المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخلوا عن صديقهم , فطردوهم من القبيلة


أبو سعود :: كرم و جود
25-05-06, 01:44 AM
كان الناس في الماضي يعتمدون في أسفارهم و تنقلاتهم على الإبل , سواء لجلب الأرزاق أو السفر عليها و وهذه قصة أربعة رجال من إحدى العشائر التي كانت تقطن الجزيرة العربية قديماً , قرروا الذهاب إلى إحدى المدن القريبة لشراء مؤونتهم و أرزاقهم , واتفقوا على أن يكون أحدهم اميراً عليهم , وكان سفرهم هذا طويلاً جداً , وهم بالطريق مرواً على عشيرة أخرى فاستراحوا عندهم , وإستضافهم أحد رجال تلك القبيلة , وأكرمهم غاية الإكرام , وعرف مضيفهم أنهم ذاهبون لجلب الأرزاق لقبيلتهم , وكان بيته ببحاجة ليعض المؤون , فعرض عليهم أن يرافقهم في رحلتهم فوافقوا...


وهم في الطريق مرضت راحلت ذلك الرجل الذي أكرمهم , فلم تستطع السير , فقال له أحدهم : إرجع إلى أهلك فنحن لم نبتعد كثيراً لأن راحلتك لا تستطيع السير , فقال لهم : عندما أصل للمدينة سوف أشتري راحلة و أجلب عليها الطعام و الأرزاق , ووافق أميرهم على رأيه وقال : لكن أعطنا عدولك - أي ما على ظهر الراحلة - حتى يخف عليها الحمل , وتوازعوه بينهم , حتى يصلوا المدينة , ولكن بعد يوم من تلك الحادثة ماتت الراحلة , فقال له الأمير : يا فلان رتحلتك ماتت , وليس من المؤكد أن نجد رواحل تباع بالمدينة , ولك الرأي أن تعود إلى أهلك , فقال الرجل : كيف أعود و المسافة بعيدة الأن ؟؟ , فقال الأمير : ضع عدولك معنا و إذهب بنفسك , فوافق الرجل على مضض , ولكن أحد الرجال الثلاثة كان صامتاً عن الكلام , فقال : الرأي أن يذهب معنا , لأنه من العار علينا أن نترك (خوينا) , فقال الأمير : بل يذهب المسافة بعيدة , و ليس معنا شيء نحمله عليه , فقال الرجل : أنا لن أترك خويي حتى لو تركتموه , وحتى لو اضطررت لترككم فلن أتركه , ألا تخافون عليه من الوحوش , والموت جوعاً أو عطشاً , وقبل ذلك ماذا سيقول عنا الناس تركوا خويهم وذهبوا من دونه؟؟ أنا لا أقبلها على نفسي....


لكن الرجال الثلاثة وقفوا ضد هذا الرجل , لذلك التفت الرجل على خويه وقال له : هيا بنا فأنا لن أتركك وما قدرنا سيصيبنا , وفعلاً إفترق الرجلان عن أصحابهما وتمكنا من الوصول للمدينة واشتريا حاجتهما و أغراضهما , واشتريا راحلة للرجل , وعادا إلى اهلهما , ولم يعلموا بما حل على إخوتهما الذين ضاعوا في الصحراء واعتدى عليه لصوص و سرقوا رواحلهم , فلما عاد الرجل إلى قبيلته سألته جماعته عن إخوانه فقال لهم : لا أعلم شيئاً فقد إفترقت عنهم في الطريق , ولم يفصح عن السبب حفاظاً على كرامتهم , وبعد مدة جاء الثلاثة وهم في حالة من التعب و الإعياء , وقد فقدوا كل شيء , كرامتهم , أموالهم , فلما شاهدوا زميلهم إغتاظوا منه , فقالوا لشيخ قبيلتهم : إنه هرب وتركنا نواجه الموت وحدنا ولم يلتزم بعهد المخاولة , فغضب شيخ القبيلة , وقرر طره من القبيلة لأنه لا يستحق ان ينتسب إليهم , ولكن الرجل ذهب لشيخ العشيرة و أخبره القصة , ولم يصدق الشيخ لأن هناك ثلاثة إجتمعوا على هذا القول و هو وحده , فقال الرجل هذه القصيدة :-

يا شيخ لا قلتوا تبعد مشينا
ورزقي على رب عبيده ترجاه
وشلون ترضى كلمة السوفينا
ناس تقةل الزور و الحق تكناه
يا شيخ و الله بالحقيقة حكينا
وعيب الي قال قوله و سواه
أخبرك أن يا ترثه الغانمينا
بشيء حدث بسفرنا الي مشيناه
معنا خوياً ما تغير علينا
صدفه تواجهنا ببيته و ضفناه
وأكرم لحانا ثم سرنا و سرينا
وماتت رحوله يوم ربه بتلواه
وقالوا له ارجع بالعجل و لاتجينا
ويبونه لحدب الضواري تعشاه
وثنيت دونه بالشطير بسنبا
ورفضت رجوعه و الرهايب مطواه
و خوينا ما هو رخيص علينا
ويحشون ولا نرضى الرفيق يتحداه


فلما سمع الشيخ القصيدة أمر الرجل بالذهاب لإحضار شاهده الذي حضر و تحث بكل ما جرى , عند ذلك أمر شيخ القبيلة بطرد الثلاثة لأنهم وصمة عار على القبيلة

حسن خليل
25-05-06, 04:59 PM
مشكور على هذه القصة الرائعة والقصيدة الأروع.

هنا تكمن الشهامة والمرؤة في هذا الرجل الذي أبى إلا أن يكون مع خويه.

لا عدمناك.

ينقل لقسم قصة وقصيدة.

خلي البال
26-05-06, 01:27 AM
يعطيك العافيه أخوي أبو سعود .. قصة رائعه جدا ..

النجديه
26-05-06, 03:09 AM
تسلم يديك اخوي على هالقصه الرائعه

وشرفتنا بتواجدك معنا

يعطيك العافيه يارب

المهاجر
02-07-06, 06:12 PM
الله يعطيك العافية