30-08-09, 08:45 PM
|
|
الأندلس
15ربيع أول 674هـ ـ 9 سبتمبر 1275م
منذ أن قامت دولة الإسلام بالأندلس 92هـ، والعلاقة بين بلاد المغرب والشمال الإفريقي وبين بلاد الأندلس علاقة وثيقة ومتينة والشريان الحي ممتد بين البلدين، فأيما حدث يقع في طرف يؤثر في الآخر، وقد قدر للمغرب أن تكون في مواطن كثيرة منقذة للأندلس، وكلما قامت ببلاد المغرب دولة جديدة جعلت أحداث الأندلس في أهم أولوياتها، مثلما حدث مع دولة المرابطين ثم الموحدين، وبعد سقوط هذه الدول، ظهرت الدولة الجديدة دولة بني مرين وسلطانها البطل الشجاع أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق الملقب بالمنصور، وهو رجل من طراز يوسف بن تاشفين وعبد المؤمن بن علي.
وصلت استغاثات مسلمي الأندلس للسلطان المنصور، فجمع العلماء والأعيان واستشارهم فأفتوا جميعًا بوجوب الجهاد والنصرة، فاستعد لعبور البحر إلى الأندلس وذلك سنة 674هـ، وكان للسلطان منافس قوي بالمغرب هو «يغمراسن» حاكم مدينة تلمسان، فاصطلح معه حتى يتفرغ لقتال صليبي إسبانيا، وبالفعل نزل بر الأندلس في صفر سنة 674هـ، واستقبله الأمير محمد بن الأحمر حاكم الأندلس وشرح له الموقف، واستعد المسلمون لمعركة فاصلة مع «قشتالة».
سمع النصارى بقدوم الجيش المغربي، فخرج القشتاليون ونصارى إسبانيا في جيش ضخم يقدر بتسعين ألف مقاتل بقيادة «الكونت دي لارا» قائد إسبانيا الأشهر، والتقى الجيشان عند حصن المقورة جنوب غربي قرطبة في 15 ربيع الأول 674هـ ـ 9سبتمبر 1275م، ونشبت معركة سريعة هائلة، انتصر فيها المسلمون انتصارًا رائعًا وقتل قائد الإسبان ومعه ثمانية عشر ألفًا، وجمعت رؤوس القتلى وأذن عليها المؤذن لصلاة العصر، وأعادت هذه المعركة ذكريات نصر الزلاقة والآرك، ولم يكن المسلمون ذاقوا حلاوة النصر منذ معركة الآرك سنة 591هـ فجاء هذا الانتصار الرائع لينعش آمال المسلمين في الأندلس بالبقاء، ولكن إلى حين.
|