13-09-09, 03:21 PM
|
|
العزيز بالله الفاطمي.. وعصر الخلفاء الأقوياء
الدولة الفاطمية في أقصى اتساع لها
اتسم عهد الخليفة الفاطمي "العزيز بالله" بالرخاء الاقتصادي والازدهار الحضاري والنهضة الثقافية، وذلك بالرغم من تعرض مصر للعديد من المجاعات والأوبئة التي أتت على الأخضر واليابس، وكان نصيب العصر الفاطمي هو الأوفر من تلك المجاعات.
وكان عهد العزيز بالله امتدادا لعهد أبيه الذي شهد بداية إرساء دعائم الدولة الفاطمية وتوطيد أركانها في مصر.
ولد العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد بمدينة المهدية بالمغرب سنة (344هـ= 955م) وقدم مع أبيه المعز إلى مصر سنة (362هـ= 972م) وقد عهد إليه أبوه بالخلافة، فلما مات خلفه في (5 من ربيع الآخر 365هـ= 12 من ديسمبر 975م) وهو في الثانية والعشرين من عمره.
وكان العزيز بالله يتمتع بشخصية قوية منذ حداثة سنه، كما عُرف بالنبوغ والذكاء، وكان أديبًا مستنيرًا يجيد عدة لغات.
أول وزارة في خلافة الفاطميين
كان الخليفة الفاطمي خلال تلك الفترة -فترة الخليفة مطلق النفوذ التي امتدت من عام (358هـ= 968م حتى 386هـ= 996م)- إماما لأتباعه، لا ينازعه أحد سلطته الدينية هذه، كما كان يتمتع بنفوذ مطلق في تسيير أمور الدولة، وكان هو المسئول عن تعيين الولاة والقضاة.
وكانت وظيفة الوزير يقوم بها الرجل الثاني في الدولة بعد الإمام مباشرة، وتسمى "رتبة الوساطة"، ويطلق على من يتولاها "الوسيط"، كما كانت تسمى "السفارة".
ونتيجة لانفراد الخليفة بالحكم واستحواذه على كل السلطات، واستئثاره بكل مقاليد أمور الدولة، فلم يظهر لقب الوزير في مصر الفاطمية إلا في (المحرم 367هـ= أغسطس 977م) عندما منح الخليفة الفاطمي الثاني العزيز بالله لقب الوزير لـ"يعقوب بن كلس" الذي لقبه بـ"الوزير الأجلّ".
أوضاع النصارى في عهد العزيز
بعدما فشل الفاطميون في تحويل مسلمي مصر إلى المذهب الإسماعيلي، اتجهوا إلى كسب ود أهل الذمة. وقد اتسم عهد العزيز بالله بالتسامح مع النصارى، فزاد في إكرامهم لِمَا كان بينه وبينهم من صلة نسب؛ فقد كان متزوجا من امرأة نصرانية على مذهب الملكانيين، وكان من أثر سياسة التسامح التي انتهجها العزيز نحو الذميين بصفة عامة والنصارى بوجه خاص أن ازداد نفوذهم في عصره، وأصبح عدد كبير منهم يعملون في دواوين الدولة المختلفة، بعد تولّي "عيسى بن نسطورس" النصراني دواوين الدولة في سنة (384هـ= 994م)، كما عين الخليفة "منشا بن إبراهيم القزاز" اليهودي واليًا على بلاد الشام؛ وهو ما مكّن لأهل الذمة في زمانهما.
وأثار استئثار الذميين بمناصب الدولة استياء المصريين المسلمين، فتذمر أهل الفسطاط عليه، واعترضوا طريقه بدمية امرأة وضعوا معها ورقة فيها: "بالذي أعزّ اليهودَ بمنشا، والنصارى بابن نسطورس، وأذل المسلمين بك.. إلا نظرت في أمري".
اضطر الخليفة إزاء موجة السخط والغضب هذه إلى القبض على منشا ونسطورس، وأعاد الكُتّاب المسلمين إلى أعمالهم بالدواوين، ولكنه ما لبث أن أعاد نسطورس، بعد أن شفعت له ابنته "ست الملك"، وزوجته المسيحية، وولاه الوزارة بعد أن اشترط عليه أن يولّي المسلمين في الدواوين.
نساء في حياة الخليفة
لعبت المرأة دورًا مهمًا في حياة الخليفة الفاطمي العزيز بالله، وبالرغم من أن المرأة ساهمت بنصيب كبير في سياسة البلاد الداخلية والخارجية في العصر الفاطمي، فإنها نالت في عهد الخليفة العزيز مكانة لم تحظ بها في أي من العهود السابقة.
كانت أولى النساء التي حظيت بمكانة كبيرة هي السيدة "المعزية" أم الخليفة العزيز، زوجة الخليفة المعز، والتي تلقبت بـ"أم الأمراء"، واسمها "تغريد" وقيل "درزان" أو "درزارة"، وهي "أم ولد" من أصل عربي تزوجها الخليفة المعز بالمغرب قبل أن يأتي إلى مصر، وكان لها نشاط تجاري واسع في مصر، وبالرغم من أنه لم يكن لها أي دور سياسي معروف فإن الخليفة المعز كان يتشاور معها في بعض الأمور السياسية على نحو ما يذكر المقريزي.
وقد نُسب إليها عدد من الآثار العمرانية الشهيرة مثل: جامع القرافة، وقصر القرافة، وتوفيت عام (385هـ= 995م) أي قبل وفاة ابنها العزيز بعام واحد.
كما كانت لزوجته السيدة "العزيزية" مكانة كبيرة في حياته، وكان لها أثر كبير في كثير من السياسات التي انتهجها العزيز؛ فقد كانت تلك السيدة نصرانية على المذهب الملكاني –مذهب الكنيسة القسطنطينية- وهي أم "ست الملك" شقيقة "الحاكم بأمر الله" لأبيه، وكان لهذه السيدة سلطان كبير على الخليفة العزيز؛ وهو ما جعله يرفع أخويها إلى أرقى المناصب الكنسية، فعين أخاها "أُرِيسْتس" مطرانا على بيت المقدس سنة (375هـ= 985م)، وعين أخاها الآخر "أرسانيوس" مطرانا على القاهرة، ثم أصبح بطريركا على القاهرة بعد ذلك.
والسيدة "العزيزية" هي التي حملت العزيز على انتهاج سياسة التسامح مع النصارى، وإعادة بناء بعض الكنائس، حتى بلغ من تعاطف العزيز مع النصارى أنه كان يشاركهم احتفالاتهم بأعيادهم الدينية.
أما "ست الملك" ابنة الخليفة العزيز بالله وأخت الخليفة الحاكم بأمر الله فقد حظيت بمكانة عالية لدى أبيها الذي أحاطها بكل أسباب الترف والثراء، حتى إنه بنى لها القصر الغربي لتعيش فيه بمفردها، وكان لها نحو أربعة آلاف جارية يقمن بخدمتها، وكانت تمتلك ثروة كبيرة من التحف الثمينة والجواهر النفيسة، ولها إقطاع في ضياع الصعيد والوجه البحري، فضلا عما كانت تملكه من الدور والبساتين.
وكانت ست الملك ذات شخصية قوية، حرصت دائما على إسداء النصح لأخيها الحاكم الذي تولى الخلافة صغيرًا، وكان الحاكم في بداية الأمر يتقبل مشورتها ويستشيرها في كثير من الأمور.
ومن الغريب أن تتجه الشكوك إليها بعد مقتل أخيها الحاكم؛ باعتبارها ضالعة في تلك الجريمة، وأنها خططت للتخلص منه بالاتفاق مع "سيف الدولة بن دواس".
ويورد المؤرخون أسبابا كثيرة لذلك، معظمها أسباب شخصية تدور حول تدهور العلاقة بينهما، نتيجة لشك أخيها الدائم في سلوكها، بعدما كثرت الأقاويل حولها، ورغبته في التخلص من سيطرتها أو وصايتها عليه، وقيل: إنها فعلت ذلك للحفاظ على ملك آبائها، خاصة بعد ادعاء الحاكم الألوهية.
إصلاح الجيش ودخول العناصر الأجنبية فيه
كان جيش الفاطميين الذي فتح مصر يتكون من الروم والصقالبة والبرقية والباطلية والعبيد والسود، وكان الكتاميون يمثلون الجزء الأكبر من جيش جوهر الصقلي، وكان لذلك التركيب الاجتماعي العرقي للجيش الفاطمي أهميته الخاصة التي تضمن الولاء للخلافة، وتحقق التوازن المطلوب الذي يكفل سيطرة الخليفة على الجيش.
ولكن الفاطميين ما لبثوا أن شعروا بالحاجة إلى إعادة تنظيم الجيش، بعدما واجهوا جيوشا أكثر تفوقًا وأشد تنظيمًا مثل الجيش البويهي العباسي والجيش البيزنطي الرومي.
وازدادت رغبة الخليفة الفاطمي العزيز بالله في إحداث ذلك التغيير بإدخال عناصر من الأتراك والديالمة في الجيش الفاطمي، وخاصة بعد المواجهة التي تمت بينه وبين جيش القائد "أفتكين" –"ألبتكين" في دمشق، فأصبح أولئك الجند منذ ذلك الحين عنصرًا مهمًا في الجيش الفاطمي، ولكن ذلك أدى إلى نشوب صراع دائم بين العناصر المختلفة التي يتألف منها الجيش الفاطمي؛ فظهر النزاع بين المغاربة والمشارقة نتيجة خوف المغاربة على مكانتهم في الدولة.
النفوذ الخارجي للفاطميين في عهد العزيز
بدأ اهتمام الفاطميين ببلاد الحجاز منذ خلافة المعز لدين الله الفاطمي الذي استطاع أن يبسط نفوذه على تلك البلاد، حينما استولى "حسن بن جعفر الحسني" على مكة، ودعا للخليفة المعز على منابرها؛ فقلده المعز الحرم وأعماله، وعمل المعز على تدعيم سلطته على مكة والمدينة، وسعى إلى بسط سيطرته على سائر بلاد الحجاز.
وظلت الخطبة باسم الخليفة المعز في كل من مكة والمدينة حتى توفي سنة (365هـ= 975م) وخلفه ابنه العزيز فانقطعت الخطبة له في بلاد الحجاز، فأرسل العزيز "إدريس بن زيدي النهاجي" أميرا على الحج سنة (367هـ= 977م) فاستولى على الحرمين وأقام الخطبة باسم العزيز، إلا أن نفوذ الفاطميين لم يستقر في مكة والمدينة طوال عهد العزيز؛ فقد دعا أمير حُجّاج العراق لـ"عضد الدولة بن بويه" وهو ما اضطر العزيز إلى إرسال حملة إلى الحجاز، وانتهى الأمر بإعادة الخطبة للعزيز على منابرها.
أما في بلاد اليمن التي بدأت الدعوة الفاطمية بها منذ سنة (368هـ= 978م) فقد بلغت تلك الدعوة فيها أوج ازدهارها في ظل خلافة العزيز بالله الفاطمي، حيث تمكن أتباعه من قطع الخطبة للخليفة العباسي في جميع البلاد وإقامتها له، واستمر الحال على ذلك حتى توفي.
كما استطاع العزيز أن يوطد أقدام الفاطميين في الشام مرة أخرى، بعد أن استطاع "أفتكين" التركي الاستيلاء على دمشق سنة (25 من المحرم 368هـ= 4 من سبتمبر 978م) فخرج إليه العزيز بالله من القاهرة على رأس حملة كبيرة –وكان القائد جوهر الصقلي على رأس الطليعة في ذلك الجيش- واستطاع الفاطميون إلحاق الهزيمة الساحقة بقوات أفتكين والقرامطة، وتحقق للفاطميين المزيد من الاستقرار في بلاد الشام، بعد أن جلا عنها القرامطة إلى بلادهم.
العزيز بالله وإنشاء الفرق الخاصة
بعد أن استولى الخليفة العزيز بالله على دمشق، وبعد انتصاره الساحق على القرامطة أخذ القائد التركي أفتكين أسيرًا مع من أسرهم من الديالمة والأتراك، وكان الخليفة يجد في أفتكين -برغم كل ما سببه له من متاعب، وما كبده من خسائر- مقاتلا شجاعا، وخصما قويا جديرا بالعفو لا بالعقاب والقتل؛ ولذلك فإنه استبقاه وعفا عنه، وأحسن إليه، وأنزله في دار الأتراك، وأفاض عليه المنح والعطايا، بعد أن كان أفتكين قد قطع كل خطوط الرجاء، وأيس من الحياة، وظن أنه لا محالة مقتول.
واستمر أفتكين يحظى برعاية الخليفة وعطفه حتى توفي سنة (372هـ= 982م)، واتُّهم الوزير يعقوب بن كلس بدس السم له، فاعتقله العزيز مدة ثم ما لبث أن عفا عنه، وأعاد إليه سلطانه وسلطاته، ثم زاد في ذلك ووهبه خمسمائة غلام من الناشئة وألف من المغاربة، وقد شكل هؤلاء جميعا فرقة خاصة سميت "الوزيرية" وكان للوزير السلطان المطلق فيها، وعُدّ ذلك بداية ظهور الفرق الخاصة التي حملت أسماء الخلفاء والوزراء، والتي تقتصر مهمتها على توفير الحماية والأمن لرئيس الدولة أو الوزير.
خروج العزيز لقتال الروم في الشام
نجح "علي بن الحسن المغربي" أحد كبار رجال الدولة الحمدانية في إقناع الخليفة العزيز بالله بالعمل على غزو حلب والتخلص من الحمدانيين.
وأعد الخليفة جيشا كبيرا ضم نحو ثلاثين ألفا، جعل عليه أحد القادة الأتراك ويدعى "منجوتكين" وسار الجيش حتى وصل دمشق، ومنها إلى حلب، فلما وجد الحمدانيون الجيش الفاطمي على أبواب مدينتهم استنجدوا بملك الروم الذي كلف نائبه على أنطاكية بالسير إلى حلب في خمسين ألفا، والتقى الجمعان لا يفصلهما إلا نهر "العاصي"، فراحا يتراشقان بالنشاب، فلما عبر جيش المسلمين فرّ الروم إلى أنطاكية، وغنم المسلمون أموالهم ومتاعهم.
ولجأ الحمدانيون إلى الحيلة، فاستمالوا عددا من رجال منجوتكين ليقنعوه بالعودة إلى دمشق، ووافق ذلك هوى القائد الفاطمي، فعاد إلى دمشق وكتب إلى الخليفة يدّعي نفاد المؤن.
وأثار ذلك غضب العزيز فعاد منجوتكين بعد ذلك إلى حلب فحاصرها حتى استنجد أهلها بالروم مرة أخرى، وأحس إمبراطور الروم بالخطر على بلاده، فخرج بنفسه على رأس مائة ألف متجهًا إلى حلب.
وجاءت أخبار تحرك جيش الروم إلى منجوتكين، فسارع بإحراق ما لديه من خزائن وأموال، وولّى هاربا إلى دمشق دون قتال.
ووصل ملك الروم إلى حلب فاستولى على ما فيها، ثم اتجه إلى حمص فاستولى عليها، وسار إلى طرابلس فحاصرها أربعين يوما دون أن يتمكن من فتحها، حتى اضطر إلى العودة إلى بلاده مرة أخرى.
وعندما علم العزيز بما حدث عظم ذلك عليه، ونادى في الناس بالخروج للقتال، وفتح خزائنه فأنفق منها على التجهيز للحرب، وأعد أسطولا حربيا جمع له العدد والآلات والأسلحة اللازمة.. ولكن حدثت مجموعة من الكوارث العجيبة والأحداث الغريبة، فقد احترق الأسطول الذي أنفق الكثير من الجهد والمال لتجهيزه قبل أن يخرج للقتال، فتمّ صنع أسطول آخر، فلما خرج إلى البحر هبت ريح قوية فتحطم الأسطول وغرق عدد كبير من الجنود.
ولكن ذلك كله لم يجعل الوهن أو اليأس يتسرب إلى نفس العزيز بالله، ولم يضعف ذلك من عزيمته، فخرج في جيوش هائلة إلى بلاد الشام لينتقل منها إلى أرض الروم.
كانت نفسه تمتلئ حماسا وإصرارا على لقاء الروم، تدفعه رغبته القوية في محو تلك المهانة التي ألحقها الروم بالمسلمين، إلى مواصلة التحرك ليل نهار حتى ينتقم منهم، ويدفع أذاهم عن المسلمين.
ولم يكن يدري أن ساعات قليلة تفصل بين يومه الذي يحياه وغده الذي لن يراه؛ فقد اشتد عليه مرض "القولنج" الذي أصابه بـ"بُلْبَيْس" عند خروجه من مصر وتزايد عليه حتى أودى بحياته في (28 من رمضان 386هـ= 15 من أكتوبر 996م) وهو في الرابعة والأربعين من عمره.
مظاهر النهضة الحضارية والفكرية في عهد العزيز
وقد شهد عصر العزيز بالله العديد من مظاهر العمران والنهضة الحضارية التي شملت الكثير من العلوم والفنون والآداب.
وكان من أبرز الآثار المعمارية التي أنشأها العزيز قصر اللؤلؤة الذي شيده على النيل، كما اهتم كذلك بالقصر الشرقي الكبير الذي أسسه جوهر القائد، والذي يعد من أعظم عمائر الفاطميين. وقد أضاف إليه العزيز قاعة الذهب والإيوان الكبير، كما بدأ العزيز في بناء مسجده الضخم خارج السور الشرقي للقاهرة، ولكنه توفي قبل أن يتمه، فأكمله ابنه الحاكم.
وكانت القاهرة طوال العصر الفاطمي هي مركز الدعوة الإسماعيلية في العالم الإسلامي، وقد تركزت هذه الدعوة في بداية الدعوة الإسماعيلية في الأزهر، وشهدت بداية خلافة العزيز بالله أولى حلقات الدراسة في الجامع الأزهر، حيث جلس القاضي "علي بن النعمان" في سنة (365هـ= 975م) ليملي مختصرا في الفقه على جمع كبير من العلماء والكبراء.
كما شهدت الفنون المتطورة ازدهارا كبيرا في العصر الفاطمي، حتى بلغت أقصى درجات الجودة والإتقان، ومن ذلك صناعة الخزف والمصنوعات الزجاجية، وخاصة في عهد الخليفة العزيز بالله.
وشهدت مصر كذلك في عهده استقرارا ملحوظا ونهضة اقتصادية ورواجا تجاريا، فضلا عن النهضة العمرانية العظيمة وإنشاء العديد من المساجد والأربطة والمدارس، والاهتمام بالحدائق والبساتين وتشييد القصور الأنيقة والمباني الفخمة؛ وهو ما يعكس حياة الترف والرفاهية التي اتسم بها عهد العزيز.
|