المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه وقصيده فتاة فقدت اهلها بالصحراء


ابو رزيق
26-06-04, 02:32 AM
قصه وقصيده قبل مايقارب 300 سنه

قصة قديمة جدا يقدر عمرها بأكثر من ثلاثمئة عام وهي باختصار شديد
قصة فتاة ضلت عن أهلها في الصحراء وذلك بسبب إنشغال أهلها بمعركة طاحنة وكانت هذه المعركة جزء من حرب عظيمة دامت سنين طويلة
وكانت هذه الحرب بين قبيلتها وبين شريف مكة آنذاك ..وقد وجدها شيخ الدواسر أو عقيد قومهم فأعطاها الأمان وذهب بها إلى أهله.
عموما وباختصار شديد عاشت هذه الفتاة في كنف قبيلة الدواسر وأحبها ابن الامير ثم تزوجها بالرغم من المعارضة الشديدة من امه وكان سبب اعتراضها هو لأن الفتاة ادعت أنها همية ضائعة عندما تم العثور عليها مقطوعة في الصحراء مستظلة بشجرة كبيرة والتي كانت تصعد عليها اذا ما احست بالخطر وهي لم تنسب نفسها لقبيلتها ربما خوفا على نفسها أو على قبيلتها...مرت السنون وانجبت هذه الزوجة الشابة ابنا اسمته سباع وكان سباع
قويا وكان يتضارب مع أبناء عمه ويؤذيهم بسبب كثرة ما يعيرونه بأمه إلى أن اشتكت الأمهات إلى الشيخ الكبير أبو زوجها بما يفعله سباع فتوجه إلى أم سباع فقال لها كلمة آلمتها وهي موجودة في الأبيات
واستمر هذا الحال سنين طويلة إلى أن شب سباع وأصبح يغزو مع أبناء عمه فوصل إلى مكان غريب به أثار قوم وقدور.. ولكن المكان كان خاويا فأخبر أمه بما شاهد ووصف المكان لها فهلت دموعها وعندما علم عمها ابو زوجها بما بدر منها احتال عليها بحيلة حتى يكشف مكنونها فكانت النتيجة هذه الأبيات التي تربو إلى السبعين بيت وهي لا تعلم أن عمها يستمع لها وكانت بداية قصيدتها تحكي عما بدر منها عندما اخبرها سباع عن تلك الديار وعن الكلمة التي قالها عمها لها والتي اثرت بها.

وأنا اعتذر عن الاختصار الشديد وإن أردتم القصة كاملة فسأضعها لكم لا حقا بإذن الله تعالى


نترككم مع الأبيات:


يهيضْني ياسـبّاع دارٍ ذكرتـهــــــــــــا
........................ولاعـاد منها إلا مواري حيودهــــا
سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمـعَـــهَـا
.........................من عينها يحفي مذاري خدودهـا
ولكن وقود النارباقصىضميرها
......................هاضَ الغرام و بيّحَ الله ســـدُودهـا
ولكن حجر العــــين فـيـها ملـيـلـة
................... ولكـن ينهش مـوقها مع بـرودهـــا
دمـعٍ يـشــادي قــربــةٍ شُــوشليـّة
.................بـعيدٍ معشّــاها زعُــوجٍ قـعـودهــــا
زِعـبيـّـــةٍ ياعــمّ مــانـــي هَميــّـة
.....................ماني مـن اللـيّ هافياتٍ جدودهــا
أنامن زِعب وزعب إيلاَ أوْجَهوا
........................على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودهـا
أهـــل سربةٍ لادْبرَت كِنـّها مهجّرة
.......................وِنْ أقبلت كـنَّ الـجوازي وُرودهـا
لطاح طايحهم بشوفي ترايـعـــــوا
....................تقول فهـودٍ مـخـطيـاتٍ صيـودْهــــا
لصاح صياحٍ بالسّبيب تـِفازَعوا
...............عــزيِّ لـغمـرٍ ثـبَّرت بهْ بـلـودهــــــــا
لحقوا على مثل القطا يوم وردته
...............متغــانــمٍ عــــــينٍ قــــراحٍ بـــرودهــــــا
خـــيلٍ تغــذّى للبــلا و المعـارك
......................ترهِق صناديد العِدا في طرودهـــا
لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي
...................تـرى لـقـاحَ الخيــل يـردي جـهودهــــــــا
إن جَـتْ سمـاحَ الخدّ مايلـحـقـن
..........................ون جـت مع السّنْداء لزومٍ يكودهــــا
جــينـا الشّـريف بديرتـِه وإلتـقـانـا
................كـــلّ الـقـبايـل جامـــعٍ بــه جـنـودهـــــا
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا
..................مِــتـمَـوّلٍ يبـغـي حــنـازيب سـودهـــــــــا
يـَـامـَـا عـطـينـا دونـها من سبيـّه
...............................تسعين صفرا إحسابها ومعدودهــا
تمـامها شعيطان خيالة مهـوّس
.......................أصايـل صنـع النـّصـارى قيــودهـــــــا
اقـطـع قـبيـلةٍ ضفـها مـايـذرّى
......................تشــري جمــالٍ غـطـها في بـدودهـــــــا
قصيرنا في راس عيطاً طويلة
......................بـحجي ذراها من عواصيف نودها
عيـّوا عليـها لابِتي واحتمـُوهـا
....................بمـصـقــّلات مِــرهـِـفـــاتٍ حــدودهـــــا
حَرَبنا العدى والبنت نشوٍ بهاامها
...............واليـوم قـده مـنـوةِ العـــيــن عــودهـــــــا
تسعــين لـيـلـة والعرابا معقـّلة
..........................شمـخ الـذراء ومحـجـزاتٍ عضودهـــا
شقح البكار الليّ زهن الدباديب
.....................قامت تـضـالـِـع مــن مثـاني زنودهـــــا
خيلٍ تناحيهـاوتضرب بالقنا
.....................مثـل الـتهـامي يــوم أحـلى جرودهــــــا
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا
.....................بيضِ الترايـب نـاقضـات جعـودهـــــــا
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل
.................سمـرِ الـذّوايـب كـاسـيـات نـهــودهــــــــا
وجـيهٍ تشـادي مـزنةٍ عقربيّة
....................أقـبـل مـطـرهـا يــوم حـنت رعـودهـــــا
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها
.......................سـتر الـعـذارى مـاحضر مـن فهودهــــا
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس
.................... وعلـــى سـروج الخيـــل كـودٍ سنـودهـــا
مِــن صـنــع داود عـليهم مشالح
................تجـيـبه رجـالٍ مِـــن غـنـايـم فـهـودهـــــــا
يا ماطعنوا من حربةٍ عولقيّة
.......................شلفـى تلـظـى يَشـرَب الـدّم عــودهـــــا
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة
...............مـامـنـهـن اللـيّ مـاتــلاوي عــمـودهـــــــــا
تسعين مع تسعين والفين فارس
......................تحـت صليـب الخــدّ تطـوى لحـودهـــــــا
تسعين منهن بين ابويه وعزوتي
...................وتسـعين عـنـانٍ واللــواحـي شـهودهـــــــا
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة
.................لاعـــدّت الجـــودات يـنــعــدّ جـُـودهـــــــا
زِعــب هُم أهلَ المدح والمجدوالثنا
..................من الربـع الخـالي للـحجاز حدودهــــــــــا
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز
.....................وضيحيـهـا ومن الـجوازي عنودهــــــــــا
وِن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل
..............ودارٍ يجــــونــه ضــدهــم مـــايــرودهـــــــا
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها
....................تــِـقـافــت الــظّـعـان عـجـلٍ شـدودهــــا
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها
..................بـيضَ الـمحـاقـب فـاتـرات لهــــودهـــــــا
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة
................ولا صــاوُغــــوه بـلـطـمـــةٍ مـايــعـــودهــا
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي
....................مــاتــطـاوع الحـكـام مـــن عظـم زودهــا
أشوف بالحره ضعون تقللّت
....................وابـوي حـمـّـاي الـســـرايــا يــذودهـــا
شفي معه صقر تباريه عندل
........................مـرٍّ يـبـاريه و مــرٍّ يـقـــودهـــا
أنا فتاة الحي بنت بن غافل
......................كم مـِـن فــتاةٍ غـــرّ فـيها قعودهــا
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة
....................ما ودّك يـشـوفــه بـعـيـنـه حـسُودهــــــا
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه
.....................حـطـّيـت رفٍ فـي مِـثانــي فنودهــــــــا
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها
..................وشافـني عِـقـيـدَ القوم زيزوم قودهـــــــــا
قال انزلي يابنت وانتِ بوجهي
................ولا جــيـتـه إلاّ بـالـوثـــْق مـن عهُـودهــــــا
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن
.....................تسبّب علـينا مــن الأَعــادي قرودهـــــــا
بكونٍ شِديدٍ ماتمنّاه عارف
...................تـعـدّه عـيـالٍ عـادهـا فــي مـهـودهــــــا
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضىلهم
.............ويــومٍ عـلـيـنـا مــن لـيـالي سـعـودهـــــــــا
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية
.......................وضـوٍّ زمّت عـيدان الـــرطــىَ وقـودهــا
لكن قرون الصّيد باطراف بيتنا
......................هشيم الغضا يدنــي لحامــي وقودهــا
تسعين عيـنـا صـيدنا في عشيّة
...................وضـيـحـيـّة نجـــعــل دلانـا جـلـودهـــــا
قنّاصنا يـذهـب شـريقٍ وينثـني
........................ويجـيـب الجـوازي دامـياتٍ خـدودهـا
وروّايـنـا يـروح يـومٍ ويـنثـني
........................ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حـدودها
ومـدّادنـا ياخذ حـديـد ويـنثـني
........................ويجــيـب الجـلادي ضـايمـاتٍ هـبودها
وغــزّايـنـا يغـزي حــديد وينثني
..................ويجـيـب الـعــرابــا حــافــلاتٍ ديـودهــا
لـنـا بـيـن حـَبـْـر وغْـرابـا مـنزلٍ
................لِهــن فـــي زيــن الــعـرابا قــعــودهــــا
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة
.......................وغـلّ الأعـادي لاجيٍ فــي كــبــودهـــا
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى
..................إلاّ شخـوص العـــين قـب نـقـــودهــــــــا
ِقليبنا غزيــرةَ الجــــمّ عيلـــم
.........................مــا ينشـدون صدورهامن ورودهــــا
طـــولـه ثمانٍ مــع ثمانٍ مــع أربــع
...................وسـطٍ مـــن الصـفرا وقبلـت نـفــودهــــا
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى
................مادارهــا الــزرّاع يـبـذر مــــدودهـــــــا
ألـفــــين بـيـتٍ نــازلـين جـبـاهـــا
.................والـفــين بـيـتٍ بـالـمـظــامـي تـرودهــــا
تـخـالِـفـوا فـي يــوم تسعـين لحيـه
..............عـلشـان وقـفـت أجـنبي إبـنـفـودهــــــــــــا
دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لـــغـيرنــا
.................مــاحدّها الـرّملـه ومــا ورد عـدودهـــــا


قصة منقوووووووووله

ابومحمدالعصيمي
02-04-06, 08:08 PM
قصه مؤثره وقصيده رائعه ولكم تحياتي

النجديه
03-04-06, 01:22 AM
قصه وقصيده رائــــــــعـــــه

تسلم يديك يا ابو رزيق

وتسلم على هالمشاركه الرائعه

ويا هلا ومرحبا فيك نورتنا بزيارتك ومشاركتك في هالقسم

بس اتمنى منك في المشاركه القادمه تكتب القصه كامله بدون اختصار عشان نعيش احداث القصه ونعرف ادق التفاصيل

يعطيك العافيه يا خوي

واحنا في انتظار جديدك القادم

كاتم الونة
06-04-06, 02:14 AM
لاهنت يالقرم

قصة مؤثرة جداااااااااا

والقصيدة جزلة ورائعة جدااااااااا

رحمهم الله تعالى

تحيااااتي يالغالي

ووالله انا مشتاقين لك يابورزيق

الله يجيبك بالسلامة والعافية

المحب:)

فيصل الشريف
06-04-06, 10:00 AM
قصيدة وثّقت حرب عظيمة

خاضها قوم الشاعرة حماية لجارهم


شكراً لك هذا الجهد الجميل



فيصل،،

الطرررررقي
08-04-06, 10:29 PM
بيض الله وجهك يابن رزيق

قصه وقصيده رائعه

الحازمي
20-04-06, 09:20 AM
قصة وقصيدة رائعة جدا

الدنيا مبدء ياتبدء ياابدء
20-04-06, 11:03 PM
صح لسااااااااااااااااااااااااااااانك

المهاجر
02-07-06, 06:14 PM
الله يعطيك العافية

الـرحـــال
21-06-10, 02:53 AM
يعيك العافية على القصة والقصيدة

ونيس المجبري
30-06-10, 09:41 PM
ابكي ودمعي في خدودي نازف*****عيني جرت وتمزقت اجفاني
قصة جميلة بارك الله فيك

بنـت زعـب
07-08-10, 09:15 AM
اخـوي ابو رزيق .. مشكور لكن حبيت اوضـح لك شيء ان القصه اللي كتبتها ناقصه وان القصيده تقريبا تصل 120 بيت لكنها ضاعت من عدم الحفظ ولطولها واللي معروف منها عند غالبيه الناس اللي انت ذكرته لكن الشيبان عندهم اكثر اذا ماخاب الظن .. ولاهو نقص في قدرك ولاشي لكن خذتني الحميـه لانك نقصت كثير من القصـه .. ولا ذكرت حتى وش سبب الحرب او كيف تزوجها ابو سباع لذلك حبيت اوضح لكم بقيه القصه والسموحه


قبيلة زعب من القبائل الكبيرة التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية ومنهم البادية ومنهم الحاضرة، وقد كان الشريف حاكم مكة في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت قبيلة زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحمى فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب من غزارته فأخبروا الشريف بذلك فبعث لهم يطلبها فأخبروه أنها ملك لجارهم بن صبخي من حرب فأرسل الشريف إلى الأمير ناصر بن سحوب أمير زعب يقول له أنه يريد الإبل ويعطي بن صبخي عن الناقة ناقتين فرفض بن صبخي ثم أعطاه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً وأحضر ابن سحوب جاره بن صبخي ليلحّ عليه بأن يبيعها على الشريف طالما أن الشريف له رغبة بها ويلحّ في طلبها فأجابه ابن صبخي قائلاً لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عني فقالوا له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ ، ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لأرسلوها له ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب ، وبعد مفاوضات كثيرة رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب ورغم ذلك لم يستطع ابن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم ، وكان ابن سحوب مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت ابن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل، فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء (بيضاء ) بدلاً عن الإبل التسعين وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوّس وإسمه شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيل وكان أغلى على مهوس من روحه وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل ، واغتاظ الأمير ابن سحوب عند ذلك وعندما رأى فشل الموضوع قال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بأن لا يكون لها عميل ( أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون ) قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف" ثم خرج ابن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها فقالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت ابن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين، وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين ، فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق ابن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة ثم رأى الشريف أن يقود جيشاً جراراً بنفسه على زعب وقد كان الشريف رجل حرب لا يستهان به والتقوا في "ركْبـَه" ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدوا زعب وأطلقوا أميرهم من منعه وأعطوه سلاحه وكان ابن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ ابن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني فكان ذلك وصاح فيهم ابن سحوب قائلاً يا زعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع ابن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف وانتهت بذلك الحرب بموت ابن غافل بعدما مات ثمانين فارس من زعب وجُرح ابن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاة من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت لن أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق بألا تدنس شرفي فأعطاها ما طلبت ثم نزلت فأردفها على بعيره وذهب بها وسألها من أنتِ فقالت "هتيمية ضائعة" وبقيت عندهم مدة ، فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه والده ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي الذي أرضعك إياه إن فعلت ، فأصر على الزواج بها فتزوجها، فقام قومه بوضع بيته خلف البيوت كناية عن إهانته لزواجه من هذه البنت ، وولد له سباّع وترعرع فاستغرب القوم تصرفاته مع أولاد عمه فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه الرئة يرميها ثم ينقضُّ على قلب الجزور ويأخذه غصباً من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان حرب زعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها مسعر غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة إننا نريد أن نغزوا وكان قصده أن تهيج الرحىَ ما بها ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وتُنشد قصيدة طويلة لم يتم العثور إلا على بعض أبياتها ، وللمعلومية فإنه قد انحدر من هذه المرأة قوم كثر , ويقال لهم آل بو سباع من الدواسر ، وقصيدة فتاة زعب بنت الأمير ابن غافل هي

يهيضْني يا سـبّاع دارٍ ذكرتها=ولاعاد منها إلا مواري حيودها
سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمعَهَا=من عينها يحفي مذاري خدودها
ولكن وقود النار بأقصى ضميرها=هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودها
ولكن حجر العين فيها مليلة=ولكن ينهش موقها مع برودها
دمعٍ يشادي قربةٍ شُوشليّة=بعيدٍ معشّاها زعُوجٍ قعودها
زِعبيـّةٍ يا عم ماني هَفيّة=ماني من الليّ هافياتٍ جدودها
أنا من زِعب وزعب إلى أوْجَهوا=على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها
أهل سربةٍ لا دْبرَت كِنّها مهجّرة=وِإنْ أقبلت كنَّ الجوازي وُرودها
لا طاح طايحهم بشوفي ترايعوا=تقول فهودٍ مخطياتٍ صيودْها
لا صاح صياحٍ بالسّبيب تِفازَعوا=عزيِّ لغمرٍ ثبَّرت بهْ بلودها
لحقوا على مثل القطا يوم وردته=متغانمٍ عينٍ قراحٍ برودها
خيلٍ تغذّا للبلا والمعارك=ترهِق صناديد العِدا في طرودها
لا تلقّحونَ الخيل يا زعب يا هلي=ترى لقاحَ الخيل يردي جهودها
إن جَـتْ سماحَ الخدّ ما يلحقن=وإن جت مع السّنْداء لزومٍ يكودها
جينا الشّريف بديرتِه وإلتقانا=كل القبايل جامعٍ به جنودها
طَلَبْ علينا الخُور هجمت قصيرنا=متمَوّلٍ يبغي حنازيب سودها
ياما عطينا دونها من سبيـّه=تسعين صفرا إحسابها ومعدودها
تمـامها شعيطان خيالة مهوّس=أصايل صنع النصارى قيودها
إقطع قبيلةٍ ضفها ما يذرّي=تشري جمالٍ غطها في بدودها
قصيرنا في رأس عيطاً طويلة=بحجى ذراها من عواصيف نودها
عيـّوا عليها لابِتي واحتمـُوها=بمصقّلات مِرهفاتٍ حدودها
حَرَبنا العدا والبنت نشوٍ بها أمها=واليـوم قده منوة العين عودها
تسعين ليلة والعرابا معقـّلة=شمـخ الذراء ومحجزاتٍ عضودها
شقح البكار الليّ زهن الدباديب=قامت تضالع من مثاني زنودها
خيلٍ تناحيهـا وتضرب بالقنا=مثل التهامي يوم أحلى جرودها
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا=بيضِ الترايب ناقضات جعودها
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل=سمرِ الـذّوايب كاسيات نهودها
وجيهٍ تشادي مزنةٍ عقربيّة=أقبل مطرهـا يوم حنت رعودها
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها=ستر العذارى ما حضر من فهودها
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس=وعلى سروج الخيل كودٍ سنودها
مِن صنع داود عليهم مشالح=تجيبه رجالٍ مِن غنايم فهودها
ياما طعنوا من حربةٍ عولقيّة=شلفا تلظى يَشرَب الدّم عودها
الليّ أيتموا في يوم تسعين مُهرة=ما منهن الليّ ما تلاوي عمودها
تسعين مع تسعين وألفين فارس=تحت صليب الخدّ تطوي لحودها
تسعين منهن بين أبويه وعزوتي=وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة=لا عدّت الجودات ينعدّ جودها
زِعب هُم أهلَ المدح والمجد والثنا=من الربع الخالي للحجاز حدودها
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز=وضيحيها ومن الجوازي عنودها
وإن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل=ودارٍ يجونه ضدهم ما يرودها
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها=تقافت الظّعان عجلٍ شدودها
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها=بيضَ المحاقب فاترات لهودها
يَامَا خذوا من ضدّهم مِن غنيمة=ولا صاوُغوه بلطمةٍ ما يعودها
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي=ما تطاوع الحكام من عظم زودها
أشوف بالحرة ضعون تقللّت=وابوي حمّاي السرايا يذودها
شفي معه صقر تباريه عندل=مرٍّ يباريه و مرٍّ يقودها
أنا فتاة الحي بنت بن غافل=كم من فتاةٍ غرّ فيها قعودها
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة=ما ودّك يشوفه بعينه حسُودها
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه=حطيّت رفٍ في مِثاني فنودها
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها=وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها
قال انزلي يا بنت وانتِ بوجهي=ولا جيته ألاّ بالوثْق من عهُودها
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن=تسبّب علينا من الأَعادي قرودها
بكونٍ شِديدٍ ما تمنّاه عارف=تعدّه عيالٍ عادها في مهودها
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضى لهم=ويومٍ علينا من ليالي سعودها
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية=وضوٍّ زمّت عيدان الأرطىَ وقودها
لكن قرون الصّيد بأطراف بيتنا=هشيم الغضا يدني لحامي وقودها
تسعين عينا صيدنا في عشيّة=وضيحيّة نجعل دلانا جلودها
قنّاصنا يذهب شريقٍ وينثني=ويجيب الجوازي دامـياتٍ خدودها
وروّاينا يروح يومٍ وينثني=ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حدودها
ومدّادنا يأخذ حديد وينثني=ويجيب الجلادي ضايماتٍ هبودها
وغزّاينا يغزي حديد وينثني=ويجيب العرابا حافلاتٍ ديودها
لنا بين حَبْر وغْرابا منزلٍ=لِهن في زين العرابا قعودها
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة=وغلّ الأعادي لاجيٍ في كبودها
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى=إلاّ شخوص العين قب نقودها
ِقليبنا غزيرةَ الجمّ عيلم=ما ينشدون صدورها من ورودها
طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربع=وسطٍ من الصفرا وقبلت نفودها
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى=ما دارها الزرّاع يبذر مدودها
ألفين بيتٍ نازلين جباها=وألفين بيتٍ بالمظامي ترودها
تخالفوا في يوم تسعين لحيه=عشان وقفت أجنبي بنفودها
دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لغيرنا=ما حدّها الرّمله وما ورد عدودها


والسموحه على المداخله لكن حبيت اوضح لانك اخوي تنقل تراث فيجب ان تعلم الناس القصه كامله للتوضيح (q81)