(( كدت أن أموت )) ,,,
----------------
هذا الموقف :
وهو الأشد والأخطر -- حمانا الله وإياكم --
وأسأل الله -- عز وجل -- أن لا يتكرر لي ولا لأحد منكم .
وعنوان هذا الموقف هو :
(( كدت أن أموت )) ,,,
وقد حصل لي شخصيا , وكان معي أحد الأصدقاء .
الموقف باختصار :
في 24/9/1425هجري -- في رمضان الماضي ..
في منتصف الليل 11-12 تقريبا ,
حملنا عفشنا أنا وصديقي ثم توجهنا
إلى مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث الأمن والإيمان وتنزل رحمات الرحمن ,
خرجنا من منطقة الرياض مسافرين .....
وصلنا منطقة القصيم بعد حوالي 3 ساعات أو أكثر أو أقل ....
ثم سلكنا الطريق الجديد باتجاه المدينة --- ملاحظة : انتبهوا فليس فيه أي محطة بنزين على الخط نفسه حتى الآن !! ---
ولكن ليست هذه مشكلتنا ...!!!
المشكلة والكارثة بعد ذلك .
ولما قطعنا أغلب الطريق ولم يبقى إلا القيل - أقل من 100 كم-- حان موعد آذان الفجر فبحثنا عن محطة فلم نجد ,
فصلينا على قارعة الطريق ,
ثم أكملنا مسيرتنا ...,, قال لي صديقي : هل تشعر بالنوم ؟؟ هل تريد أن أساعدك ؟؟ هل تحتاجني ؟؟
قلت له : لا ,, جزاك الله خيرا ..,,
فاتكأ صديقي وأخذ غفوة بسيطة ..,,
ففتحت الذياع -- وكان فيه درس للشيخ أبي بكر الجزائري--- شفاه الله وعافاه -- آمين
وكان المذياع -- مشوشا -- وصوته ليس صافيا نوعا ما ......
ثم جاءت الكارثة والطامة والمشكلة الكبرى حيث بدأ يسري في رأسي وبين عيني ومن أمامي .... ما هو ؟؟
هو شيءٌ اسمه:
____ النعاس ___
==================
الرجل المسافر الذي كان خلفنا يقول لنا فيما بعد :
كنت أرى السيارة تتمايل وتجنح يمينا ويسارا !!!
=================
الخلاصة :
بدأت أنعس وأغفو ثم أصحو وكأن شيئا لم يكن !!!
ولكن في إحدى الغفوات -- نعوذ بالله من الغفوة ومن الغفلة --
جنحت السيارة إلى اليسار ثم إلى اليسار رويدا رويدا ولم أشعر بها ...!!
فلما خرجت عن مسارها وانحرفت ودخلت في التربة الجانبية ... عندها :
استيقظت من غفوتي فجأة ً !!!! يااااااااااااااا الله .. ياااااااااا إلهي ..
ولا تسل عن ما جرى !!
أمسكت - بالدركسون- بقوة ثم لففت عجلة القيادة - الدركسون - إلى اليمين بقوة وشدة ,
ولم أتمالك نفسي من شدة الموقف -- أريد أن أرجع إلى مساري.. .. أريد أن تعود السيارة كما كانت ... !!!
ولكن هيهااااااااات هيهات ..!
1- ولأن اللفة كانت قوية .
2- ولأن السيارة كانت مسرعة .
لم نرجع إلى مسارنا بل __ (( كدت أن أموت )) أنا ورفيقي __!!!
يا الله ,, يا الله ...
لطفك بنا يارب ...
اللهم سلم سلم ..,,
صديقي قام من نومه مذهولا مرعوبا :
ما الذي جرى ؟؟ ماذا حدث ؟؟
وأنا أقول بسم الله بسم الله ,, لا عليك لا عليك !!
والسيارة لا تزال تمشي ولكن على جنبها -- هي تمشي سيدا ولكن بالعرض -- والكفرات تصرخ بأعلى صوت ..,
--- يعني كأننا نفحط وأخذنا نطلة جانبية قوية طويلة مدى ---
ثم انعطفت بقوة ..... ثم رجعت إلى الوراء بسرعة شديدة ...... ,,
ونحن ننتظر الإنقلاب ...
انقلبنا انقلبنا انقلبنا ... لا لا لا لا ... يا ولد /
الله يستر ,, الله يستر .. لم ننقلب ولله الحمد ,, ولكن : ... حدث ما حدث
ثم اصطدمنا بــ ....... ,, وتعلقنا بــ ....... !!!!
بعد زحفة طويــــــــــلة جداً - على البيبان يا سنايدي -
ولما توقفت السيارة واستقرت .., نزل صديقى منها مسرعا مذهولا ومشى حتى منتصف السكة -الطريق- ثم رجع ..!!!
بدون شعور !!! وكنت أظن أن جواله سقط منه وذهب لكي يأتي به ,, ولكن ثبت لي أن جواله موجود ولكنه أسرع بدون شعور ,,
أتت إلينا الدوريات وأمن الطرق ...
وقبلهم أتى بعض أهل الخير ..
ولا تسل عما جرى بعد ذلك من الحوسة والدوسة والغربلة والتكاسي -- والمشي -- الكعابي --
والحمد لله على كل حال ..
=========
ولكن :
الحمد لله على كل حال ,,
لم يصب أحد منا بمكروه -- ولله الحمد --
=========
ثم تيسرت الأمور ومشت السيارة مشياً مريضاً عجيباً - نوعاً ما -
فانطلقنا إلى المدينة -- طبعا متوجهين مباشرة إلى الصناعية ---
أعود وأقول وصلنا إلى المدينة المنورة على ساكنها - أفضل الصلاة والسلام -
وصلنا ولسان حالنا يقول :
وقالوا:" وصلتَ مطارَ المدينهْ "
فثارتْ بقلبي معانٍ دفينهْ
ثرًى أم ثراءً وطِئتُ ! وحِرتُ
وليستْ لغاتُ الحيارى أمينهْ
طويْتُ المكانَ، طويْتُ الزمانَ
طويْتُ الشّراعَ ،أَرحْتُ السفينهْ
وقلتُ: أسـارعُ ألقى النبيَّ
تعطّرتُ.. ليس كعطرِ المدينهْ
وفارقتُ صحبي وحيداً بدربي
أُداري حياءً دموعاً سخينهْ
وغامتْ رؤايَ ، وعُدتُ سوايَ
وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينه
سجدتُ سَموتُ عبرتُ السماءَ
وغادرتُ جسمي الكثيفَ وطينَهْ
سـجدتُ أُلبّي .. أسـائلُ ربي
لِينصرَ جُندَ النبيِّ و دينَهْ
وجئتُ المَقـامَ .. أُريد السلامَ
وقلبي يُسابقُ شوقاً حنينَهْ
ولاحَ الجلالُ.. وباحَ الجمالُ
ذكرتُ رياضَ الخلودِ وعِينَهْ
مدينةُ حِبّي مـَراحٌ لقلبي
سناءٌ، صفاءٌ، نقاءٌ، سكينهْ
بقرب حبيبي سكوني وطيـبي
أقِمْ يا زمانُ! أقمْ في المدينهْ
ومرَّ الزمانُ.. وآن الأوانُ
فقلبي حزينٌ، وروحي حزينهْ
وقلتُ: " أعودُ إذا شاء ربي"
وخلّفتُ روحي هناكَ رهينهْ
===============
الدروس المستفادة :
1- عدم السفر ليلا .
2- لا تسافر وأنت تشعر بالتعب أو النعاس والنوم .
3- المحافظة على أذكار السفر .
4- الحذر من السرعة الزائدة .
5- أن يكون المسافرون ثلاثة فأكثر ...
6- عند التعب أو الشعور بالنعاس توقف مباشرة , وخذ قسطا من الراحة وتنشط ...
7 - احرص على تعبئة تانكي الوقود قبل أن تمسك الطريق الجديد , حيث لا يوجد محطات مباشرة على الخط .
============
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلت عليكم ولكن أعذروني ..
دمتم بخير