جبلة النفس وميلها واثرها ..

[الزنقب]

1 - قلنا أن النفوس ثلاثة شريره تعيش على الاذيه والعدوان

وطماعه تعيش على النهم والشره وكسوله تعيش على

الخمول والعطاله ..


2 - وقلنا أن خواطر النفوس هي محابها ومرغوباتها ومخوفها

وتتلون هذه الثلاث بنوعها فحب الشريره ورغبتها وخوفها

يختلف عن حب الطماعه ورغبتها وخوفها وهكذا ..


3 - وقلنا أن هذه الخواطر تسبب تشويش الذهن واضطراب

الانفعال وتذبذب الاراده ..



4 - وسوف نتكلم عن اليوم عن جبلة النفس وميلها واثرها


فجبلة النفس الامر بالسوء


وميلها الهوي


وأثرها هو الغلبة فهي غالبة على الاراده


5 - وعلاج النفس بــ


محاسبتها .. مقاومتها .. الاستعانه بالله عليها ..

فالمحاسبة يتضح بها دقائق وخفايا الهوى

والمقاومه يرد به الهوى حتى تخضع النفس للدين والعقل

فنقوي داعي الدين والعقل ونضعف داعي الهوى والشهوى

والاستعانه بدوام الدعاء والذكر والتضرع والتوكل على الله في ذالك ..

فالنصر الحقيقي هو الانتصار على النفس الامارة ..




6 - جبلة النفس وطبعها هو الامر بالسؤ .. اي الامر بما يسؤ الانسان في حياته وبعد مماته


فهي تزين الباطل وتشتهيه وتأمر به ..


فتزيينها للباطل كما في قوله ( بل سولت لكم انفسكم امرا ) قال ابن جرير


اي زينت لكم ..

وتشتهي السؤ .. وتأمر به ( أن النفس لامارة بالسؤ ) قال ابن جرير تأمرهم


بما تهواه ولو كان هواها في غير مرضاة الله ..


وما امرت به الا لكونهم ترغبه وتشتيهه ..


تزين الباطل ثم يقرب الانسان منه ثم تشتهيه فتأمره به


فاذا تلبس به تلذذت به ..ثم تأمر مرة اخرى حتى يالفه الانسان

ويكون طبعا له ..


فردها النفس في البديات اسهل من ردها في الممارسات

وردها في الممارسات اسهل من ردها في العادات وردها

في العادات اسهل من ردها في الملكات ..



فكل باطل شهوة في النفس


له بداية .. وممارسة .. وعاده .. وملكه


على حسب رسوخه في النفس ..


فهي تزينه قبل البداية ثم تشتهيه وتأمره به .. ثم تستلذه اثناء


الممارسه .. ثم تكرره حتى تعتاده .. ثم تعتاده حتى يكون شي راسخ فيها



7 - ميل النفس فهو الهوى ..


( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ )


فالهوى ما تحبه النفس وما تميل اليه وتستلذه

فهو دائما مياله الى الهوى .. ويقال اذا خيرت بين امرين وأحترت ايهما الحق


فخذ ابعدهما من هواك لان الحق دائما خلاف الهوى .. قال ابن مسعود


أنتم في زمان الحق يقود الهوى وسيأتي زمان الهوى يقود الحق ..



8 - اثرها فهي الغلبة والسيطره


( أن يتعبون الا الظن وما تهوى الانفس )


فالاتباع هو المشي خلف الهوى أينما توجهت ركائبه

والظن هي الاوهام والوساوس والظنون

وما تهوى الانفس اي ما تحبه


فسلوكهم مبني على ظنون وشهوات ..


فأثرة الهوى أن غلاب .. ولذا يقال الهوى ملك غشوم وسلطان ظلوم


4 - فتبين بهذا ..


أن جبلة النفس الامر بالسؤ .. وميلها للهوى .. واثرها التحكم في سلوك الانسان


ورحم الله سهل ابن سعد حين قال ( مفتاح الجنه مخالفة الهوى )


وقيل من خالف هواه خاف الشيطان من ظله ..


وأنه لا نجاه من امرها بالسوء ألا برحمة الله تعالي


ولا نجاه من الهوى الا بمخالفته


ولا نجاه من اتباع الهوى الا بمحاسبة النفس والتفتيش عن قصدها وميلها

[riiima]

وانا اقرا موضوعك ..تكون في راسي تساؤل سرعان ما اجبت عنه:

ان خيرت بين امرين واحترت
خذ ابعدهما عن هواك ...فالحق دائما بعيد ان ما تهواه النفس


بوركت

[الزنقب]

وانا اقرا موضوعك ..تكون في راسي تساؤل سرعان ما اجبت عنه:

ان خيرت بين امرين واحترت
خذ ابعدهما عن هواك ...فالحق دائما بعيد ان ما تهواه النفس


بوركت



نعم الحق بعيد عن الهوى في كثير من الاحيان لا كل الاحيان

لان الهوى قد يميل الى الحق في بعض الاحيان