الطريقة العاشرة: تَجنَّبي القلق لتحتفظي بشبابك
هل تدركين أن القلق يذهب جمالك، ويجعلكِ تشعرين بالتعب والإرهاق لأدنى سبب، إن كثيراً من النساء اللاتي يشتكين من علل مختلفة تكاد لا تكون لديهن أي مشكلة صحية. اللهم إلا عِلَّة واحدة نفسية بالأساس وهي التوتر والقلق، وإذا نظرنا لأسباب القلق التي تعتري النساء عامة وبخاصة الزوجات وجدناها أسباباً لا تستدعي التوتر والقلق.
وقد يكون منشؤها ضعف الإيمان، وقد يكون السبب في التربية الخاطئة، التربية على القلق، واعتبار القلق أمراً عادياً بل ضرورياً في بعض الأحيان. هذه التربية الخاطئة نجدها منتشرة في مجتمعاتنا الشرقية بصفة عامة، فالأم مثلاً تقول: كيف لا أقلق عليك يا بني وأنت حبيبي وفلذة كبدي، والزوجة تقول لزوجها: كيف لا أقلق عليكَ وأنت زوجي وحبيبي .. الخ.
والحقيقة أنَّه الارتباط بين الحب والقلق، فالقلق ظاهرة مرضية وغير صحية، والحب الذي يصاحبه القلق حب مثبط للشخص المحبوب، ويحد من حركته ويقيّد حريته.
وللتوضيح أكثر نقول: إن القلق هو أمر سلبي وليس إيجابي، فمثلاً الأم التي تجلس قلقة على ابنها من حين ذهابه إلى المدرسة إلى وقت عودته وتفكر أنه يمكن أن تحدث له حادثة مثلاً أو يضربه أحد زملائه أو غير ذلك، هذه المرأة تضيع وقتها هباءً. ذلك لأن قلقلها على الطفل لن يغيِّر شيئاً من تلك الأمور التي تخافها، فقلقها لن يقف حاجزاً بين الطفل وبين تلك الأمور، إن قدَّر الله حدوثها. إذن لا داعي للقلق، لنترك الأمور لله عز وجل بعد أن نأخذ بالأسباب الكافية والمتاحة.
كذلك الأم التي تظل قلقة على نتائج أبنائها بعد أدائهم الاختبارات الفصلية أو النهائية لعدة أيام أو أسابيع حتى ظهور نتائجها في قلق وتوتر، لن يفيدها هذا الشيء ولن يقدم أو يؤخر في النتيجة، ونفس الشيء ينطبق على الحياة اليومية أو سلوك الزوج غير المريب. كل هذه الأمور تؤثر على صحة المرأة وشبابها.
كذلك تعيش الزوجة في هم وتعب ونكد نتيجة ذلك وهي لا تملك تغيير هذه الأمور التي تقلق بشأنها. لذلك على الزوجة أن تثق بالله عز وجل وأن تأخذ بالأسباب وتظن بالله خيراً. والله جل جلاله يقول في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي" رواه البخاري ومسلم.
لذا على الزوجة الاطمئنان بخصوص أمور الحياة، وتتقبل قضاء الله وقدره بنفس مؤمنة راضية مطمئنة. وتكثر من ذكر الله عز وجل، وصدق عزَّ من قائل (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد – آية رقم 28.
أورد بعض الكلام عن الهمّ والهموم.
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الهمُّ نصف الهرم. ويقول أيضاً: نعم طارد الهمِّ اليقين.
ويقول المتنبي:
والهمُّ يَخترِمُ الجسم نحافة
وُيشيبُ ناصية الصبي ويُهرِمُ