منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   صالون الأدب والأدبـاء (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   @@ لكل أجل كتاب !! @@ (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=763757)

حمد بن عبدالله العقيل 08-11-22 06:34 AM

@@ لكل أجل كتاب !! @@
 
@@ لكل أجل كتاب !! @@

يَأتِي الرِّثَاءُ ليُحِيِي ذِكرَ من صُدِعَا
وكي يُواسِي الذي بالفَقدِ قَد فُجِعَا

والموتُ غَايةُ كُلِّ النَّاسِ قاطِبَةً
وليس يَبقَى سِوَى ذِكرٍ لهُم رُفِعَا

مشاعرٌ بَثَّهَا الأحبابُ فانبَثَقَت
تُتَرجِمُ الحُزنَ مِمَّا حَلَّ فانتَزَعَـــــا

يَا رَبِّ سُنَّتُكَ الأولى هُنَا ظَهَرَت
فليس تُبقِي لنا في أهلنا مَنَعًـــا

إذا أتى أَجَلُ الإِنسَانِ يحصِدُهُ
حَالًا كَطَرفَةِ عَينٍ ذَاكَ ما صَنَعَــــا

أراهُ حينَ تَخَطَّى القَومَ أسعَدَهُم
وحينَ ينزِلُ فِيهِم يُحدِثُ الصَّدَعَا

لن يَترُكَ المَوتُ ذَا شَيبٍ وَشَيبَتَهُ
وَلَا الوَليدَ ولا مَن شَبَّ فَارتَفَعَا

يا ربِّ فارحَم لِمَيتٍ صَارَ في جَدَثٍ
وَافسَح له فِيهِ وارحم حال من فُجِعَا

حمد بن عبدالله العقيل
مجمع الضيافة بالعارضة
9/4/1444هـ الموافق 3/11/2022م

حسن خليل 07-12-22 01:08 PM

رد: @@ لكل أجل كتاب !! @@
 
قصيدة جميلة وعنوان مناسب للقصيدة وقافية جيدة.
ألفاظ مختارة ومعانٍ منتقاة بشكل عام و متداولة في الوسط الأدبي.
إيقاع جيد في معظم أبيات القصيدة.
استخدم شاعرنا بديع البيان في البيت الخامس حيث تضمن صورة شعرية جميلة.
كما استخدم الشاعر الدلالات اللغوية المناسبة إلى حدٍ ما في مجمل أبيات القصيدة.
هناك محاكاة في بعض أبيات القصيدة لبعض الشعراء، أذكر منها بعض الأبيات:

قصيدة (رَهِبْتُ وما مِنْ رَهبة ِ الموْتِ أجزَعُ) للشاعر عامر بن الطّفيل، اخترت منها بعض الأبيات:

رَهِبْتُ وما مِنْ رَهبة ِ الموْتِ أجزَعُ
وعالَجتُ هُمّاً كنتُ بالهمّ أُولَعُ

وَليداً إلى أنْ خالَطَ الشّيبُ مَفرَقي
وَألبَسَني منْهُ الثَّغَامُ المُنَزَّعُ

وهناك قصيدة بعنوان: وجدت الموت للحيوان داءً للشاعر أبو العلاء المعرّي

وجدت الموت للحيوان داءً
وكيفَ أُعالِجُ الدّاءَ القَديما!

وما دُنياكَ إلاّ دارُ سَوْءٍ،
ولستَ على إساءتها مُقيما

أرى وَلَدَ الفتى عِبْئاً عليهِ،
لقدْ سَعِدَ الذي أمسى عقيما

أما شاهَدْتَ كلَّ أبي وليدٍ،
يَؤُمُّ طَريقَ حَتْفٍ مُستَقيما؟

فإمّا أن يُرَبِّيَهُ عَدُوّاً؛
وإمّا أنْ يُخَلّفَهُ يَتيما

وهناك قصيدة بعنوان: بيان عسكري للشاعر تميم البرغوثي، اخترت منها بعض الأبيات:

كأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّ
مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ

لذلك ليس يُذكَرُ في المراثي
كثيراً وهو يُذكَرُ في الأغاني

سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضّحايا
مِنَ الأنقاضِ رأساً للجنانِ

رماديِّونَ كالأنقاضِ شُعْثٌ
تحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُوَانِ

يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهم فَتَبْدُو
سَماءُ اللهِ تَحمِلُها يدانِ

يدٌ لِيَدٍ كَمِعراجٍ طَوِيلٍ
إلى بابِ الكريمِ المستعانِ

وهناك قصيدة بعنوان: إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي للشاعر أبو العتاهية:

إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍ فَمَا كَلَفِي
وَما عَنائي بما يَدْعُو إلى الكُلَفِ

لا شيءَ لِلْمَرءِ أغْنَى منْ قَنَاعَتِهِ
وَلا امتِلاءَ لعَينِ المُلْتَهي الطّرِفِ

منْ فارقَ القَصْدَ لمْ يأْمَنْ عَلَيْهِ هوىً
يَدْعُو إِلى البغْيِ والعُدْوانِ والسَّرَفِ

ما كلُّ رأيِ الفَتَى يَدْعُو إلى رَشَدٍ
إذَا بَدَا لكَ رأْيٌ مشكِلٌ فقفِ

أُخَيّ! ما سكَنَتْ رِيحٌ وَلا عصَفَتْ،
إلاّ لِتُؤْذنَ بالنْقصانِ والتّلَفِ

ما أقربَ الْحَيْنَ مِمَّنْ لَمْ يزلْ بَطِراً
وَلم تَزَلْ نَفسُهُ توفي على شُرَفِ

كمْ منْ عزيزٍ عظيمِ الشَّأْنِ فِي جَدَثٍ مُجَدَّلٍ،
بتراب الأرْضِ مُلتَحِفِ

للهِ أهلُ قبورٍ كنتُ أعهَدُهُمْ
أهلَ القِبابِ الرّخامِيّاتِ، وَالغُرَفِ

يا مَنْ تَشَرّفَ بالدّنْيا وَزِينَتِها،
حَسْبُ الفَتَى بتقَى الرَّحْمَانِ منْ شرفِ

والخيرُ والشَّرُّ فِي التَّصْويرِ بينهُمَا
لوْ صُوّرَا لكَ، بَوْنٌ غَيرُ مُؤتَلِفِ

أخَيَّ آخِ المُصَفَّى مَا استطَعْتَ
وَلاَ تَستَعذِبَنّ مُؤاخاة َ الأخِ النّطِفِ

ما أحرَزَ المَرْءُ مِنْ أطْرافِهِ طَرَفاً،
إلاّ تَخَوّنَهُ النّقصانُ مِنْ طَرَفِ

وَاللّهُ يكفيكَ إنْ أنتَ اعتَصَمتَ بهِ،
مَنْ يصرِفِ اللّهُ عنهُ السّوءَ ينصرِفِ

الحَمدُ للّهِ، شُكراً، لا مَثيلَ لَهُ،
ما قيلَ شيءٌ بمثلِ اللّينِ وَاللُّطُفِ


وقصيدة بعنوان: لم يهدم الموت إلا هيكل الطّين للشاعر إيليا أبو ماضي، اخترت منها بعض الأبيات:

مضى الذي كان في البلوى يعزّينا
و كان يُحيي، إذا ماتت، أمانينا

كم جاءنا في اللّيالي السّود بالألق
وبالندى من حواشي القفر والعبق

فالحيّ في هذه الدّنيا إلى حين
لكن نسيب إلى كلّ الأحايين

وإن نأى وسما للعالم الطّاهر
لسوف يرجع عطرا في الرّياحين

أو نسمة تتهادى في البساتين
أو بسمة في ثغور الخرّد العين

فالموت ما هدّ إلاّ هيكل الطّين
لا تحزنوا فنسيب غائب حاضر

وهناك قصيدة بعنوان: لَعَمْرِي لَقَدْ أشجَى تَميماً وَهَدّها للشاعر جرير، اخترت منها هذا البيت في رثاء الشاعر الفرزدق:

لَعَمْرِي لَقَدْ أشجَى تَميماً وَهَدّها
على نَكَباتِ الدّهرِ مَوْتُ الفَرَزْدَقِ

استهل شاعرنا قصيدته في ذكر مناقب الشخص المتوفّى وكأنه يدبُ فيه الحياة من جديد ويخفف الحزن على أهله وذويه الذين نزلت عليهم هذه المصيبة الألمية الفاجعة.

ومن وجهة نظري لو قال شاعرنا في البيت الثاني الموت نهاية كل الناس قاطبة لكان أنسب و أفضل من قوله الموت غاية كل الناس قاطبة. حيث قال الله في محكم التنزيل: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فغاية خلق الإنسان هي تكليفه بعبادة الله عز وجل وعمارة الأرض في حياته، وما الموت الذي نراه لأنفسنا و للآخرين في أهليهم وأنفسهم سوى انتقال من حال إلى حال، ومن الدنيا إلى عالم البرزخ.

وفي البيت الثاني ذكر أن كل البشر مصيرهم الموت وبأنه لا يبقى للشخص بعد موته سوى أعماله وأقواله التي رفعت إلى السماء وكتبت له في صحيفته.

وفي البيت الثالث يصف شاعرنا المشاعر التي أفضى بها الآخرون لأهل المتوفّى تعتبر كالبلسم الذي يُذهت الحزن الذي يسيطر عليهم مما حلَّ بهم.

وفي البيت الرابع يصف شاعرنا بأن الموت هو سنة هذه الحياة الدنيا لنا، مما قد يؤثر على عزوة ومنعة أقارب المتوفّى.

وفي البيت الخامس يصور شاعرنا لحظة الموت بطرفة عين أو ومضة وفي هذه اللحظة يظهر له ملخص ما صنع في حياته الدنيا كفلم مصور من البداية حتى النهاية.

وفي البيت السادس يذكر شاعرنا أن الذي يمتد عمره عن غيره من أقرانه يشعر بالسعادة بأن الموت لم يخطفه كما خطف حياة أقرانه وحين ينزل فيهم يحدث فيهم المصاب الجلل كالشق أو الشرخ الكبير.

وفي البيت السابع يذكر شاعرنا أن الموت لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا ولا طفلاً ولا شابًا ولا شيخًا كبيرًا، فكل إنسان حين يحين أجله يأتيه الموت لا محالة.

وفي الختام يبتهل شاعرنا بالدعاء إلى الله عز وجل للأموات الذين انتقلوا من الدنيا إلى حفرة ضيقة بأن يفسح لهم في قبورهم وأن يتلطف ويرأف بحال أهلهم وذويهم.

خالص الشكر والتقدير لشاعرنا القدير أخي حمد العقيل على جهوده الدوؤبة في هذا الصالون.


الساعة الآن 06:46 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir