الطريقة الثانية والثلاثون: الحرص على نظافة الأولاد وتهذيبهم
مما يدخل السرور على قلب الزوج أن يعود إلى بيته فيجد الأولاد يلبسون ثياباً جميلة ونظيفة، وهم يستقبلونه بالبشر والترحاب، إنها لسعادة وأي سعادة.
ويرجع هذا إلى سلوك الأم وفهمها، وحسن تربيتها للأبناء. كذلك يجب أن تُعلِّم الزوجة أبناءها أن يحترموا وقت راحة الأب، ولا يلعبوا ألعاباً تسبب له الإزعاج.
قال تعالى : (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) [ سورة البقرة: الآية 222 ].
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (الطهور شطر الإيمان).
وبما أننا مقدمون على شهر الصيام، فلتستغل الزوجة هذا الشهر وذلك عن طريق الوضوء لترسيخ هذه العادة الصحية، بالإضافة إلى العادات الجيدة الأخرى، وهذه إحدى الطرق المساعدة على تحقيق ذلك.
ناقشا موضوع الجراثيم ودورها مع الطفل، تحدثا عن الأمراض التي تسببها قلة النظافة، وكيف يمكن إيقافها والتخلص من الجراثيم.
كل منا يعرف بأن أفضل رادع للجراثيم هو غسل اليدين بانتظام. عَلِّما الطفل الصغير غسل يديه بعد انتهائه من اللعب في الخارج، وبعد أن يستعمل الحمام، وقبل أن يأكل، وشجّعاه أيضاً على غسل يديه إذا سعل أو عطس وبعد أن يلعب مع الحيوانات الأليفة. (للحصول على نظافة كاملة يجب فرك اليدين بالماء والصابون مدة 20 ثانية). وقد نستخدم أغنية بسيطة مثل الأحرف الأبجدية. كذلك استخدام فرشاة الأسنان مرتين أو ثلاث مرات يومياً وقبل النوم. وكذلك تعويده على الاستحمام يومياً خاصة في فصل الصيف. وأيضاً تقليم الأظافر وتنظيف حذائه قبل خروجه من المنزل.
كما ينبغي على الأم أن تستقطع جزءاً من وقتها لتُعلِّم في الأولاد بعض الآداب العامة، و آداب الإسلام بصفة خاصة، مثل آداب السلام، والطعام، والشراب والنوم، والخروج من المنزل ودخوله .. الخ، وما نسميه عمل اليوم والليلة، كذلك تعلمهم السور من القرآن الكريم، والأناشيد الجيدة والهادفة، والشعر الحسن حتى يتعودوا اللسان العربي الفصيح.
كذلك تحكي لهم عن سيرة سيد الخلق والمرسلين محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه الكرام البررة، وتحكي لهم عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن آل بيته الكرام الأطهار، وعن صفاته وشمائله العظيمة عليه الصلاة والسلام حتى يقتدوا بها الأولاد. وأن تحثهم على المحافظة على الفرائض والفضائل والتنزه عن المنكرات. كذلك تُعلمه الثقة والاعتماد على النفس. إن هذه المسؤولية عظيمة، يجب عدم التهاون فيها، والاستعانة بأهل الخبرة والكفاية في مجال لا تقدر عليه الزوجة ولا تستطيعه، حتى يشبَّ الأولاد أولاداً صالحين.
لا ننصح الزوجات بعقاب الأطفال على الأسباب البسيطة، ولا ننصح بتدليلهم أيضاً. وليكن العقاب هو آخر وسيلة تلجأ إليها الزوجة لتربية طفلها وتهذيبه. وهذا بعد الموعظة والتوجيه والإرشاد والملاطفة والإقتداء حتى لا يأتي العقاب بنتيجة عكسية.