المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأمل للحظة


الروميساءء
23-01-10, 03:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

http://www.darbelal.com/vb/wlmailhtml:{F56D4073-583E-4134-899B-ECB89A71CB38}mid://00000088/!x-usc:http://ar.netlogstatic.com/p/oo/017/072/17072894.jpg (wlmailhtml:{F56D4073-583E-4134-899B-ECB89A71CB38}mid://00000088/!x-usc:http://ar.netlog.com/knozxknoz/photo/photoid=17072894)
عباد الله .. حينما يتأمل المسلم اليوم في أحوال نفسه وأحوال من حوله ، يدرك كم هو مشغولٌ
عن الغاية التي خَلَقه اللهُ لأجلها ، تلك الغاية التي قَلَّ مِنّا مَن يسأل نفسه
هل سلك طريقها ، وهل توخّى وسائلها ، وطَمِع في جوائزها .. ربما تفكرت طويلاً
في الغايةِ من عملك ، والغايةِ من تجارتك ،والغايةِ من دراستك ،
ولا أشك أنك ستبحث عما يوصلك إلى تلك الغايات الشريفة ،ولكن كم مرةٍ سألنا أنفسنا
لماذا خُلِقنا ؟ لماذا خَلَقنا الله على هذه الأرض ؟ هل خلقنا لنتمتع بشهواتها؟ بطعامها؟
بشرابها؟ بزينتها وزخرفها؟ ، ثم نموت وندفن في التراب وينتهي كلُّ شيء؟ ..
لماذا خُلِقنا؟ إنه سؤال ربما نعيد بسببه
كثيرًا من حساباتنا الدنيوية والأخروية .
http://www.darbelal.com/vb/wlmailhtml:{F56D4073-583E-4134-899B-ECB89A71CB38}mid://00000088/!x-usc:http://ar.netlogstatic.com/p/oo/017/073/17073014.jpg (wlmailhtml:{F56D4073-583E-4134-899B-ECB89A71CB38}mid://00000088/!x-usc:http://ar.netlog.com/knozxknoz/photo/photoid=17073014)
أما الجواب ، فاسمع الجوابَ من الله الذي تكفل به في قوله تعالى:
{ وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } .
إنها العبادة ، الغاية العظمى للحياة .
لكنَّ الإنسانَ يميل بطبعه إلى المُتَع ، وتهفو نفسه ويشتاق بتكوينه إلى ما يرضي دنياه ..
هكذا خُلق الإنسان ، عجولاً تغره الثمارالقريبة الفانية ، حتى تُشغله عن الباقية لأنها بعيدة .

أيها المسلم ،
إن الله تعالى لم يأمرك بالعبادة ليقطعَك عن مُتَعِك ، ولا ليحرمَك من شهواتك ....
كلا .. بل أمرك بالعبادة
لتعيش بها هانئًا سعيدًا ، مطمئن البال والضمير ،

ولهذا كانت العبادة راحةً للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا تعِب ونَصَب
قال: ( أرحنا بالصلاة يا بلال )
http://www.darbelal.com/vb/wlmailhtml:{F56D4073-583E-4134-899B-ECB89A71CB38}mid://00000088/!x-usc:http://ar.netlogstatic.com/p/oo/017/073/17073188.jpg (wlmailhtml:{F56D4073-583E-4134-899B-ECB89A71CB38}mid://00000088/!x-usc:http://ar.netlog.com/knozxknoz/photo/photoid=17073188)
أيها المسلم .. هل تأملت في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
؟ إن من بينِهِم شابٌ نشأ في عبادة ربه ، فاستحق يوم تنكبُّ الشمسُ على
الخلائق فتلجمُهم في عرقهم، أن يحظى بظلٍ مميز، إنه ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.

كم للعبادة من حلاوةٍ في قلب المؤمن ، يجد فيها راحتَه وسلوتَه ، ويالَل
كم لها من طمأنينةٍ يجد فيها المهموم أنسَه وبردَ فؤاده ، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} ..

وتشعرُ أن مصائبَ الدنيا مهما بلغت عظمتها ، فإنها هينةٌ أمام ذكر الله .. وسهلةٌ تحت قدرة الله
ما دمتَ مع الله تعبده ، وترضى بقضائه وقدره ،
عباد الله .. أين الذين يستلذون بعبادة الله كما يستلذ غيرهم بالطعام والشراب
.. أين من يستلذ بمناجاة ربه وبكل أنواع العبادة وأشكالها المشروعة ..
يستلذ ويحس بطعم الحلاوة الإيمانية يسري في جوانحه ،

قيل للحسن البصري : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا ؟ قال :
لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورًا من نوره .

لما نزل الموت بالعابدة أمِّ الصهباء بكت ، فقيل لها: مم تبكين؟ فقالت: بكيت
حينما تذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر .

وجاء رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد ، إني أبيت معافى ، وأحب قيام الليل
،وأعد طهوري ،فما بالي لا أقوم ؟ فقال: ذنوبك قيدتك .

متى نشعرُ بالسعادة حينما نلقي بجباهنا على الأرض لله تعالى ، متى
نعوِّدُ أنفسَنا أن نشتاق للقاء ربنا في صلاتنا وذكرنا
لا نبالي الفقر أو المسكنة ،
إنها العبادة عباد الله ، طريقنا إلى الفلاح والنصر والشفاء ، فهنيئًا لنا
سلوكُها ، وتوخي طريقِها ، لأنفسنا و أزواجنا وأولادنا ، فإن الله يقول : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } .

اللهم ارزقنا شكرك وحسن عبادتك ، واجعلنا فيها من المخلصين ، والحمد لله رب
العالمين