذلك الضابط الذي يريد مني ان أقول له ( ماهو اسمي ) هو لايعرف بأنني كنت اسير حرب لدى الاسرائيليين وصرخ مرة اخرى وقال : ( بعدين معك ولاك ) حينها كنت قد رجعت من هروبي الكبير ، حينها رجعت لي ذاكرتي فذكرت له اسمي وعنواني ، فطلب مني أن أبصم على أوراق كانت أمامه ، فمددت له يدي اليمين فقال لي : ( مكسورتك التانية ولاك حمار ) فأعطيته مكسورتي اليسرى ليصبغها بتلك الاصباغ ، وعندما انتهى من ذلك قال لي : ( انقلع ورا رفئاتك ) فانقلعت وراء رفاقي الى الميكرو باص ، وأخذت مكاني على مقعد في تللك العربة ، وكان كل رفاقي جالسون ، رفاقي العشرون ، العشرة الاسرى ، والعشرة المساجين . يتبع .. غريب الماضي و حسن خليل معجبون بهذا.
|
#43
|
|||
|
|||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
الحياة لاتعطي رحيقها
إلا لمن يستطيع أن يبيع لعالم الوحل المادي نفسه وإلا فهي مرة مرة .. كطعم العلقم . غريب الماضي و حسن خليل معجبون بهذا.
|
#44
|
|||
|
|||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
الحلقة 18
ثقافة الشتائم في بلاد التيه العربية : صعد السائق وادار المحرك ونظر الينا نحن العشرون نظرة تتطاير شررا ، وقال : ( ايدك على راسك وراسك لتحت ولاك) يالله .. يالله .. هل نحن مازلنا في المعتقل ..!؟ فهذة الشتيمة لم انساها بعد ، فقد سمعتها من الاسرائيليين كثيرا ، ولكن : "بدون كلمة، أو عرصات" فقد كنا نجلس هذه الجلسة ساعات طوال "جلسة التربيع" لدى اسرائيل وذلك حسب طلبهم ، وإن هذه الاهانة التي كان الاسرائيليين يوجهونها لنا ، كنا قد حاربناهم عليها وسقط منا قتلى وجرحى ، حتى أننا لم نعد نلبي أوامر الاسرائيليين .. وها أنا في بلادي ، اسمع هذا السائق يصرخ علينا مرة اخرى ، ويكرر نفس الكلمات ( ايدك على راسك ، وراسك لتحت ولا عرصات) يالله .. ماهذا التشابه بين اسرائيل وهذا السائق ..!! لا ، بل إن شتائم ذلك السائق لهي أقسى وأمر "إن اسرائيل لم تشتم والدي ووالدتي وأخواتي ، إنما ذلك السائق قد فعلها" هل يعرفنا ذلك السائق ام أنه يلفظ تلك الشتائم التي تمس شرف الإنسان وكرامته لكل مساجينه ..!!؟؟ هل يعرف بأننا كنا اسرى لدى اسرائيل وأنه لا علاقة لنا بالمساجين الآخرين ..!؟ أم أنه لا يعرف ذلك ..!! فماأقسى تلك الشتائم التي يتقنها ويبدع فيها منتسبي الأجهزة الأمنية .. لقد نفذنا أوامر ذلك السائق على مضض : ( ايدنا على راسنا ، وراسنا لتحت ) . يارباه .. ماأتعس الاوطان التي تأمر أبناءها بطئطئة رؤوسهم بدل أن يرفعوها ، وما أضعف الاوطان التي تهين ابناءها ، وما أنذل وأخس فاعليها .. إن الامم الاخرى يزداد ارتفاعها في السماء ، والامم العربية يزداد هبوطها الى ماتحت القاع إن الانسان المهان في وطنه ، ليس وطنه ، ولن يستطيع أن يدافع عنه فهل يعلم الحكام بما يجري لمواطنيهم ..!؟ ام انهم لايعلمون .. واذا كانوا يعلمون فتلك مصيبة واذا كانوا لا يعلمون ، فالمصيبة اعظم وفي كلتا الحالتين لا تأهلهم بأن يكونوا حكاما .. زجرنا ذلك السائق ، بكلمات يعجز اللسان عن لفظها ، بما فيها من شتائم وسباب ، وبعد أن تأكد بأننا نفذنا أوامره ، ترجل من العربة وذهب لبعض شؤونه ، وكان محرك العربة دائرا ، ولم يبقى فيها الا : نحن المساجين .. مرت علينا لحظات كأنها دهور إن الثواني كانت تمر ببطئ شديد ونحن مطئطئي الرؤوس فإلى أين سنذهب هذه المرة ..؟ وكيف ستكون الرحلة الجديدة ..؟ لانعرف .. لانعرف . يتبع .. غريب الماضي معجب بهذا.
|
#45
|
|||
|
|||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
الحلقة 19
في هذه الاثناء صعد شخص فضولي "ضابط فلسطيني" بلباسه المدني الى العربة وكان مهذبا جدا ، كان قد رأى بأن العشرون سجينا "مطئطئ الرؤوس" فشده الفضول بأن يسأل احد رفاقي الجالسين بأول العربة قائلا له : "رفاع راسك ، شو تهمتك انتا ..؟" رفع رفيقي رأسه وكان "فلسطينيا" وقال له بإنفعال ، وتحدي : إنني مجرم .. فرد عليه الضابط قائلا : وماهي جريمتك ..؟ فأجابه رفيقي : لقد قتلت وجرحت بعض الاسرائيليين خلال الحرب في لبنان ، وهذه هي جريمتي فصرخ الضابط قائلا : تكلم ماذا فعلت ..؟ إن ذلك الضابط كان يظن أن رفيقي يستهزء ويسخر منه فقال رفيقي ، للضابط : "أنا ع بحكي معك جد" فأنا حاربت الاسرائيليين في جنوب لبنان ، وقد اسروني سبعة عشر شهرا ، وأطلقوا سراحي ظهر الامس ، عن طريق الصليب الاحمر الدولي ، وقد استلمتني الحكومة السورية ، وها أنا ورفاقي العشرة بين يديك .. صرخ الضابط بصوت قوي ، كأن عقربا قد لسعه ، موجها كلامه للعشرون شخص ، الذين امامه قائلا : ارفعوا رؤوسكم .. انتم يجب أن ترفعوا رؤوسكم امام العالم أجمع "مو توطوها" ونحن نزداد شرفا وكرامة بكم وانتم .. وانتم .. وذهب الى ترديد تلك الشعارات البراقة التي تزدان بها شوارعنا العربية . هذه الكلمات التي سمعناها من ذلك الضابط ، كانت بردا وسلاما على نفوسنا ، وقد أزاحت بعض الغم والكرب ، الذي نحن فيه ، واستعدنا فيها بعض المعنويات النفسية لبعض الوقت . كان الاستغراب بادياً على وجه ذلك الضابط لهذه المعاملة السيئة ، فودعنا وانصرف الى حال سبيله . كانت الفرحة عارمة عند سماعنا كلام ذلك الضابط ، فأشرقت وجوهنا وتفائلنا بالخير ، ولكن ، نعرف أن اللحظات السعيدة هي قصيرة وقليلة . ذهب الخير وجاء الشر ذهبت الملائكة وجاءت الشياطين ذهب الضابط وجاء السائق صعد السائق الى وراء مقوده ، ولم يكد يرانا رافعي الرؤوس ، حتى صرخ شاتما وهو يقول : انتوا ما بتفهموا ولاك حمير ، مو قلتلكن نزلوا روسكن" فنفذنا أوامر ذلك السائق بأسرع مما كنا ننفذ أوامر الاسرائيليين . وهنا ، صعد شخصين يلبسان الثياب المدنية ، كمرافقين للرحلة المجهولة ، التي سوف نقوم بها إلى محطة جديدة من القهر ، ودارت عجلات العربة "ميكروباص" وبدأت بالتحرك الى ام المحطات . يتبع .. غريب الماضي معجب بهذا.
|
#46
|
|||
|
|||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
الحلقة 20
فرع فلسطين : كانت العربة ( الميكروباص ) تسير في شوارع عاصمتنا الغالية على قلوبنا ، ونحن ممنوعا علينا أن نرفع رؤوسنا عاليا .. فياللسخرية الموقف ، نحن في دمشق مطئطئي الرؤوس ، نحن في مدينة يقال عنها "عرين العرب" ، فبئس تلك التسمية ، وبئس تلك الشعارات المرفوعة ، التي في ظلها ، يهان الانسان ، ويجرد من كرامته وانسانيته .. وآه .. دمشق . أخيرا ، انتهت الرحلة الى ساحة من ساحات أحد أفرع الامن في دمشق ، ترجل العشرون سجينا من العربة ، وكان بانتظارنا بجانب العربة بعض عناصر الفرع ، يهينون هذا ويدغدغون ذاك ، وبعد الوجبة الغذائية من الركل والاهانات ، جاء أحد عناصر الفرع ، وبيده ورقة ، فيها أسمائنا نحن الاسرى العشرة ، وطلب منا أن نلحق به ، فمشينا وراءه ، حتى دخلنا الى مبنى ، يدل من هيئته على أنه مبنى الكبار من الضباط والمسؤولين . وصلنا الى الطبقة الاولى من المبنى ، وكان هناك ممرا طويلا وعريضا ، وأبواب متباعدة على الجانبين ، وكانت أرضية الممر نظيفة جدا ، أنظف من ثيابنا ، التي اتسخت بعد دخولنا الى قلب الوطن ، وكان هناك بجانب كل باب "حاوية للمهملات" .. كان الهدوء مخيما في هذه الطبقة ، وقلما تسمع الاصوات هنا أو هناك ، وقلما ترى شخصا يمر في هذا الممر .. وصلنا الى أحد هذه الابواب ، بمرافقة أحد العناصر ، الذي طلب منا ، أن ننتظر في الممر ، حتى ينادي على اسم كل اسير بمفرده .. دخل الاسير الاول والثاني والثالث ، ودخلت أنا الى الغرفة كما دخلها رفاقي .. كانت الغرفة عبارة عن مستودع للآمانات ، وكان هناك شخصا واحدا في الغرفة ، يسألنا عن الاسم والعنوان ، ويطلب منا أن نفرغ جيوبنا من أي شيئ تحويه من مال وأوراق ، ويضعها في أحد الأكياس الموجودة أمامه ، لقد أخذوا كل شيئ ، حتى أربطة الأحذية ، عندها عرفت من خلال أخذهم لحاجياتنا ، ووضعها في مستودع الأمانات ، بأن اقامتنا عندهم ستطول ، الى أن يشاء الله ، ويأتي الفرج .. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، ويتبادر الى ذهن كل انسان : لماذا نسجن ..!؟ ولا جواب يشفي غليلي ، أو يشفي غليل من يتساءل . يتبع .. غريب الماضي معجب بهذا.
|
#47
|
||||
|
||||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
شكرًا جزيلاً لك أخي محمد على هذه الأجزاء المشوقة.
وكثيرًا ما يعاني الأسرى أو المسجونين في سجونهم من سوء المعاملة. لقد قمت بحذف بعض الكلمات الخادشة للحياء في هذه الأجزاء. أرجو الالتزام بقوانين القسم وعدم كتابة الألفاظ (البذيئة) المنافية للحياء واستبدالها بكلمات مناسبة وملائمة ليس فيها فحش أو بذاءة.
|
#48
|
|||
|
|||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
الحلقة 21
إن عملية دخول الاسرى العشرة ، الى غرفة الأمانات ، كانت قد أخذت وقتا طويلا ، وأما خارج الغرفة ، في ذلك الممر الطويل ، كنا قد تعبنا من طيلة الوقوف ، فجلسنا على بلاط الممر ننتظر قدرنا . كان يمر في بعض الاحيان ، أحد عناصر الفرع ، ونحن جالسون في الممر على الارض ، فيزجرنا ويأمرنا بالوقوف ، ويتمتم ببعض الشتائم التي باتت معروفة لدينا ويذهب في حال سبيله ، فنعود للجلوس مرة اخرى ، وقد تكررت العملية أكثر من مرة ، في هذه المحطة . في هذا الممر ، حصلت أشياء كثيرة تناقض بعضها البعض ، أشياء تضحك الانسان وتبكيه في آن واحد ، انها ساعة التناقضات ، فهناك المشاهد الكوميدية والتراجيدية في نفس الوقت ، هناك موقف تحس فيه بأنك انسان ، وموقف أخر تحس فيه بأنك أقل من الحيوان ، فيأتي عنصر يحط من قدرك ويهينك بأقذر الكلمات من خلال الشتائم والزجر ، بكلمات نابيه واصلا بك إلى الدرك الأسفل ، وبعد ذلك يرفعك الى السماء ، عندما يعرف بأنك لست مجرما ، إنما اسير حرب لدى اسرائيل . كما أسلفت بالذكر أننا عشرة آسرى ، وإن اللباس الذي كنا نلبسه كان موحدا : وهو عبارة عن بذلات عسكرية إسرائيلية جديدة بنية اللون مطبوع على صدرها بعض الكلمات العبرية ، كنا قد أستلمناها وأرتديناها قبيل خروجنا من المعتقل بعد أن تحممنا بالماء الساخن .. ولكن : من كثرة الجلوس والنوم على الارض في السجون السورية قد أصبحت ملابسنا متسخة ومبقعة .. فهذه بقعة سوداء تحكي عن سواد قلبهم وهذه بقعة مختلفة الألوان تحكي عن مآساتنا التي نمر بها .. وإن الناظر لثيابنا ، لن يعرف لونها الأساسي وأما الوجه واليدين ، كانت تخطهم علامات سوداء من الاوساخ هكذا كان منظرنا في ذلك اليوم لقد كان التاريخ يشهد بؤسنا ويشهد على بربريتهم وكان ذلك اليوم ، هو يوم الجمعة من آواخر شهر كانون الاول من عام 1983 . يتبع ..
|
#49
|
|||
|
|||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
.
الحلقة 22 فرع فلسطين بينما كنا نعيش في هذا الحال من التناقضات ، جاءنا بطل من الأبطال ، و زكي من الأذكياء ، جاء مخبر المخبرين ، جاء حامي الوطن ومفديه .. إن كل هذا الوصف لعنصر من عناصر الفرع الذي جاء يعلمنا نحن الاسرى حب الوطن ، وكيفية حماية الوطن ، وكأنه لايعرف بأن حب الوطن وحمايته ، ليست بالأقوال ، انما بالأفعال . جاء ذلك المغوار ، مثله ، مثل غيره من رفاقه ، لكنه : كان فضوليا أكثر منهم ، فشتمنا كسابقيه وهو يمر مسرعا ، إلا أن نظراته الثاقبة الى لباسنا الموحد جعله يتوقف ، ويسأل عن جريمتنا الكبرى التي اقترفناها .. فهل نقول له ، أم لا ..؟ لقد مللنا هذا السؤال ، ومللنا من الجواب فهناك العشرات من الذين سألوننا ، وبعد أن يعرفوا حقيقتنا .. يسألوننا عن المعتقل : كيف كان اليهود يعاملوكم ..؟ هل معاملتهم قاسية ..؟ هل عذبوكم .. ؟ هل ضربوكم ..؟ ويقول آخر : ( احكولي اش جرى معكم في معتقل انصار ) ..؟ نعم ، لقد مللنا من تلك الاسئلة والاجوبة ، ولكن مالعمل ..؟ فنحن مضطرون لأن نقول لهم بأننا كنا اسرى ، كي لانهان ، فلقد أصبحت كلمة ( اسير حرب ) سلاحا ندافع به عن أنفسنا . إن بطل الابطال ، وذكي الاذكياء ، عنصر الامن الفضولي هذا ، مازال ينتظر الجواب ، وهو يشير ويستغرب لوجود عشرة أشخاص أمامه بلباس موحد .. فقلت له : بأننا لسنا مجرمون بنظر أنفسنا على الاقل قال : ماهي التهمة ..؟ قلت : لايوجد أي تهمة قال : لماذا أنتم موجودون هنا ..؟ قلت : لاأعرف قال : افصح عن مكنون صدرك ، ودعك من التحدث بالالغاز "فأنا رجل أمن" وأضاف : على كل حال ، لايوجد شخص يأتي الى هنا دون أي تهمه قلت له : اذا قلت لك ماذا جنينا فهل تفسر وتشرح لنا سبب وجودنا لديكم ..؟ قال : نعم قلت له : اننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل ، وألتزمت الصمت برهة وأنا أنظر إلى الدهشة التي أرتسمت على وجه .. وتابعت قائلا : وبالأمس اسرائيل قد أطلقت سراحنا ، وقصصت عليه مقتطفات من حكايتنا وبعد ذلك قلت له : اعطني سببا واحدا اقتنع فيه لسبب وجودنا لديكم ..؟ قال : لاأعرف . يتبع ..
|
#50
|
|||
|
|||
رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
.
الحلقة 23 هنا ، كان قد سمح لنا "اخينا بالله" بالجلوس على الارض حين رأى أن التعب باديا على وجوهنا ، وجلس هو القرفصاء بجانبي ، وفششت غلي بلفافة التبغ ، التي اشعلتها بعود الثقاب "المصنع اسرائيليا" فانتبه ذكي الاذكياء للتبغ الذي ادخنه ، فقال : مانوع التبغ الذي تدخنه ..؟ قلت : إنه "سيلون" من صنع "اسرائيل" قال : آرني اياه ، فأخذ العلبة وأنشغل بتفحصها وبعد تمعن دقيق في علبة التبغ ، قال : هل يملك الجميع مثل هذا التبغ ..؟ قلت : نعم ، فاليهود عندما اطلقوا سراحنا صباح الأمس ، أعطوا كل اسير اربعة علب من التبغ "هديه" منهم ، وأنا لم يتبقى معي سوى هذه "النصف علبة" ، فمنذ صباح الامس ، الى ظهر هذا اليوم ، كنت قد دخنت ثلاثة علب ونصف ، فقال موجها كلامه لجميع الاسرى : "كل واحد عندو دخان يطالعوا" فجمع علب التبغ وخطى الى حاوية المهملات ، وبدأ "يدهس ويعفس" علب التبغ ويرميهم في الحاوية ، ونحن ننظر اليه باستغراب ، متسائلين : لما يفعل ذلك ..؟ فعاد الينا وقال : "بتعرفوا ليش كسرت الدخان ..؟" ونظرنا الى بعضنا البعض ، فأضاف قائلا : "شغلة طبيعية هلأ بدنا نترككم تروحوا على بيوتكن ، وعلب الدخان اللي معكن بدا تفضا ، وقشرة الدخان بدكم ترموها في الشارع ، ولما بيعدي واحد من رجال الامن ويشوف هالقشرة الغريبة ، ولما بيشيلها وبيقراها ، بيعرف انوا هالقشرة اسرائيلية" عندها سينشغل جميع أفرع الامن بهذه القشرة ، كي يعرفوا من أين أتت هذه القشرة ، وانهم سوف يقولون بأن هناك في هذه المنطقة جاسوسا اسرائيليا ، وأنا باعتباري رجل أمن ، وحريص على أمن بلادي ، قمت بهذا الواجب ، لكي لا تشغلنا هذه القشرة ، واضاف قائلا : على كل حال ان التبغ الاسرائيلي ليس صحيا ، وسوف نجلب لكم الدخان الوطني . يتبع ..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |