المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزوة الأحزاب 2


walid51177
03-07-13, 07:47 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
خطة للصلح مع غطفان
كان النبي ص سياسيا محنكا، فحاول فت عضد الأحزاب، وتفريق هذا الجيش العرمرم، فخطط لصلح مع غطفان اللذين جاؤوا من أجل تمر خيبر، بأن يعطيهم التمر بلا قتال على أن يرجعوا.
وحصل تفاهم مبدئي فلما أراد رسول الله ص أن يفعل بعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة واستشارهما فيه فقالا له: يا رسول الله أمراً تحبه فنصنعه أم شيئاً أمرك الله به لا بد لنا من العمل به أم شيئاً تصنعه لنا؟ قال: بل شيء أصنعه لكم والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم فقال له سعد بن معاذ: يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى أو بيعاً أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا! والله ما لنا بهذا من حاجة والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم
ومن جميل تصاريف الله في الكون
أن يسلم في ظل تلك الظروف الصعبة نعيم بن مسعود ا فإن مقتضى العقل ألا يسلم أو ينتظر حتى يرى ما يؤول عليه حال المسلمين، فإن كل الدلائل العقلية تدل على هزيمة المسلمين فلماذا يورط نفسه؟
ولكنه الإيمان إذا خالط قلب العبد المسلم قلبه من حال إلى حال.
وقال له رسول الله ص إنما أنت رجل واحد فخذل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة
فذهب فأوقع بين بني قريظة وقريش بالخطة التي نعلمها فتخاذل الفريقان
هكذا كان إسلام امرئ واحد، فقد نفع الله به، وخذّل به أعداء الإسلام.
فماذا قدمنا نحن لديننا؟

استمرار النبي ص ببذل الأسباب الشرعية
كان رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ الْأَحْزَابِ يديم الدعاء ويطيل الصلاة ويتذلل لربه ومولاه عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اللَّهُمَّ اهْزِمْ الْأَحْزَابَ اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ)
وجاءت المعجزات مصداقا لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد:7]،فأرسل الله على المشركين جندا من الريح فجعلت تقوض خيامهم ولا تدع لهم قدرا إلا كفأتها ولا يقر لهم قرار وجند الله من الملائكة يزلزلونهم ويلقون في قلوبهم الرعب والخوف، وانتشر بينهم خيانة بني قريظة، وطال عليهم الانتظار فانهارت معنوياتُهمْ.
﴿...وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر:31]
في صورة جميلة من صور طاعة الصحابة ي للنبي ص
واستجابتهم لأوامره مهما كانت صعبة
يروي حذيفة بن اليمان ا فقال: (رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ فَقَالَ قُمْ يَا حُذَيْفَةُ فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ قَالَ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ فَلَمَّا أَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَفَرَغْتُ قُرِرْتُ فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ قُمْ يَا نَوْمَانُ) رواه مسلم
غادر القوم بخيبة أمل
ونصر الله عبده وأعز جنده، ورجعت الطمأنينة إلى النفوس، وظهرت صلابة المسلمين في مواجهة الأزمات المرهقة.
﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ﴾ [الأحزاب:25]
دخل النبي ص المدينة ووضع السلاح فجاءه جبريل # فقال: أوقد وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال: نعم فقال جبريل: فما وضعت الملائكة السلاح بعد وما رجعت الآن إلا من طلب القوم إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم.
فأمر رسول الله ص مؤذناً فأذن في الناس من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة.

من مقومات النصر المادية في غزوة الأحزاب ...... و ...... و ...... و ......

مقومات النصر المعنوية
الذكر والدعاء

فائدتان نفيستان من الإمام ابن القيم
1- قال ابن القيم :
عن أبي الدرداء قال : قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق وخير لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ذِكر الله " .
والتحقيق في ذلك :
أن المراتب ثلاثة :
المرتبة الأولى : ذِكر وجهاد ، وهي أعلى المراتب ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون } .
المرتبة الثانية : ذِكر بلا جهاد ، فهذه دون الأولى .
المرتبة الثالثة : جهاد بلا ذِكر ، فهي دونهما ، والذاكر أفضل من هذا ، وإنما وضع الجهاد لأجل ذكر الله فالمقصود من الجهاد أن يُذكر الله ويُعبد وحدَه ، فتوحيده وذكره وعبادته هو غاية الخلق التي خلقوا لها ، وتبويب أبي داود إنما هو على المرتبة الأولى ، والحديث إنما يدل على أن الذِّكر أفضل من الإنفاق في سبيل الله

2- قال ابن القيم :
ونختم هذا الكتاب بآية مِن كتاب الله تعالى جمع فيها تدبير الحروف بأحسن تدبير وهي قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } [ الأنفال / 45 ، 46 ] ، فأمر المجاهدين فيها بخمسة أشياء ما اجتمعت في فئةٍ قط إلا نُصرت وإن قلَّت وكثر عدوُّها :
أحدها : الثبات
الثاني : كثرة ذِكره سبحانه وتعالى
الثالث : طاعته وطاعة رسوله
الرابع : اتفاق الكلمة وعدم التنازع الذي يوجب الفشل والوهن ، وهو جند يقوِّي به المتنازعون عدوَّهم عليهم ، فإنهم في اجتماعهم كالحزمة من السهام لا يستطيع أحد كسرها فإذا فرَّقها وصار كلٌّ منهم وحده كسرها كلها
الخامس : ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه وهو الصبر .

فهذه خمسة أشياء تبتني عليها قبة النصر ، ومتى زالت - أو بعضها - زال من النصر بحسب ما نقص منها ، وإذا اجتمعت قوَّى بعضُها بعضاً وصار لها أثرٌ عظيمٌ في النصر ، ولما اجتمعت في الصحابة لم تقم لهم أمُّة من الأمم ، وفتحوا الدنيا ، ودانت لهم العباد والبلاد ، ولما تفرقت فيمن بعدهم وضعفت آل الأمر إلى ما آل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والله المستعان ، وعليه التكلان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل

من الدروس والعبر في غزوة الأحزاب ...... و ...... و ...... و ......

النورس الشرقي
06-07-13, 09:47 AM
جزاك الله خير

اللطيفة
06-07-13, 11:30 PM
سيرة عطرة اللهم صلي وسلم لى سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
جزاك الله خيراوجعل ماكتبت في موازين حسناتك

mohaaamed
11-07-13, 06:12 PM
جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك