العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
باب ما جاء في الرقى للشيخ إبن جبرين رحمه الله
باب ما جاء في الرقى للشيخ إبن جبرين رحمه الله
باب ما جاء في الرقى للشيخ إبن جبرين حفظه الله لمس موضع الألم عند القراءة سؤال: شخص يقوم برقية من يأتيه بالرقى الشرعية الواردة عنه صلى الله عليه وسلم وبما جاء في صحيح الكلم الطيب لابن تيمية والوابل الصيب لابن القيم، ويأتيه بعض الناس ممن بهم أمراض عضوية كالسرطان والتقرحات وغيرها فيقوم بقراءة القرآن وبعض الرقى الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم وبعض الرقى المجربة الخالية من الشرك، ثم يقوم بعد التأكد من موضع الألم بالقراءة والنفث على يده اليمنى ومسح موضع الألم اقتداء بعمله صلى الله عليه وسلم عندما كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما" (أخرجه البخاري)، وبأمره لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عندما شكى له وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له صلى الله عليه وسلم : "ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: "بسم الهه، ثلاث مرات " وقل سبع مرات: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" (أخرجه مسلم )، فهل عمله هذا وهو وضع اليد على مكان الوجع جائز؟ وهل يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم للصحابي: "ضع يدك " أن وضع اليد من أسباب الشفاء، علما بأنه قد جرب ذلك كثيرا وشفى الله الكثير من الرجال والنساء؟. الجواب: لا بأس بالرقية على هذه الصفة فإن القرآن شفاء كما وصفه الله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} (44) سورة فصلت ، ولا بأس أيضا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه، كما إنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده على ذلك الموضع مرارا، ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). تكرار بعض الآيات لأمراض معينة دون اعتقاد فيها سؤال: هناك من القراء من يخصص بعض الآيات لأمراض معينة مع تكرارها بأعداد معينة مع عدم اعتقادهم بأن العدد هو السبب في الشفاء، فما حكم هذا التخصيص؟ وما حكم التكرار؟ الجواب: لاشك أن القرآن شفاء كما أخبر الله تعالى بقوله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} (44) سورة فصلت، وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (57) سورة يونس، فأما قوله تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (82) سورة الإسراء، فقال كثير من العلماء: إن {مِنَ} ليست للتبعيض وإنما هي لبيان الجنس أي جنس القرآن ومع ذلك فإن في القرآن آيات لها خاصية في العلاج بها ولها تأثير في المرقى بها ومن ذلك فاتحة الكتاب ففي حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي رقى بها: ((وما أدراك أنها رقية)) ( أخرجه البخاري رقم (5736)، كتاب الطب، ومسلم رقم (2201)، كتاب السلام ). وقد ورد فضل آيات خاصة كآية الكرسي ونحوها وسورتي المعوذتين فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تعوذ الناس بمثلهما " ( أخرجه النسائي (8/ 251) رقم (5429، 5430، 5431)، كتاب الاستعاذة )، وكذا سورة الإخلاص والآيتان من آخر سورة البقرة، فأما تكرارها ثلاثا أو نحو ذلك فلا بأس؛ فإن القراءة مفيدة سواء تكررت أو افردت لكن التكرار والإكثار أقوى تأثيراً ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). تشخيص مرض المريض بأنه مس أو غيره سؤال: هل يستطيع الراقي تشخيص مرض المريض بأنه مس أو غير ذلك؟ الجواب: معلوم أن الراقي الذي تتكرر عليه الأحوال ويراجعه المصابون بالمس والسحر والعين ويعالج كل مرض بما يناسبه أنه مع كثرة الممارسة يعرف أنواع الأمراض النفسية أو أكثرها وذلك بالعلامات التي تتجلى مع التجارب فيعرف المصروع بتغير عينيه أو صفرة أو حمرة في جسده أو نحو ذلك، ولا تحصل هذه المعرفة لكل القراء وقد يدعي المعرفة ولا يوافق ذلك ما يقوله، لأنه يبني على الظن الغالب لا على اليقين، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). صفات وآداب الراقي بالرقى الشرعية سؤال: ما هي الصفات والآداب التي ينبغي للراقي أن يتحلى بها؟ الجواب: لا تفيد القراءة على المريض إلا بشروط: الشرط الأول: أهلية الراقي: بأن يكون من أهل الخير والصلاح والاستقامة والمحافظة على الصلوات والعبادات والأذكار والقراءة والأعمال الصالحة وكثرة الحسنات، والبعد عن المعاصي والبدع والمحدثات والمنكرات وكبائر الذنوب وصغائرها، والحرص على الأكل الحلال والحذر من المال الحرام أو المشتبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة" ( أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين رقم 5526. )، "وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له) (أخرجه مسلم رقم (1515)، كتاب الزكاة )؛ فطيب المطعم من أسباب قبول الدعاء ومن ذلك عدم فرض الأجرة على المرضى والتنزه عن أخذ ما زاد على نفقته فذلك أقرب إلى الانتفاع برقيته. الشرط الثاني: معرفة الرقى الجائزة من الآيات القرآنية: كالفاتحة، والمعوذتين، وسورتي الإخلاص، وآخر سورة البقرة، وأول سورة آل عمران وآخرها، وآية الكرسي، وآخر سورة التوبة، وأول سورة يونس، وأول سورة النحل، وآخر سورة الإسراء، وأول سورة طه، وآخر سورة المؤمنون، وأول سورة الصافات، وأول سورة غافر، وآخر سورة الجاثية، وآخر سورة الحشر، ومن الأدعية القرآنية المذكورة في الكلم الطيب ونحوه، مع النفث بعد كل قراءة، وتكرار الاية مثلاً ثلاثا أو أكثر من ذلك. الشرط الثالث: أن يكون المريض من أهل الإيمان والصلاح والخير والتقوى والاستقامة على الدين، والبعد عن المحرمات والمعاصي والمظالم لقوله تعالى: ({وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} (82) سورة الإسراء، وقوله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} (44) سورة فصلت ؛فلا تؤثر غالبا في أهل المعاصي وترك الطاعات وأهل التكبر والخيلاء والإسبال وحلق اللحى والتخلف عن الصلاة وتأخيرها والتهاون بالعبادات ونحو ذلك. الشرط الرابع: أن يجزم المريض بأن القرآن شفاء ورحمة وعلاج نافع، فلا يفيد إذا كان مترددا يقول: افعل الرقية كتجربة إن نفعت وإلا لم تضر، بل يجزم بأنها نافعة حقا وأنها هي الشفاء الصحيح كما أخبر الله تعالى. فمتى تمت هذه الشروط نفعت بإذن الله تعالى، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه). القراءة على الجمع في مكان واحد بالمكرفون سؤال: هناك بعض من يرقون بالرقى الشرعية يقومون بجمع من سيقرؤون عليهم في مكان واحد ويقرؤون عليهم بالمكرفون وذلك لكثرتهم، فما حكم القراءة عليهم مجتمعين؟ وما حكم استخدام المكرفون؟ الجواب: ذكر بعض القراء أن ذلك جرب فأفاد وحصل الشفاء لكثير من المصابين، وذلك أن سماع المصروع لتلك الآيات والأدعية والأوراد يؤثر في الجان الذي يلابسه فيحدث أنه يتضرر ويفارق الإنسي، أو أن هذا القرآن هو شفاء كما وصفه الله تعالى فيؤثر في السامع ولو لم يحصل من القارئ نفث على المريض، ومع ذلك فإن الرقية الشرعية هي أن الراقي يقرب من المريض ويقرأ عنده الآيات وينفث عليه ويمسح أثر الريق على جسده بيده، ويسمعه الآيات والأدعية حتى يتأثر بسماعها، فعلى هذا متى تيسر أن يرقى كل واحد منفردا فهو أفضل وإن شق عليه فعل ما ذكر من القراءة قرأ في المكبر مع العلم بأن تأثيرها أقل من تأثير القراءة الفردية، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). استخدام الألفاظ العامية في الرقى الشرعية سؤال: يوجد من يرقي بالرقى الشرعية من كبار السن من أهل الصلاح يستخدمون ألفاظا عامية مثل: 1- أنه ينفث على (مجامع العروق) ويقصد بذلك ملتقى العروق في العنق. 2- وأنه إذا زاد في القراءة على من به مس (يتفرقع) ويقصد بذلك أنه يصرع ويتخبط بسبب مس الجن الذي به. 3- وأنه يقول عندما يطلب من الجني الخروج من الممسوس (من العظم إلى اللحم إلى الشحم إلى الجلد إلى الهواء). فهل هذه الألفاظ قادحة في الرقية والراقي؟ الجواب: متى كان هذا الراقي من أهل الصلاح وأهل المعرفة والتجربة؛ فإن تصرفه جائز حيث إنه لا محذور في هذه الألفاظ ولا في هذا العمل فربما يكون الجان يتأثر بالنفث عليه في مجامع العروق أكثر، لأنه يلابس الإنسي ويتغلب على روحه، أما كلمة يتفرقع فلعلهم يخاطبون الجني بهذه الكلمة فتؤثر فيهم، وهكذا قولهم: من العظم إلى اللحم إلخ، المعنى اخرج من هذا إلى الآخر، وأرى أن هذه الألفاظ ولو كانت عامية لا تؤثر في الرقية، ومع ذلك فالأولى استعمال الأدعية الواردة والأذكار المأثورة، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). تخصيص آيات معينة بأعداد محددة لأمراض معينة سؤال: ما حكم تخصيص آيات معينة وتكرارها بأعداد محددة لعلاج أمراض معينة؛ مثال أن يقرأ آيات معينة من سورة معينة ويكررها بأعداد محددة لمرض السرطان مثلاً، وغيرها لمرض آخر إلى غير ذلك؟ الجواب: قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (82) سورة الإسراء، فظاهر الآية أن من القرآن آيات تكون قراءتها سببا للشفاء والرحمة،وقيل: إن {مِنَ} لبيان الجنس أي إن جنس القرآن شفاء ورحمة، ولاشك أن هناك آيات ورد فيها ما يدل على الاستشفاء بها، وقد ثبت في حديث أبي سعيد قراءة سورة الفاتحة كعلاج للديغ فأقر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "وما أدراك أنها رقية" ( أخرجه البخاري رقم (5736)، كتاب الطب، ومسلم رقم (1 0 22)، كتاب السلام )، وفي حديث آخر: "فاتحة الكتاب شفاء من كل داء" (أخرجه الدارمي رقم (3370)، كتاب فضائل القرآن، وعزاه صاحب المشكاة للبيهقي في "شعب الإيمان "). وثبت أن آية الكرسي سبب للحفظ من وسوسة الشيطان ، ورويت آثار عن السلف من الصحابة والتابعين في العلاج ببعض الآيات القرآنية والأدعية النبوية وجربت آيات السحر الثلاث في سورة الأعراف ويونس وطه؛ فوجدت مؤثرة في حل السحر وفي علاج المحبوس عن أهله، وكذا قراءة المعوذتين، ولا بأس بتكرار القراءة والاستعاذة كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم كان ينفث في يديه بعد جمعهما ويقرأ آية الكرسي وسورتي الإخلاص والمعوذتين ويمسح بهما ما أقبل من جسده ( أخرجه البخاري رقم (5017)، كتاب فضائل القرآن )، فلا إنكار على من فعل ذلك أو نحوه، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). حكم من يستكثر ما يعطيه للراقي ويستحل بذلك أذيته سؤال: تلقى أحدهم علاجاً بالرقى الشرعية من أحد المشهور لهم بالصلاح والخير وأعطاه أجراً على رقيته، ولكنه بعد ذلك استكثر ما أعطاه للراقي فادعى على الراقي أموراً غير صحيحة حسداً منه لذلك الراقي فما حكم مثل هذا العمل؟ الجواب: يفضل أن الراقي يتبرع برقيته لنفع المسلمين واحتساب الأجر من الله في شفاء مرضى المسلمين وإزالة الضرر عنهم وأن لا يطلب أجرة على رقيته بل يترك الأمر إلى المرضى فإن دفعوا له أكثر من تعبه زهد فيها وردها وإن كانت دون حقه تغاضى عن الباقي وهذا من أكبر الأسباب لتأثير الرقية أما إذا دفع إليه شيئاً من المال عن طيب نفس فليس له الرجوع فيما أعطاه وذلك لأنه قد سمح بها ودفعها كعطية أو هدية أو أجرة طيبة بها نفسه فرجوعه فيها كالرجوع في الهبة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العائد في هبته كالعائد في قيئه " ( أخرجه البخاري رقم (2621)، كتاب الهبة، ومسلم رقم (1622) 171!، كتاب الهبات )، وفي حديث آخر: "ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه فيأكله " (أخرجه البخاري رقم (2622)، كتاب الهبة. )، قال الراوي: ولا أعلم القيء إلا حراما. ثم إن دعواه على الراقي أمورا أخرى يعتبر ظلما وإفكا وكذبا يعاقب عليه وهكذا الحسد الذي حصل منه للراقي وقد قال تعالى عن اليهود: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} (54) سورة النساء، فالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فعليه أن يتوب ويترك الظلم والحسد ويقنع بما قسم الله تعالى، والله أعلم (فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه). ليس من الخلوة جمع النساء في مكان واحد للقراءة سؤال: هل يعتبرمن الخلوة جمع النساء في مكان واحد للقراءة عليهن فإذا انصرعت المرأة حضر محرمها؟ الجواب: لا يعد خلوة وجود نساء مع رجل واحد للقراءة عليهن جميعا حيث إن الخلوة المحظورة كون المرأة وحدها مع رجل أجنبي لقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان " ( أخرجه الترمذي رقم (2165)، كتاب الفتن، وأحمد في المسند (1/18، 26)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الألباني، وهو في صحيح الجامع رقم (2546). )، ففي حال وجود مجموعة من النساء اثنتين فأكثر مع رجل من القراء الموثوقين من أهل الدين والإيمان والخير والصلاح والاستقامة لمعالجة صرع أو مرض أو عين أو مرض نفساني لا يكون ذلك محظورا لكن يقتصر القارئ على الرقية وراء الستر ولا يمس شيئا من بدن المرأة الأجنبية بدون حائل وحيث إن الأولياء حاضرون فيفضل حضور من يخاف على موليته من الإغماء ونحوه ليتولى مباشرة جسمها وتغطية بدنها، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). حكم من لا يؤمن بأن القرآن فيه شفاء سؤال: ما حكم من لا يؤمن بأن القرآن فيه شفاء للناس ويعتبر ذلك من الخرافات وأن العلاج يجب أن يكون بالأمور المادية أي عن طريق الأطباء فقط؟ الجواب: هذا اعتقاد باطل مصادم للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية كقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (82) سورة الإسراء، وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} (44) سورة فصلت، وكذا ما ورد من رقية الصحابي لذلك اللديغ بأم القرآن فقام يمشي وما به قلبة وغير ذلك كثير، وبالتجربة إن هناك أمراضا تستعصي على الأطباء الحذاق الذين يعالجون بالأمور المادية من الإبر والحبوب والعمليات ثم يعالجها القراء الناصحون المخلصون فتبرأ بإذن الله تعالى. فإن الغالب على الأطباء إنكار مس الجن وملابسته للإنسي وإنكار عمل السحر وتأثيره في المسحور وإنكار الإصابة بالعين ؛ حيث إن هذه الأمراض تخفى أسبابها ولا يكشفها الطبيب بسماعته أو مجهره أو إشاعته؛ فيحكم بأن الإنسان سليم الجسم، مع مشاهدته يصرع ويغمى عليه، ومع إحساس المريض بآلام خفية تقلقه وتقض مضجعه وتمنعه لذيذ المنام وراحة الأجسام. ثم إذا عولج بالرقية الشرعية زال الألم بإذن الله تعالى ولكن القراء يختلفون في معرفة الأدعية والأوراد والآيات التي تقرأ في الرقية وكذا سلامة المعتقد من الراقي وإخلاصه وصفاء نيته وبعده عن المشتبهات وكذا كون المرقي عليه من أهل التوحيد والعمل الصالح والدين القيم والسلامة من المعاصي والمحرمات فإنه يؤثر بإذن الله تعالى تأثيرا عجيبا، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). الرقى الشرعية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم سؤال: ما هي الرقى الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب: ورد إنه صلى الله عليه وسلم كان عندما يريد النوم يجمع يديه وينفث فيهما ويقرأ آية الكرسي والمعوذتين والكافرون والإخلاص ثلاث مرات، ثم يمسح بهما ما أقبل من جسده يبدأ بوجهه وعنقه وصدره وبطنه ورجليه، فلما مرض كانت عائشة تقرأ بها وتنفث وتمسح بيديه رجاء بركتها ( أخرجه البخاري رقم (5748)، كتاب الطب ). وورد أن بعض الصحابة رقى لديغا بالفاتحة فبرئ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك أنها رقية" ( أخرجه البخاري رقم (5749)، كتاب الطب، ومسلم رقم (2251)، كتاب السلام )، وكان أيضا يتعوذ ويقول: "أعوذ بالله من الجان، ومن عين الإنسان ثم استعمل المعوذتين " (أخرجه الترمذي رقم (2058)، كتاب الطب، وابن ماجه رقم (3511)، كتاب الطب، وقال الترمذي: حسن غريب )، وكان يرقي بقوله: "بسم الله أرقيك عن كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك " ( أخرجه مسلم رقم (2186)، كتاب السلام ). ونهى عن الرقية الشرعية وعلم بدلها: ((اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقما)) ( أخرجه البخاري رقم (5675)، كتاب المرضى، ومسلم رقم (2191)، كتاب السلام )، ومن ذلك أن يقول: "أعوذ بكلمات الله التامة من شر كل ما خلق ( أخرجه مسلم رقم (2708)، كتاب الذكر والدعاء )، ومن شر شيطان وهامة، ومن شر عين لامة ( أخرجه البخاري رقم (3371)، كتاب أحاديث الأنبياء )، ومن شر مخلوقات الله كلها عامة، وقال: "إذا اشتكى أحدكم فليضع يده على موضع الألم وليقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" ( أخرجه مسلم رقم (2202)، كتاب السلام )، ونحو ذلك ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). حكم تعليق أخذ الأجرة بشرط البراءة من المرض سؤال: ورد في فتواكم حول أخذ الأجرة على الرقى الشرعية قولكم: "لا مانع من أخذ الاجرة على الرقية الشرعية بشرط البراءة من المرض " فهل ينطبق ذلك على الطبيب وهل يجوز أخذ الأجرة على العزائم التي يكتب عليها شيء من القرآن والزيت وماء الصحة المقروء عليهما قياساً على جواز أخذ الأجرة على القراءة؟ الجواب: ورد في حديث أبي سعيد أن صاحبهم رقى سيد ذلك الحي بعد أن صالحوهم على قطيع من الغنم فوفوا لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم) ( أخرجه البخاري رقم (5749)، كتاب الطب، ومسلم رقم (2201)، كتاب السلام )، وقال: "إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ( أخرجه البخاري رقم (5737)، كتاب الطب ). ونقول: إن الطبيب المعالج إذا شرط أجرة معينة فلابد من شرط البراءة والسلامة من المرض الذي يعالجه إلا إذا اتفقوا على دفع قيمة العلاج والأدوية، فأما العزائم فالأصل إنها الرقى أي القراءة على المريض مع النفث بقليل من الريق كتابة الآيات في أوراق ونحوها بماء الزعفران يجوز أخذ أجرة على ذلك مقابل الأدوية وكذا ماء الصحة والزيت إذا قرأ فيه فله أخذ قيمته المعتادة دون مبالغة في الأثمان بما لا مقابل له، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). الأعضاء التي يدخل من خلالها الجني في بدن الممسوس وأثر ذلك سؤال: بعض من يرقون بالرقى الشرعية يطلبون من الجني المتلبس في بدن الممسوس الخروج وفي بعض الأحيان يطلب هذا الجني الخروج من بعض الأعضاء مثل العين أو الأذن فيرفض الراقي ذلك- اعتقادا منه أن ذلك قد يؤذي الممسوس- ويطلب منه الخروج من الفم أو أصبع القدم حتى لا يؤذي عين أو أذن الممسوس، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ الجواب: معروف أن الجني يلابس الإنسي ويغلب على جميع بدنه والظاهر أنه يدخل من جميع البدن ويمكن أن يدخل من بعض الأعضاء كالأصابع أو الحواس أو الفرجين أو غيرها وهكذا يقال في خروجه فيمكن أنه يخرج من أحد الجانبين كما دخل منه أو من أحد أصابع اليدين أو أصابع الرجلين والفم والأنف والأذنين ونحو ذلك. وقد حدثني من أثق به أنه حضر جنيا ملابسا لفتاة وبعد التضييق عليه طلب الخروج من أصبعها السبابة في اليد اليمنى فخرج وهم ينظرون إلى الأصبع عندما انغمس في التراب ولم يتأثر الأصبع، فالظاهر إنه لا يتأثر العضو الذي يخرج منه سواء عينا أو أذنا، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). حكم الاستحمام والشرب بالماء المقري عليه ورقية الحائض سؤال: ما حكم الشرب أو الاستحمام بالماء المقروء علية بالقرآن؟ وما حكم الرقية الشرعية على المرأة إذا كانت حائضا أو نفساء، وعلى الرجل إذا كان جنباً؟ الجواب: على الجنب أن يبادر بالاغتسال قبل استعمال القراءة ليكون أقرب إلى التأثير، ولوكان ذلك شرباً للماء المقروء فيه، أو غسلاً به. فأما الحائض والنفساء فلها استعمال الماء المقروء فيه زمن العادة، حيث إنها قد تتضرر بتأخير الاستعمال ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ص 194 ). موقف الإسلام من الأطباء الشعبيين سؤال: ما موقف الإسلام من الأطباء الشعبيين؟ الجواب: ورد في الحديث: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه، وجهله من جهله " (أخرجه البخاري رقم (5678)، كتاب الطب ). فهؤلاء الأطباء الشعبيون قد عملوا بالتجربة على هذه الأدوية، ورجعوا فيها إلى كتب الطب التي جمعها علماء عارفون بذلك، وهذا فن من فنون العلم لكثيرة، قد تخصص فيه أقوام من عهد النبوة، وقبلها وبعدها، وعرفوا تراكيب الأدوية وخواص كل دواء، وكيفية استعماله، مع اعتقادهم أنها أسباب للشفاء، وأن الله تعالى هو مسبب الأسباب. فعلى هذا لا بأس بتعلم ذلك والعلاج به، وعلى السائل أن يقرأ كتاب: (الطب النبوي) لابن القيم، وللذهبي، و (الآداب الشرعية) لابن مفلح، وكتاب (تسهيل المنافع)، وغيرها ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ص 209 ). جواز الرقية على المريض والجنب والحائض سؤال: هل تجوز القراءة والرقية الشرعية على المرأة المريضة بالمس والعين وغيره، وهي حائض، وعلى الرجل المريض وهو جنب؟ الجواب: يشترط لقارئ القرآن الطهارة من الحدث الأكبر، الذي يوجب الغسل، كالجنابة والحيض، وأما المريض فالأكمل أن يكون طاهرا أيضا، لكن إذا مرضت الحائض وتضررت جازت القراءة عليها زمن الحيض للحاجة، سواء كان المرض بالمس أو السحر أو العين ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ج1 ص 195 ). الأسباب والوسائل التي تعصم من الوساوس والأوهام الشيطانية سؤال: ما الأسباب والوسائل التي تعصم الإنسان وتحصنه من الوساوس والأوهام الشيطانية، وتجعله سليما مستقيما في عقيدته وسلوكه؟ الجواب: عليه أولاً: أن يكثر من الاستعاذة بالله من شر الشياطين وأوهامها ووساوسها، ويعتقد أن ربه هو الذي يعيذه ويعصمه ويحميه، ويحول بينه وبين تلك الأوهام والتخيلات. كما أن عليه ثانياً: أن يذهب من نفسه تلك التخيلات والواردات، التي تشككه في عقيدته ودينه وطهارته وصلاته سواء في صحتها أو في أصلها، بل يعتقد جازماً أنها عين الصواب والحق، وأن ما يجول في نفسه من الشك والريب في صحتها أو موافقتها كله من أوهام الشيطان، ليوقعه في الحيرة وليكلفه ما لا يطيق ، حتى يمل العبادة أو يعتقد بطلانها، وهذا ما يريده إبليس من المسلمين، والله أعلم ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ج1 ص 212 ). حكم من يرقي وهو ليس من أهل العلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤال: لقد دار جدل حول من يقرؤون القرآن ليرقوا به الناس فقال البعض: لا يجوز لأحد أن يرقي بالقرآن لجمهور الناس إلا أن يكون من أهل العلم الشرعي، وقال البعض الآخر: إنه يكفي أن يكون من حفظة كتاب الله سليم المعتقد ومن أهل الصلاح والتقوى. أرجو بيان اللبس في هذه المسألة والحكم الشرعي في ذلك. أفيدونا جزاكم الله ألف خير. الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الصواب إنه يجوز استعمال الرقية من كل قارئ يحسن القرآن ويفهم معناه ويكون حسن المعتقد صحيح العمل مستقيما في سلوكه ولا يشترط إحاطته بالفروع ولا دراسته للفنون العلمية وذلك لقصة أبي سعيد في الذي رقى اللديغ قال: وما كنا نعرف منه الرقية أو كما قالى، وعلى الراقي أن يحسن النية وأن يقصد نفع المسلم ولا يجعل همه المال والأجرة ليكون ذلك أقرب إلى الانتفاع بقراءته، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليا توقيعه). تكرار الرقية مائة مرة وهل هي بدعة أم لا؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد: أرجو التكرم بالإجابة على السؤال التالي وفقكم الله لكل خير. سؤال: ما رأيكم في حكم الشرع فيمن كان يقرأ الرقى وهو حافظ لكتاب الله معروف بالتقى والصلاح، ولم يقرأ إلا بالقرآن أو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكرر بعض الرقى من السور والآيات أو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمثلاً يقرأ الفاتحة مائة مرة أو أكثر دون اعتقاده بأن العدد إذا قل أو كثر سيكون منه الشفاء، فما حكم هذا التكرار وهل هو بدعة أم لا؟ الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أرى إنه لا مانع من التكرار سواء بعدد أو بدون إحصاء، وذلك لأن القرآن شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً فعليه استعمال القراءة بكتاب الله أو الدعاء بالأدعية النبوية ويكون ذلك علاجا نافعا بإذن الله مع إخلاص القارئ ومع استقامة المريض ومع استحضار معافي الآيات والأدعية التي يقرؤها ومع صلاح كل من الراقي والمرقى، والله الشافي، وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). حكم أخذ الأجرة دون اشتراط مقدارها والاستعانة بها في الخير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: أرجو التكرم بالإجابة على السؤال التالي وفقكم الله لكل خير. سؤال: هل يجوز لمن هو من أهل التقوى والصلاح وليس متهما في دينه وخلقه أن يأخذ أجرة على الرقى الشرعية من الكتاب والسنة مع عدم طلبه أو اشتراطه أي أجر وإنما يعطيه المريض أي مبلغ كان برضاً منه علما بأنه ليس همه جمع المال والأجرة وإنما يستعين به على نفقته وفعل الخيرات فما حكم أخذه لهذا المال؟ وما الدليل؟ وإن كان الحكم جائزا فهل ينقص ذلك من قدر آخذ المال في حال اشتراطه أو عدمه؟ الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لا مانع من أخذ الأجرة على الرقية الشرعية بشرط البراءة من المرض وزوال أثره والدليل على ذلك حديث أبي سعيد أن بعض الصحابة نزلوا بقوم فلم يقروهم فلدغ سيد القوم فسعوا له بكل شيء لا يغني عنه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء النازلين، فأتوهم، فقال بعضهم: والله إني لأرقي ولكن قد نزلنا بكم فلم تقرونا فما أن بقارئ إلا بشيء، فصالحوهم على قطيع من الغنم فجعل يتفل عليه ويقرأ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2) سورة الفاتحة، فقام وكأنما نشط من عقال، فأوفوا لهم جعلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقسموا واضربوا لي معكم سهما" ( أخرجه البخاري رقم (5749)، كتاب الطب، ومسلم رقم (2201)، كتاب السلام ). فأقرهم على الاشتراط وأسهموا له ليدل على إباحته ولكن بشرط أن يرقي رقية شرعية فإن كانت غير شرعية فلا تجوز ولا يشترط إلا بعد السلامة من المرض وزواله. والأولى بالقراء عدم الاشتراط وأن تكون الرقية لنفع المسلمين وإزالة الضرر والمرض، فإن دفعوا له شيئا بدون اشتراط أخذه دون أن يكون هو قصده وإن دفعوا له شيئا أكثر مما يستحق رد الزائد إليهم، وإن اشترط فلا يشدد في الاشتراط بل بقدر الحاجة الضرورية ، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). القراءة على الماء والزيت والمراهم وكتابة الأذكار بالزعفران سؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: بعض من يرقي بالرقى الضرعية يقومون بالقراءة على الماء أو الزيت أو بعض المراهم والكريمات أو كتابة بعض الأذكار بالزعفران على بعض الأوراق ثم نقع هذه الأوراق في الماء ومن ثم شربها أو الاغتسال بها ويسمونها عزائم، فما حكم عمل هذه العزائم وتعاطيها؟ الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك " ( أخرجه أبو داود رقم (3883)، كتاب الطب، وأحمد في المسند (1/ 1 38)، وصححه الألباني، وهو في صحيح الجامع رقم (632 1)، والسلسلة الصحيحة رقم (1 33). )، وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد: الرقى هي التي تسمى العزائم وخص منه الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم من العين والحمة. انتهى. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا" ( أخرجه مسلم رقم (2200)، كتاب السلام )، وقال: "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل " ( أخرجه مسلم رقم (2199)، كتاب السلام )، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم رقا بعض أصحابه ورقاه جبريل لما سحره اليهودي، وكان يرقي نفسه فينفث في يديه ويقرأ آية الكرسي والمعوذتين وسورتي الإخلاص ثم يمسح ما استطاع من جسده يبدأ بوجهه وصدره وما أقبل من بدنه. حكم عصب العينين عند الرقية على المرأة سؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: أرجو التكرم بالإجابة على السؤال التالي وفقكم الله لكل خير. نعرف رجلاً من أهل التقى والملاح ليس متهماً في دينه وخلقه حافظاً لكتاب الله، يعالج الناس بالرقى الشرعية من الكتاب والسنة ويحضر إليه بعض المرضى من النساء والبعض منهن قد يكون بها مس أو جنون فتتكشف عورتها أثناء القراءة بغير إرادتها وقد ينتقل الألم إلى أماكن مختلفة في الجسم فيقوم الشيخ قبل القراءة بعصب عينيه حتى لا يرى شيئا من عورة المرأة ويتابع الألم بالقراءة بوجود محرم للمرأة معها أثناء القراءة دون خلوة فما رأيكم في حكم الشرع في عمله هذا، أفيدونا جزاكم الله خيراً. الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: يحسن اختيار امرأة قارئة للنساء تعالج مثل هذه الحالات أو أن يتولى علاجها والرقية عليها أحد محارمها أهل التقى والصلاح من حملة القرآن الكريم فإن لم يوجد شيء من ذلك ففعل هذا الرجل الذي يعصب عينيه جائز إذا أمن الفتنة ولم يمس شيئا من بشرتها فإن لم يحصل هذا اقتصر على قراءته في ماء أو زيت وأعطاه لأهلها لتدهن به وتشرب منه ولعله يكفي لعلاجها، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه ). كيفية النفث عند التعرض لوساوس الشيطان في الصلاة سؤال: شكا بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض الشيطان وإشغاله لهم في الصلاة، فأمرهم صلى الله عليه وسلم بالتعوذ منه، والنفث ثلاثا، نرجو بيان كيفية النفث عند التعرض لمثل هذا الموقف في الصلاة ولو تكرر ذلك كثيراً ؟ الجواب: أولاً- على الإنسان أن يستعيذ من الشيطان عند ابتداء الصلاة والقراءة. ثانياً: عليه أنم يحرص على إحضار قلبه لما يقوله في صلاته، فإذا قرأ تأمل ما يقرأ، وإذا دعا تأمل ما يدعو به، وإذا ذكر الله تأمل معاني الأذكار التي يدعو بها،حتى ينشغل بتأمل ذلك عن وساوس الشيطان. ثالثا: إذا ابتلي ووقعت منه هذه الوسوسة، فإن عليه أن يجدد الاستعاذة ولو بقلبه، ويثفث عن يساره ثلاثا. والنفث هو: النفخ مع قليل من الريق، أي: نفخ مختلط بشيء أو قليل من الريق، هذا هو النفث، وهو الذي يستعمل في القراءة على المريض ، بأن ينفث عليه، لعل ذلك يكون مانعا من الشيطان (عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ج 1ص 213،214 ). جواز الرقية على الغير وكراهة طلبها للنفس سؤال: قرأنا في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب في حديث السبعين إنهم (لا يرقون)، وقرأنا في زاد المعاد لابن القيم أن الرسول صلى الله عليه وسلم رقى بعض أصحابه، وقال في ذلك بعض الأدعية، فهل فعله صلى الله عليه وسلم نسخ لما ورد في الحديث، أم أنها من الأفعال الخاصة به؟ الجواب: أنا قرأت كتاب التوحيد، ولم أجد فيه هذه الكلمة وهي كلمة: " لا يرقون "، وهذا السائل إذا كان قد وجدها فيمكن أنها بنسخة غير معتمدة، والرواية التي قرأناها في كتاب التوحيد فيها: "هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " ( أخرجه البخاري رقم (5752)، كتاب الطب، ومسلم رقم (225)، كتاب الإيمان )، فإذا كان في بعض النسخ: " لا يرقون " ( هذه اللفظة في رواية مسلم ) فيمكن أنها أخذت من رواية ضعيفة، وذلك لأن الحديث موجود في الصحيحين في بعض رواياته: " لا يرقون ولا يسترقون ". ولكن صحح العلماء أن كلمة: "لا يرقون " خطأ من بعض الرواة، وأن الصواب: " لا يسترقون ". فكونك ترقي غيرك وتنفعه مما تثاب عليه ولا ضرر عليك في ذلك فقد نفعت غيرك كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " ( أخرجه مسلم رقم (2199)، كتاب السلام ). وأما كونك تطلب غيرك فإن ذلك دليل على ضعف التوحيد ودليل على أنك ما وثقت بالتوكل على الله، فالراقي يجوز أن يرقي غيره، ولكن يكره له أن يطلب من يرقيه ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ج 1ص 192- 194 ). يمكن العلاج بالرقى الشرعية إذا لم يجد الطب سؤال: توجد امرأة أصيبت بمر فلا تعلم ماهو، ولم يجد الطب لها علاجا، فأتت بشيخ يقرأ عليها، فلما رآها قال: إن الخادمة التي في المنزل وفضعت لها إبرة في الفراش، وطلب هذا الشيخ الدخول إلى الغرفة، وتبخيرها وبإذن الله تشفى. فهل قوله هذا صحيح؟ وكيف علم بهذا؟ وهل له اتصال بالعالم الآخر؟ وهل تأذن له بالدخول إلى الغرفة؟ الجواب: هذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، لكن ينظر في حال هذا شيخ، فإذا كانت أحواله مستقيمة، يعني محافنها على العبادات، ومن حملة كتاب الله، ومن العاملين به، ومن أهل العلم الصحيح، وأهل العقيدة السلفية السليمة، فقد يكون من باب خوارق العادات، أو من المكاشفات، أو يمكن أنه رأى لذلك علامات، فلا مانع والحال هذه من تمكينه مما طلب. أما إذا كان قليل العبادة، ومتهفا في ديانته، أو في عقيدته، أو مبتدعا، أو من أهل المعاصي، أو منحرفا أو ما أشبه ذلك، أو من أهل الشعوذة والكهانة والسحر، وتعاطي الأمور السحرية ونحوها.. فلا يجوز والحال هذه.. لا سؤاله، ولا تمكينه. ولا مانع من فعل العلاجات ومن جملتها التبخير، فإن التبخير بالبخور العادي قد يكون له تأثير، إما تأثير في الجن ومردة الشياطين ونحوهم، وإما تأثير في الجو، فيحدث بإذن الله شيئا من الصحوة ومن النشاط ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ج 1ص 207، 208 )
|
#2
|
||||
|
||||
العلاج هو: ذكر الله والصبر وغيره
سؤال: عن رجل أصيب بداء، فذهب إلى الأطباء ولم يستفد شيئا، ثم ذهب إلى المشايخ والقراء فإذا قرأوا عليه هدأت نفسه، وبعد فترة تعود حالته إلى ما كانت عليه، ثم هو يقول: ما العلاج في ذلك؟ الجواب: العلاج يكون بأمور: الأول: الطمأنينة إلى الخير، ومحبته. ثانيا: الصبر على ما تلاقيه نفسك من القلق، واحتساب أن هذا من المصائب التي يبتلي الله بها العباد، ويختبرهم، أيصبر العبد أم لا؟ فإذا صبر فإن الله تعالى يثبته، قال تعالى: (إئقا ئؤقى الضابرون أخرفم بغير جعمتاب مهو (1)، هذا من حيث العموم. أما من حيث الخصوص: فنوصيه بأمور: أولاً: كثرة الأعمال الخيرة والصالحة، كالصلوات والعبادات، والأذكار وقراءة القرآن ونحوها. ثانيا: ونوصيه أيضاً بحضور مجالس الذكر، ومجالس العلم، فإن فيها ما يطمئن نفسه، وبها يشغل نفسه عن تلك الأفكار. ثالثا: ثم نوصيه بأن يشغل نفسه بأي شي- مفيد، فمثلاً يشتري الأشرطة والكتب المفيدة والتي فيها المواعظ والإرشادات والعلم النافع والأحكام والقصص والعبر، التي يشغل بها وقته وتطمئن بها نفسه. فإذا اشتغل بذلك كله، ووطن نفسه على ذلك، وأكثر من ذكر الله، ومن قراءة القرآن، وعلاج نفسه بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة، بعد ذلك نرجو من الله أن يخفف عنه ما يجده ( عبد الله الجبرين: الكنز الثمين، ج 1ص 210 ، 211). حكم القراءة على خزانات المياه سؤال: هناك بعض من يرقي بالرقى الشرعية يقومون بالقراءة لمرة واحدة والنفث على عدة أوعية وجوالين للمياه أو الزيت والبعض منهم يقرأ على خزان مياه المنزل أو ما يسمى بالوايت ويقدمه للمرضى بعد ذلك فهل هذا العمل جائز شرعا وما مدى تأثيره؟ الجواب: لا صحة لهذا العمل ولا يقرون على مثل هذا العمل، ولا تفيد هذه الرقية عادة إلا أن تكون قليلة كإناء أو اثنين يقرأ الآية ثم ينفث في هذا ثم هذا ويقرأ الآية الأخرى وينفث في هذا ثم هذا. فأما قراءته في عدة جوالين أو أوعية فلا أظنه يفيد، وبطريق الأولى قراءته في خزان الماء أو الوايت، والغالب أن هؤلاء قصدهم كسب المال والاحتيال على تحصيله بهذه الظواهر وهو محرم عليهم، والله أعلم (فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها توقيعه) . حكم الرقية بأي أنواع الرقى ما لم تكن شركا سؤال: هل يجوز للمسلم أن يرقي بأي نوع من الرقى؟ الجواب: تجوز الرقية بما ليس فيه شرك كسور القرآن وآياته، وكالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وتحرم بما فيه شرك كتعويذ المريض بذكر أسماء الجن والصالحين، وبما لا يفهم معناه، خشية أن يكون شركا، لما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)) (أخرجه مسلم رقم (2200)، كتاب السلام ). حكم الدعاء بأسماء الله تعالى لشفاء الأمراض سؤال: هل يجوز للمسلم أن يدعو بأسماء الله تعالى لشفاء الأمراض؟ الجواب: يجوز ذلك لعموم قوله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (180) سورة الأعراف ولثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رقى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس بقوله: أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك " ( أخرجه البخاري رقم(5675)، كتاب المرضى، ومسلم رقم (2191)، كتاب السلام )، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ( مجلة البحوث الإسلامية عدد 27، ص 63، 64، اللجنة الدائمة ). حكم حمل آيات القرآن ووضعها في السيارة للمساعدة في النجاح سؤال: ما حكم حمل آيات قرآنية في الجيب كالمصاحف الصغيرة بقصد الحماية من الحسد والعين أو أي شر باعتبار أنها آيات الله الكريمة، على اعتبار أن الاعتقاد في حمايتها للإنسان هو الاعتقاد الصادق بالله وكذلك وضعها في السيارة أو أي أداة أخرى لنفس الغرض؟ وكذلك السؤال الثاني الذي هذا نصه: حكم حمل الحجاب المكتوب من آيات الله بقصد الحماية من العين أو الحسد أو لأي سبب آخر من الأسباب كالمساعدة على النجاح أو الشفاء من المرض أو السحر إلى غير ذلك من الأسباب. وكذلك السؤال الذي هذا نصه: حكم تعليق آيات قرآنية بالرقية في سلاسل ذهبية أو خلافه للوقاية من السوء. الجواب: أنزل الله سبحانه القرآن ليتعبد الناس بتلاوته ويتدبروا معانيه فيعرفوا أحكامه ويأخذوا أنفسهم بالعمل بها وبذلك يكون لهم موعظة وذكرى تلين به قلوبهم وتقشعر منه جلودهم وشفاء لما في الصدور من الجهل والضلال، وزكاة للنفوس وطهارة لها من أدران الشرك وما ارتكبته من المعاصي والذنوب، وجعله سبحانه هدى ورحمة لمن فتح له قلبه أو ألقى السمع وهو شهيد. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (57) سورة يونس، وقال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (23) سورة الزمر، وقال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37) سورة ق. وجعل سبحانه القرآن معجزة لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وآية باهرة على أنه رسول عند الله إلى الناس كافة ليبلغ شريعته إليهم، ورحمة بهم، وإقامة للحجة عليهم قال تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة العنكبوت الآيتان: 50-51]، وقال تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} (1) سورة يوسف، وقال: { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} (1) سورة يونس، إلى غير ذلك من الآيات. فالأصل في القرآن أنه تشريع وبيان للأحكام، وأنه آية بالغة ومعجزة باهرة حجة دامغة أيد الله بها رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ومع ذلك ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه بالقرآن فكان يقرأ على نفسه المعوذات الثلاث: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس. وثبت أنه أذن في الرقية بما ليس فيه شرك من القرآن والأدعية المشروعة وأقر أصحابه على الرقية بالقرآن، وأباح لهم ما أخذوا على ذلك من الأجر، فعن عوف بن مالك أنه قال: "كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ". وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: "انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي ولكنا والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جور، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: "وما يدريك أنها رقية"، ثم قال: "قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما"، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم " . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه ب: قل هو اللة أحد والمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده، قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به " ، وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما" . إلى غير ذلك من الأحاديث التي ثبت منها أنه رقى بالقرآن وغيره وأنه أذن في الرقية وأقرها ما لم تكن شركا، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي نزل عليه القرآن، وهو بأحكامه أعرف وبمنزلته أعلم أنه علق على نفسه أو غيره تميمة من القرآن أو غيره، أو اتخذه أو آيات منه حجابا يقيه الحسد أو غيره من الشر، أو حمله أو شيئا منه في ملابسه أو في متاعه على راحلته لينال العصمة من شر الأعداء أو الفوز والنصر عليهم أو لييسر له الطريق ويذهب عنه وعثاء السفر أو غير ذلك من جلب نفع أو دفع ضر. فلو كان مشروعا لحرص عليه وفعله، وبلغه أمته، وبينه لهم، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } (67) سورة المائدة، ولو فعل شيئا من ذلك أو بينه لأصحابه لنقلوه إلينا، ولعملوا به، فإنهم أحرص الأمة على البلاغ والبيان، وأحفظها للشريعة قولاً وعملاً، وأتبعها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يثبت شيء من ذلك عن أحد منهم؛ فدل ذلك على أن حمل المصحف أو وضعه في السيارة أو متاع البيت أو خزينة المال لمجرد دفع الحسد أو الحفظ أو غيرهما من جلب نفع أو دفع ضر لا يجوز. وكذا اتخاذه حجابا أو كتابته أو آيات منه في سلسلة ذهبية أو فضية مثلاً ليعلق في الرقبة ونحوها لا يجوز لمخالفة ذلك لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدي أصحابه رضوان الله عليهم ولدخوله في عموم حديث: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له... "، وفي رواية: "من تعلق تميمة فقد أشرك " ، وفي عموم قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك " . إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم استثنى من الرقى ما لم يكن فيه شرك فأباحه كما تقدم ولم يستثن شيئا من التمائم، فبقيت كلها على المنع، وبهذا يقول عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجماعة من الصحابة وجماعة من التابعين منهم أصحاب عبد الله بن مسعود كإبراهيم بن يزيد النخعي. وذهب جماعة من العلماء إلى الترخيص بتعليق تمائم من القرآن ومن أسماء الله وصفاته لقصد الحفظ ونحوه واستثنوا ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن التمائم كمما استثنيت الرقى التي لا شرك فيها ؛ لأن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته ليس بشرك فلا يمنع اتخاذ التمائم منها أو عمل شيء منها أو اصطحابه أو تعليقه رجاء بركته ونفعه ونسب هذا القول إلى جماعة منهم عبد الله بن عمرو بن العاص لكنه لم تثبت روايته عنه ؛ لأن في سندها محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن. على إنها إن ثبتت لم تدل على جواز تعليق التمائم من ذلك, لأن الذي فيها أنه كان يحفظ القرآن للأولاد الكبار ويكتبه للصغار في ألواح ويعلقها في أعناقهم والظاهر أنه فعل ذلك معهم ليكرروا قراءة ما كتب حتى يحفظوه لا أنه فعل ذلك معهم حفظاً لهم من الحسد أو غيره من أنواع الضر فليس هذا من التمائم في شيء. وقد اختار الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه فتح المجيد ما ذهب إليه عبد الله بن مسعود وأصحابه من المنع من التمائم من القرآن وغيره وقال: إنه هو الصحيح لثلاثة وجوه: الأول: عموم النهي ولا مخصص للعموم، والثاني: سد الذريعة, فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك، الثالث: أنه إذا علق فلابد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك، والله أعلم. حكم الرقية بالقرآن وبالأذكار والدعوات الثابتة سؤال: ما حكم الرقية بالقرآن وبالأذكار والدعوات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب: تجوز الرقية بالقرآن وبالأذكار والدعوات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم للحفظ والوقاية ولدفع ما أصيب به الإنسان من الأمراض مثل (تلاوة آية الكرسي وسورة الفاتحة وقل هو الله أحد والمعوذتين)، ومثل (أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما) ومثل (أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) ونحو ذلك. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. الطرق التي يدخل منها الشيطان على الإنسان سؤال: ما الطرق التي يدخل بها الشيطان على الإنسان؟ الجواب: الطرق التي يدخل فيها الشيطان على الإنسان كثيرة، منها أن يأتيه من جهة شهوة فرجه فيغريه بالزنا ويسول له من الخلوة بالنساء الأجنبيات، والنظر إليهن، وخالطتهن،وسماع غنائهن، ونحو ذلك، ولا يزال يفتنه حتى يقع في الفاحشة. ومنها أن يأتي من جهة شهوة بطنه، فيغريه بأكل الحرام وشرب الخمر وتناول المخدرات ونحو ذلك. ومنها أن يأتيه عن طريق غريزة حب التملك، والميل إلى الغنى والثراء فيغريه بالتوسع في أسباب الكسب حلاله وحرامه، فلا يبالي بأكل أموال الناس بالباطل من ربا وسرقه واختلاس وغش ونحو ذلك. ومنها أن يأنيه من جهة غريزة حب التسلط والتعالي والتعاظم فيستكبر ويتجبر على الناس ويحقرهم ويسخر منهم إلى غير ذلك من المداخل الكثيرة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . حكم الرقى والتمائم سؤال: ما هوحكم الرقى والتمائم؟ الجواب: الرقية مشروعة إذا كانت بالقرآن أو بأسماء الله الحسنى وبالأدعية المشروعة وما في معناها مع اعتقاد أنها أسباب وأن مالك الضرر والنفع والشفاء هو الله سبحانه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا" ، وقد رقى ورقي عليه صلى الله عليه وسلم، أما الرقى المنهي عنها فهي الرقى المخالفة لما ذكرنا كما صرح بذلك أهل العلم. أما تعليق التمائم فلا يجوز سواء كانت من القرآن أو من غيره لعموم الأحاديث الواردة في ذلك. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه . حكم قراءة القرآن لمريض لوجه الله تعالى سؤال: هل تجوز قراءة القرآن لمريض لوجه الله تعالى أو بأجرة؟ الجواب: إذا كان المقصود أن يرقى المريض بالقرآن فذلك جائز بل مستحب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه " ، ولفعله ذلك والأولى أن يكون بغير أجرة وإن كان بأجرة جاز لثبوت السنة بجواز ذلك. وإن كان المقصود أن يجعل ثوابه للمريض فذلك لاينبغي فعله لعدم وروده في الشرع المطهر وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه . حكم الضرب والخنق للذي يرقي بالرقى الشرعية سؤال: هل يجوز للذي يعالج المرضى بقراءة القرآن الكريم أن يضرب ويخنق ويتحدث مع الجن؟ جزاكم الله خيرا. الجواب: هذا قد وقع شيء منه من بعض العلماء السابقين، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللة تعالى، فقد كان يخاطب الجني ويخنقه ويضربه حتى يخرج، أما المبالغة في هذه الأمور مما نسمعه عن بعض القراء فلا وجه لها. علاج من أصيب بمرض النسيان أو أي مرض آخر الجواب: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فأشير إلى استفتائك المقيد بإدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم 2610 وتاريخ 4/ 7/ 1407 هـ الذي تذكر فيه ما أصاب والدتك من النسيان بعد إجرائها لعملية المرارة، وطلبك أن ندلك على علاج شرعي لما أصابها. وأفيدك بأن ما حصل على والدتك إنما هو بقضاء الله وقدره، وعلى المسلم أن يصبر ويحتسب ما عند الله من الأجر عملاً بقول الله سبحانه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [ سورة البقرة الآيات: 155- 157]، وقوله سبحانه: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (11) سورة التغابن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط " حسنه الترمذي. ونوصيك بأن تقرأ عليها بفاتحة الكتاب وآية الكرسي و"قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" " وأعوذ برب الناس " وغير ذلك من آيات القرآن العزيز، وتكرر ذلك في كل صباح ومساء؛ لأن الله سبحانه أنزل كتابه شفاء من كل سوء، كما قال سبحانه: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء } (44) سورة فصلت. كما نوصيك بالدعاء الصحيح المشهور مثل: "اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "، و"باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك"، تكرر هذا الدعاءين ثلاث مرات وتدعو لها أيضا بما أحببت من الدعاء سوى ذلك، وكونه مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل. كما نوصيك بعرضها على الأطباء المختصين ولاسيما الذين أجروا لها العملية لعلهم يجدون لها علاجا. وفق الله الجميع لما فيه رضاه وشفاء والدتك مما أصابها ومتع الجميع بالصحة والعافية إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... حكم كتابة المحاية للناس في حالة السحر والمرض سؤال: عندنا في السودان بعض من الناس يعرفون بالمشايخ يكتبون المحاية للناس إذا مرض الشخص أو أصابه سحر أو غير ذلك من الأمور الخرافية ما حكم من يتعامل معهم وما حكم عملهم هذا؟ الجواب: إن الرقية على المريض المصاب بسحر أو بغيره من المرض لا بأس بها إن كانت من القرآن أو من الأدعية المباحة، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقى أصحابه ومن جملة ما يرقيهم به: "ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، أنزل رحمة من رحمتك واشف من شفائك على هذا الوجع فيبرأ)) . ومن الأدعية المشروعة: "بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ". ومنها: أن يضع الإنسان يده على الألم الذي يؤلمه من بدنه فيقول: "أعوذ بالله وعزته من شر ما أجد وأحاذر" ، إلى غير ذلك مما ذكره أهل العلم من الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وأما كتابة الآيات والأذكار وتعليقها فقد اختلف أهل العلم في ذلك فمنهم من أجازه ومنهم من منعه والأقرب المنع من ذلك لأن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم لمريض، أما أن تعلق الآيات أو الأدعية على المريض في عنقه أو يده أو تحت سادته وما أشبه ذلك فإن ذلك من الأمور الممنوعة على القول الراجح لعدم ورودها. وكل إنسان يجعل من الأمور سببا لأمر آخر بغير إذن من الشرع فإن عمله هذا يعد نوعاً من الشرك، لأنه إثبات سبب لم يجعله الله سببا. هذا بقطع النظر عن حال هؤلاء المشايخ فلا ندري فلعل هؤلاء المشايخ من المشعوذين الذين يكتبون أشياء منكرة وأشياء محرمة فإن ذلك لاشك في تحريمه ولهذا قال أهل العلم: لا بأس بالرقى بشرط أن تكون معلومة مفهومة خالية من الشرك. علاج المربوط عن جماع أهله وهو أقسى أنواع السحر- والعياذ بالله- وأشدها إيلاما وأكثر تعذيبا. قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- حفظه الله-: يأخذ سبع ورقات من السدر (النبق) الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه، ويجعلها في إناء ويصب عليها من الماء ما يكفيه للغسل، ويقرأ فيها "آية الكرسي " و"قل يا أيها الكافرون " و"قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق " و"قل أعوذ برب الناس " وآيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) } سورة الأعراف. والآيات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) } سورة يونس. والآيات التي في سورة طه وهي قوله سبحانه وتعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) } سورة طـه. وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء. حكم الاستحضار وحجب المريض سؤال: القارئ: حمود جابر مبارك من الرياض بعث إلينا سؤالاً يقول فيه: بعض الناس إذا أصيب له مريض بالصرع يذهب به إلى بعض الأطباء ء يستحضرون وتصدر منهم حركات غريبة، ويحجبون المريض فترة من الزمن ويقولون: إنه مصاب بالجن أو نحو ذلك ويعالج هؤلاء المريض ويشفى وتدفع لهم الأموال مقابل ذلك فما الحكم في ذلك؟ وما الحكم أيضا في العلاج بالعزائم، التي تكتب فيها الآيات القرآنية ثم توضع في الماء وتشرب؟ الجواب: علاج المصروع والمسحور بالآيات القرآنية والأدوية المباحة لا حرج فيه إذا كان ذلك ممن يعرف بالعقيدة الطيبة والالتزام بالأمور الشرعية. أما العلاج عند الذين يدعون علم الغيب أو يستحضرون الجن أو أشباههم من المشعوذين أو المجهولين الذين لا تعرف حالهم ولا تعرف كيفية علاجهم فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا العلاج عندهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافا فسأل عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما" أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد جيد. ولأحاديث أخرى في هذا الباب كلهما تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم وهم الذين يدعون علم الغيب أو يستعينون بالجن ويوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك وفيهم وأشباههم ورد الحديث المشهور الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن جابر رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال: "هي من عمل الشيطان " ، وفسر العلماء هذه النشرة بأنها ما كان يعمل في الجاهلية من حل السحر بمثله ويلتحق بذلك كل علاج يستعان فيه بالكهنة والعرافين وأصحاب الكذب والشعوذة. وبذلك يعلم أن العلاج لجميع الأمراض وأنواع الصرع وغيره إنما يجوز بالطرق الشرعية والوسائل المباحة ومنها القراءة على المريض والنفث عليه بالآيات والدعوات الشرعية لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا " ، وقوله صلى الله عليه وسلم:"عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام ". أما كتابة الآيات والأدعية الشرعية بالزعفران في صحن نظيف أو أوراق نظيفة ثم يغسل فيشربه المريض فلا حرج في ذلك وقد فعله كثير من سلف الأمة كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وغيره، إذا كان القائم بذلك من المعروفين بالخير والاستقامة، والله ولي التوفيق.
|
#3
|
||||
|
||||
التحذير من الرقى المخالفة للشرع
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين في منطقة الفرع وغيرها من ضواحي المدينة المنورة، وفقهم الله للفقه في الدين آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد بلغني أنه يوجد بجهتكم رقية (للعقرب) وغيرها من ذوات السم،مشتملة على أنواع من الشرك فوجب علي تنبيهكم عليها، وتحذيركم منها. وهذا نص بعض ما بلغني من الرقية المشار إليها: بسم الله يا قراءة الله ،بالسبع السموات، وبالآيات المرسلات، التي تحكم ولا يحكم عليها، يا سليمان الرفاعي، ويا كاظم سم الأفاعي، ناد الأفاعي، باسم الرفاعي، أنثاها وذكرها، طويلها وأبترها، وأصفرها وأسودها، وأحمرها وأبيضها، صغيرها وأكبرها، ومن شر ساري الليل وماشي النهار، استعنت عليها بالله وآيات الله وتسعة وتسعين نبيا، وفاطمة بنت النبي ومن جاء بعدها من ذريتها، انتهى. هذا بعض ما بلغني ولها صور كثيرة، لا تخلو من الشرك وهذه الرقية فيها أنواع من الشرك، مثل قوله: بالسبع السموات، ومثل قوله: يا سليمان الرواعي يا كاظم سم الأفاعي ناد الأفاعي باسم الرفاعي، ومثل قوله: استعنت عاليها بالله وآيات الله وتسعة وتسعين نبيا، وفاطمة بنت النبي ومن جاء بعدها من ذريتها. وقد دل القرآن الكريم والسنة المطهرة على أن العبادة حق لله وحده، وأنه لا يدعى إلا الله، ولا يستعان إلا به، كما قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5) سورة الفاتحة، وقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (18) سورة الجن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله " ، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز الاستعانة بالجمادات، كالسماوات والكواكب والأصنام والأشجار ونحو ذلك، بل ذلك من الشرك، كما أجمعوا أنه لا يجوز دعاء الأموات والاستعانة بهم، أو الاستغاثة أو نحو ذلك، سواء كانوا أنبياء أو أولياء أو غيرهم؛ لأن الإنسان "إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: "صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذه الرقية فيها الاستعانة بالسموات والاستعانة بكثير من الأموات، من الأنبياء وغيرهم، وفيها الاستعانة بالرفاعي، وهذا كله من الشرك، فالواجب على جميع المسلمين الحذر من هذه الرقية، وأشباهها من الرقى المشتملة على الشرك، والتواصي بترك ذلك، والتحذير منه، والاكتفاء بالرقى، وبالتعوذات الشرعية ففيها الغنية والكفاية، مثل: آية الكرسي وسورة قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس وغير ذلك من الآيات القرآنية. وهكذا التعوذات والدعوات الشرعية كالاستعاذة بكلمات الله التامات من في الصباح والمساء: (باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات ومثل قوله في رقية المريض واللديغ: (اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا يغادر سقما)، (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك) ثلاث مرات وهكذا قراءة الفاتحة على المريض واللديغ، من أعظم أسباب الشفاء، ولا سيما مع التكرار لذلك بصدق وإخلاص لله سبحانه في طلب الشفاء منه، والإيمان الصادق بأنه سبحانه هو الشافي لا يقدر على الشفاء من جميع الأمراض غيره، عز وجل. وأسأل الله أن يوفقنا والمسلمين جميعا للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعذينا جميعاً من كل ما يخالف شرعه، إنه جواد كريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. العلاج بالرقى للأمراض النفسية سؤال: هل المؤمن يمرض نفسيا؟ وما هو علاجه في الشرع؟ علما بأن الطب الحديث يعالج هذه الأمراض بالأدوية العصرية فقط؟ الجواب: لاشك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية بالهم للمستقبل والحزن على الماضي، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الأمراض الحسية البدنية، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية- أي الرقية- أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف. ومن أدويتها الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه: "إنه ما من مؤمن يصيبه هم أو غم أو حزن فيقول: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا فرج الله عنه " ، فهذا من الأدوية الشرعية، وكذلك أيضا أن يقول الإنسان: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "، ومن أراد مزيدا من ذلك فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كالوابل الصيب لابن القيم، والكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، والأذكار للنووي، وكذلك زاد المعاد لابن القيم. لكن لما ضعف الإيمان ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية، ولما كان الإيمان قوياً كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماما بل إن تأثيرها أسرع من تأثير الأدوية الحسية، ولا يخفى علينا جميعا قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فنزلوا على قوم من العرب، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا لم يضيفوهم فشاء الله عز وجل أن لدغ سيد القوم- لدغته حية- فقال بعضهم لبعض: اذهبوا إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقيا، فقال الصحابة لهم: لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم، فقالوا: لا بأس، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لدغ، فقرأ سورة الفاتحة فقط، فقام هذا اللديغ كأنما نشط من عقال، وهكذا أثرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب مملوء إيماناً فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه: "وما يدريك أنها رقية". لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة، وابتلوا فيها في الواقع. ولكن ظهر في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأموالهم يزعمون أنهم قراء بررة، ولكنهم أكلة مال بالباطل، والناس بين طرفي نقيض منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثراً إطلاقاً، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءة الكاذبة الخاتدعة، ومنهم الوسط. حكم النفث في الماء سؤال: ماحكم النفث في الماء؟ الجواب: النفث في الماء على قسمين: القسم الأول: أن يراد بهذا النفث التبرك بريق النافث فهذا لا شك أنه حرام ونوع من الشرك لأن ريق الإنسان ليس سببا للبركة والشفاء ولا أحد يتبرك بآثاره إلا محمد صلى الله عليه وسلم، أما غيره فلا يتبرك بآثاره فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بآثاره في حياته وكذلك بعد مماته إذا بقيت تلك الآثار كما كان عند أم سلمة رضي الله عنها جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم يستشفي بها المرضى فإذا جاء مريض صبت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم أعطته الماء. لكن غير النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز لأحد أن يتبرك بريقه، أو بعرقه، أو بثوبه، أو بغير ذلك، بل هذا حرام ونوع من الشرك، فإذا كان النفث في الماء من أجل التبرك بريق النافث فإنه حرام ونوع من الشرك وذلك لأن كل من أثبت لشيء سببا غير شرعي ولا حسي فإنه قد أتى نوعا من الشرك، لأنه جعل نفسه مسببا مع الله وثبوت الأسباب لمسبباتها إنما يتلقى من قبل الشرع فلذلك كل من تمسك بسبب لم يجعله الله سببا لا حسا ولا شرعا فإنه قد أتى نوعا من الشرك. القسم الثاني: أن ينفث الإنسان بريق تلا فيه القرآن الكريم مثل أن يقرأ بالفاتحة- والفاتحة رقية وهي من أعظم ما يرقى به المريض- فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء فإن هذا لا بأس به وقد فعله بعض السلف وهو مجرب ونافع بإذن الله وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث في يديه عند نومه بقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده صلوات الله وسلامه عليه، والله الموفق. حكم من يرقي بالرقى الشرعية وهو ليس من أهل العلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤال: لقد دار جدل حول من يقرؤون القرآن ليرقوا به الناس فقال البعض: أن يرقي بالقرآن لجمهور الناس إلا أن يكون من أهل العلم الشرعي، وقال البعض الآخر: إنه يكفي أن يكون من حفظة كتاب الله سليم المعتقد من أهل الصلاح والتقوى. أرجو بيان الصواب في هذه المسألة والحكم الشرعي في ذلك؟ الجواب: الذي أرى أنه لا يشترط أن يكون من أهل العلم إذا كان حافظا لكتاب الله معروفاً بالتقى والصلاح ولم يقرأ إلا بالقرآن أو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس، وليس من شط أن يكون عالما، وبعض العلماء يكون عالما لكن في القراءة يكون أقل من بعض الآخرين أي من بعض الناس. حكم كشف مواضع الألم للراقي عند القراءة سؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كما تعلمون فإن كثيرا من الناس يعانون من بعض الأمراض التي لا يجدون لها علاجا طبيا فيلجؤون إلى بعض أهل العلم وبعض حملة كتاب الله من أهل التقوى والصلاح ليرقوهم بالرقى الشرعية، وقد يكون المرضى من النساء ويكون مكان الوجع عندهن في رؤوسهن أو صدورهن أو أيديهن أو أرجلهن، فهل يجوز كشف هذه الأماكن للقراءة عند الضرورة وما هي حدود الكشف- إن كان جائزا- عند القراءة؟ الجواب: إذا كان الأمر كما قلت في السؤال، أن الرجل من أصحاب التقى والصلاح وليس متهما في دينه وأخلاقه وقال لابد من كشف موضع الألم حتى أقرأ عليه مباشرة فلا بأس بالكشف ولكن لابد أن يكون هناك محرم حاضر بحيث لا يخلو بها القارئ لأنه لا يجوز الخلوة إلا مع ذي محرم. حكم كتابة بعض الآيات القرآنية على الأواني بغرض التداوي سؤال: هل تجوز كتابة بعض آيات القرآن الكريم "مثل آية الكرسي " على أواني الطعام والشراب لغرض التداوي بها؟ الجواب: أولاً يجب أن نعلم أن كتاب الله عز وجل أعز وأجل من أن يمتهن إلى هذا الحد ويبتذل إلى هذا الحد، كيف تطيب نفس مؤمن أن يجعل كتاب الله عز وجل وأعظم آية في كتاب الله وهي آية الكرسي أن يجعلها في إناء يشرب فيه ويمتهن ويرمى في البيت ويلعب به الصبيان؟! هذا العمل لاشك أنه حرام وأنه يجب على من عنده شيء من هذه الأواني أن يطمس هذه الآيات التي فيها بأن يذهب إلى الصانع فيطمسها، فإن لم يتمكن من ذلك فالواجب عليه أن يحفر لها في مكان طاهر ويدفنها، وأما أن يبقيها مبتذلة ممتهنة يشرب بها الصبيان ويلعبون بها فإن هذا لا يجوز، حتى وإن قصد بذلك الاستشفاء فإن الاستشفاء بالقرآن على هذا الوجه لم يرد عن السلف الصالح رضي الله عنهم. هل الرقية تنافي التوكل سؤال: هل الرقية تنافي التوكل؟ الجواب: التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار، مع فعل الأسباب التي أمر الله بها، وليس التوكل أن تعتمد على الله بدون فعل الأسباب، فإن الاعتماد على الله بدون فعل الأسباب طعن في الله عز وجل وفي حكمته تبارك وتعالى، لأن الله تعالى ربط المسببات بأسبابها، وهنا سؤال: من أعظم الناس توكلاً على الله؟ الجواب: هو الرسول صلى الله عليه وسلم وهل كان يعمل الأسباب التي يتقي بها الضرر؟ الجواب: نعم، كان إذا خرج إلى الحرب يلبس الدروع ليتوقى السهام وفي غزوة أحد ظاهر بين درعين أي لبس درعين كل ذلك استعدادا لما قد يحدث. ففعل الأسباب لا ينافي التوكل إذا اعتقد الإنسان أن هذه الأسباب مجرد أسباب فقط لا تأثير لها إلا بإذن الله تعالى، وعلى هذا فالقراءة قراءة الإنسان على نفسه، وقراءته على إخوانه المرضى لا تنافي التوكل وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي نفسه بالمعوذات وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا ، والله أعلم حكم التشاؤم من الدور سؤال: شخص سكن في دار فأصابته الأمراض وكثير من المصائب مما جعله يتشاءم هو وأهله من هذه الدار فهل يجوز له تركها لهذا السبب؟ الجواب: ربما يكون بعض المنازل أو بعض المركوبات أو بعض الزوجات مشئوماً يجعل الله بحكمته مع مصاحبته إما ضررا أو فوات منفعة أو نحو ذلك، وعلى هذا فلا بأس ببيع هذا البيت والانتقال إلى بيت غيره ولعل الله أن يجعل الخير فيما ينتقل إليه وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الشؤم في ثلاث: الدار والمرأة والفرس" فبعض المركوبات يكون فيها شؤم، وبعض الزوجات يكون فيهن شؤم، وبعض البيوت يكون فيها شؤم فإذا رأى الإنسان ذلك فليعلم أنه بتقدير الله عز وجل وأن الله سبحانه وتعالى لحكمته قدر ذلك لينتقل الإنسان إلى محل آخر. والله أعلم. التوفيق بين كون التبرك بغير ريقه صلى الله عليه وسلم حرام وبين حديث"بسم الله تربة أرضنا... الحديث" سؤال: جاء في الفتوى السابقة رقم (46) أن التبرك بريق أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم حرام ونوع من الشرك باستثناء الرقية بالقرآن حيث إن هذا يشكل مع ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية: "بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا". فنرجو من فضيلتكم التكرم بالتوضيح؟ الجواب: ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم و بأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا إشكال. ولكن رأى الجمهور أن هذا ليس خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجردة بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك. وجوابنا في الفتوى السابقة هو التبرك المحض بالريق وعليه فلا إشكال لاختلاف الصورتين. حكم من يذهب لمن يعالج بالرقى الشرعية سؤال: نسمع في هذه الأيام عن أناس يعالجون بالقرآن مرضى الصرع والمس والعين وغير ذلك وقد وجد بعض الناس نتيجة مرضية عند هؤلاء فهل في عمل هؤلاء محذور شرعي؟ وهل يأثم من ذهب إليهم؟ وما الشروط التي ترون أنها ينبغي أن تكون موجودة فيمن يعالج بالقرآن؟ وهل أثر عن بعض السلف علاج المسحورين والمصروعين وغيرهم بالقرآن؟ الجواب: لا بأس بعلاج مرضى الصرع والعين والسحر بالقرآن وذلك ما يسمى بالرقية بأن يقرأ القارئ وينفث على المصاب فإن الرقية بالقرآن وبالأدعية المشروعة جائزة، وإنما الممنوع الرقية الشركية وهي التي فيها دعاء لغير اللة واستعانة بالجن والشياطين كعمل المشعوذين والدجالين أو بأسماء مجهولة. أما الرقية بالقرآن والأدعية الواردة فهي مشروعة وقد جعل الله القرآن شفاء للأمراض الحسية والمعنوية من أمراض القلوب وأمراض الأبدان لكن بشرط إخلاص النية من الراقي والمرقي وأن يعتقد كل منهما أن الشفاء من عند الله وأن الرقية بكلام الله سبب من الأسباب النافعة. ولا بأس بالذهاب إلى الذين يعالجون بالقرآن إذا عرفوا بالاستقامة وسلامة العقيدة وعرف عنهم أنهم لا يعملون الرقى الشركية ولا يستعينون بالجن والشياطين وإنما يعالجون بالرقية الشرعية. والعلاج بالرقية القرآنية من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل السلف فقد كانوا يعالجون بها المصاب بالعين والصرع والسحر وسائر الأمراض ويعتقدون أنها من الأسباب النافعة المباحة وأن الشافي هو الله وحده. ولابد من التنبيه على أن بعض المشعوذين والسحرة وقد يذكرون شيئا من القرآن أو الأدعية لكنهم يخلطون ذلك بالشرك والاستعانة بالجن والشياطين، فيسمعهم بعض الجهال ويظن أنهم يعالجون بالقرآن وهذا من الخداع الذي يجب التنبه له والحذر منه. حكم كتابة آيات قرآنية على ورق وشربها ومسح موضع المرض بها سؤال: ما رأيكم فيمن يأخذ من أحد الرجال الصالحين بعض الكتابات القرآنية للشفاء من مرض حيث يقوم هذا الرجل بكتابة الآيات على ورقة ويقول: اجعلها في ماء حتى تذوب الكتابة ثم يشرب المريض ثلاث مرات والباقي يمسح به الجزء المراد شفاؤه كأن يكون المرض في صدره أو ظهره أو أحد أعضائه فما حكم ذلك؟ الجواب: الأولى أن يقرأ المسلم على أخيه بأن ينفث على جسمه بعدما يقرأ الآيات أو على موضع الألم منه وهذه هي الرقية الشرعية وإن قرأ له في ماء وشربه، فكذلك أيضا لأن هذا ورد به الحديث. أما كتابة الآيات في ورقة ثم تمحى هذه الورقة في ماء ويشربها المريض فهذا رخص فيه كثير من العلماء قياسا على ما ورد وأخذ العموم الاستشفاء بالقرآن الكريم لأن الله أخبر أنه شفاء فلا بأس به إن شاء الله ولكن الأولى هو ما ذكرناه وهو الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القراءة على المريض مباشرة أو القراءة في ماء ويشربه. الطرق الشرعية للوقاية من السحر وعلاج ذلك سؤال: مالطرق الشرعية التي ينصح بها للوقاية من السحر وما علاج من ابتلي بشيء من ذلك؟ الجواب: الطرق الشرعية للعلاج من السحر ما ذكره العلامة ابن القيم عنه- يعني النبي صلى الله عليه وسلم- فيه نوعان: أحدهما: وهوأبلغهما استخراج السحر وإبطاله كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه في ذلك فدله عليه فاستخرجه من بئر فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال. إلى أن قال: ومن أنفع علاجات السحر الأدوية الإلهية وذلك بالأذكار والآيات والدعوات.. انتهى. وهذا النوع الثاني لعلاج السحر وذلك بالدعوات الشرعية وقراءة القرآن على المسحور بأن يقرأ القارئ الفاتحة وقل هو الله أحد والمعوذتين وغير ذلك من القرآن وينفث على المصاب فيشفى بإذن الله. حكم الرقية بالقرآن وأخذ الأجرة عليه سؤال: هل ورد في الشرع المطهر ما يمنع من رقية المريض بالقرآن الكريم؟ وهل يجوز للراقي أن يأخذ أجراً على عمله أو هدية؟ الجواب: رقية المريض بالقرآن الكريم إذا كانت على الطريقة الواردة بأن يقرأ وينفث على المريض أو على موضع الألم أو في ماء يشربه المريض فهذا العمل جائز ومشروع؟ لأن النبي مصلى الله عليه وسلم رقى ورُقي وأمر بالرقية وأجازها. قال السيوطي: وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط: أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته، وباللسان العربي وما يعرف معناه. وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى. وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: والرقى هي التي تسمى بالعزائم وخص منها الدليل ما خلا من الشرك فقد رخص فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة- يعني سم العقرب إذا لسعت الإنسان- وكذا لدغ الحية. فإن الرقيه من ذلك تنفع بإذن الله ولا بأس أن يأخذ الراقي أجرة أو هدية على عمله؛لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر الصحابة الذين أخذوا الأجرة على رقية اللديغ وقال:"إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله". حكم طلب الحجاب للأمراض سؤال: عندما يصيبنا مرض نذهب إلى إمام الجامع نطلب منه حجاباً فهل عملنا هذا جائز أم لا؟ الجواب: لا يجوز إذا أصابكم مرض أن تذهبوا إلى إمام الجامع وتطلبوا منه عمل حجاب. ولو ذهبتم إلى الإمام وطلبتم منه الرقية بالقرآن يقرأ على المريض إذا كان هذا الإمام موثوقا في عقيدته ويقرأ على المريض من كتاب الله فهذا كتاب الله عز وجل على المريض صحت بها السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما أن يكتب حجاباً يعلق على المريض فهذا لا يجوز، لأنه إن كانت هذه الحجب من غير القرآن بأن كانت بأدعية شركية أو فيها أسماء شياطين أو جن أو فيها أشياء مجهولة المعنى ولا تعرف فهذه هي التمائم الشركية التي لا تجوز بإجماع أهل العلم. أما إذا كانت هذه الحجب مكتوبة من القرآن فإنه لا يجوز تعليقهما على الصحيح من قولي العلماء لأن ذلك وسيلة إلى الشرك، ولأنه لم يرد دليل بجواز مثل ذلك وإنما ورد الدليل بالرقية وهي القراءة على المصاب. والله أعلم. النفث في الماء من الرقى الجائزة سؤال: وسئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: عن النفث في الماء ثم يسقاه المريض استشفاء بريق ذلك النافث وما على لسانه حينئذ من ذكر الله تعالى أو شيء من الذكر كآية من القرآن أو نحو ذلك؟ الجواب: لا بأس بذلك فهو جائز، بل قد صرح العلماء باستحبابه، وبيان حكم هذه المسألة مداول عليه بالنصوص النبوية، وكلام محققي الأئمة، وهذا نصها: قال البخاري في صحيحه: "باب النفث في الرقية" ثم ساق حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاثا ويتعوذ من شرهما فإنها لا تضره " ، وساق حديث عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده". وروى حديث أبي سعيد في الرقية بالفاتحة- ونص رواية مسلم: "فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل " ، وذكر البخاري حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية: "بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا" وقال النووي: فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وقال البيضاوي: قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلاً في النضج وتعديل المزاج، وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع الضرر- إلى أن قال-: ثم إن الرقى والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها. وتكلم ابن القيم في "الهدي " في حكمة النفث وأسراره بكلام طويل قال في آخره: وبالجملة فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة وتزيد بكيفية نفسه وتسعين بالرقية والنفث على إزالة ذلك الأثر، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك وفي النفث سر آخر فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان. ا. هـ. وفي رواية مهنا عن أحمد: في الرجل يكتب القرآن في إناه ثم يسقيه المريض، قال: لا بأس به، وقال صالح: ربما اعتللت فيأخذ أبي ماء فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك. وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله في زوال الإشكال الذي حصل لكم فيما يتعاطى في بلدكم من النفث في الإناء الذي فيه الماء ثم يسقاه المريض. وصلى الله على محمد. جواز كتابة آيات قرآنية في إناء يغسله ثم يشربه المريض سؤال: هل يجوزأن يكتب للمريض بعض آيات قرآنية في إناء يغسله ثم يشربه؟ الجواب: لا يظهر في جواز ذلك بأس. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن جماعة من السلف رأوا أن يكتب للمريض الآيات من القرآن ثم يشربها، قال مجاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض ومثله عن أبي قلابة، ويذكر عن ابن عباس أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسرت عليها ولادتها أثر من القرآن ثم يغسل وتسقى. وبالله التوفيق وصلى الله على محمد.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |