في نهاية رحلة الرجل بعد طول عناء يتضح انه
مجرد طفل يبحث عن (ام حانيه)
هو لايبحث عن امه بذاتها قدر مايبحث عن
مشاعر الاهتمام والاحتواء واستيعاب تقلباته
وقبوله رغم كل عيوبه وسيئاته …
لهذا ابتسم مع كل نقاش يمر بي حول الاهتمام
المرضي لبعض النساء في بحثها عن الشباب الدائم
بداعي محافظتها على زوجها … وهو مسلسل متكرر
للاهتمام بالقشور وعودة للفكرة السطحية القديمة
والسؤال الطفولي (ايهما تختار زوجة جميلة غبيه
ام زوجة قبيحة ذات عقل)
ولم نشعر حينها ان السؤال اعلاه له معنى واحد
هو :
(هل تختار الشكل ام المضمون) ؟!
واليوم اغلب النساء (تهتم بالغير مهم) وتصرف اغلب
وقتها ومالها عليه ، و (تهمل المهم) المتعلق بإحتياجات
زوجها الحقيقية … واهمها الروح المتفهمه والتعامل الحاني
لهذا الطفل الكبير الذي يتحول كل شيئ بعينه الى
مجرد احتياجات (نفسية) بعيدة كل البعد عن التفاصيل
المقرونه بالقشور و المظاهر …
هذه الافكار المرتبكة التي مرت ببالي خرجت بها من جلسة
واحدة مع رجل ستيني طلق زوجته قبل اكثر من سنه
وحاولت ان اطرح عليه خيار الزواج مرة اخرى خاصةً وانه يمتلك
صحة جيدة واموره المادية جيدة جداً فتحول حديثنا
الى مايشبه الفضفضه ليعود لتفاصيل طلاقه ومعاناته
اختصرها لكم بقوله : انه لن يجد الام التي يحتاجها
خاصة وانه امضى العشرين عام الفائته في محاولة
اقناع زوجته السابقه للنظر لهذا الجانب دون اي فائدة
حتى ايقن انها تخسر معه رصيد السنوات المتراكمة
من الاحترام والتقدير والالفه والدفئ … لهذا توقف عن
المحاولات ولجئ للصمت الذي زاد البعد بعداً والتعب تعباً
اكبر واعمق …
واختار ان (يمضي حياته بلا ام) على الشعور (باليتم في وجود امه) !!!