المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصاحبي الجليل .......(( سعيد بن عامر الجمحي ))


مستغرب
17-06-04, 02:01 PM
قال المؤرخون عنه :
اشتري الآخرة بالدنيا وآثرالله ورسوله علي سواهما .....
كان الفتي سعيد واحد من الآلاف الذين خرجوا إلي منطقة التنعيم في ظاهر مكة بدعوة من زعماء قريش ليشهدوا مصرع ( خبيب بن عدي ) أحد أصحاب محمد بعد أن ظفروا به غدراً ......
وسمع صوت سيدنا خبيب الثابت الهادئ وهو يقول :
إن شئتم أن تتركوني أركع ركعتين قبل مصرعي فافعلوا ، ثم نظر إليه وهو يستقبل الكعبة ويصلي ركعتين ، يا لحسنهما ويا لتمامهما....
ثم رآه يقبل علي زعماء القوم ويقول :
والله لولا أن تظونوا أني أطلت الصلاة جزعاً من الموت ، لاستكثرت من الصلاة .....
ثم شهد سيدنا سعيد سيدنا خبيب يمثل به حياً ، فيقطعون من جسده القطعة تلو القطعة وهم يقولون له :
أتحب أن يكون محمد مكانك وأنت ناج ؟
فيقول والدماء تنزف منه :
والله ما أحب أن أكون آمناً وادعاً في أهلي وولدي ، وأن محمد يوخز بشوكة .....
فيتعالي صياح الناس .... اقتلوه ... اقتلوه ......
ثم أبصره يرفع بصره إلي السماء ويقول :
اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً ....
ثم لفظ أنفاسة الأخيرة ، وبه ما لم يستطيع أحد إحصاءه من ضربات السيوف وطعنات الرماح ......
عادة قريش ونسيت في زحمة الأحداث خبيباً ومصرعة ....
لكن الفتي اليافع ( سعيد بن عامر الجمحي ) لم يغيب عن خاطره لحظة ....
كان يراه في حلمة إذا نام ، ويراه بخياله وهو مستيقظ ، ويمثل أمامه وهو يصلي ركعتيه الهادئتين المطمئنتين .......
وتعلم منه ما لم يكن يعلم من قبل :
تعلم منه أن الحياة عقيدة وجهاد في سبيل العقيدة حتي الموت .
وتعلم منه أيظاً أن الإمان الراسخ يفعل الأعاجيب ، ويصنع المعجزات .
وتعلم منه أمراً آخر ، هو أن الرجل الذي يحبه أصحابه كل هذا الحب إنما هو نبي مؤيد من السماء .
عند ذلك شرح الله صدر سعيد بن عامر إلي الإسلام ، فقام في ملأ من الناس ، وأعلن براءته من آثام قريش وأوزارها ، وخلعه لأصنامها وأوثانها ودخوله في دين الله ......
هاجر سعيد بن عامر إلي المدينة ، ولزم رسول الله صلوات الله عليه ، وشهد معه خيبر وما بعدها من الغزوات .
ولما انتقل النبي الكريم إلي جوار ربه وهو راض عنه ، ظل من بعده سيفاً مسلولاً في أيدي خليفتيه أبي بكر وعمر .....
وعاش مثلاً فريداً فذاً للمؤمن الذي اشتري الآخرة بالدنيا ، وآثر مرضاة الله وثوابه علي سائر رغبات النفس وشهوات الجسد ....

دخل علي عمر بن الخطاب في أول خلافته فقال :
يا عمر : أوصيك أن تخشي الله في الناس ، ولا تخشي الناس في الله ، وألا يخالف قولك فعلك فإن خير القول ما صدقه الفعل .....
يا عمر : أقم وجهك لمن ولاك الله أمره من بعيد المسلمين وقريبهم ، وأحب لهم ما تحب لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، وخض الغمرات إلي الحق ، ولا تخف في الله لومة لائم .
فقال عمر : ومن يستطيع ذلك يا سعيد ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
فقال : يستطيعه رجل مثلك ممن ولاهم الله أمر أمة محمد ، وليس بينه وبين الله أحد .......

----------------------------------------------------------------------
دعا عمر بن الخطاب سعيداً إلي مؤازرته وقال :
يا سعيد إني موليك علي أهل (( حمص )) ، فقال :
يا عمر أنشدتك الله ألا تفتنني .....
فغضب عمر وقال :
ويحكم ..... وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني !! .....
والله لا أدعك ، ثم ولاه علي (( حمص )) وقال :
ألا نفرض لك رزقاً ؟؟؟؟؟ ، قال :
وما أفعل به يا أمير المؤمنين ؟! فإن عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي ، ثم مضي إلي (( حمص )).

وما هو إلا قليل حتي وفد علي أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل (( حمص )) فقال لهم :
اكتبوا لي أسماء فقرائكم حتي أسد حاجتهم ...
فرفعوا كتاباً فإذا فيه : فلان وفلان و !!!!!!!!!! (( سعيد بن عامر ))
مين تخيلوا ؟؟؟؟؟؟ إنه سيدنا سعيد بن عامر الجمحي
فقال سيدنا عمر :ومن سعيد بن عامر ؟!
فقالوا : أميرنا .....
فقال : أميركم فقير ؟!
قالوا : نعم ، ووالله إنه لتمر عليه الأيام الطوال ولا يوقد في بيته نار ....
فبكي عمر حتي بللت دموعه لحيته ، ثم عمد إلي ألف دينار فجعلها في صرة وقال :
اقرؤوا عليه السلام مني ، وقولوا له :
بعث إليك أمير المؤمنين بهذا المال لتستعين به علي قضاء حاجتك ....
جاء الوفد لسعيد بالصرة فنظر إليها فإذا هي دنانير !!!!!!!؟؟؟؟؟؟
تخيلوا ماذا فعل ؟؟!!
-----------------------------------------------------------------
أتعلموا ماذا فعل سيدنا سعيد عندما رأي النقود !!!!!!!!!
جعل يبعدها عنه ويقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، كأنما نزلت به نازلة ، فهبت زوجته مذعورة وقالت :
ما شأنك يا سعيد ؟! ........أمات أمير المؤمنين ؟!
قال : بل أعظم من ذلك .
قالت : أأصيب المسلمون في وقعة ؟!
قال : بل أعظم من ذلك .
قالت : وما أعظم من ذلك ؟!
قال : دخلت علي الدنيا لتفسد آخرتي ، وحلت الفتنة في بيتي .
قالت : تخلص منها ، وهي لا تدري من أمر الدنانير شيأ .
قال : أو تعينينني علي ذلك ؟
قالت : نعم .
فأخذ الدنانير فجعلها في صرر ثم وزعها علي فقراء المسلمين .

لم يمضي علي ذلك طويل وقت ، حتي أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها ، فلما نزل بحمص ، وكانت تدعي (( الكويفة )) وهو تصغير (( للكوفة )) وتشبيه(( لحمص )) بها لكثرة شكوي أهلها من عمالهم وولاتهم كما كان يفعل أهل (( الكوفة )) ، فلما نزل بها لقيه أهلها للسلام عليه
فقال : كيف وجدتم أميركم ؟
فشكوه إليه وذكروا أربعاً من أفعاله ، كل واحدٍ أعظم من الآخر .
قال عمر فجمعت بينه وبينهم ، ودعوت الله ألا يخيب ظني فيه ، فقد كنت عظيم الثقة به .
فلما أصبحوا عندي هم وأميرهم ، قلت :
ما تشكون من أميركم ؟
قالوا : لا يخرج علينا حتي يتعالي النهار .
فقلت : وما تقول في ذلك يا سعيد ؟
فسكت قليلاً ، ثم قال :
والله إني كنت أكره أن أقول ذلك ، أما وإنه لا بد منه ، فإنه ليس لأهلي خادم ، فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم ، ثم أتريث عليه قليلاً حتي يختمر ، ثم أخبزه لهم ، ثم أتوضأ وأخرج للناس .
قال عمر : فقلت لهم وما تشكون منه أيضاً ؟
قالوا إنه لا يجيب أحداً بليلٍ .
قلت : وما تقول في ذلك يا سعيد ؟
قال : إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضاً ....
فأنا قد جعلت النهار لهم ، والليل لله عز وجل .
قلت : وما تشكون منه أيظاً ؟
قالوا : إنه لا يخرج علينا يوماً في الشهر .
قلت وما هذا يا سعيد ؟
قال ليس لي خادم يا أمير المؤمنين ، وليس عندي ثياب غير التي علي ، فأنا أغسلها في الشهر مرة وأنتظرها حتي تجف ، ثم أخرج إليهم في أخر النهار .
ثم قلت : وما تشكون منه أيضاً ؟
قالوا : تصيبه من حين إلي آخر غشيه ( أي يغمي عليه ) فيغيب عمن في مجلسه .
فقلت : وما هذا يا سعيد ؟!
فقال : شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك ، ورأيت قريشاَ تقطع جسده وهي تقول له : أتحب أن يكون محمد مكانك ؟ :exec:
فيقول : والله ما أحب أن أكون آمناً في أهلي وولدي ، وأن محمداً تشوكه شوكة ......... وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفرلي ...... وأصابتني تلك الغشية .
عند ذلك قال عمر : الحمد لله الذي لم يخيب ظني به .
ثم بعث له بألف دينار ليستعين بها علي حاجته .
فلما رأتها زوجته قالت له :
الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك ، اشتري لنا مؤنة ، واستأجر لنا خادماً .
فقال لها : وهل لك فيما هو خير من ذلك ؟
قالت : وما ذاك ؟!
قال : ندفعها إلي من يأتينا بها ، ونحن أحوج ما نكون إليها .
قالت : وما ذاك ؟!
قال : نقرضها الله قرضاً حسناً .
قالت نعم ، وجزيت خيراً .
فما غادر مجلسه الذي هو فيه حتي جعل الدنانير في صرر ، وقال لواحد من أهله :
انطلق بها إلي أرملة فلان ، وإلي أيتام فلان ، وإلي مساكين آل فلان .........

--------------------------------------------------------------------

خرج سعيد رضي الله عنه ومعه زوجته العروس الفائقة الجمال الى حمص ، ولما استقرا أرادت زوجته أن تستثمر المال الذي زوده به عمر ، فأشارت عليه بشراء ما تحتاج إليه من ثياب ومتاع ثم يدخر الباقي ، فقال لها سعيد ( ألا أدلك على خير من هذا ؟000نحن في بلاد تجارتها رابحة ، وسوقها رائجة ،فلنعط هذا المال من يتجر لنا فيه وينميه )00قالت ( فإن خسرت تجارته ؟)00قال ( سأجعل ضمانها عليه !)00 قالت ( فنعم إذن )00

وخرج سعيد فاشترى بعض ضرورات عيشه المتقشف ، ثم فرق جميع المال على الفقراء والمحتاجين000ومرت الأيام وكلما سألته زوجته عن تجارتهما يجيبها ( إنها تجارة موفقة ، وإن الأرباح تنمو وتزيد )000وعندما شكت وارتابت بالأمر ألحت عليه لتعرف ، فأخبرها الحقيقة ، فبكت وأسفت على المال ، ونظر إليها سعيد وقد زادت جمالا ثم قال ( لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله ، وما أحب أن انحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيا بما فيها )000وقال لها ( تعلمين أن في الجنة من الحور العين والخيرات الحسان ، ما لو أطلت واحدة منهن على الأرض لأضاءتها جميعا ، ولقهر نورها نور الشمس والقمر معا ، فلأن أضحي بك من أجلهن ، أحرى وأولى من أن أضحي بهن من أجلك )000وأنهى الحديث هادئا مبتسما وسكنت زوجته وأدركت أنه لا شيء أفضل من السير مع سعيد في طريقه التقي الزاهد000

لقد كان سعيد بن عامر صاحب عطاء وراتب كبير بحكم عمله ووظيفته ، ولكنه كان يأخذ ما يكفيه وزوجه ويوزع الباقي على البيوت الفقيرة ، وقد قيل له ( توسع بهذا الفائض على أهلك وأصهارك )000 فأجاب ( ولماذا أهلي وأصهاري ؟000لا والله ما أنا ببائع رضا الله بقرابة )000كما كان يجيب سائله ( ما أنا بالمتخلف عن الرعيل الأول ، بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يجمع الله عز وجل الناس للحساب000فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمام000فيقال لهم : قفوا للحساب000فيقولون : ماكان لنا شيء نحاسب عليه000فيقول الله : صدق عبادي000فيدخلون الجنة قبل الناس )000

منقوووول

ساعة عنيزة
17-06-04, 02:09 PM
الله يعطيك العافية
يسلموووووو على الموضوع
http://www.alhsa.com/ib/uploads/post-9-1086485240.jpg

هبه
22-06-04, 03:54 AM
سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنه
اول مره اسمع بقصته جزاك الله خير
والله يجعله في موازين حسناتك
بس احب اعقب تعقيب بسيط
وهو انه نساء الدنيا المؤمنات
إذا ربي رزقهم الجنه ترى اجمل من الحور العين
أول كنت أغار من الحور العين بس اللحين خلاص:p
الله يرضا علينا ويرحمنا برحمته ويرزقنا الجنه

سيف العداله
25-06-04, 05:05 PM
تشكرات كثيرات على الموضوع :)

ŘǻŶąŅ~ •●∫
04-07-06, 06:05 PM
جزاك الله خير

حسن خليل
13-07-06, 05:18 AM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً

والله يعطيك ألف عافية

المُهرة
13-07-06, 05:27 AM
نعم الصحابي
ولا ازكي على الله احدا
يا ماااال الجنة يا مستغرب
جعلك تجي مثله وأحسن


:)

اللطيفة
17-07-06, 11:48 PM
الله يجزاك خير00000

((المحرومة))
19-07-06, 07:33 AM
جزاااااااااك الله خيييييييير

برساوي
05-08-06, 04:23 AM
جزاك الله خير

المشااااكس
07-08-06, 10:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

:::الله يعطيك العافية مشكور:::

السرساح
09-09-06, 04:31 PM
جزاك الله خير على هذا الموضوع وبارك الله فيك

ام أيمن
29-09-06, 11:42 AM
بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا