المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الذي يثير حفيظة الرجال تجاه المرأة ..؟؟


بوغالب
29-05-11, 09:32 AM
ما الذي يثير حفيظة الرجال تجاه المرأة ..؟؟

عمليات التجميل والخلع وقوانين الأحوال الشخصية والمسلسلات التركية :
http://www.balagh.com/woman/heih/images/285011.jpg (http://www.balagh.com/woman/heih/images/285011.jpg)
في ردود الرجال على السؤال المتعلق بما يثير حفيظتهم في المرأة، ثمّة إنعكاسات لما يدور داخلهم تجاه النساء، فمن قائل: "فلنتحد ضد عمليات التجميل"، إلى آخر قائل إنّ مجرّد "حديث النساء عن المساواة يستفزنا نحن معشر الرجال".
تتنوع إجابات الرجال حول ما يثير حفيظتهم في المرأة وفقاً للبيئة التي ينتمي إليها كل منهم. فهناك من يرى أن عمل المرأة يستحق وقفة رافضة تستدعي التوحد ضدها، وهناك مَن يرى أن قانون الخلع، يُعد سبباً من الأسباب التي تُوجب على الرجال الإتحاد في وجه النساء، نظراً إلى سوء إستخدام شريحة كبيرة من النساء لهذا القانون في طلب الطلاق لأتفه الأسباب. وبين هؤلاء وأولئك، ثمّة مواقف أخرى نستعرضها في هذا التحقيق.
- عمل المرأة:
الدعوة التي يوجهها الإعلامي محسن راشد، من أجل إتحاد رجال العالم، تتجه في الأساس ضد عمل المرأة، حيث إنّه يشير إلى أن "خروج المرأة للعمل، جاء على حساب الرجل والأسرة بشكل عام، فقد أصبحت منافسة له بقوة في العمل، كما أنها موجودة في المواقع الحكومية كافة، ما يجعل الفرصة قليلة أمام الرجال". يضيف: "ليس هذا فقط، بل إنها مازالت تطالب بالمزيد". ويلقي محسن باللائمة على "قاسم أمين، الذي دعم عمل المرأة، والنتيجة أنها سحبت البساط من تحت قدمي الرجل خطوة بخطوة". يقول: "لقد أصبحت المرأة رئيسة في العمل ورئيسة في البيت، أي أنّ الرجل يأخذ الأوامر منها في البيت والعمل، وهي تحولات لم تكن موجودة في الماضي". ومن العام إلى الخاص، ينتقل محسن ليتحدث عن الأسباب، التي تقف وراء رؤيته لعمل المرأة، والتي تدفعه إلى دعوة الرجال إلى الإتحاد ضدها، حيث يقول: "ثمّة أشياء كثيرة تغيّرت بعد تعليم المرأة وخروجها إلى العمل، فابنتي تجلس إلى جواري وتتحدث عن خطيبها، وتحكي لي عن بعض الحوارات التي تدور بينهما، وأسمع منها كلاماً لم أكن أتخيل أنّ مثل هذا الحوار من الممكن أن يدور بين أب وابنته، وأحياناً أقول لزوجتي: "ماذا يحدث؟ ومن أين أتت ابنتنا بهذه الجرأة؟"، ولكنها تجيبني قائلة: "إنّ الدنيا تغيّرت وهذا النوع من التفكير الذي تنتهجه أنت، يُعدّ رجعياً لدى أجيال اليوم".
سبب آخر، يضيفه المهندس أحمد عبدالغني إلى ما طرحه محسن، يتعلق بعمل المرأة، حيث يتحدث أحمد عن "التغير الذي حدث على صعيد علاقة الزوج بزوجته العاملة، فقد اختفت شخصية "سي السيد" أو هي تكاد تختفي، بعد أن أصبحت الزوجة العاملة تتعامل مع زوجها بكل ندّية، فهي تُسهم معه في مصاريف البيت والأولاد، وتلعب دوراً فاعلاً في التربية لا يقل عن دوره، ما أدّى إلى حدوث تحوّل كبير على علاقة الزوجين". بحسب ما يقول.
- نقمة وليس نعمة:
ويتعاطف أحمد الشريف (محاسب) مع الرأيين السابقين، لافتاً إلى أن "عمل المرأة هو نقمة وليس نعمة، بل إنّه مصيبة على الأسرة، فهو يأخذ من وقتها الكثير، على حساب بيتها". يقول: "على العكس ما يردده البعض من أن خروج المرأة للعمل أحدث تحولاً في شخصيتها وجعلها أكثر إيجابية في التفاعل مع مجتمعها، أرى أنّ العكس تماماً هو الذي حدث، فنسبة الطلاق أصبحت مرتفعة جدّاً، وتوجد شريحة كبيرة من الزوجات يتعاملن مع الطلاق وكأنّه موضة هذه الأيّام، بخلاف ما كان يحدث في الزمن الماضي، حيث كانت الزوجة تدرك مسؤولية الزوج والأبناء، وتحرص على أداء واجباتها الزوجية والمنزلية من أجل بناء أسرة متماسكة تفيد نفسها ومجتمعها". يضيف: "لذلك، ليس من الغريب أن نجد أن دعاوى عودة المرأة إلى البيت بدأت تتنامى في السنوات الأخيرة، وهذه مُحصّلة طبيعية لهذه التحوّلات".
"لم تترك المرأة للرجل مجالاً ينفرد به دون مشاركتها، حتى في قطاع الأعمال" والكلام للصحافي صالح حسين، الذي يقول: "لقد حصلت المرأة التي تعمل في التجارة، مثلاً على العديد من المزايا التنافسية، وأصبح لها وجودها الملحوظ في هذا القطاع، واستطاعت أن تخلق من حولها قناعة مجتمعية بدورها".
* إرفع رأسك يا رجل:
"إرفع رأسك يا رجل لقد مضى عهد النساء"، شعار برنامج تدريبي أطلقته جمعية مصرية أطلقت على اسمها "جمعية سي السيد"، وهي تهدف إلى "إسترداد كرامة الرجل، التي أهدرت بعد خوض المرأة ميدان العلم وتركها أسرتها". وتطالب الجمعية بعودة زمن "سي السيد"، من أجل إعادة الهيبة للرجل الشرقي في البيت والعمل. وقد استوحت الجمعية اسمها من الشخصية التي حملت الإسم نفسه في ثلاثية الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية"، وهي تعبّر عن تحكيم الرجل في مجريات الأمور داخل بيته وخارجه، وتقلص دور المرأة تماماً، بحيث يقتصر عملها على داخل المنزل، ورعايتها لزوجها وأولادها.
- قوانين الأحوال الشخصية:
كمحامي متخصص في قضايا الأحوال الشخصية، ومن خلال تعامله مع الرجال والنساء في قاعات المحاكم. يقول المحامي محمود نجم: "إنّ السبب الذي يدفع الرجال إلى الإتحاد في مواجهة قوانين الأحوال الشخصية، يتمثل في إساءة إستخدام المرأة لهذه القوانين المستمدة في معظمها من أحكام الشريعة الإسلامية، التي أعطت المرأة الضمانات كافة التي تحمي حقوقها". إلا أنّه يلفت إلى أن "نظرة المرأة، وإستعمالها لهذه القوانين، هي التي تتغير وتتباين من وقت إلى آخر، ومن إمرأة إلى أخرى، وهو ما يجعلها أحياناً تسيء فهم القانون أو تتعنّت في إستعماله، فنجدها تقيم دعواها لطلب الطلاق إستناداً إلى القانون، على الرغم من عدم توافر شروط الضرر التي توجب هذا الطلاق، وتجعل الحياة متعثرة وتصل إلى درجة التمسك بهذه النوعية من الدعاوى". ويؤكد نجم أن "هناك مشاكل صغيرة، قد لا تقتضي لجوء المرأة إلى القضاء، ولكن فهمها الضيق لنصوصه، يجعلها تندفع وراء عاطفتها، ولا تستجيب إلى نداء العقل، وتتصرف من دون مراعاة تأثير هذا السلك في حياتها الزوجية، وهذا ما قد يؤدي إلى إنهيار الأسرة، ويدل على أنّها تسرعت في اللجوء إلى المحاكم لطلب الطلاق".
- الخلع:
حق المرأة في خلع زوجها، هو أكثر ما يثير الكاتب الصحافي عادل دندراوي، فهو يرى أنّ "الخلع بمثابة عصا الحرِّية التي تشهرها المرأة في وجه الرجل". ويقول: "بعد أن عاش الرجل طويلاً على أنّه سيد القرار داخل الأسرة، وأنّه الآمر الناهي في البيت، وصاحب قرار الطلاق في الوقت الذي يرى أن حياته مع زوجته غير مستقرة، تراجع هذا الدور بعد إعطاء المرأة الحق في خلع زوجها بالقانون"، مشيراً إلى أن "ما تشهده قاعات المحاكم، يشكل أكبر دليل على ما أحدثه هذا القانون من تحولات في الأسرة العربية".
ومع هذا، ينظر دندراوي إلى قضية الخلع من زاوية أخرى، معتبراً أنّه "مكن المرأة من الإنفلات من الرجل، فإذا كانت تتعرض لظلم من زوجها، ورأت أن هناك إستحالة في إستكمال حياتها الزوجية، باتت تستطيع أن تذهب إلى المحكمة وتطلب الخلع". يضيف: "أمّا إذا أساءت إستخدام هذا الحق الذي منحه لها القانون، فإنّها بذلك تكون قد دمرت نفسها، لأنّ الأصل في الخلع هو أن تكون هناك إستحالة في إستمرار الحياة الزوجية".
- تحفظ:
ويتحفظ دندراوي على دعوة الرجال في العالم إلى الإتحاد في وجه النساء، لافتاً إلى أنّ "الأمر يتعلق بقضية متعلقة بالرجل والمرأة، أياً كانت الزاوية التي يتم من خلالها التعامل مع الموضوع، لأنّ هذه النظرة تختلف من بيئة إلى أخرى ومن ثقافة إلى أخرى، فما ينطبق على حالة أسرية معيّنة، لا ينطبق بالضرورة على حالة أخرى، فهناك ثقافات مختلفة بيئية وتربوية متعددة، ما يجعل مسألة القياس صعبة نوعاً ما، ولا يمكن الولوج إلى وضع قياسات محددة تحكم علاقة الرجل بالمرأة، فلا يمكن أن توجه دعوة إلى إتحاد الرجال ضد عالم المرأة، في حالة تختلف مفرداتها وقياساتها في الحكم عليها، ولا يمكن القياس عليها، وفي المقابل لا تستطيع المرأة القول: "يا نساء العالن اتَّحدن"، لأنّه ينطبق عليهنّ حالة التنوع نفسه". يتابع دندراوي قائلاً: "كما أنّ العلاقات الأسرية تحكمها أيضاً أيديولوجيات دينية مختلفة، ولا يوجد منهج محدّد يحكم العلاقات الأسرية، وهذه الثقافات والأيديولوجيات هي التي تحدد مسارات العلاقات الإجتماعية".
- ضعف المرأة:
من ناحيته، لا يتعاطف محمد سعيد (مسؤول تسويق)، مع مقولة: إنّ المرأة كائن ضعيف"، ومن هنا فهو يدعو الرجال إلى الإتحاد في مواجهة تلك المقولة التي يُجانبها الصواب إلى حد بعيد، بل إنّه يرى أنّ "المرأة تستغل هذه النقطة للحصول على المزيد من الإمتيازات على حساب الرجل، وهي تدّعي الضعف وهي ليست بضعيفة، بل إن ادّعاءها هذا يمنحها المزيد من القوة". ويقول: "هذا ما يدفعني لكي أتّحد مع آخرين لنكون ضدها، ضد المقولة وليس المرأة. فالمرأة تحقق ما تريد، مبررة ذلك بأنّ الرجل هو المفتري، وأنها هي الضعيفة، ما يحقق لها الكثير من المكاسب، ولا تتوقف عن ترديد مقولة إن حقها مهضوم، كما أنها تتبؤأ المقاعد القيادية في كثير من الأحيان، ليس بسبب مهاراتها، إنّما بأساليبها التي تجيد إستخدامها، وفي مقدمتها أنّها إمرأة ضعيفة". يضيف: "على الرغم من أنّ الدراسات تشير إلى أنّ المرأة ليست ضعيفة كما تدّعي، إلا أنها ترسخ هذه المقولة لتحصل على المزيد، بحيث إنها تضع في إعتبارها دائماً أن من حقها الحصول على معاملة متميزة، فهي الأضعف".
- إضطهاد الرجل:
دعوة أخرى إلى الإتحاد، في مواجهة لون من ألوان الإضطهاد الإجتماعي، الذي يشعر الرجل بأنّه يُعانيه. هذا الجانب من الصورة يوضحه جورج فهيم، (صحافي)، الذي يقول إنّ "المرأة هي نصف المجتمع، وتقوم بأدوار ومسؤوليات لا يمكن لأي رجل القيام بها". يضيف: "هذا صحيح، ولكن المجتمع يذهب أحياناً بعيداً في تقديره للمرأة، عندما يتحامل على الرجل، وخاصة الرجل العازب، الذي لا تكتمل صورته الإجتماعية من دون زوجة، إلى درجدة أن بعض الأماكن والفعاليات تعتذر عن إستقبال العزاب. فالمجتمع ينظر إلى الرجل العازب نظرة تشكيك، وبكثير من التحفظ والسبب: المرأة".
* مكانها البيت:
أظهر إستطلاع للرأي أجرته وكالة "رويترز" للأبناء العام الماضي، أن "واحداً من كل أربعة أشخاص، معظمهم من الشباب، يعتقدون أنّ المرأة مكانها المنزل". وأشار الإستطلاع إلى أنّ "الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، كانوا الأكثر تأييداً لهذا الرأي على الأرجح، وليس الجيل الأكبر والأكثر تمسكاً بالتقاليد". لكن أغلبية الذين شملهم الإستطلاع ونسبتهم 74 في المئة، يعتقدون أن "مكان المرأة ليس المنزل بكل تأكيد". وقد شمل الإستطلاع أكثر من 24 ألف بالغ في 23 دولة، هي الهند واليابان والصين وروسيا والمجر وكوريا الجنوبية.
- المسلسلات التركية:
من جهته، يرى الخبير الإعلامي الدكتور صباح ناهي، أنّ "الدور الذي تلعبه المسلسلات التركية في صياغة مفهوم المرأة لطبيعة العلاقة التي تربطها بزوجها، يمثل طامة كبرى تستحق منّا، مَعشَر الرجال، الإتحاد في مواجهة هذا المد المتزايد من المسلسلات والأعمال الدرامية، نظراً إلى ما أحدثه من تغيُّر في عقلية المتلقّي العربي، والمرأة على وجهة التحديد". يقول: "مع تقديري للمسلسلات التركية، إلا أنها قدمت نموذجاً مختلفاً للرجل، طغى على الصورة التي رسمتها السينما العربية والمصرية على وجه التحديد، فأصبح نموذج "مهند" و"نور" هو السائد، فالبطل يسكن في قصر منيف، ويتمتع بقدر كبير من الوسامة والرومانسية". يتابع: "للأسف، يأتي ذلك في زمن افتقد فيه الرجل العربي الرومانسية إلى حد بعيد، في مقابل تَولّيه أدواراً أخرى أكثر خشونة وواقعية وتحمّلاً للمسؤولية". يقول: "لذا، أنا ضد هذا الطرح الدرامي، الذي أدّى إلى ضياع صورة الرجل الشجاع القوي صاحب الموقف، وهي الصورة التي رسمتها السينما العربية، والتي توارت بسبب المسلسلات التركية".
- دعاوى المساواة:
من الأمور التي تستوجب إتحاد الرجال لمواجهتها، من وجهة نظر نصر حامد (مدير في قطاع البترول)، هو "ذلك السيل المتلاحق من دعاوى تحقيق المساواة بين المرأة والرجل". يقول حامد في هذا السياق: "أتعجّب كثيراً من الكم الهائل من المؤتمرات والندوات والمقالات التي تناقش قضايا المرأة والمساواة، فبعد كل ما حصلت عليه من إمتيازات تُعادل، بل تَفوق، تلك التي يحصل عليها الرجل، لا تزال المرأة تطالب بالمساواة"، متسائلاً: "هل تريد المرأة أن تصبح هي الرجل والمرأة في وقت واحد؟". يتابع حامد مؤكداً أنّ "المرأة، وتحت دعوى المساواة، تريد أن تأخذ موقع الرجل". يقول: "على الرغم من حياديتي تجاه المرأة في مرحلة سابقة، إلا أني أصبحت أكثر حسّاسية تجاه الأمر بسبب مناداتها التي لا تتوقف عن طلب المساواة مع الرجل، مع أنها موجودة في كل مواقع العمل، وتتبوأ الكثير من المناصب القيادية، فهي كابتين طائرة، وضابط في الجيش والشرطة والجمارك، وزيرة ونائبة وقاضية وطبيبة ومهندسة وعالمة، فماذا تريد أكثر من ذلك؟".
- لا ينفع:
موقف حامد، يسانده بقوة علي الصمادي (صحافي)، فهو الآخر لديه موقف رافض لدعاوى المساواة، حيث يشير إلى أنّ "الدِّين الإسلامي أعطى المرأة الكثير من الحقوق التي لا تتمتع بها المرأة في الغرب"، متسائلاً: "هل تريد المرأة أن تكون هي الرجل؟ ولماذا لا تقتنع بدورها كإمرأة؟".
- جراحات التجميل:
ظاهرة إنتشار جراحات التجميل، هي التي تقف وراء تأييد خالد عبدالحميد (صيدلاني) لفكرة دعوة الرجال إلى الإتحاد، حيث إنّه يشير إلى أن "كثرة عمليات التجميل، جعلت النساء متشابهات، وهكذا بتنا نحن الرجال لا نعرف الطبيعي من الصناعي". يضيف: "إلى ذلك، فقد لعبت الإعلانات دوراً رئيسياً في الترويج لهذه الجراحات، التي امتدت إلى قطاعات نسوية كثيرة ولم تعد مقصورة على طبقة الفنانات فقط، فقد تحولت بالفعل إلى موضة، مع ما يسببه ذلك من تكبد الرجل لمبالغ باهظة، لأنّه غالباً هو الذي يقوم بدفع فاتورة تلك الجراحات، ناهيك عن المخاطر التي تنشأ نتيجة إجرائها، وما تسببه مت تشوهات لا تتوقف الصحف والمجلات عن نشرها". يقول: "مع هذا، مازال الإقبال عليها كبيراً جدّاً، كما أن علينا ألا ننسى التأثيرات المجتمعية التي أحدثتها هذه الظاهرة، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنها تقف وراء الكثير من حالات الطلاق والخلافات الأسرية التي لا تنتهي".
- الخادمات:
يتفق أحمد عناني (مدير إداري) مع كل الرجال في العالم ضد النساء، اللواتي يتركن تربية أبنائهنّ للخادمات، ويبرر موقفه بالإشارة إلى أن "خروج المرأة للعمل يقف وراء الإعتماد على الخادمات في تربية الأبناء، وما يسببه ذلك من مشاكل، بل وجرائم خطيرة، تصل إلى حد الإعتداءات الجنسية والقتل والتعذيب، وهي نتائج طبيعية لغياب المرأة عن أداء دورها الطبيعي كزوجة وأُم". ويقول: "إن كانت هناك حاجة ضرورية إلى الإستعانة بالخادمة، فمن المهم حُسن الإختيار، وألا تنصرف الزوجة عن أداء دورها في تربية أبنائها ورعايتهم، بدلاً من تركهم عرضة لكل هذه المخاطر التي نسمع عنها". ويشدد عناني على أن "تكون ضرورة الأولوية للتربية"، لافتاً إلى أنّه "لو كان هناك تعارُض بين عمل المرأة، وتربية الأبناء، فلتكن الأولوية للأبناء بدلاً من الإستعانة بالخادمات، حيث تشير الدراسات إلى خطورة ترك الأبناء للخادمات، لأنّه لا بديل عن دور الأُم". يضيف: "أنا ضد كل إمرأة تترك تربية أبنائها للخادمات، حتى ولو تطلب الأمر عودة المرأة إلى بيتها، لأنّ المسؤولية تقع على المرأة في المقام الأوّل، وللأسف، فإنّ هناك شريحة كبيرة من النساء لا يبالين بتربية الأبناء، وتجدهنّ في المراكز التجارية مساءً وفي العمل صباحاً، ولا وقت لديهنّ للإهتمام بالصغار إلا القليل".
- خبرات فاشلة:
المفاجأة الحقيقية تمثلت في القراءة النفسية لما جاء في أقوال الرجال، وهي القراءة التي قام بها مدير "المركز الدولي للإستشارات النفسية" في دبي، الدكتور محمّد النحاس، الذي يرى أنّ "الآراء التي وردت في التحقيق، تعكس في معظمها خبرات فاشلة في تعامل هؤلاء مع المرأة أو في نظرتهم إليها، نتيجة لعدم قدرتهم على إحتواء المرأة، فهي مخلوق ضعيف قوي، ضعيف بالعاطفة وقوي بالإصرار، فإن تعاملت معه بالعاطفة احتويته، وإن تعاملت معه بالعناد والإصرار كان أكثر عناداً". ويدعو الدكتور النحاس كل رجال العالم إلى "أن يتّحدوا تحت شعار: "اتحدوا لرعاية المرأة"، حيث إنّ تهميش المرأة أو التعامل معها بندّية، سيؤثر سلباً في الرجال". يقول: "أعتقد أنّ البعض ممّن أدلوا برأيهم يعكسون خبراتهم الشخصية، وهي نظرة غير واقعية، لأنّ المرأة هي كل المجتمع لا نصف المجتمع، فهي الرحم الذي ينجب كل هؤلاء الرجل والنساء".