02-02-13, 08:55 AM
|
|
مرسي يجاهد لإحكام السيطرة على مقاليد نظام قديم للسلطة
الرئيس مرسي.
عندما حاول محمد مرسي، رئيس مصر إخماد أعمال الشغب القاتلة هذا الأسبوع في منطقة قناة السويس، من خلال فرض حظر التجوال ليلاً، جاء الرد عبارةً عن استعراض كبير من التحدي الشعبي.تجمع كل ليلة آلاف من السكان للاستهزاء من حظر التجوال، متجمعين في شوارع مدن القناة الرئيسية ومنظمين لمسيرات، وبطولات لكرة القدم أو لمجرد التسوق. وفي تدبير لحفظ ماء الوجه، تم تقليص الحظر يوم الأربعاء إلى ثلاث ساعات.العصيان المدني في منطقة القناة هو مثال صارخ على حدود صلاحيات مرسي. على الرغم من أنه أول رئيس مصري منتخب، إلا أنه يكافح لفرض سلطته على البلاد حيث أصبحت ثورات العنف أكثر تواتراً. وقد سقط ما لا يقل عن 50 قتيلاً خلال الأسبوع الماضي.الاضطراب، في ظل خلفية من الخلاف الصاخب بين الرئيس والمعارضة، دفعت عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع إلى التحذير من أن استمرار الصراع يمكن أن يؤدي إلى ''انهيار الدولة''. وتم تفسير كلماته على أنها بمثابة توبيخ لمرسي ولخصومه.مع انتقاد السياسيين المتصاعد، فقد وافقت الأحزاب الإسلامية المتحالفة مع الرئيس والمعارضين وغير الإسلاميين في جبهة الخلاص الوطني، أمس للمرة الأولى على بدء محادثات جديدة. في غضون ذلك، وعلى الرغم من أن المحتجين وصفوا مرسي بأنه نسخةٌ ملتحيةٌ من حسني مبارك، الدكتاتور المخلوع، فإن الرئيس لديه عدد قليل من رافعات السيطرة التي كان يمارسها سلفه.
يكافح الرئيس وهو من مجموعة تم قمعها واستبعادها من السلطة لعقود، من أجل تعزيز قبضته على بيروقراطية البلاد وغيرها من المؤسسات التي كانت تمثل أركان النظام السابق - بما في ذلك الشرطة والقضاء.ويقول المحللون إن التصور واسع الانتشار بأن جماعة الإخوان المسلمين تهرول لاحتكار السيطرة على الدولة، يقوّض أيضاً من جهود مرسي لفرض سيطرته.وقال مسؤول في جماعة الإخوان ''هناك مقاومة للتغيير داخل البيروقراطية''. وأضاف ''يمكن لأي وحدة داخل الدولة الآن أن تعيق مشروعا بأكمله. جزئياً من خلال العزوف عن القيام بالعمل''. ووفقاً للمسؤول، تقع أقوى مقاومة داخل وزارة الداخلية، التي تدير الأجهزة الأمنيّة المتضخمة والوحشية في كثير من الأحيان، التي كان يعتمد عليها مبارك في قمع المعارضة.وأضاف أنه: ''لمدة 30 عاماً كان الهدف الرئيسي من أجهزة الأمن، هو احتواء وقهر الإسلاميين''. ''هل تعتقد إذا قمت باستبدال الرجل في الأعلى أو حتى بعض القادة، فإنه سيتم تغيير الجهاز؟ الجواب هو: لا. إنه كيان مختلّ حيث لا يمثل الهدف من النقد المستمر من الرأي العام، ولكن العدو السابق المسؤول، أيضاً''.تم تعيين وزير الداخلية الجديد في تعديل وزاري في كانون الثاني (يناير)، وقيل إن ذلك كان بسبب فشل سلفه في التعاون مع مساعدي مرسي، الذي يبدو أنه شعر بالذعر عندما وصل عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين إلى أبواب القصر الرئاسي في أواخر العام الماضي. كما يقول مسؤولون إسلاميون إن عزوف الشرطة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة، قد دفع بالإخوان كي يرسلوا الآلاف من أنصارهم، الذين اشتبكوا مع المتظاهرين أمام القصر. وقد فاجأ العنف الأمة، وعمّق المخاوف بشأن التزام الإخوان بالمبادئ الديمقراطية.يقول النقاد إن التصور أن مرسي وجماعة الإخوان يحاولون الاستيلاء على السلطة وتهميش القوى السياسية الأخرى، بما يمنع أيضاً إصلاح الشرطة وغيرها من أذرع الدولة. وقال مايكل وحيد حنا، محلل في مؤسسة القرن، وهي مؤسسة فكرية، ''لا يستطيع الإخوان إصلاح البيروقراطية من جانب واحد''. ''يحتاج الأمر إلى التوافق الاجتماعي الذي يفوق قدرات أي فصيل واحد. لقد كان هناك توافق في الآراء في أعقاب الثورة، ولكن الآن هناك صورة موحلة حيث يمثل كل من البيروقراطية القديمة، الإسلاميين والمعارضة مثلثا بداخلها''.
|