الحلقة 24
الله .. الله .. ماهذا التقدم السريع في مخابراتنا ، حتى قشرة الدخان باتت تشغلهم ..!
قدحت ذهني قليلا عن هذا البطل الغيور على وطنه من اجل قشرة دخان ..
كيف جاءنا مزمجرا مهددا في بداية الامر ، وهو لايعرف بأننا اسرى ، وهو رجل مخابرات ،
وكيف قال لنا بأنهم سوف يتركوننا نذهب الى بيوتنا ، وهو لايعرف سبب وجودنا عندهم ، وكيف لهذا الجاسوس المفترض أن يعلن عن وجوده بقشرة دخان ..
فما هذا الذكاء الخارق لدى مخابراتنا ، وماأغبى جواسيس العدو ..
إن رجال مخابراتنا مستوردون من كوكبا آخر ، لايوجد مثلهم على وجه الارض ، فهم من الاذكياء ، ويفقهون كل شيئ ، حتى انهم يعرفون سبب وجودنا في الحياة ، ونحن من الاغبياء لانفقه أي شيئ .
لقد أثبت لنا هذا الرجل المخابرتي أنه يحب وطنه كثيرا بفعلته ، وقد أنار لنا طريقنا "المظلم" بقشرة الدخان هذه ..
وبما أني أحب وطني ، أريد أن أبلغ رجال المخابرات ، عن بعض الجواسيس في بلادي ، فيا رجال المخابرات : اقبضوا على اغلبية الموظفين ، فانهم جواسيس ، ويخربون البلاد بفسادهم ورشاويهم ، وينهبون خيراتها ، فلا يوجد فرق بين جاسوسا اسرائيليا جاء ليخرب بلادي ، وبين هذا المرتشي والفاسد الذي يخرب بلادي .
أخيرا.. انتهت وقفتنا في محطة الانتظار بتسليم جميع الأمانات ، وطلب منا أن نلحق أحد عناصر الامن ، ليدلنا على المحطة القادمة .
نزلنا الى ما تحت أحد المباني ، فلم أعرف لأي طبقة من طبقات تحت الارض قد وصلنا ،
"لقد أصبحنا من سكان تحت الارض ، لانعرف الليل من النهار"
ادخلونا الى غرفة فارغة واغلقوا الباب علينا ، فجلسنا على بلاط الغرفة ، ملتصقين بجانب بعضنا البعض ، لكي ندفئ أنفسنا من برد الشتاء ، وبعد ساعة من الزمن تقريبا ، فتح الباب وأطل شخص بيده أوراق وأقلام ، وزعهم على الجميع ، وطلب منا أن نملي هذه الاوراق ، بنشرة معلومات عن سيرتنا الشخصية ، ففعلنا ذلك ، وأمرنا بالخروج من هذه الغرفة الى ممر طويل ، حيث وقفنا أمام عدسة تصوير ، لتكون الصور ذكرى لهم ، يتذكروننا بها ، وبعد ذلك واصلنا المسير ، في ذلك الممر الطويل ، الذي كنا نسمع فيه بعض الصراخ والعويل بسبب التعذيب الذي يمارس ضد السجناء ، الى أن وصلنا الى محطة المحطات
فتح احد العناصر باب احد المهاجع أمامنا ، وقال لنا : ادخلوا ..
فدخلنا .
يتبع ..