المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشعال الحرائق في المدارس ومفهوم الممتلكات العامة


شرواكو
14-01-12, 10:02 AM
إن المواقف هي التي ترسم الخبرة الحقيقية للإنسان خاصة إن كانت تلك المواقف ليست عابرة فحسب بل هي تجارب للفرد نفسه خاضها وعاشها وعاصرها وقد يتكيف معها أحيانا، ولكنه في أحيان أخرى يرفضها ويعتمد ذلك على تقييم الشخص لمعيارية الصواب والخطأ في الموقف نفسه، بل وأحيانا تكون المواقف من بعد، ولكن الفرد يتعلم منها ما يستطيع أن ينتقده ليتعلم منه، وانطلاقا من السلوك البسيط وحتى السلوك الأكثر تعقيدا فإن لكل سلوك آثارا إيجابية وسلبية ونحن في المقابل في حاجة ماسة إلى تعديل السلوك سواء عن طريق الأسرة أو حتى البرامج التوعوية في المجتمع فقد تجلس في صالة المطار، ولكن هناك من الأطفال من لا يلتزم النظام فيركض ويلعب حتى يصيبك بألوان وأشكال من التوتر والقلق، في حين تجد والده غاية في السعادة وكأنه يجلس في منزله فهو لا يبالي إطلاقا بما يفعل ابنه.
كذلك ربما تقابل نماذج من الناس لا يرغبون في الالتزام بدورهم أثناء دفع النقود في المتجر، حيث يعمل على دفعك ومزاحمتك حتى يسبب لك الضيق أو يقفز في الدور الذي أمامك.. ربما هي مواقف بسيطة وعابرة تمر بنا يوميا نحن ننتبه لها لأنها تسبب لنا الضيق من فئة تظل تحتاج إلى تعديل السلوك لأن السلوك غير المعدل ربما لا يقف إلى الحد الذي يضايقك فيه فحسب، بل إن الأمر ربما يصل إلى ارتكاب الجرائم سواء في حق الأفراد أو حق المجتمع. وكل ذلك يبدأ بانحراف السلوك عن القالب السوي، ولتكن حادثة الحريق في مدرسة جدة وحادثة الحريق في الرياض في حي العريجاء والتي حدثت قبل فترة زمنية بسيطة هي أكبر دليل على ذلك، حيث وصل الشغب في بعض الطالبات في كلا الحادثتين إلى إشعال الحريق سواء عمدا أو من خلال العبث بالعوامل المسببة للحريق. كل ذلك يصب في قنوات الانحراف السلوكي وهو أحد المخرجات الأسرية للتربية إما المدللة أو الصارمة القاسية والتي تفتقد التوجيه السليم إلى أهمية احترام الممتلكات العامة، والتي كثيرا ما تجهلها الأسرة من الأساس فيعتبر البعض أن تلك الملكيات العامة هي ليس من ضمن مسؤولياته فله أن يخرب ويحرق ويكسر، وقد يتعجب البعض لو ربطت ذلك بأبسط سلوك للطفل عندما لا يعاقب إذا تعمد أن يكتب على جدار الفصل أو على طاولته الدراسية، حيث يبدأ من هنا تكوين مفهوم عدم احترام الملكيات العامة. يتطور ذلك ليتحول إلى التخريب، وإشعال الحرائق، والكتابة على الجدران، والعبث بالحدائق العامة وغيرها كثير من المرافق العامة التي لم تنج من عبث المضطربين سلوكيا.


د. نجلاء أحمد السويل