الطريقة الثالثة: استعيني بالكياسة واللباقة
اللباقة التي تعني آداب التحدث والتعامل، والكياسة التي تعني الذكاء والحكمة والفطنة في التعامل مع الآخرين ومنها تعامل الزوجة مع زوجها، وهي مفتاح لأبواب القلوب المغلقة.
يمكن للفرد أن يقول قولاً فيغضب الآخر، ويمكنه أن يقول نفس المعنى المراد، ولكن بصيغة مختلفة أو بأسلوب آخر، فلا يغضبه ولا يكون هناك أية مشكلة، وهذه هي الكياسة.
وعلى سبيل المثال، قد يفعل زوجك، أمراً ما بطريقة تضايقك، أو بطريقة خاطئة بشكل ملفت للنظر، وقد تسارعي بالقول له كيف تفعل مثل هذا الخطأ؟! ألا تعلم أنك بفعلك هذا تسببت في كذا وكذا، قد تكونين على حق، لكن هل يتقبل زوجك مثل هذا الكلام؟ وإذا تقبله فما وقعه في نفسه، وما تأثيره على مشاعره؟
قد يبدو لكِ أن الأمر بسيط .. إذن فإنك لا تعرفين طبيعة الرجل. أنتِ كامرأة قد تتقبلين بكل سهولة أن يقول لكِ أحد الناس - عند الخطأ - أنتِ مخطئة .. لكن الرجل مختلف. إن طبيعة الرجل الذكرية تحتم عليه أن يستجيب لهذا القول بطريقة مختلفة.
إن علماء النفس يقولون إن الرجل بطبيعته لا يحب أن يقال له: أنت مخطئ .. لأنه يظن أن ذلك يطعن في رجولته. وذلك بخلاف المرأة التي قد تتقبل الأمر بصدر رحب، تقول "إيفان كريستان" في كتاب "كيف تفهم الجنس الآخر": "أن تقول للرجل: إن قراره أو عمله خطأ فأنت تضربه في العمق، وذلك يعني أنه فقد احترامه كسلطة، وبما أنه ذاتي الإهتمام فسلطته هي ما يعتمد عليه للإبحار في هذا العالم، وبما أنه ذاتي الاهتمام فسلطته هي ما يعتمد عليه للإبحار في هذا العالم.
إن طبيعة الرجل تُملي عليه أن يحاول أن يكون دائماً على حق، لذا فهو يغضب حين يواجه بالخطأ. وبطبيعة الحال الرِّجال يختلفون، فقد يكون الأمر عند البعض أكثر من غيرهم، وهذا ناتج عن طريقة التربية التي تلقاها كل منهم.
إذن فكيف تواجه الزوجة أخطاء زوجها؟!
يجب عليها أن تستعين بالكياسة واللباقة، إن عليها أن تبتدع أسلوباً حسناً غير أسلوب المواجهة.
وهذا بالطبع يعتمد على ذكاء المرأة وحسن تصرفها، ولن نقول لها ماذا تفعل في مثل هذه المواقف، فقد يكون الصمت أبلغ من الكلام!!
لذلك كوني لبقة في الرضا وفي حال الغضب. وليكن قولك ليناً. فكلمة لينة منكِ قد تمحو موقفاً عظيماً ما كنت تظنين أن تمحوه، وكلمة سيئة منك كالسهم المسموم، تطفئ البسمة في البيوت وقد تهدم سعادتك الزوجية للأبد!.
كما أن المرأة الفاضلة اللبقة أكثر نجاحاً في الحياة الزوجية والحياة الاجتماعية، وقد تكون الحياة جحيماً وليس لذلك من سبب إلا أن المرأة - مع استقامتها وسمو أخلاقها - قد حرمت اللباقة والظُّرف، فهي تسبب بعدم لباقتها كل يوم مشكلة جديدة قد يصعب حلها.
إنها اللباقة بلا شك .. تلك هي اللغة العالمية المتعارف عليها والتي يمكن من خلالها أن تنفذ داخل قلوب الآخرين وتفوز بحبهم وبعد ذلك تستطيع أن تقنعهم بآرائك لوجود الارتياح النفسي أولاً.
واللباقة يعرفها الإنجليز بأنها فن" الخصال الحميدة" بينما في فرنسا يقال" إنها الطريقة الصحيحة للتصرف أمام الآخرين".
إذن فاللباقة ضرورة من ضروريات الحياة، هذا ما أكده علماء النفس والاجتماع على اختلاف مدارسهم، لأنها تعني فن التعامل والتصرف مع الآخرين بطريقة مؤدبة ومهذبة ومقبولة مهما اختلفت شخصية الإنسان الذي نتعامل معه ومهما تباينت سلوكياته وطبائعه. ونحن جميعاً في أشد الحاجة للتعامل بالأسلوب اللبق الجذاب، خاصة مع الزوج حتى يسود الحب والتعاون والتفاهم والمودة.. ولكي تصلي في النهاية إلى إقناع زوجك بآرائك ..
فإذا كان أكبر طاغية وأكبر مدعٍ للألوهية (فرعون)، قال الله عز وجل في محكم كتابه لموسى وهارون: "فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" سورة طه - آية رقم 44. فزوجك من باب أولى.
وتذكري قول الله عز وجل "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ" سورة البقرة – آية رقم 83. فلا تستثني زوجك من ذلك حتى لا يكون لِسانُكِ مِعوَّل هدم للحياة الزوجية.