21-01-24, 12:16 PM
|
|
غيمة بيضاء عابرة تسير وينهمر منها قطرات المطر
|
|
|
|
لا تصالح للشاعر أمل دنقل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( 1 )
لا تُصالحْ !
. . ولو منحوك الذهب
أتُرى حين أفقأُ عينَيْكَ ،
ثم أثبتُ جوهرتين مكانهما . .
هل ترى . . ؟
هي أشياءُ لا تُشترى . .
ذكرياتُ الطفولةِ بين أخيك وبينك
حسُّكُما ـ فجأةً ـ بالرجولة ، .
هذا الحياءُ الذي يكبتُ الشَّوقَ . . حين تعانقه ،
الصمتُ ـ مُبتسمَيْنِ ـ لتأنيب أمِّكما . .
وكأنكما
ما تزالان طفلَيْنِ !
تلكَ الطمأنينةُ الأبدية بينكما :
أنَّ سيفانِ سيفَك . . .
صوتانِ صوتَك
أنَّكَ إنْ مِتَّ :
للبيتِ ربٌّ
وللطفلَّ أبٌ
هل يصير دمي ـ بين عينيك ـ ماء ؟
أتنسى ردائي المُلَطَّخ . .
تلبسُ ـ فوق دمائي ـ ثيابًا مُطرَّزَةً بالقصبْ ؟
إنها الحربْ
قد تُثقِلِ القلبْ . .
لكن خلفك عارَ العرب .
لا تصالحْ . .
ولا تتوخَّ الهَرَبْ !
( 2 )
لا تُصالحْ على الدَّمِ . . حتَّى بدم !
لا تصالحْ ! ولو قيلَ رأسٌ بِرأس
أكلُّ الرؤوسِ سواء ؟
أقلبُ الغريبِ كقلبِ أخيك ؟ !
أعيناه عينا أخيك ؟
وهل تُساوي يدٌ . . سيفُها كانَ لك
بيدٍ سيفُها أَثْكَلَك ؟
سيقولون :
جئناك كي تحقنَ الدم . .
جئناك . كُنْ يا أميرُ ـ الحَكَم
سيقولون :
ها نحنُ أبناءُ عَم
قُلْ لَهُم إنهم لم يُراعُوا العمومةَ فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهةِ الصحراء . .
إلى أن يُجيبَ العدم .
إنني كنتُ لَك
فارسًا
وأخًا
وأبًا
وملك !
التوقيع
|
خُـلِقَـتْ أكتافُ الرّجالِ لحملِ البنادقِ ،،
فإمّا عظماءُ فوقَ الأرضِ أو عظاماً في جوفِها..
،،،
أُعلّلُ النّفسَ بالآمالِ أرقبها مآآأضيقَ العيشُ لولآ فسحةَ الأملِ
،،،
لا تخبروني عمن يكرهني أو يتكلّمُ عنّي،،
أتركوني أحب الجميع ،،
وأظنّ أنّ الجميع يحبني..
|
|