شموخ نجمة
09-05-04, 09:51 PM
هناك في تلك الزواية الكئيبة يقبع مكتبها أو مقبرة نبضها..
وأمامه مقعدها الحزين الذي اعتاد احتمال تهالك جسدها المثقل بجرح الزمن...
وبالقرب منهما كانت هي تحمل خطاها الزاحفة نحوهما....
أمسكت بالقلم...بدأت تخط اسمه...ا ب.....وأكملت حروف اسمه
أطالت التحديق...راحت ترسم اسمه بكل الألوان...
لم تنتبه إن كانت ترسم اسمه على الورق أم على صفحات ذلك القتيل الدفين بين غابات زمنها....
لم تعرف إن كان مداد القلم حبرا أم قطرات من دمها....!!!
عيناها تزداد اتساعا لتمنع دمعة من السقوط...
في الوقت الذي امتدت يدها دون إرادة منهالتضغط على أضلاعها
المرتجفة....تعتصر ذلك القتيل فقد غافلها ونزف تلك الدمعة المحجوبة من عينها ....
صرخت فيه...لا لا لا ...إياك أن تفعلها ثانية...إياك أيها البائس...
شموخي لايقبل النزف..يرفض الدموع...
خرجت من ذلك القتيل أنة من قرحت شفاهه طعوم المرارة...
-لكنني سيدتي قلب بشر..أحب وأكره..أفرح وأحزن...!!
لماذا تكلفينني دائما ثمن صمود كبريائك؟؟
أنظري إلى زواياي المعتمة كيف جمدها الصقيع...وكيف ناحت على عروقي الغربان ونسجت عليها العناكب...!!
ازداد ضغطها عليه ليتلاشى صوته...همست له بصوت مبحوح:
-لكنه ياقلبي يحملني ثمن كل اللحظات مذ عرفته...!!
يحاسبني على مرور كل العابرين في دربي رغم أنه وحده من بينهم
أمسكت يده...تعلقت بأهداب ثوبه.... منحته ثقتي.....
أملت رأسي على كتفه لأستريح من عناء الرحلة... دون قصد مني
غفوت...وأخذني الحلم بعيدا إلى حيث يمتد بحر ماريانا....
هناك كنت سمكة بيضاء بزعانف زهرية....وهو كان حوتا أزرق..
لكني ياقلبي رأيته دلفينا منقذا...بلون أبيض يشبه لوني...
كنت أسبح حوله وأعابثه وأرشقه ببعض الماء...وأختبيء
تحت زعانفه كلما أحسست بالخطر...وألمح في نظرته أمانا أحتاجه...
لكنه حينها ضربني بذيله...لفظني بعيدا..فعل ذلك فقط لأني التفت
إلى قرش عبر طريقي ككل العابرين ...التفت خوفا وهرعت اليه
ألتمس الأمان بين زعانفه....لم يستطع حينها ان يفرق بين نظرة خائف ونظرة عابث...
ألم الضربة أيقظني من إغفاءتي...وإذا بيده تهزني ونظرته الحارقة
المملوءة شكا توقظ كل خلايا الخجل والخوف والحزن في نفسي....
والحروف من شفاهه تنهال سهاما نحوك أيها المسكين.....!!!
-من كان ذاك العابر؟؟ كم من القروش عبرت طريقك؟؟
كم فكرة عبرت خاطرك كانت محملة بصورهم؟؟
قتلني ياقلبي سؤاله....وقتلك معي.....
نكست رأسي خجلا وأشحت بوجهي هروبا من وقع السؤال...!!
وهل من طريق ياقلبي بلا عابرين؟؟
وتمثل أمام عيني صورة خذلانه الأول...أتذكر ياقلبي؟؟
حين ركضت إليه كطفلة طارت جدائلها في لفح الهجير..وارتميت
بين ذراعيه ألتمس الملاذ وأنزف على صدره الصدق...
وإذا بعينيه تتصفح الوجوه تبحث عن عينين أكثر صدقا من عيني
.....تبحث عن الحقيقة بعيدا عن معان نسجها وضوحي..!!!
أتذكر حين أزاحني عن صدره وهرول إليها يبحث بين كلماتها
عما يسقطني إلى القاع...ويغمسني في الوحل....
أتذكر ياقلبي أتذكر؟؟؟
وانظر إليه الآن كيف يحملني ثمن إغفاءتي على كتفه...
بل ويطلب غسل دموع بللت بها صدره ....!!!
آه ياقلبي ماأنا وأنت إلا قتيلة وقتيل...!!
فماذا بقي لنا بعد الموت إلا شموخ الكبرياء؟؟؟!!
فلماذا تقتله دموعك؟؟؟ لمـــــــــــاذا تسمح له بقتل ماتبقى لنا
أنا وأنت؟؟؟
لا ياقلبي لاتخذلني كماهو خذلني....
كن معي وفيــــــا كما كنت معه....
لا تفرش له كبريائي بساطا أحمر ليطأه بأقدامه كما وطئك قبله...
كبريائي فقط ماتبقى لنا ..أرجوك أبقه شـــــامخا وإن كان الثمن:
عتمة وصقيع...... ونعيق غربان..... وبيوت عناكب....
صمت ذلك الدفين بين غابات الزمن وعلم أنه لن يجديه الأنين
وأنه وحده من سيدفع ثمن تلك الإغفاءة ....
خرس دون أن يتساءل عن ذنبه فهو يعلم جيدا أن ذنبه الوحيد:
أنه خلق قلبا لأنثى شـــــــــــــامخــــة....!!!
بقــــــلــــــم:
شمـــــــــــوخ نجمـة
وأمامه مقعدها الحزين الذي اعتاد احتمال تهالك جسدها المثقل بجرح الزمن...
وبالقرب منهما كانت هي تحمل خطاها الزاحفة نحوهما....
أمسكت بالقلم...بدأت تخط اسمه...ا ب.....وأكملت حروف اسمه
أطالت التحديق...راحت ترسم اسمه بكل الألوان...
لم تنتبه إن كانت ترسم اسمه على الورق أم على صفحات ذلك القتيل الدفين بين غابات زمنها....
لم تعرف إن كان مداد القلم حبرا أم قطرات من دمها....!!!
عيناها تزداد اتساعا لتمنع دمعة من السقوط...
في الوقت الذي امتدت يدها دون إرادة منهالتضغط على أضلاعها
المرتجفة....تعتصر ذلك القتيل فقد غافلها ونزف تلك الدمعة المحجوبة من عينها ....
صرخت فيه...لا لا لا ...إياك أن تفعلها ثانية...إياك أيها البائس...
شموخي لايقبل النزف..يرفض الدموع...
خرجت من ذلك القتيل أنة من قرحت شفاهه طعوم المرارة...
-لكنني سيدتي قلب بشر..أحب وأكره..أفرح وأحزن...!!
لماذا تكلفينني دائما ثمن صمود كبريائك؟؟
أنظري إلى زواياي المعتمة كيف جمدها الصقيع...وكيف ناحت على عروقي الغربان ونسجت عليها العناكب...!!
ازداد ضغطها عليه ليتلاشى صوته...همست له بصوت مبحوح:
-لكنه ياقلبي يحملني ثمن كل اللحظات مذ عرفته...!!
يحاسبني على مرور كل العابرين في دربي رغم أنه وحده من بينهم
أمسكت يده...تعلقت بأهداب ثوبه.... منحته ثقتي.....
أملت رأسي على كتفه لأستريح من عناء الرحلة... دون قصد مني
غفوت...وأخذني الحلم بعيدا إلى حيث يمتد بحر ماريانا....
هناك كنت سمكة بيضاء بزعانف زهرية....وهو كان حوتا أزرق..
لكني ياقلبي رأيته دلفينا منقذا...بلون أبيض يشبه لوني...
كنت أسبح حوله وأعابثه وأرشقه ببعض الماء...وأختبيء
تحت زعانفه كلما أحسست بالخطر...وألمح في نظرته أمانا أحتاجه...
لكنه حينها ضربني بذيله...لفظني بعيدا..فعل ذلك فقط لأني التفت
إلى قرش عبر طريقي ككل العابرين ...التفت خوفا وهرعت اليه
ألتمس الأمان بين زعانفه....لم يستطع حينها ان يفرق بين نظرة خائف ونظرة عابث...
ألم الضربة أيقظني من إغفاءتي...وإذا بيده تهزني ونظرته الحارقة
المملوءة شكا توقظ كل خلايا الخجل والخوف والحزن في نفسي....
والحروف من شفاهه تنهال سهاما نحوك أيها المسكين.....!!!
-من كان ذاك العابر؟؟ كم من القروش عبرت طريقك؟؟
كم فكرة عبرت خاطرك كانت محملة بصورهم؟؟
قتلني ياقلبي سؤاله....وقتلك معي.....
نكست رأسي خجلا وأشحت بوجهي هروبا من وقع السؤال...!!
وهل من طريق ياقلبي بلا عابرين؟؟
وتمثل أمام عيني صورة خذلانه الأول...أتذكر ياقلبي؟؟
حين ركضت إليه كطفلة طارت جدائلها في لفح الهجير..وارتميت
بين ذراعيه ألتمس الملاذ وأنزف على صدره الصدق...
وإذا بعينيه تتصفح الوجوه تبحث عن عينين أكثر صدقا من عيني
.....تبحث عن الحقيقة بعيدا عن معان نسجها وضوحي..!!!
أتذكر حين أزاحني عن صدره وهرول إليها يبحث بين كلماتها
عما يسقطني إلى القاع...ويغمسني في الوحل....
أتذكر ياقلبي أتذكر؟؟؟
وانظر إليه الآن كيف يحملني ثمن إغفاءتي على كتفه...
بل ويطلب غسل دموع بللت بها صدره ....!!!
آه ياقلبي ماأنا وأنت إلا قتيلة وقتيل...!!
فماذا بقي لنا بعد الموت إلا شموخ الكبرياء؟؟؟!!
فلماذا تقتله دموعك؟؟؟ لمـــــــــــاذا تسمح له بقتل ماتبقى لنا
أنا وأنت؟؟؟
لا ياقلبي لاتخذلني كماهو خذلني....
كن معي وفيــــــا كما كنت معه....
لا تفرش له كبريائي بساطا أحمر ليطأه بأقدامه كما وطئك قبله...
كبريائي فقط ماتبقى لنا ..أرجوك أبقه شـــــامخا وإن كان الثمن:
عتمة وصقيع...... ونعيق غربان..... وبيوت عناكب....
صمت ذلك الدفين بين غابات الزمن وعلم أنه لن يجديه الأنين
وأنه وحده من سيدفع ثمن تلك الإغفاءة ....
خرس دون أن يتساءل عن ذنبه فهو يعلم جيدا أن ذنبه الوحيد:
أنه خلق قلبا لأنثى شـــــــــــــامخــــة....!!!
بقــــــلــــــم:
شمـــــــــــوخ نجمـة